من غير الطبيعي نفسيا الادعاء بأنك تكره أيديولوجية ما دون كره الناس الذين تعبر حياتهم عن تلك الأيديولوجية.
انتشر بين هؤلاء الذين يكرهون الإسلام أن خوفهم وبغضهم ليس عنصرية، لأن الإسلام ليس عرقا، أو كأنهم يقولون ضمنا إن كره المسلمين أمر عقلاني وحكيم في حين أن كره السود هو أمر غبي وغير عقلاني!
بعض الناس الذين يدعون أن الإسلام هو دين شرير في الأصل يقولون إنهم لا يحملون أي كراهية تجاه المسلمين، لكني لا أعتقد أنهم يقولون الحقيقة. فمن الصعب حقا ومن غير الطبيعي نفسيا أن تدعي أنك تكره أيديولوجية دون كره الناس الذين تعبر حياتهم عن تلك الأيديولوجية. الأديان والأمم والأجناس جميعها بِنىً خيالية، وإذا فكرت أنك تريد أن تستأصل شأفة دين ما فإنه يتعين عليك أن تتخيل أنك تستئصل الأشخاص الذين تعتقد أنهم يعبرون عن هذا الدين.
أتذكر ما قاله جورج بوش الابن عندما قال موضحا أن الأمريكيين ليسوا في حرب مع الشعب العراقي، ولكن مع الحكومة العراقية. منذ ذلك الحين، لقى قرابة مليون عراقي حتفهم نتيجة الحرب معهم. ربما يكون التمييز بين الحكومة والشعب مريحا لمن هم على قيد الحياة، لكنه لا يقدم نموذجا تفسيريا للتنبؤ بمن سيتم قتله!
الكراهية العرقية والدينية لديها شيء ما مشترك: إنها ليست مستوحاة من عرق أو الدين الشخص الذي يكره، لكنها تُحدد عن طريق دين أو عرق الضحية. هذا واضح للغاية في قضية معاداة السامية، والتي يمكن أن تظهر إما بشكل عنصري أو أنها كراهية دينية، أو في الواقع، كلاهما! ما هو ثابت أن معاداة السامية تنطوي على كراهية اليهود، مهما كانت الأسباب التي قُدمت لذلك.
وبالمثل، إذا كنت تكره السود، فإنك تكرههم لأسباب عنصرية بغض النظر عن لون جلدك، وإذا كنت تكره المسلمين والكاثوليك أو المورمون، فإنك تكرههم بسبب دينهم، مهما كانت معتقداتك الخاصة. لذلك فإنه من الممكن تماما أن تكون الكراهية الدينية مدفوعة بالإلحاد، وذلك قد يكون السبب لشيوعها في العالم الحديث.
الادعاء بأن الإسلام ليس عرقا، ولذلك فمن المنطقي أن يُكره ويُخشى أصبح ادعاء مقبولا للعديدين، لأنهم يرون بأن هناك شيئا شديد الفظاعة في الكراهية بناء على العرق. لكن لا أعتقد أن هناك فارقا كبيرا بين الاثنين، أنا أستطيع تفهم افتراض أن التمييز العنصري كان قبل 50 أو 60 عاما جزءا طبيعيا تماما من الحياة الانجليزية. ومن أجل تغيير ذلك، كان من الضروري وصمه بشكل مبالغ فيه، وبالتالي أصبحت العنصرية نوعا من الجذام الأخلاقي.
لكن إذا سمحنا لأنفسنا بالمقارنة بين الجرائم التي ارتكبها ستالين أو ماو، وبين جريمة تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلنطي، من حيث طموح المجرم لا من حيث المدة لكل جريمة، فلا يمكن لأحد القول إنهم معذورون، لأن الطغاة الملحدين الأفظع في التاريخ لم يكونوا عنصريين!
ستالين وماو لو كانا هنا لأيدا ما كتبه سام هاريس عندما قال إن “هناك بعض المعتقدات الرهيبة التي من الممكن أن تبرر قتل الناس الذين يتبنونها”، سيؤيدان ذلك لأنها تدعم دفاعهما عن تعذيب السجناء.
في النهاية، موقف الناس الذين يدعون أن كراهية الإسلام أمر مختلف وأرقى من كراهية السود، هو تماما مثل آلان باتريدج وقوله إنه على الأقل ليس ديفيد برينت!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق