خاص - جيل العربي الجديد
العمدة عثمان في "الزوجة الثانية"، وعشري في "إبراهيم الأبيض"، هو نفسه الفنان الشاب الذي شارك في بطولة أفلام أميركية وفرنسية مثل فيلم Salmon Fishing in the Yemen مع إيوان ماكجريجور وإيميلى بلانت، وsyriana مع جورج كلوني.
هو الفنان المصري عمرو واكد، الذي أشعل الساحة الفنية ومواقع التواصل الاجتماعي أخيرا بمشاركته للنجوم "سكارليت جوهانسون، ومورجان فريمان" في فيلم "لوسي". وهو واحد من شباب ثورة مصر، وأحد فرسان ثورة 25 يناير المجيدة، وفنان متميز منذ بدايته في "ديل السمكة"، عندما قدمه السيناريست، وحيد حامد، مراهنا على موهبته الاستثنائية وطريقة أدائه المختلفة.
عمرو واكد دائما جريء مختلف في رأيه، لذلك جاءت رؤيته لدعوة التظاهر في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري "حرية التعبير منصوص عليها في الدستور، وليست شيئا اخترعناه من عندنا، ولا هي من تأليفي. والتظاهر حق لكل الناس". وعن حمل المتظاهرين للمصاحف خلال التظاهرات فهم "أحرار في كل شيء. هذا رأيهم الذي يعبرون عنه".
وقد وقعت العديد من الاتهامات بحق المعبّرين عن رأيهم، منها الخيانة، مثل واكد وخالد أبو النجا، ومحمد عطية، وحمزة نمرة، ووحيد حامد "لا أحد محترم يقول عن حرية الرأي خيانة عظمى، فأغلب من يقولون هذا الكلام هم سفهاء سواء كانوا ضد الثورة أو من الباحثين عن الظهور، واكتساب الشهرة والنجومية على حساب الآخرين. هذا ليس أسلوبا محترما، لذلك لا يهمني إلا رأي الناس المحترمين، ومن المتعارف عليه أن اختلاف الآراء لا يفسد للود قضية".
وعن نيته في المشاركة في التظاهرات المرتقبة، صرح الفنان عمرو واكد لـ (جيل العربي الجديد)، أنه "للأسف لست موجودا في مصر حالياً، فأنا أقوم بتصوير بعض الأعمال خارج البلاد، وسوف أعود نهاية شهر يناير/كانون الثاني المقبل، وفي ذلك الوقت، إذا كانت هنالك أية تظاهرات أرى أن المشاركة فيها تهمني، فأنا بالتأكيد لن أتردد، وسوف اشارك فيها من دون أي خوف".
أما عن المشهد المصري هذه الأيام، فيرى واكد أن "مصر تمر في وقت صعب جداً جداً، وفيها أزمات كثيرة جداً، وأهم أزمة فيها عدم توفر الرعاية لسبل الحرية والمساواة، وأي أحد يريد انتقاد الرئيس عبد الفتاح السيسي أو الحكومة، يجب أن يتمتع بالحق في هذا الانتقاد وفي التعبير عن رأيه، وما دام الانتقاد ممنوعا سيكتم الناس أنفاسهم حتى يصلوا إلى حد الانفجار. نحن محتاجون لأن تقوم الدولة بفتح المجال للمعارضة والنقد".
وعن التفريق، أو التوضيح حول المقصود بالمعارضة، وتعريف المعارضة وفقا لوجهة نظره، يقول:"المقصود بالمعارضة ليس الشتيمة والسب، بل إظهار العيوب وتسليط الضوء عليها، لكي يتمكن الناس من الوصول إلى ما هو مريح لهم، وفي نهاية المطاف من يمسك بالحكم ولا يوفر الراحة، فإنه لا يعمل لمصلحته ولا لمصلحتهم. أقول هذا الكلام لأن من يُسمع له صوت في البلد يسجن. كلُّ من سجن وفقا لقانون التظاهر يجب أن يخرج، وأن يحظى باعتذار الدولة، وإلا فإن البلد ذاهبة إلى حتة وحشة جداً".
"لا أحد محترم يقول عن حرية الرأي خيانة عظمى"
وللفن والسياسية علاقة لا تنقطع، فهما مساران يصعب التفريق بينهما، وخاصة في بلد يشهد ما تشهده مصر اليوم "دور الفن في كل المواقف وفي كل المِحن أن يتكلم ويقول ويطرح المشكلة بجميع أبعادها، والناس تنظر وتقرر الحل، الفن غير موجود بذاته ولذاته، الفن يسلط الضوء على مشاكلنا واحنا علينا الاهتمام بحلولها". أما عن نظرة العالم الخارجي والمجتمع الدولي لما يجري في مصر فـ "نحن بصراحة سمعتنا بره بقت مش كويسة من حيث حرية الرأي وحرية الإبداع".
والحل حسب تصورات واكد "سهل جدا: يجب سماع صوت كل الناس، وليس هناك أحد يصبح خائنا لأنه يقول كلمة أو رأياً بحرية، ومن لا يعجبه ما يحصل في مصر، له الحق في أن يعبّر عن عدم رضاه، وأن يخرج ويقول رأيه، وعلى الآخرين تقبله".
في كل العصور التي مرت بمصر حديثا، كانت الحريات، حتى في عهد المخلوع حسني مبارك، متوفرة بصورة أكبر، أما في الوقت الحالي فالحريات لا ترى النور، وعن هذه المقاربة، يضيف واكد "كل ما يحدث من قمع للحريات خطأ في سياسة الدولة، يجب أن يعبر الناس عن آرائهم. في الوقت الحالي لدينا مَثل حيّ (خالد أبو النجا) قال كمان شوية ونقوله (ارحل) فهل يجوز ما وقع في نصيبه من سب وقذف، هذا ليس في صالح مصر"."لا سيادة سياسية ولا مدافع ولا الخرطوش هيوقف الثورة"
وفي رسالة وجهها لمؤسسة الحكم في مصر وللسياسيين يقول "لا تخاصموا الفن والفنانين، لأنهم مرآة الشعب والمجتمع، فعندما تخاصم الفن، فأنت تخاصم مجتمعا كاملا، هذه اللعبة آخرتها وحشة عليكم أنتم وليس على أًناس آخرين".
النقاش والسجال حول ثورة 25 يناير ومدى تحقيقها للأهداف التي قامت من أجلها عديد وواسع، واختلفت الآراء كثيرا حوله، لكن واكد يرى أن "هناك أهدافاً تم تحقيقها، وأهمها إقالة مبارك، وحل مجلس الشعب ومجلس الوزراء، والدستور الجديد أيضاً، كل هذه المؤشرات تدل على نجاح الثورة، ولازم الجميع يفهم أن ما حدش هيعرف يلم ثورة يناير إلا إذا تحققت أهدافها، ولا قوى على الأرض ولا قوى عظمى، ولا سيادة سياسية ولا مدافع ولا الخرطوش هيوقف الثورة. الثورة لن تتوقف حتى ترى كل أهدافها تحققت، وبما أننا حققنا جزءاً، يمكن اعتبار أن الثورة تأخذ نَفَس دلوقتي".
لكنّ هناك قطاعاً واسعاً في المجتمع المصري، ومن المتابعين والمهتمين بشأن الثورة المصرية يتساءلون، بل ويتخوفون من طول المكوث في ظل هذا الحال، لكن الفنان المتفائل بمستقبل الثورة يقول: "لو بقينا في نفس المكان اللي إحنا فيه أؤكد لازم يكون فيه رد فعل شعبي، ولو اتحسنا يبقا الثورة هتشتغل بنظام القوى الناعمة، زي الفن زي المظاهرات..""الإعلام الفاسد يدمر جمهورية مصر العربية ومجتمعها"
وفيما يتعلق بمقول مصر تعود للخلف في الوقت الحالي، يرى واكد أن "هناك قطاعات تعود إلى الخلف، بل إلى الظلام، وقطاعات أخرى تتقدم، لكننا تأخرنا جدا في الاقتصاد، وما زلنا متأخرين في الوعي والعلم، ولما واحد يطلع يشنع عليَّ في التلفزيون، وآخر يطلع يقول عليَّ كلام مش مضبوط والثالث لا أعلم ما يقول، وهذا يدفعني أن أقول لهؤلاء لا تلوموا إلا أنفسكم على ما سوف يحدث لكم، أنتم تروجون الكذب والخداع على شعب بأكمله، وتهاجمون شخصيات وطنية بأكاذيب عارية عن الصحة".
وبالنسبة لدور القيادة السياسية في هذا الحال الإعلامي، يضيف واكد أن "أي أحد يرضى بالفساد ويصدره ويحط يده في يده، لا يجب أن يلوم إلا نفسه إذا فشل".
وعمّا يرغب في توجيهه من رسائل إلى الرئيس والحكومة في مصر حاليا: "أحب أقول للسيسي اضبط فساد الإعلام لأنه خارب البلد، الإعلام الفاسد يدمر جمهورية مصر العربية ومجتمعها، ويحول الناس إلى حالة من الكراهية المرة، التي لم تبن على أي أساس في الواقع، هؤلاء إن لم يحاسبوا يبقى سوري يا سيسي أنا شخصيا أول واحد هنزل وأقف ضدك".
وفي النهاية أريد أن أدلل على هذا بموقف نبوي لسيد الخلق النبي محمد، عندما سأله أحدهم كيف ترك المولى عز وجل حكم الفرس الكفرة آلاف السنين، وكانوا بيعبدوا النار، فردّ الرسول عليه قائلاً: بالعدل، لأنهم أقاموا العدل، فالعدل أهم من التدين. فإذا وجدت العدالة في مصر طال حكم الحاكم، وإن لم توجدْ يبقا مصر مالهاش حاكم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق