12 نوفمبر 2014

رسالة من مواطن مصري على خط النار في ليبيا

بقلم : جمال سلطان
15 أستاذ جمال سلطان ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتابع كل مقالاتك بانتظام بل وانتظرها يوميا بكل شغف خاصة بعد ما وضح في مقالاتك الأخيرة فهمك الكبير للقضية الليبية فأنا مصري خريج كلية الآداب قسم إعلام ولكني اعمل في ليبيا وامتلك في طرابلس ورشة للديكورات الجبسيه وليس لي غيرها من مصدر دخل وربي يرزقني منها رزقا جيداً يجعلني أؤمن لاطفالي واسرتي حياة جيده وليس لي في مصر أي مصدر دخل ويوجد في طرابلس مئات الآلاف مثلي ممن لا دخل لهم إلا ليبيا هذا غير باقي المصريين الموجودين في باقي ليبيا والذين يقاربون المليون نفس
والحقيقة يا استاذ جمال إنه قد هالنا تصرفات الحكومه المصرية في الفتره اﻻخيره تجاه الوضع الليبي الملتهب ذلك الموقف الذي يضر المصريين في ليبيا بالمقام الأول فنحن هنا الطرف الأضعف ومواقف مصر تضعنا علي حافة الهاوية فكيف يقف النظام المصري في صف أحد الفرقاء ضد الآخر الأمر الذي يعرضنا لغضب أحد الطرفين بالضرورة والادهي والأمر إنه يناصر الطرف الذي لا يسيطر إلا علي مساحات صغيرة جداً من ليبيا وهي مثلث طبرق والمرج والبيضاء وهو مثلث بالنظر إلى مساحه ليبيا لا يمثل إلا مساحه النقطة في بحر وزاد النظام المصري الطين بله بعدم اعترافه بحكم المحكمة الدستورية بحل برلمان حفتر في طبرق ويتمسك ببرلمان حفتر كحكومة شرعيه أي حكومة وقد فصل القضاء علي الأقل اصمت قف علي الحياد لا تدفع برعاياك المليون إلي الهاوية 
أنا اعلم أن أهم شئ في سياسة الدول الخارجية هو المحافظة علي رعاياها فلماذا لا تحافظ علينا نحن هنا في طرابلس وفي مصراتة وفي الجنوب وحتى في جوار بنغازي نعيش علي أعصابنا خشيه رد فعل أنصار المؤتمر الوطني الليبي ، والحقيقة لهم حق في الغضب من مصر . كل يوم ويزداد موقفنا هنا سوءاً ، من مواقف حكومتنا ونظامنا ، قليلاً من العقل يرحمكم الله ، فليس لنا مصدر رزق إلا ليبيا بعد الله فلا تقطعوا أرزاقنا يرحمكم الله واعلموا أنكم تناصرون طرفا لا يملك شيئاً ذا قيمه علي الأرض ويخسر كل يوم علي الأرض نحن هنا ونري بأعيننا ، فلا تضيعونا بعنادكم . 
ارجو يا استاذ جمال أن توصل هذا الرجاء الحار والصرخة الملتاعة إلي صناع القرار لعلهم يحسون بمعاناتنا ويتصرفوا بحكمه وشكرا لك على سعه صدرك ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
هذا هو النص الكامل لرسالة المواطن المصري (ج.ش) ، الذي أرسلها عبر البريد الالكتروني ، وقد نشرتها بكاملها ، حتى ببعض أخطائها اللغوية غير المهمة في فهم سياق الكلام ، فقط رفعت اسمه من الرسالة واحتفظت به . وأذكر أني كتبت قبل أسابيع في هذه الزاوية أحذر السلطات المصرية من الرعونة في التورط في الملف الليبي على خلفية مرارات سياسية ووساوس تجاه بعض القوى الإسلامية التي تحكم في ليبيا بالفعل من بعد انتصار ثورة 17 فبراير ، مصر ليست موكلة بمطاردة الإخوان وأنصارهم في العالم كله ، خاصة إذا كانت هذه الرؤية ستجعلنا في صدامات ونزيف متتالي واشتباك اعتباطي بلا أي معنى في ليبيا والسودان وتونس وغزة وسوريا ، وما يستجد بعد ذلك من تغيرات في المحيط العربي ، أمن مصر القومي ليس بالضرورة هو حسابات أبو ظبي ومحمد بن زايد ، مصالح شعبنا ومواطنينا في داخل الوطن في خارجه أهم ألف مرة من تلك اللعبة . 
عدد المصريين المقيمين في ليبيا أكبر من عدد مواطني دولة الإمارات بكاملها ، وهؤلاء ينبغي وضعهم في الحساب الوطني ، وفي صدارة أي حديث عن "الأمن القومي" لمصر ، وأي خطوة أو تصريح أو إجراء تتخذه السلطات لا بد أن يكون في حسابه أولا مصالح وأمن وحياة أكثر من مليون مواطن مصري في ليبيا . رسالة المواطن المصري هذه تقريبا لم تضف كثيرا إلى ما سبق وقلته ، ولكن أهميتها أنها تأتي من أصحاب الهم والخوف أنفسهم ، المليون مصري الذين يضعون أياديهم على قلوبهم الآن في طرابلس ومصراته والخمس وسرت وبنغازي وغيرها من المدن الليبية . 

ليست هناك تعليقات: