مع حلول مناسبة اليوم العالمي للطلاب وبمناسبة اشتعال ثورة الشباب المصري وفي القلب منه طلاب الجامعات والمدارس الثانوية وحتى الاعدادية الذين قدموا حتى اليوم الاف المعتقلين ومئات الشهداء والاف المصابين من خيرة شباب مصر في كل جامعات ومدارس مصر المحروسة بعين الله .. وبلا استثناء ولن تهدأ ثورتهم حتى يحققوا كل اهدافهم في الحرية والعدالة والديمقراطية واسقاط حكم العسكر.
يا طلاب مصر, أنتم امل الامة , وانتم راس حربتها ضد الاستبداد والديكتاتورية والقمع والارهاب وحكم العسكر وبعزيمتكم المتقدة وعزمكم الفتي وبسالتكم ونضجكم وصفاء سريرتكم من كافة الملوثات ومن اجواء الفساد القاتلة .. فالامل معقود في نواصيكم ولكم المثل في طلاب الدول التي تقدمت وابهرت الدنيا اذ حررها وسطر دستور حريتها طلابها الثائرون .. ولكم في الحركة الطلابية في اليابان وفرنسا عام 1968 المثل الاعلى ، كما ان الحركة الطلابية في اندونيسيا لها الفضل في اسقاط اعرق ديكتاتور بالقارة الاسيوية وفي بلاد المسلمين الديكتاتور المستبد الفاسد سوهارتو بعد ان خرجت ثورة الطلاب من جدران الجامعات بعد الحصار الامني لها لتلتحم بالجماهير في الشارع وتتوجه الى مبنى البرلمان فتقتحمه وتسيطر عليه وتسقط الديكتاتور وتعلن حصول اندونيسيا على حريتها منذ ذلك التاريخ وبلا منازعة حتى اليوم.
كما ان طلاب الجامعات في اليابان كانت لهم قصة ولا اروع في النضال من اجل الحرية والديمقراطية واسقاط حكم العسكر في اليابان ووضع نهاية للعسكر في سدة الحكم .. وتحديدا في عام 1968 اذ اندلعت مظاهرات غضب عارمة للطلاب في كافة جامعات اليابان بلا استثناء رفضاً لبقايا الحكم الديكتاتوري العسكري في البلاد من اجل التطلع للحرية والديمقراطية والقضاء على شبكات الفساد التي كانت مستشرية في البلاد آنذاك … وتواصلت التظاهرات عاما كاملا خلال 1968 دون ان تتحقق مطالبهم ومع تزايد وتيرة القمع والقتل والاعتقالات للطلاب المتظاهرين ، وتغول الحل الامني العسكري على المشهد ؛ تصاعد إصرار الطلاب بعزيمتهم الفتية التي لم تفل وواصلوا تظاهراتهم والتحم معهم العمال وزادت وتيرة المواجهات الامنية ودخل الطلاب في حالة تمرد عامة في كافة الجامعات اليابانية الامر الذي عطل الدراسة بكافة جامعات اليابان عاما كاملا لم يدخل فيه طالبا واحدا الامتحانات، ولم تنعقد اصلا الدراسة في كلية واحدة من بين مئات الكليات في عشرات الجامعات في طول البلاد وعرضها في العام الجامعي 1969 / 1970 .
كما وتعطلت الدراسة بالمدارس العليا التي تسبق الجامعة ما ترتب عليه تعطل الدراسة في دولة اليابان في كافة المراحل عاما كاملا … عاما كاملا بسبب تظاهرات الطلاب المستمرة واليومية ضد سلطات القمع والاستبداد، تاخر جميع طلاب دولة اليابان جميعا عاماً .. في الواقع كان هذا العام وهذه التظاهرات الثورية العارمة بمثابة البركان الذي تفجر ليدفع باليابان هذا البلد الذي كان امبراطورياً عسكريا سلطويا استبدادياً ليصبح في مصاف الدول الديمقراطية المتقدمة تحت قيادة هؤلاء الطلاب الذين قادوا ونظموا وشاركوا في الحراك الثوري الطلابي على الظلم والاستبداد والديكتاتورية وخطوا بايديهم بدء مرحلة تاريخية ناصعة في مستقبل الدولة اليابانية .. فكان هؤلاء الشباب وفي القلب منهم طلاب الجامعات والمدارس العليا هم من صنع الثورة وهم من حرسوها حتى حققت اهدافها … ودفعوامن دمائهم وحريتهم في البداية ثمنا باهظاً لقطف ثمار الحرية ؛ كما كان هذا العام من التظاهرات الثورية هو السبب الذي دفع باليابان الى مصاف الدول المتقدمة بعد حصول الطلاب على حريتهم واجلاء بقايا الحكم العسكري الديكتاتوري الفاسد وبناء ديمقراطية حقيقية في اليابان ووضع دستور ديمقراطي جديد للبلاد لتتويج سنوات من نضال الطلاب .. وما طلاب مصر وشبابها باقلل من اقرانهم في اليابان وغيرها.
وها هي فرنسا شهدت على يد طلابها ثورة عارمة لتصحيح مسارها ولتمكين الطلاب والعمال والمراة وقد تكاتف الطلاب واندمج في صفوفهم العمال وتحالفوا معا وحققوا اهدافهم بعد شهور طويلة سبقت وصولهم لاهدافهم كانت مليئة بالقتل والعنف والاعتقال والتنكيل بهم من قبل السلطات الغاشمة وكان يقود الحراك الطلابي الشاب جاك شيراك الذي صار رئيسا للبلاد بعد عدة عقود.
وهنا نشير الى ان سنة 1968 شهدت موجة ثورية عالمية كان من ابرز سماتها الانتفاضات الشبابية التي تفجرت في اليابان وفرنسا واسبانيا وبريطانيا وألمانيا وامريكا رافعة المطالب الإصلاحية في الجامعات والمطالب السياسية بإنهاءنظم الحكم السلطوية الاستبدادية والعسكرية، وتبعها اشتعال ثورات الطلاب في الجزائر وباكستان والسنغال والمكسيك؛ وامتدت الى مصر في مايو من نفس العام لرفع مطالب انهاء حكم العسكر والحرية والديموقراطية، وكان من بين مئات الشعارات التي يرفعها الطلاب منذ 1968 وحتى اليوم وترددها الهتافات :”لا أخجل لأني ثوري”.. “لا للدولة البوليسية”.. “لا للدولة الدكتاتورية”.. ” نعم للدولة المدنية ولا للعسكرية”.
ايها الشباب .. يا طلاب وطالبات مصر .. النصر بات على الابواب .. والشجاعة صبر ساعة .. وانتم من سيقود المرحلة القادمة .. ولا مكان لشيوخ العهود السابقة سواء كانوا اسلاميين او ليبراليين او يسار او غير ذلك .. والمستقبل فقط لكم ايها الشباب .. شباب الاسلاميين .. شباب الليبراليين .. شباب اليسار .. الشباب الثائر الذي يملآ الميادين والشوارع والى جانبهم الفتيات الثائرات ..والنساء اللاتي يواجهن العنف من قبل اشباه الرجال المخنثين من الجيش والشرطة والبلطجية القتلة المجرمين دون أن يتراجعن ويمضين قدماً جنبا الى جنب مع الرجال في استكمال مسيرة ثورة الشعب المصري نحو التخلص مع حكم طغمة من خونة العسكر الذين اختطفوا مصر، واختطفوا الجيش، واختطفوا ثروات الشعب المصري، وقسموها بينهم وباعوا ما تبقى لاعدائهم من الصهاينة واذنابهم سواء في جدة او في دبي او في غيرها من عواصم الخيانة العربية.
طالبات مصر فخر الثورة .. تحية اجلال واحترام
في وسط هذا الزخم والحراك المتصاعد سطرت طالبات مصر تاريخا ناصعا مليء بالقوة والحيوية والعزة والشموخ والفخر الثوري العارم ….
ايتها الطالبة الحرة الثائرة المجاهدة الجسورة القوية الشجاعة الصابرة المثابرة من كافة اطياف المجتمع المصري وتياراته الفكرية والسياسية والاجتماعية … ا
أيتها المصرية الخالصة التي تأبى نفسك الذل وتأنف الخضوع للظلمة والكذبة والخونة القتلة والمجرمين ..
ايتها الفتاة الثائرة في كل كفر وكل نجع وكل عزبة وكل قرية وكل مدينة وكل حي وكل محافظة مسلمة ومسيحيةفي ارجاء مصر ..
لكن جميعا مني تحية اعزاز وتقدير واكبار .. سيري على بركة الله نحو هدفك المقدس وهو تحرير وطن مليء بالعبيد والجواري .. تحرير امة كانت يوما ما خير امة اخرجت للناس .. تحرير شعب الف العبودية ورضخ للذل والتبعية واستسلم لسلبه ونهبه وخداعه وتضليله عقود من الزمن على يد فسدة وخونة العسكر .. اقف ثابتا مقدما التحية لكن .. فانتن رمز فخر للشعب المصري ولكل ام ولدت جوهرة حرة ولكل اب ربى هذه الثائرة الحرة .. ايتها الحرائر انني انحني تعظيما واجلالا لكن على دوركن الرائد في هذه الثورة في كل جامعات مصر وفي كل مدارس مصر فانتن شرف لنا نفخر بكن ابد الدهر .
ان مصر امانة في اعناق الابطال من الشباب والفتيات .. الطلبة والطالبات .. النساء والرجال .. الاحرار والحرائر.. الثائرات والثائرين .. شقائق الثوار .. الابطال الشرفاء الذين يمثلون نقاء هذه الامة المصرية ويجعلون من الطهارة الثورية معنى عظيم يفخر به كل مصري ومصرية .. سيروا نحو كتابة تاريخ يضع نهاية لهؤلاء الخونة من العسكر وشعب مصر من خلفكم
ان الطلبة هم الوقود الهادر للثورة الشعبية في شوارع مصر وهم قادرون باذن الله على كتابة السطر الاخير لهذه الثورة مكللة بالنصر والنجاح في الوصول لأهدافها ومحاكمة كل القتلة والمجرمين والخونة من العسكر وكلاب العسكر الفاسدين والمحرضين والكذابين وكل واذرع العسكر الاعلامية وغير الاعلامية وان غدا لناظره .. عفوا ان غدا لمن يطلبه ويسعى جاهدا في الوصول اليه وبلوغه لقريب واقرب مما نظن ان شاء الله .. وثورة ثورة حتى النصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق