13 يناير 2015

واقعة خطيرة: اغتصاب وابتزاز لمعتقلات في سجن عراقي

بغداد - براء الشمري
أفاد بعض ذوي نزيلات سجن الجادرية للنساء، في العاصمة العراقية بغداد لـ"العربي الجديد"، عن حدوث حالات اغتصاب وابتزاز للسجينات.
وقالت "أم ماهر" شقيقة إحدى السجينات لـ"العربي الجديد" إنها فوجئت خلال زيارتها الأخيرة للسجن بحالة الرعب والخوف لدى أختها وباقي النزيلات، بعد قيام مسؤولي السجن باختيار بعض النساء الجميلات وإرغامهن على الخروج لقضاء ليالي سهر مع أشخاص متنفذين في الدولة العراقية وقادة المليشيات.
وأوضحت أم ماهر، التي فضلت الحديث باسم مستعار، أن بعض السجّانات يقمن بإعداد قوائم بأجمل النزيلات، وإرسال صورهن إلى المسؤولين الذين يلتقون في نادٍ ترفيهيٍ ومطعم كبير افتتح حديثا في منطقة "سدة العرصات" القريبة من السجن، وفي اليوم التالي تأتي لتجبر من وقع عليها الاختيار لمرافقتها للمبيت مع أحد الأشخاص المتنفذين، مقابل مبالغ مالية كبيرة تدفع للسجانات، مضيفة "بعض الفتيات اللاتي رفضن الانصياع لأوامر القائمات على السجن تعرضن للاغتصاب على يد بعض الضباط والمسؤولين".
وفي سياق متصل، طالب عم إحدى السجينات، أبوعماد القيسي، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بإرسال لجنة عاجلة لتقصي حقيقة ما يحدث من جرائم اغتصاب وابتزاز داخل السجن، الذي أصبح مكانا ترفيهيا للمتنفذين وزعماء المليشيات.
وبين، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن قريبته تعرضت للتعذيب والإهانة على يد حارسات السجن، بسبب رفضها السهر والمبيت في النادي الترفيهي القريب من مقر الاحتجاز. وأوضح أنه منع شقيقاتها من زيارتها، بسبب تعرضهن للتحرش من حراس باب السجن الخارجي في الزيارات السابقة.
وسبق للمركز العراقي للتوثيق والدراسات كشفه عن تعرض عدد من النساء للاغتصاب في سجون الحكومة العراقية، من بينها سجن الجادرية للنساء، الذي أنشئ خلال فترة الاقتتال الطائفي في العراق عام 2006، وسجن النساء في الكاظمية.
كما حذرت منظمة العفو الدولية، في تقرير سابق، من الانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان في السجون العراقية، مشيرة إلى وجود حالات اغتصاب وتعذيب بحق المعتقلات، وطلب مبالغ مالية كبيرة كرشى من المعتقلات والمعتقلين الأبرياء، الذين يتم اعتقالهم بتهم كيدية بناء على وشاية المخبر السري.
وتعيد هذه الأنباء إلى أذهان العراقيين، فضيحة السجن السري في الجادرية "سيئ السمعة" الذي اكتشفته القوات الأميركية عام 2010، وكان يضم ملجأ سريا تحت الأرض، فيه أكثر من 170 معتقلا بدون أوامر قضائية، وتعرضوا لشتى أنواع التعذيب كسلخ جلودهم، وثقب أجسامهم بآلات حادة وقلع أظافرهم.

ليست هناك تعليقات: