حصل "الخليج أونلاين" على تسجيل مصور بكاميرا هاتف محمول، يظهر ملابسات مجزرة ديالى التي نفذتها "مليشيات شيعية" بحق أهالي قرية بروانة، بحسب تأكيدات سكان القرية الذين أشاروا إلى أن جميع الضحايا من "السنة".
ووقعت مجزرة قرية "بروانة" الواقعة شمال شرق محافظة ديالى، الاثنين الماضي، وراح ضحيتها 72 مدنياً بينهم أطفال ونساء.
ويظهر الشريط المصور لحظة خروج النساء من منازلهن لتفقد الجثث التي أعدمت بشكل منظم، بعد اعتقال الضحايا وصفهم على جدار في القرية.
ويعتبر المشهد الخاص الذي حصل عليه "الخليج أونلاين" داحضاً لرواية الحكومة العراقية وقادة المليشيات، التي نفت وقوع أي مجزرة في تلك القرية."الخليج أونلاين" إذ يعرض هذا المقطع المصور، يعتذر عمّا تسببه رؤية المشاهد القاسية التي يحتويها من ألم.
************************
هنا ديالى..
خط الدفاع الأخير عن العرب والعروبة في مواجهة العجمة والاستعجام والأعاجم
العباسية نيوز
هنا ديالى..
هنا عرائس الأحلام بعد أن كانت تعانق خصر الكرة الأرضية بأحلامها،مجدبة مقفرة مفلسة مظلمة تضيق بها سبل الحياة،وأهلها معوزون معدمون يتجرّعون ما لا يستسيغون،يعصرهم الجوع ويلفحهم الظمأ، وبعضهم لا يجدون ما يأكلون، ولا يجدون من المال ما يستشفون به من المرض، ولديهم من الخيرات والثروات أكداس مكدّسة، ونهران يغرقان العراق ماءً ونفطاً وذهباً وخزائن الدولة بقرة حلوب يمسك بضروعها اللصوص!.
هنا المقدادية..
هنا حمّالة القبور..
هنا الصفحة الثانية لهيروشيما وناجازاكي.. مذبحة تنسخ مذبحة، استحضرت فيها ميلشيات إيران وقوات الحشد الشعبي الشيعي جميع ما في قلوبهم من سواد الحقد والغيظ على السنّة العرب وجميع دهاليز الشيطان الرجيم.
هنا ديالى..
موتى دونما أكفان..أشخاص بلا رؤوس..قدم تصطدم بقدم..امرأة من دون ذراعيها..بكاء وعويل وليل طويل..هنا أشلاء من الأجساد الممزقة.. مجموعة من الأصابع المقطوعة.. رأس يتدحرج، ورأس مغطّى بقميص مفتوح حتى السُرّة، وممزّق عند الحافات من الأكتاف..أفواه فاغرات في التراب.
أمّا الشيء المحسوس فهو هواء أسود..
وحتى يبدو لمن يؤرخ هذه الأيام السوداء انه لا يقدر إلا أن يتحسّس بشاعة الجريمة ونذالتها، وقد تقاذفت ميلشيات إيران برؤوس الأطفال، وفقأت عيون الرجال، وبقرت بطون النساء، وجدعت أنوف الفتيان.
هنا ديالى.. هنا نياط القلب، وأهداب العيون، وسكنات الروح، وكل رياح المسك والعنبر والطيب والبخور.
هنا ديالى التي أسفرت ليلاً فصيّرت المساء صباحاً..هنا السد العظيم بين الجنة والنار.
منذ زمن ومحافظة ديالى العراقية العربية تعيش مسلسل رعب، بجميع تفاصيله وأحداثه وحلقاته المثيرة والمستفزّة والمزعجة أيضاً.. انكشفت القصص، وتعرّى الممثلون، ولم تعد هناك أسرار تقال، وأسرار لا تقال.. ديالى، قصة عنف لا تنتهي.
ومنذ شهور ومدن ديالى تشهد أعنف موجة تهجير وقتل طائفي على الهوية العربية السنية تقوم بها ميليشيات وعصابات مسلحة موالية لإيران وباشتراك ودعم القوات الحكومية من الجيش والشرطة سيما ميلشيات (سوات) الموغلة في الدم العراقي حتى الركب.
مستويات العنف الطائفي بلغت حد التهجير لقرى عربية بكاملها ذات الأغلبية السكانية السنية جنوب المقدادية، الأمر الذي أدى بوزارة الهجرة والمهجرين إلى أن تسارع إلى منح كل عائلة مهجرة مبلغا هزيلاً قدره نصف مليون دينار عراقي وهو ما يعيد إلى الأذهان عمليات التهجير الطائفي والعرقي والنزوح الجماعي خلال أعوام 2005 - 2008 في العراق.
أنظار العراقيين ترنو صوب محافظة ديالى المختلطة عرقيا وطائفيا وسط مخاوف من أن تصبح المحافظة الكائنة شمال شرقي بغداد منطلقا لـ «حرب طائفية».
محافظة ديالى هي بوابة الشرق العربي إلى إيران، وذلك ما زاد من عمليات استهدافها من الميلشيات التابعة إلى فيلق (قدس) والخاضعة لحكم (الولي الفقيه) إذ تمتد الحدود الإدارية لديالى مع إيران إلى أكثر من 200 كيلو متر تبدأ من خانقين ونفط خانة وصولاً إلى مندلي وقزانية، إضافة إلى أنها تضم قرابة مليون ومائتي إلف سني عربي من سكانها البالغ تعدادهم مليون وخمسمائة وخمسين ألف نسمة حسب آخر الإحصائيات وسجلات البطاقة التموينية في وزارة التجارة .
وتأتي ديالى في المرتبة الثانية بعد محافظة نينوى في عدد الضباط والمراتب في الجيش السابق، وأبان الحرب العراقية الإيرانية كانت ديالى تشكل القاطع الأوسط في العمليات العسكرية، إذ اتخذ الفيلق الثاني مقره العسكري في إحدى نواحيها في (منصورية الجبل) التي تتوسط الطريق الدولي الرابط العراق مع إيران بين قضائي المقدادية وخانقين.
ويُقدّر عدد العسكريين من منتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في العهد السابق أكثر من نصف مليون منتسب تم تسريحهم من قبل الحاكم الأميركي للعراق بول برايمر، ألوف مؤلفة منهم من أهالي ديالى، ما أدى إلى حرمانهم وعوائلهم من مصدر رزقهم ومن حقوقهم التقاعدية بما يُعرف ب (قانون الاجتثاث) سيّئ السمعة، برغم إن الأكثرية منهم كانوا عسكريين مهنيين اتخذوا الجندية عملاً وواجباً ووطنية.
ولقد حرصت حكومة نوري المالكي السابقة ومنذ اندلاع الشرارة الأولى للتظاهرات والاعتصامات الشعبية في المحافظات الست المنتفضة على قمعها ومنعها بمختلف الحيل والأساليب واتخاذ إجراءات أمنية غير مسبوقة وحظر صلوات الجمعة الموحدة في مدنها وقراها وقصباتها، وصلت حد زرع العبوات الناسفة على طريق المصلين وحرق خيام المعتصمين واعتقال العديد منهم وترويعهم، في حين بدأت قيادة عمليات دجلة ومقرها بعقوبة مركز محافظة ديالى بسحب قطعاتها من كركوك وطوزخورماتو وداقوق المحاذية لحدود إقليم كردستان، ونشرها في مدن المحافظة وقطع الشوارع فيها وإقامة نقاط السيطرة والتفتيش في أغلب مدنها حيث تخضع أقضية بعقوبة والمقدادية وبهرز وبلدروز وخان بني سعد ونواحي كنعان وشفته والحديد والعظيم وأبي جسره والمنصورية وجلولاء والوجيهية والكاطون الى إجراءات حظر التجول ليلاً، ويمنع تنقل المواطنين فيما بينها ليلاً.
وضمن إجراءات حكومة المالكي في إضفاء الصبغة الشيعية على محافظة ديالى، فإنها عمدت إلى نقل آلاف العسكريين من محافظات العمارة والناصرية والنجف، ووزعتهم على قيادة عمليات دجلة وأفواج الفرقة الخامسة ومقرها في بعقوبة أيضا ، ونشر آلاف آخرين من عناصر الأجهزة الأمنية والجنائية في أقضية المحافظة ونواحيها، بينما يحتل أكثر من عشرين مسؤولاً شيعياً إدارة الدوائر الحكومية والعسكرية والأمنية في المحافظة خلافاً للقانون، وبعض هذه القيادات من أصول إيرانية زورت أنسابها وألقابها وتَسمت بأسماء وعشائر وبيوتات عراقية عربية، علماً إن الشيعة في ديالى لا يشكلون غير (15%) من سكانها الأصليين .
ويسجل أبناء محافظة ديالى أعلى نسبة معتقلين بعد العاصمة بغداد، وما يزال أكثر من عشرة ألاف معتقل في غياهب السجون والمعتقلات بعد توجيه اتهامات إليهم وفق المادة (4 إرهاب) التي باتت سيفاً مسلطاً على رقاب السنة العرب ليس في محافظة ديالى فحسب بل في أرجاء العراق.
اللافت للنظر إن عشائر المحافظة العربية وخصوصاً في بعقوبة والخالص تعرضت وما تزال إلى هجمات شرسة من الحكومات الشيعية بسبب اتهامها بإيواء وحماية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة التي كانت تتخذ معسكرها الرئيسي (أشرف) ، ولعب قائم مقام الخالص عدي الخدران وهو قيادي في مليشيات (بدر) وعميل مفضوح للإيرانيين، دوراً تحريضياً ضد المئات من أبناء عشائر العُبيد والنعيم والعبللي والجبور وآل حمير والبيات الذين تمت تصفيتهم جسدياً خلال السنوات القليلة الماضية، ورغم صدور العشرات من مذكرات إلقاء القبض على الخدران لثبوت ارتكابه جرائم قتل وانتهاك إعراض، إلا أن رئيس الحكومة السابق نوري المالكي يصدر دائما أوامره إلى مجلس القضاء الأعلى والمحاكم العراقية بعدم تنفيذها، وما يزال هذا القائم مقام الطائفي يمارس سياسات الملاحقة والمطاردة ضد أبناء قضاء الخالص الأصلاء .
بعد هذا كله .. نقول:
كان الله في عونك اليوم أيتها المقدادية الباسلة وأنت تدفعين ثمن انتمائك إلى عروبتك غاليا باهظا فادحا من دم أبنائك الطاهر الطهور.
ارفعي راسك يا ديالى فأنت خط الدفاع الأخير عن العرب والعروبة في مواجهة العجمة والاستعجام والأعاجم.
وإنما العتب أشدّ العتب على من ينتسبون لك من واجهات سياسية سرقوا أصوات أبنائك ليتصدروا الواجهات الحكومية والبرلمانية وما هم إلا خور وزبد وغثاء كغثاء السيل ، الذين ابتلعهم الصمت إيثارا للسلامة والترف والمغانم ، ولم نستطع أن نلتمس لهم عذرا واحدا يمنعهم من الدفاع عن وجودك العراقي العربي فاثروا الصمت وفق القاعدة الذهبية (السكوت من ذهب).
دافعي عن نفسك يا ديالى ما أمكنك الدفاع بحق ضد ميليشيات قاسم سليماني وهادي العامري وقيس الخزعلي..
دافعي عن نفسك يا أخت بغداد وعروس البرتقال وكرنفال النصر ضد أكلة لحوم البشر، وسرّاق الأكفان، ونابشي القبور، فإنهم أشخاص كريهون، مُعقّدون، مُشوّهون، طائفيون، لؤماء، حاقدون، يبحثون عن الولائم في الجنائز، ويتاجرون بالدّين والمذهب والطائفية، رغم أنهم لم يقفوا يوماً على سجّادة صلاة، ولا يعرفون أين تكون قبلة الله؟!
ادفعي أيتها المقدادية ضريبة انتسابك إلى أهلك من السنة العرب النجباء وشهادة حسن السلوك، وافضحي سيركات السياسة ومدرّبي الأفيال ومرقصي القردة..
دافعي عن نفسك ضد أحفاد الأبالسة والشياطين. إنهم أشخاص أجراء كلّ شيء لديهم قابل للتأجيل، إلا طائفيّتهم المقيتة لأنها وظيفتهم في الحياة، ومرآتهم التي يرون فيها وجوههم، وبوصلتهم التي تحميهم من الضياع والعودة للتسكع على أرصفة دول اللجوء والتسول والنفايات في إيران وسوريا وبريطانيا وأمريكا.
هؤلاء الطائفيّون والباطنيّون والمعقّدون يضيقون باللغة الوطنيّة كما تضيق بهم، ويكرهون الفكرة الوطنيّة، مثلما الكراهيّة تأكل قلوبهم السوداء. ملعونون في الدنيا والآخرة.
وماذا تستطيع أن تفعل ديالى عندما ترى الدجى يطبق أمامها، ولا من شعاع ضوء أو ثغرة في نافذة لشمس، ونار الفتنة تضرم في ثياب أبنائها النار وتأكل من أطرافها، والبلد يقترب من الحافات عند مفترق طرق؟
ماذا تستطيع أن تفعل إلا أن تدافع عن نفسها؟
ربما تستطيع إيران وعملاؤها في العراق أن تغرق المقدادية وأخواتها في بحر من دم، لكنها لا تستطيع أن تمحوها من الخارطة..
تستطيع أن تمنع عنها الماء
والكهرباء
والدواء
والغذاء
والهواء،
لكنها لا تستطيع أن تمنعها عن النهوض والتحدي والكبرياء وتقديم النذور والقرابين.
إنها المقدادية.
إنها ديالى.
إنهم السنة العرب أيها العرب .. أيها المسلمون..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق