28 يناير 2015

بالصور.. "سندس" البحيرة.. امتحنت وفضلت الشهادة عن النتيجة

المصريون - محمد ربيع
لا نعلم بالتحديد من أين نبدأ؟ ولا لمن نقدم التعزية؟ هل نقدمها لإعلاميي مصر بما أنهم فقدوا واحدة كانت تحب الكتابة وتنوى العمل ببلاط صاحبة الجلالة أم نتقدم بها لأسرتها التي تتكون من خمسة أفراد هي واحدة منهم وهم الآخرون يرفضون العزاء ويقبلون بالتهنئة لكون ابنتهم شهيدة.. سندس رضا أبو بكر، صاحبة 16 عاماً، الطالبة بالصف الأول الثانوي، ابنة مركز إدكو بمحافظة البحيرة، أنهت امتحان النصف الأول من العام الدراسي الحالي لكنها لم تنتظر النتيجة واستشهدت في إحدى المسيرات المعارضة للنظام بمنطقة العصافرة بالإسكندرية.
سندس الفتاة التى لم تتجاوز الـ 16 عامًا حملت منذ صغرها آلام الثورة وسعت لتحقيق أهدافها لتقرر مغادرة محافظتها والذهاب للإسكندرية كل جمعة للمشاركة فى المسيرات المعارضة للنظام، "سندس" واحدة من أبناء جيلها ممن كلفتهم الثورة فاتورة باهظة الثمن وصلت فى أحيان كثيرة إلى قطف أرواحهم البريئة.
"على ضفاف الجنة سينسى كل ذي هم همه".. كلمات كتبتها سندس لتؤكد بأنها قطعًا نسيت الآن همومها وتركت لجيلها إرثاً ثقيلاً قد لا يستطيعون تحمله، وأصيبت سندس برصاص خرطوش في منطقة الرأس والرقبة أودت بحياتها بعد أن قامت قوات الأمن بتفريق مسيرة خرجت عقب صلاة الجمعة بمنطقة العصافرة باستخدام الخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع.
والدتها التى فقدت ابنتها الوحيدة ليبقى لها ولدان أحدهما أكبر والثانى أصغر من الفقيدة فهى أوسط العائلة من حيث المولد، تحكى بعضًا من ذكريات ابنتها فتقول "بأنها أثناء مشاركتها فى تشييع جثمان أحد الشهداء منذ أسابيع قالت سندس لوالدتها: نفسي يا ماما لما أموت الناس تهتف وتقول سندس فى الجنة".
وتقول إحدى أقاربها "سندس بنوته بريئة ومرحه جدًا وكان عندها أهداف كتير نفسها تحققها وكانت بتنزل من أجل استرجاع حقوق الغلابة ومن ذهبت دمائهم هدراً وكان آخرهم خالتها الأستاذة فاطمة أبو بكر التي استشهدت منذ ثلاثة أشهر لتلحقها سندس أيضا".
"قفلو الجزيرة وبيشوشوا على الشرق" و"وتبقى ماشي فالجنة وفجأة تقابل ‫#‏الرسول" و"‫#‏معا_حتى_الجنة" و" يوما ما ستحلو ‫#‏الحياة" و"في الجنة مفيش وجع.. !" و"ﺣﻴﻦ ﺗﻨﻘطﻊ ﺃﺧﺒﺎﺭﻯ.. ﻓﻘﻂ ﺳﺎﻣﺤﻮﻧﻰ"، تعددت تدوينات سندس على صفحتها على "فيس بوك" وتشتم منها رائحة تمنى الشهادة والموت فى سبيل قضيتها.
لتشيع مدينة إدكو جثمان الشهيدة أمس السبت، إلى مثواها الأخير وسط هتافات تمنتها سندس "فى الجنة يا سندس" و"يا شهيد نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح". 






ليست هناك تعليقات: