صوّر لي خيالي الريفي الساذج أن تقوم الجامعة العربية والأمم المتحدة ، بعقد جلسات عاجلة تناقش فيها ما يقوم به الأعراب في الجزيرة العربية من إنفاق سفيه لأموال المسلمين لقتل المسلمين في بلاد الربيع العربي وغيرها وحرمان شعوبها المتطلعة إلى الحرية والعدالة والكرامة من حقوقها الإنسانية المشروعة !
ولكني صحوت من خيالي الريفي الساذج على الصورة القائمة والقاتمة في الجامعة العربية والأمم المتحدة . الجامعة العربية تتكوّن من حكام معظمهم عدو لله ورسوله والمؤمنين ، وموال للصليبيين القتلة واليهود النازيين الغزاة ، فكيف لهم أن ينحازوا إلى الشعوب العربية وتطلعاتها ، وهم يتلقون أوامرهم من الصليبيين واليهود بقمع شعوبهم وإذلالها؟
الأمم المتحدة يهيمن عليها الصليبيون القتلة واليهود الغزاة ، وهم الذين يوجهون القرارات لقهر الشعوب العربية والإسلامية ، وطوال تاريخها ما نفذت الأمم المتحدة قرارا لصالح العرب والمسلمين و، وإن كانت تنفذ القرارات الظالمة لهم المقيدة لإرادتهم ، المضيعة لحقوقهم وممتلكاتهم !
يقود آل سعود وآل زايد بقية الأعراب لمحاربة الإسلام عن طريق دفع الأموال للخونة والعملاء الموالين لهم ، وتزويد الصليبيين وبالتالي اليهود بالمليارات التي تشغّل مصانع السلاح الصليبي واليهودي ، وتموّل الحروب الوحشية ضد المسلمين تحت لافتة محاربة الإرهاب والتطرف والجماعات المتشددة مثل القاعدة وطالبان والدولة الإسلامية وجبهة النصرة وأنصار الشريعة وفجر الإسلام وغيرها .
الصليبيون واليهود- تحت هذه اللافتة - قتلوا أكثر من مليون مسلم في أفغانستان ، وأكثر من مليوني عراقي في أرض الرافدين ، والألوف في فلسطين ، فضلا عمن قتلوا بلاعدد في مالي وإفريقية الوسطى والصومال والسودان وليبيا وسورية ولبنان واليمن السعيد !
هؤلاء الملايين الذين قتلهم الصليبيون واليهود لم يكن من بينهم إرهابيون أو متطرفون أو متشدّدون كما يزعمون ، بل كانوا مواطنين أبرياء مسالمين ، منهم مئات الألوف من الأطفال والنساء والعجائز .
تمويل الحروب الصليبية اليهودية لا يتم من خزائن الغزاة المكتظة ، ولكنها أموال المسلمين التي ينفقها سفهاء الأعراب على هيئة عقود سلاح وصفقات دفاع ومشاركات حرب ، تنعش الاقتصاد الصليبي وتابعة اليهودي .
عندما أزهر الربيع العربي في تونس ، كان ملاذ الطاغية الآمن مع عائلته في قصور آل سعود ، وحين لحقه ربيع مصر هربت القيادات الفاسدة واللصوص تتقدمهم الأموال إلى دبي ، والأمرنفسه بالنسبة لليمن وليبيا وسورية حيث وجد اللصوص الفسدة حضنا دافئا لدى آل زايد !
لم يكن ذلك الأمر المهم ، ولكن الأهم كان الإغداق المالي على جذور الفساد والخيانة التى بقيت في أوطان الربيع ولم ترحل مع الكبار . لقد أطلق عليهم الثوار اسم الفلول ، وقام هؤلاء الفلول بأدوار خيانية حقيرة أسهمت في إجهاض الثورات ، وللأسف كان اليساريون الناصريون والشيوعيون ، والليبراليون والطائفيون والمرتزقة على رأس من خانوا وغدروا ، وركبوا جنازير الدبابات الانقلابية ، بعد أن خدعوا الثوار الحقيقيين وقدموهم لقمة سائغة للانقلابيين ، وأشعلوا نار الفتنة في كل مكان ، وساعدتهم أجهزة الإعلام الأعرابية المباشرة وغير المباشرة في ضخ كميات من الكذب والتزييف والتدليس غير مسبوقة في التاريخ .
في مصر على سبيل المثال تم ضخ أموال مهولة لتمويل التظاهرات ومجموعات البلاك بلوك وتخريب المنشآت ، والاعتصامات وقطع الطرقات لتأجيل الاستحقاقات الانتخابية ، وعندما ضغط الثوار الحقيقيون بمظاهراتهم الضخمة كانت الانتخابات التشريعية والرئاسية فرصة غير مسبوقة تم فيها استخدام المال الخليجي مع المال المصري المنهوب من عرق الكادحين للتأثير على الناخبين وتغيير النتائج ، فرأينا شخصيات فاسدة وأحزابا كرتونية وفلول الحزب الوطني ، فضلا عن بعض السلفيين ، ينفقون أموالا باهظة على الدعاية ورشوة الناخبين وتوفير وسائط النقل في المدن والقرى إلى لجان الانتخابات ، فضلا عن أجهزة الدعاية التي أنشئت بطرق مريبة وأشخاص مريبين وكانت تخسر المليارات دون أن تشكو أو تتذمر أو تتوقف !
أفاد كثيرون من الأموال الحرام واستطاع المعادون للثورة من الكبار والصغار أن يتحركوا على الأرض في أمان وقد انتفخت كروشهم ، وحققوا ما لم يحلموا به من مال وثروات .. وهو ما مكنهم من القيام بدورهم الخسيس في الإعداد لجريمة الانقلاب ، ويكفي أن نعلم أن ثمن التوقيع على استمارة "تمرد " مثلا كان يتراوح بين مائتي وخمسمائة جنيه في القرى، وهو ما مكن بعض المدمنين والصعاليك أن يقودوا سيارات فخمة وينشئوا بيوتا فارهة ويتصدروا المشهد السياسي والإعلامي !
ماحدث في مصر يحدث مثله في ليبيا واليمن وسورية ، وكانت الانتخابات التونسية التشريعية مؤخرا ؛ فاضحة للمال الخليجي الذي أنفقه الأعراب على الأحزاب الموالية للنظام الاستبدادي وأحزاب اليسار الانتهازي من أجل إسقاط الأحزاب الإسلامية ، وهو ما تمثل في فوز حزب معاد للإسلام يضم أشتاتا من الكارهين للثورة ومعهم فلول النظام المنهار واليسار الملوث !
تصوري أن قيادات الأعراب لن تترك تونس تمضي في مسيرتها مع ما قدمه الإسلاميون من تنازلات كبيرة ومؤلمة ، لسبب بسيط ، وهو أن الأعراب لا يريدون للإسلام أن يعيش حرا في بلاد المسلمين ، ويريدون أن يفرضوا إسلاما شكليا لا روح فيه ، يكرس العبودية لحكام طغاة مستبدين خاضعين لسادتهم الصليبيين والصهاينة ، فلا انتخابات ، ولا دستور ، ولا تغيير ، ولا مساءلة ، ولا عدل ، ولا مساواة بين المواطنين ، ولا مشاركة بين القيادات والشعب .
لقد وصل الفجور مؤخرا ببعض الأعراب أن يموّل لصالح مستوطنين صهاينة شراء منازل فلسطينية فى القدس المحتلة بأموال إماراتية ، كما حدث فى بلدة سلوان المقدسية التي تعرض بعض أهلها لخديعة، وقيل لهم: إن البيع يتم لمستثمرين إماراتيين يريدون إعمار المدينة المقدسة أ
أظن أن الشعوب لم تعد تنطلي عليها لعبة الإسلام الشكلي وهياكله التي يقيمها الأعراب لخداع الناس وإيهامهم أنهم يدافعون عن الإسلام وينشرونه بينماهم يحاربونه ويوالون أعداءه . وفي الوقت ذاته أخذ الناس يعلمون أن هناك من يموّل صربيا عدوالإسلام بالمليارات في استثمارات تصب في خانة تقوية أعداء الإسلام ، وهناك من يمول الرجل الطيب (!) بشار الأسد ليقتل مزيدا من شعبه ، ومن يموّل فرنسا لتقتل شعبيْ مالي وإفريقية الوسطى المسلمين ، وهناك من يبث عشرات الفضائيات التي تحارب الإسلام والأخلاق ، وتروج للخونة والصليبيين واليهود ، ومن ذكاء الشعوب أنها سمتها بالفضائيات العبرية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق