24 أكتوبر 2014

مقالات مجمعة تنتهى بنهاية ديسمبر 2012

لناصريون - حقا - والوجهاء الاشرار
نشر بتاريخ  13 كانون الأول (ديسمبر) 2012
اندهش عدد كبير من الرفاق القوميين فى إرجاء وطننا العربي الكبير بتاريخه وأمجاده والقزم بحاضره وهزائمه من تكوين عدد من الشباب القومي داخل مصر - وأنا احسب نفسي منهم - جبهة أطلقوا عليها " ناصريون وقوميون شرفاء ضد المؤامرة " ثم أصدروا بيانا يعلنون فيه احترامهم للمسار الديمقراطي ونتائجه التى انتهت بتنصيب الدكتور محمد مرسي رئيسا للبلاد , وطالبوا
بضرورة توقف كل القوى السياسية الاخري عن وضع العراقيل أمامه بغية إفشاله وعرقلته من ثم عزوف الناس عنه وعن جماعته وعن التيار الاسلامى برمته , فتخلو لهم الساحة للبروز كبدائل رغم تنوع مشاربهم والتناقض الشديد بينهم.
واستنكرنا أيضا ان تتحالف تلك القوي الثورية مع قوي الخصم القديم التابع لنظام مبارك والذين لا زالوا يمتلكون المال والنفوذ والسيطرة ويتحينون الفرصة للقفز من جديد على السلطة.
وكان مصدر اندهاش الرفاق المندهشين لاسيما فى التيار الناصري يعود الى حالة نفسية عائدة من ميراث تاريخى يحمل كثيرا من الصدام بينهم وبين الإخوان المسلمين فى مرحلة معينة من مراحل التاريخ فى الوطن العربي , وان كان فى اغلبه صدام دعائى واعلامى اكثر منه صداما على ارض الواقع.
والحقيقة ان المتأمل للمشهد السياسي المصري الداخلى يمكنه ان يميز بين أربعة اتجاهات محددة ,اتجاه يتوجه نحو الإسلام السياسي واتجاه اخر يميل للعودة الى الوراء ويتزعمه أنصار النظام السابق وأحزاب أخرى متنوعة المشارب تدور فى فلكهم وان كان بعضهم ارتدى بشكل او بأخر رداءا شكليا للثورة , ثم اتجاه ثالث تتزعمه القوى الليبرالية ويمثلها الدكتور محمد البرادعى وحزب الدستور والاتجاه الرابع والأخير تتزعمه ائتلاف متباينة المشارب وتتوحد تحت شعار "اليسار" ومنه التيار الشعبى الذى يتزعمه حمدين صباحى ذو الخلفية الفكرية الناصرية.
ولما كانت الغلبة الانتخابية فى حقيقتها تنحصر بين تيارين رئيسيين هما التيار الاسلامى والفلول فان الثائر الحق لا يمكنه إلا أن ينحاز للإسلاميين ليس فقط لأنهم ونحن رفاق خندق واحد  فى الأحداث المفصلية والحاسمة للثورة ولكن أيضا لأنهم نالوا النصيب الأوفر من المظلومية فى عهد مبارك قتلا وإعداما وسجنا وقهرا , ومعركتهم مع النظام السابق معركة مصير حتى وان بدا الأمر عكس ذلك بعد فوز الدكتور مرسي بالرئاسة إلا أنه يأتي فى إطار عمل سياسي تكتيكي لإدارة المرحلة.
وينطبق شعار "سمك لبن تمر هندي" على ما تسمى نفسها "جبهة الإنقاذ الوطنى" حيث تضم فى بوتقتها تيارات سياسية شديدة التنافر والتناقض بل والعداء بعضها البعض ولم يتوحدوا إلا من اجل مجابهة التيار الاسلامى وهى بذلك وضعت فى ولادتها كبسولة الموت التى حتما ستفجرها من الداخل على اثر تلك التناقضات خاصة مع عدم وضوح الرؤى لها سواء المستقبلية أو الآنية فضلا مع عدم وجودا هدف واحد يجمع مكوناتها إلا إسقاط نظام حكم الرئيس محمد مرسي بما يعنى انه لو تحقق لهم ذلك فحتما ستتفكك تلك التيارات ليتبدل التحالف الى نزاع فيما بين مكوناتها , وإذا لم يحدث ذلك فهذا يعد دليلا قاطعا على عدم اتساق كل مكون فيها بصحيح مرجعيته الفكرية.
وأيضا لما كانت أمريكا كزعيمة كونية لا تألوا جهدا فى محاربة القوميات فى العالم وتصطف معها - أو بالأحرى خلفها - فى نفس الخندق كل بلدان العالم الغربي صاحبة النفوذ الحاسم فى تقرير سياسات حكومات وأنظمة وطننا العربي , فان قيام نظام حكم قومى أو حتى مبنى على ثقافة قومية قطعا فى تلك المرحلة محكوم عليه بالفشل , ولا ادلل على ذلك بان هذا التحالف الذي استطاع التخلص من عبد الناصر وإحداث انقلاب ناعم عليه وعلى نظامه فى ستينيات القرن الماضي استطاع منذ أمد ليس ببعيد – بعد تكوين قاعدة عريضة من الطابور الخامس من النخب والإعلاميين وغيرهم - التخلص من نظام البعث العربي فى العراق واغتيال قيادته القومية وتخريب العراق وترويع العراقيين , وتلاه اغتيال الزعيم الليبى معمر القذافي وتدمير ليبيا من الداخل ,وها هم في سبيلهم الى غزو سوريا وتدميرها وإلحاقها بقائمة بلداننا العربية المدمرة , فان النضال من اجل حكم قومي او ناصري فى مصر يصبح دربا من العبث وسيلاحقه الدمار قبل ان يولد, هذا على افتراض ان القوميين والناصريين فى مصر استطاعوا إزاحة منافسيهم وهم كثر.
وإزاء هذا المشهد بالغ التعقيد يقف النضال القومى أمام خيارات مرة ليقيس بينهم بمقياس من دم , لأن مردود نضاله هنا لا يعود اليه , ولكن من اجل الغير وربما الأعداء , فإما إن يناضل من اجل نقل الحكم الى قوى ليبرالية, تعتبره متطرفا وتعتبر القوميين طغاة ومتخلفين وجب إزاحتهم بحاملات الطائرات والصواريخ وتأديب الشعب الذى انتخبهم , ونزع هويته الثقافية والتراثية والمعرفية العربية , كما هو الحال فى البرادعى.
أو النضال من اجل توصيل عمرو موسي الى كرسي الحكم , وهو الذي لا يختلف كثيرا عن سابقه فى تلك الرؤية فضلا عن ان ذلك سيعطى فرصة عظيمة للأعداء التقليديين للثورة وهم قطاع كبير جدا من الشعب للعودة مجددا للساحة السياسية فيمارسوا بطشا ونهبا منظما وواسعا للبلاد , كما انه شغلهم الشاغل سينصرف الى تأمين أنفسهم وبناء نظام حصين وسد الثغرات التي تسببت فى اندلاع الثورة الاولى دون إحداث تنمية فى البلاد , وهنا يكون النضال معهم خيانة قومية.
ثالثة الخيارات وهم التيارات اليسارية , وهى تيارات تتفق في كثير مع المبادئ القومية خاصة فى الشق الاقتصادي إلا إنها تختلف معهم فى النواحي الثقافية فضلا عن انها تيارات ضعيفة للغاية وأطروحاتها الثقافية مرفوضة شعبيا.
وإزاء هذا المشهد العالمي والمحلى , يصبح من الحكمة على التيار القومي ان يتريث , وان يحدد خطواته بشئ من التأني والتأمل العميق , والا يفكر فى الخطوة القادمة مباشرة طالما لن تكن له,بل عليه ان يعد الخطة للخطوة التى تليها , حتى يصيبها بدقة , ويفعل كما يفعل القناص الماهر الذى يحدد نقطة اعلى من النقطة المراد اقتناصها حتى يتمكن من إصابة الهدف مباشرة , واقول فى ذلك ان التيار الاسلامى قد لا يتطابق كثيرا مع مبادئ وأطروحات التيار القومى فى مصر, ولا ينظر بنفس نظرة القرب التى ينظرها القوميون اليه , إلا إن أهم ما يميز هذا التيار قوميا كونه سيحافظ على ثقافة مصر عربيا وإسلاميا , وهو ما لا يتحقق مع اى تيار أخر, مما يمكننا ان نكون مستقبلا فى حالة منافسة معه , وعلينا تقبل ما لا نهواه من اجل الحفاظ على ما نهواه.
والحقيقة أن اصطفاف "نفر من الناصريين" مع محمد البرادعى وعمرو موسي وأنصارهما  وتكوين قاعدة عريضة قوامها الفلول , هو لا يخدم العمل السياسي على النطاق القومى او المصري , نظرا لأن هؤلاء الناس ظهروا فى المشهد كمجموعة من "الوجهاء الأشرار" الرافضين للديمقراطية وتفعيل إرادة الشعب ,فكيف نصدقهم اذا بعد ما شاهدناه منهم من احتيال؟
قالوا انهم يحتجون على اعلان دستورى اصدره مرسي ودستور سيستفتى عليه الشعب دون توافق وطنى , واذا كان الامر كذلك فلماذا كنتم تخرجون بمظاهرات قبل ان يصدر مرسي هذا الاعلان ويطرح الدستور الجديد على الاستفتاء , ولماذا ايدتم من حرقوا المدارس فى محمد محمود ؟ ولماذا استمر قرابة 50% من اعضاء الجمعية التأسيسية من القوى المدنية فيها ووقعوا على 95 % من الدستور الجديد , وما الداعى لانسحاب بعضهم المفاجئ؟ هل هذا هو العمل السياسي أم الانتهازي؟
وبعيدا عن تكتيكات أو "انتهازية النخبة" تعالوا نتساءل:  لو استطاع أنصار جبهة الإنقاذ إسقاط الرئيس المنتخب من يمكنه بعد ذلك امتلاك شرعية أخري؟ وما حدودها ؟ ومن سيؤمن عدم تكرار هذا التحالف معكوسا ضد الرئيس الجديد, وكم الفاتورة التى سيدفعها الوطن جراء سياسة الفعل ورد الفعل؟ ومن سيحترم من لم يحترم رأى الأغلبية؟ وكيف سيرضى الديمقراطيون بإهدار الديمقراطية؟
انا لا اتحامل على الاستاذ حمدين صباحى بمفرده ولكن على كل عناصر المشهد السياسي المهين الذى تعيشه مصر , وما كنت ارجوه من حمدين صباحى ان يكون على قدر تاريخه الوطنى المحترم فى التعامل مع تلك الازمة , كما ارجو من الاخوة الناصريين وكذلك الاخوان المسلمين ألا يقفزوا لاستحضار الماضى فى كل محاولة تقارب , لأنه لا يجب ان ان نترك ماضينا يقتل حاضرنا ومستقبلنا.
حقا لقد شاهت عوالم الأفكار فى بلداننا , فما عاد الليبرالي ليبرالي , ولا اليساري يساري , وحتى القومى لم يعد قوميا ..كل الافكار بقيت كخيال ظل لافكار اخرى اندثرت وماتت .. ولا يسعنا الا ان نقول : اللعنة ستطالك يا مبارك.
**********************************
 ليس دفاعا عن الرئيس
نشر بتاريخ  6 كانون الأول (ديسمبر) 2012
  سيد أمين
قد نختلف مع جماعة الإخوان المسلمين أيديولوجيا ’ قد نرفض أساليبهم فى الإدارة السياسية ’ قد ننتقدهم بشدة على عدم وضوح برنامجهم الفكري فيما يخص قضية العدالة الاجتماعية والتبعية للخارج ’ قد نستكثر عليهم أن يكون رئيس البلاد من ضمن حقيبتهم الانتخابية ’ قد نكره فيهم سعيهم للاستئثار بالحكم - مع ان المتأمل سيجد انهم لم يفعلوا - قد نهاجم فيهم تجاهل الكفاءات واعتمادهم على شخصيات لا كفاءة لها ولا وزن علمى’ وربما يكونون براء من تلك التهمة وتداعيات العمل السياسي فرضت عليهم ذلك كنوع من "التكتيك" ’ قد يكون كل ذلك وهذا ليس عيبا فى حد ذاته بل هو عيب فى أليات الديمقراطية نفسها ’ ولكن ينبغي ان يبقي احترام الطرفين للديمقراطية ثابتا ’ بمعنى ان نساند الرئيس في انجاز دورته الانتخابية وبعدها نحاسبه على ما فعل وما وعد ولم يفعل.
إلا أن بعض الرفاق استخدموا الديمقراطية أسوأ استخدام وحولوها الى معول للهدم والفوضي لا للبناء – على خلاف ما يجب أن تكون – وراحوا يسخرون كل طاقاتهم لعرقلة سير القافلة ’ من خلال "تصيد" الأخطاء وزلات اللسان وغمز العيون وحركات الأصابع للرئيس مرسي ’ وجماعته ’ وانصاره ’ تارة طالبوه بالاستقالة من الجماعة ففعل ’ إلا انه لم يرضهم ذلك ’ فزادوا بانه يجب ان يقنن وضع الجماعة ’ فوعد بذلك ’ فقالوا بأنه سيأتي بخيرت الشاطر رئيسا للوزراء فلم يفعل ’ فقالوا ربما نائبا له فلم يفعل ’ فلما خاب ظنهم قالوا أن الشاطر يرأس الرئيس سرا ’ ولا ادري كيف سيفند مرسي هذا الزعم وليقولوا لى كيف كانوا سيفعلون لو كانوا هم مكان الرئيس!!.
راحوا يجعلون من الهجوم على أصدقائه معولا لضربه والهجوم عليه , وكأنهم يريدون منه ان يتحلي بصفات عدم الوفاء لأصدقاء عمره الذين ساندوه فى السراء والضراء ’ فى السجون والمعتقلات ’ فى انتخابات الحزب ’ وانتخابات الرئاسة ’ ومناصرته ضد كارهيه من الفلول  أو حتى من القوي السياسية المختلفة ’ طالبوه بان يلقي بأصدقاء عمره وذكرياته وتجاربه حلوها ومرها فى سلة مهملات الماضى ’ بل ويتنكر لهم ويستدير عليهم ’ ولو فعل ’ وما اظنه بفاعل ’ لهاجموه على قلة وفائه ’ وأداروا ضده حربا إعلامية أكثر شراسة بوصفه عديم الانسانية.
راحوا يهاجمون مرسي فى شخص التيار الاسلامى وسرعان ما تحول هجومهم رويدا رويدا إلى هجوم على الإسلام ذاته ’ فقد هاجم الإعلام الإسلاميين الذين خرجوا للتظاهر أمام السفارة الأمريكية احتجاجا على الإساءة للرسول الكريم واعتبروا ذلك أسلمة للدولة - مع ان الدولة إسلامية فعلا وشعبها شعب متدين والغضبة كانت من اجل أعظم شخص فى تاريخ امتنا على مر التاريخ - وانتهز البعض الفرصة للزج بالبلطجية بين المتظاهرين من اجل ارتكاب التجاوزات وإلصاقها بهم ’ ولما أدرك الإسلاميون وبينهم مواطنون عاديون الشرك  ’ راحوا ينسحبون وتركوا البلطجية وغيرهم من غير صادقي النوايا بمفردهم هنا راحت الصحف تنتقد الإسلاميين لأنهم لم يغضبوا كباقى الشعب من اجل الرسول الكريم.
راحوا ينتقدون انتشار الحجاب والرجال الملتحين واعتبروه دليلا على سيطرة مرسي وجماعة الإخوان المسلمين على البلاد ’ مع ان معظم النساء المصريات يرتدين الحجاب او النقاب منذ دخل الإسلام مصر وهن لم يرتدنه حبا أو كرها فى مرسي او غيره بل إيماننا بالإسلام وحبا فى الله ’ وكذلك اعتبروا ان كل رجل ملتحي عدو بوصفه إسلاميا مع ان ليس كل ملتح منضم لجماعة الإخوان المسلمين أو اى فصيل اسلامى أخر كما انه ليس لنا عداء لا مع الملتحين ولا مع الإخوان المسلمين.
بل المدهش ان العديد من القوي اليسارية والليبرالية كانت تهاجم الإخوان المسلمين والتيار الاسلامى عامة فى فترة الانتخابات بوصفهم قوي غير مدنية ’ ثم فوجئنا بانحياز تلك القوي الى صالح المجلس العسكري’ مع ان المنطق يقول ان النقيض الواضح للحكم المدنى هو الحكم العسكري ’ وليس الحكم الدينى فضلا عن التيار الاسلامى وخاصة جماعة الإخوان المسلمين منه لم يعلنوا قط رغبتهم فى الانقلاب على الدولة المدنية واعلان حكما دينيا وتم حسم ذلك فيما بعد فى الدستور المزمع إعداده ’ ومن ابجديات الديمقراطية انه لا يهمنى ابدا ان يحكمنى شيخ او حتى شيخ منصر حسن السمعة ويملك الكفاءة .. طالما انه لا يحيد عن العقد الذى اتفق المجتمع عليه وهو الدستور.
ولما كنا- كقوي وطنية - قبل الثورة نطالب مبارك بفض تحالفه مع امريكا والاتجاه الى الصين وبح صوتنا فى سبيل ذلك دون جدوي وجدنا من ينتقد مرسي لقيامه باتخاذ مثل تلك الخطوة وراح من كانوا يطالبون مبارك بها بالاستداره وادنة مرسي  حينما قام  بها’ بل رأيت بنفسي احد القياديين فى حزب الوفد ويدعى حسن شعبان او رمضان لا ادري ينتقد الرئيس عبر احدى الفضائيات محذرا اياه من محاولة فك ارتباط مصر بامريكا ’ ومشيدا بما اعتبره بطولات لمبارك فى عدم كسره لهذا الارتباط طيلة 30 عاما ’ مثنيا على موقف مصر مما اسماه حماية الدول العربية والتى كان أهم ثمارها مشاركتها في حرب "تحرير الكويت" !! استحلفكم بالله هل هؤلاء وطنيين حقا وهل هذه أحزاب تعبر عن الشعب فعلا.
هاجموا الرئيس فى كل صغيرة وكبيرة ’ وجعلوها محور إعلامهم ’ بدءا من إشارة الرئيس الضاحكة عن "المانجو" الى قيامه بتهذيب ملابسه فى إحدى اللقاءات الرسمية ’ حتى طريقة سيره وكحته ’ مع ان المنتقدين هم أنفسهم هللوا لمبارك حينما تحدث عن الخيار واعتبروه دليلا على قرب مبارك من الشعب ’ واعتبروا تهريج مبارك بشكل لا يليق مع كونداليزا رايس دليلا على رجولته ’ وكثير من هؤلاء الإعلاميين شاهد وسمع مبارك فى معظم اللقاءات الخاصة يتحدث بشكل خارج عن اللياقة وخادش للحياء ولم ينبسوا ببنت شفة ’ ولكنهم مع مرسي ارتدوا ثوب الفرسان فى معارك هلامية تخرج عن النص وعن حرية التعبير وعن موطن الفروسية فصارت ملابسهم فضفاضة عليهم ’ وغير مقنعة للرأي العام الناضج وحال سبيلهم يقول "اللي يكره ما يحبش".
وراح الصحفيين الشرفاء ينساقون وراء شعارات استغلها بعضهم المغرض حول حرية التعبير وراحوا يكيلون السباب ويطلقون سيلا من الشائعات بسبب وبدون للرئيس بغية تحويله الى "شخشيخة" فى أعين الناس ’ وحينما تتم مطاردتهم قانونيا يعلوا نحيبهم على الحرية الضائعة للصحافة والإعلام ’ مع أنهم أنفسهم أصحاب شعار "هيبة الرئيس من هيبة الدولة " فى زمن الديكتاتور ’نعم نحن مع حرية الصحافة والإعلام وبذلنا عمرنا ننادى بذلك ليكون واقعا ’ ولكن يجب ان يكون إعلاما مسئولا ’ وان لم يكن فمن حق المتضرر اللجؤ الى القضاء.
تباكى المغرضون ضد قيام بعض أنصار الرئيس برفع دعاوي قضائية ضد رئيس تحرير جريدة الدستور ’ واعتبروا ان ذلك  تم  بايعاز من الرئيس ’ وانه تكميم للإعلام ’ يحدث ذلك مع ان ما كتبه محرر الدستور مجرد أساطير الأولين ولا يرقي الى مستوي إعلام ولا يرضاه اى صحفي حر ’ فضلا عن ان الجميع يدرك كيدية ما تنشره لكون هذه الصحيفة كانت قبل الثورة بأشهر قليلة معبرة عن القوي الوطنية المصرية فضاق مبارك بها ذرعا وتمت مساومة رئيس مجلس إدارتها على بيعها لأحد رجال أعمال تابع لمبارك وهو ما حدث وهم من يديرون هذه الصحيفة حتى الآن فضلا عن انها كانت تهاجم الثورة والثوار بضراوة فى فترة ما قبل تنحى مبارك وكان لها السبق فى اختراع فرية ان ثوار التحرير قابضين ويأكلون الكنتاكى.
نكرر اننا لا ندافع عن مرسي ولكن ندافع عن الديمقراطية والمنطق لمجابهة سيل الشائعات التى لا تنقطع ويحتاج الرد عليها الى توافر تنظيم اعلامي متكامل ونشط وفعال ’ يوضح ان ما حدث فى الفترة القليلة الماضية منذ ان تولي مرسي الحكم عملا رائعا ’ الامن استتب بدرجة هائلة وشعر به الناس وشوارع القاهرة صارت انظف واقل ازدحاما مروريا وغيرها من ازمات كنا نعيشها طوال فترة مبارك مثل ازمة ارتفاع الاسعار وازمة السولار والبنزين وازمة رغيف الخبز ’ وهو عمل عملاق فى تلك الفترة القصيرة التى لا يمكن ان تحل خلالها ابسط المشكلات التى يواجهها المصريون نظرا لكون حل مشكلة المرور نهائيا يحتاج الى كباري وانفاق وهو ما يستحيل انجازه فى عامين وليس مائة يوم .
 رسالة الى الرئيس
 احذر يا سيادة الرئيس ’ رجال مبارك يلتفون حولك ويعوقون خطواتك ويقيدون حركتك ويشوهون موقفك ’ حاذر ان تخاف منهم ’ واجههم بقوة وحزم وقتها ستجد الجميع يدافعون عنك وسيكسر الشعب حملتهم الاعلامية ضدك ’اختر من يدافع عن مصر لتدفع به الى الامام ’ ولا تعتمد على تقارير الاجهزة .
سيادة الرئيس ’ ما يحدث فى الشارع الصحفي اكد بما لا يدع مجالا للشك ان رجال امن دولة مبارك هم اصحاب القرار الاول والاخير فى التغييرات الصحفية ’ اكشف حقيقتهم وعريهم واستمع لرأى المخلصين الى الوطن ممن لا ناقة لهم ولا جمل فيما يفضون به اليك .
سيادة الرئيس ’ تم حل مشاكل صحفيين وصحف حزبية لم تصدر قط ’ ولم يكتب اى صحفى منهم خمسة اسطر طيلة تاريخه المهنى ’ ونحن لا نعترض ولكن نطالبك بحل مشكلة صحفيي جريدة الشعب ’ هذه الصحيفة ناضلت فى زمن حالك السواد وكانت لسان حال شعب مصر بأسره ’ حتى اغلقها الديكتاتور بجرة قلم منذ 12 عاما ’ فقد آن الآوان لأن ينقل صحفييها الى الصحف القومية بعدما كبر سنهم ’ بل ان وجب عليك حالا وفورا تكريمهم ’ لانهم هم الاولى بجنى حصاد الثورة بعدما دفعوا ثمن غرسها سجنا واغلاقا وتضييقا على اقواتهم.  
سيادة الرئيس ’حاذر ممن يشيرون لك بخياراتك الاعلامية والصحفية ’ فقطاع كبير ممن تمت ترقيتهم لشغل المناصب القيادية فى الصحف والمرئيات والمجلس الاعلي للصحافة هم من اشد كارهيك وكارهي نجاح برنامجك ’ بل ان بعضهم هم من رجال حملة شفيق الاعلامية ’ ولم يقتصر الامر على القيادات بل انتقل الامر الى شباب ’ فقد تم نقل وتعيين اعداد كبيرة من هؤلاء فى الصحف القومية ’ رغم ان معظمهم ليسوا صحفيين أساسا فى حين أن الصحفيين الثوار الشرفاء لا زالوا يناضلون وتنبذهم الصحف الشائهة.
****************************
 تدوينات فى زمن تجار الدم
نشر بتاريخ 7 كانون الأول (ديسمبر) 2012
 سيد أمين
 تدوينات الفيس بوك :
عقب  خطاب الرئيس 7 ديسمبر

لأول مرة فى تاريخ مصر .. نجد الفرعون مظلوما داخل القصر والفراعنة هم من يظلمون خارجه ..وهم لا هو يمتلكون النفوذ والصوت الاعلي ..ويقولون انه يكتم انفاسهم ..ويدعوهم للحوار مائة مرة ويرفضون قائلين لن نجلس معه ..ويؤجرون المسجلين لقتل انصاره او علي الاقل التحرش بهم بدلا من ان يفروا من عساكره ..علامات يوم القيامة!!
اثناء خطاب الرئيس 7 ديسمبر
الطاغية محمد مرسي .. يمد يده لحوار شامل ظهر يوم السبت المقبل .. ونخبة مبارك تستبق خطابه بان الحوار مرفوض ..وتحشد المخدوعين من انصارها لمذبحة جديدة علي يد من تستأجرهم هى ايضا لفعل ذلك!!
قبل  خطاب الرئيس 7 ديسمبر
هيكل فى لقائه مع لميس الحديدى : مرسي يعمل فى اجواء غاية فى الصعوبة .. ومصر بحاجة لقراراته ..واى شخص من معارضيه لو وصل للحكم كان سيلجأ لذلك ..ارجوكم الناصريين مشاهدة اعادتها على قناة cbc
اشتباكات الاتحادية 6 ديسمبر
# الجميع ابناء الوطن ..والف باء الديمقراطية ان نكون مع وحدة الوطن والدفاع عن جميع ابناء الشعب دون استثناء ودون مغالاة ودون تحيز .. فقط نتحيز للحقيقة.
#ارجو من الاخوة الذين يفبركون ويسخنون فى المشهد ويتحدثون عن مجازر ومحارق الهولوكست التى يرتكبها الاخوان لاخوانهم ان يذهبوا لنجدتهم ويفتدونهم بانفسهم او ردعهم عما يفعلونه بدلا من تسخين المشهد ..ام انكم ابطال على الفيس فقط.
# اعلن على الاشهاد تبرئي من الان فصاعدا بفكرة عبد الناصر والفكر الناصري لاننى وجدت ان عدد كبير من المنتسبين اليه نصابين ومخبرين وارزقيه ..واحتفظ باحترامى لفكر البعث العربي الاشتراكى.
#"ناصريون وقوميون شرفاء ضد المؤامرة"بيان تأسيسى لحركة
يدين الموقعون على البيان ادناه من صحفيين واساتذة جامعات ومهنيين فى كافة قطاعات المجتمع ممن ينتمون لفكر التيار القومى والناصري وغيرهم من الشرفاء رفضهم المطلق للمؤامرة على الديمقراطية عبر الاحتيال على ارادة الشعب عن طريق الجريمة المنظمة التى فتحت ميدان التحرير - ميدان الثورة سابقا - على عواصم الامارات والرياض والكويت وتل ابيب وواشنطون ..رافضين نزع الشرعية من رئيس منتخب ومحاولات تطويف المجتمع وتمزيقه عبر احتقار فئة من فئات الشعب ونزع حقوقها السياسية والتحريض ضدها .. واستغلال الاختلاف الايديولوجى بيننا وبين تيار الاسلام السياسى من اجل تحويله الى نزاع سياسي بهدف جر البلاد الى فوضى لا تصب في صالح الوطن وعواقبها لا يعلم مداها الا الله .
اننا رغم اختلافنا الفكري مع التيار الاسلامى الا انه هو الاقرب الينا من بين كافة التيارات الفكرية المختلفة فى وجه الارض نظرا لكون العروبة والاسلام وجهان لعملة احدة .. خاصة ان التيار الاسلامى يقف الان من خلال بنود الدستور المقترح فى صف الحفاظ على هوية البلاد وثقافتها العربية والاسلامية ولغتها العربية ضدمحاولات التغريب والامركة وهو ما يشكل قاسما مشتركا كبيرا بيننا وبين هذا التيار فضلا عن ان الاختلاف الفكرى لا يعنى ابدا ان نخونهم ونشارك فى مؤامرة ضدهم او ضد اى فصيل كان..كما لا يسمح لنفر ممن يلبسون رداء الناصرية الكبير فى استغلاله ضد مصلحة البلاد ومحاولة اعادة عقارب الساعة للوراء عبر تحالفه مع عناصر نظام مبارك الاجرامى الذى باع امتنا العربية قطعة قطعة لاسرائيل .
أمة عربية واحدة ..ذات رسالة خالدة
الموقعون:
دكتور محمد شرف استاذ المواد البشرية بامريكا رئيس جمعية ابطال 25 يناير
دكتور محمود ابو الوفا - الخبير بالجامعة العربية
سيد أمين صحفي- منسق الحملة الوطنية لتوثيق جرائم مبارك
محمد عبد اللاه - صحفي بجريدة الاسبوع
جمال البشبيشى – صحفي فى العربي الناصري
خالد محمد علي- صحفي بجريدة الاسبوع
حنان عبدالفتاح –نائب رئيس تحرير المساء
اسامة الكرم – نائب رئيس تحرير الاحرار - رئيس تحرير حديث المدينة
اشرف خليل - صحفي بجريدة الشعب
سعيد نصر – مساعد رئيس تحرير النبأ
عبدو المعلم – باحث ومثقف قومى جزائري
مجدى غريب - مديرانتاج
عبد الله عمار – موظف
للانضمام
http://www.facebook.com/groups/549775288369640/edit
5ديسمبر
# عبد الرحمن الكواكبي رحمه الله يقول "العوام هم خطر الامة ومصدر نكستها " اتذكر ذلك واعجب..كيف يساق الثائر لينضم فى صفوف الثورة المضادة؟ ..كيف تنطلي عليه الخدعة ؟ وكيف لا يفكر فى العواقب؟..وكيف يرفض العمل الديمقراطى ويمارس نفس اساليب جلاديه؟
# الى اللاهثين خلف امريكا .. من امثال البرادعى وموسي ..امريكا لن تمنحكم حكم مصر .. انتم فقط لديها كومبارسات وادوات لاضعاف الرئيس مرسي والدوله ولا تصلحوا ان تحلوا محله
# قرار احتجاب 11 صحيفة مصرية مستقلة وحزبية - نصفهم اسبوعى لا يطبع فى يوم الثلاثاء اصلا - اتخذ يوم 20 نوفمبر اى قبل الاعلان الدستوري وقبل الاستفتاء على الدستور كما ان هذا القرار لاعلاقة لنقابة الصحفيين به وتأملوا من هم اصحاب الصحف والقنوات المحتجبة وستعرفون من يقود المؤامرة
# للأسف البعض تأخذهم الحماسة والوطنية ليصيروا وقودا او تروسا فى مؤامرة كبري هم لو فهموها لصاروا ضدها واستشدوا في سبيل منعها .. لكن هل ينفع البكاء على اللبن المسكوب؟
ولأول مرة فى تاريخ مصر تتبدل الاماكن ويصير الفراعنة من هم خارج القصر والضحايا بداخله..انها الديمجوجية "انتهازية النخبة" …نقولها للتاريخ ولا نريد جزاءا ولا شكورا
#الشعب ليس فوضويا ..لكن من هم هناك ليس هم الشعب ..من الشعب ثوار ومثقفين للغاية ضد هذه المهزلة ..وفى اى ديمقراطية الصندوق هو الفيصل .. لايجب ان نقف ضد الديمقراطية يجب ان نحتكم للشعب .. وليقل مايشاء ..تلك الافعال تدخلنا فى حلقة مفرغة ..لان من قد يحكم في مرة قادمة سيخرج عليه الناس بنفس الادوات ايضا
30 نوفمبر
# النخبة الفاسدة فى مصر تستغل الشباب لتحقيق مصالحها الذاتية ..وفجأة سيكتشف هؤلاء الشباب المتحمس وبعد اختفاء بريق الشعارات انهم كانوا ضحايا فى لعبة كبري لا ناقة لهم فيها ولا جمل ..انهم مجموعة من القضاة الفاسدين مع نخبة شائهة تحافظ على مكاسبها وتستخدم الشباب كوقود لتحقيقها..وما ان تصل تلك النخبة للحكم حتى ينفصلوا عمن وقفوا معهم .. وربما جعلوهم اول ضحاياهم .. كما يقول ماتوسي تونج مطلقا على تلك النخبة اسم "الوجهاء الاشرار".
 كما يخطىء من يعتقد ان اسقاط مرسي يعنى الاستقرار بل هى بداية الانهيار .. وبداية الفوضى التى لا تبقي ولا تذر .. انا ناصري ولكن لست من الانتهازيين ولا ادافع عن الاخوان ولكن عن العدالة ومتى حادوا عنها قاومناهم كما قاومناهم منذ عام مضى.
# عمرو موسي خادم مبارك .. السكير العربيد ..الذى اعطى شرعية للاحتلال الامريكى للعراق العظيم عام 2005 حينما ذهب فى طائرات الاحتلال هناك تحرصه دباباته من ابناء شعب العراق ..لا يمكن ان يكون وطنيا ..ساهم فى تدمير ليبيا واشاعات عن تقاضيه 5ملايين جنيه ثمنا لدماء الشعب الليبى …وها هو الان يقود نفس المؤامرة فى مصر بوصفه ثائرا!!!!
# المعركة الان ليست بين اسلاميين وقوى مدنية بل المعركة بين ثوار من بينهم اسلاميين وفلول بينهم نخبة فاسدة
 # 4جهات رقابية وسيادية واستخبارية فى الدولة تصدر تقارير عن تلقي 9 فضائيات يملكها رجال اعمال 6.5 مليارات ونصف المليار من اجل احداث حالة فوضى فى البلاد والتربص بالنظام وقيادة الشعب الى الاقتتال الداخلى .. ومن اهم تلك الفضائيات قنوات دريم والنهار ومودرن والبلد وcbc .. ننشر باقى التفاصيل تباعا
28نوفمبر
لا تتنازل يا سيادة الرئيس الشعب المصري معك
27 نوفمبر
# حينما تجد المنطق مقتولا بين الناس اعلم انها الشياطين او المخابرات
# سنظل ندافع عن الثورة حتى اخر رمق .. حتى لو هتف رجال شفيق المتواجدون فى ميدان التحرير بعودة مبارك ..لن نتزحزح قيد انملة ..نؤمن بالديمقراطية وبالثورة .. ونرفض الانتهازية السياسية التى اختارها حمدين صباحى والبرادعى وتحالفهما مع الفلول لتقويض سلطة منتخبة شرعية حتى لو كنا نختلف معها ايديولوجيا .. ولكن بدفاعنا عنها ندافع عن الديمقراطية وحق تداول السلطة ..لان رفضها باستخدام القوة يعنى فتح الباب لرفض اى جديد ويكرس لفوضى لا قبل لنا بها ..ولا ترتضيها مصر الثورة ..ودعونا نتسائل عمن ادخل الفلول ميدان التحرير .. نعم فلول .. والا ما تطابقت مطالب التحرير معهم فى الدفاع عن رموز القضاء الفاسدين العفنين الذين كووا بنار فسادهم ظهر الشعب ..وصاروا عبيدا لمبارك وحاشيته ينطقون بما يحكم هو به .. هل تنكرون ان تطهير القضاء احد اهم مطالب الثورة ؟ وهل تنكرون ان تطهير الاعلام مطلب الكتلة المثقفة من الشعب ؟ وهل تنكرون انكم طالبتم مرسي باقالة النائب العام واعادة محاكمة قتلة الثوار ؟ ماذاحدث اذن ؟
هل تنكرون ان من اهم رموز مظاهرات اليوم هو مرتضى منصور وتوفيق عكاشة واحمد ابو حامد وان حملة شفيق تكلفت بنقل انصارها من كافة المحافظات الى الميدان ؟ وان الذين كانوا يعارضون الثورة ضد مبارك والمجلس العسكري هم من يروجون لمظاهرات اليوم .. فلينظر احدكم الى اصدقائه وليرجع بذاكرته الى الخلف ليكتشف ان من يؤيدون التظاهرات الان كانوا يرفضونها والشهداء يتساقطون بنيران 777 والمجلس العسكرى ومنقبله مبارك ؟انظروا ربما تخرجون بنتيجة انكم مجرد كوبري لعودة طنطاوي للحكم ويقتل منكم المزيد
26 نوفمبر
# لو قرر الرئيس اليوم الغاء الاعلان الدستوري ستنفجر مصر غضبا على هذا القرار لان من يؤيدون هم الاغلبية الكاسحة فالمؤيدن طبقا لاحصاءات صفحة كلنا خالد سعيد 85 و75 حسب صفحة قناة الجزيرة بل ان 90 من المشتركين في مدونتى يؤيدونه
# هناك450 قاض يتقاضون سنويا 5 مليارات جنيه رواتب ..بمعدل 120 مليون جنيه لكل واحد منهم ..بينما الشعب يموت جوعا وظلما باحكامهم الجائرة ..ثم يتحدث البعض عن العدالة
# يعنى مرسي غلط وخلاص ..يعيد المحاكمات يبقي اعتداء على سلطة القضاء ..ما يحاكمش يبقي متواطئ ..يلغي الاعلان الدستوري يبقي رئيس ضعيف .. يصرعليه يبقي ديكتاتور ..يعدله ..يبقي احتيال ..قصة جحا وحماره
25 نوفمبر
# في جميع المصالح والهيئات بل والجمعيات .. انصار مبارك يعودون للظهور مجددا .. ورجال الحزب الوطنى يؤكدون انهم عائدون خلال شهر من الان ..هذه المعلومات جاءتنى من مصادر متعددة
# اقسم بالله العظيم لو اعرف ان ثورة يناير ستنتهى بما نراه الان فى التحرير وعصف بديمقراطية الانتخاب ما كنت وقفت ضد مبارك .. حينما كدت اموت فى منطقة الاسعاف ظهر جمعة الغضب ..وما طالبت ابدا برحيل مبارك
# فضلات مبارك يقودون اكبر معركة لخيانة مصر مرة اخري
# بعض الزملاء يعتبون علي ان اقف بجانب الشرعية ..ويريدون ان اسير فى دروبهم انشد اغانى ساقطة واري الثلث الفارغ فى الكوب .. وانحاز لفصيل من المفروض انه يحمل قناعاتى وادرك تماما انه قيادة اهذا الفصيل تعانى من امراض الانتهازية وانها اشد طغيانا من المخلوع نفسه. # حتى لانتحول الى دجاج وطبول تردد ما يريد الاخرون ان نردده ..انا لست اخوانى ..ولكننى ادافع عن الحق دائما وابدا
 24نوفمبر
# نتحداك يا حمدين .. ان تثبت اخونة الدولة
جوبلز وزير الدعاية النازى كان يقول انه لكى يصدق الناس الكذبة يجب ان تكون ضخمة للغاية  .. وانا اري ان اكذوبة "أخونة الدولة " تطبيق لفكرة جوبلز من قبل تحالف "الوجهاء الاشرار" الممثلين للقوي السياسية الوهمية "التى عدد انصارها لا يتعدى 50 الف ورغم ذلك ضجيجهم صاخب جدا " بالتعاون مع فلول نظام مبارك وروجت له فضائيات رجال اعمال مبارك ..وللرد عليهم نتحداهم ان يذكروا لنا عشرة صحفيين ينتمون للاخوان يحتلون رئاسة تحرير صحف قومية او حتى فى طاقم ادارتها العليا ؟ او عشرة اعلاميين اخوان يحتلون مواقع كبري فى اعلام الدولة ؟ او عشرة قضاة يحتلون مواقع  مهمة فى القضاء ؟ او عشرة فضائيات اخوانية  خاصة ؟  او حتى 20 صحفيا اخوانيا عاديا ؟ او عشرة رجال اعمال كبار  من الاخوان؟ او عشرة مشروعات او شركات يديرها رجال الاعمال هؤلاء ؟ او عشرة  محافظين ؟ اوعشرة وزراء؟ او 10 اشخاص اخوان ادينوا بقضايا بلطجة ؟  اودعارة ؟ او سرقة مال عام؟ وغيرها الكثير الكثير .. يحدث ذلك مع انه من حقهم ان يكون لهم شأن اكبر من هذا بكثير لسببين الاول انهم فئة مصرية لهم حقوق المصريين ولانه ايضا منهم رئيس البلاد الذى من حقه ان يختار حوله من يثق فيه.
وفي كل الديموقراطيات من حق من يفوز ان يختار من ينفذ له برامجه حتى يحقق بها مطالب الشعب ومن حقه ايضا ان يتخذ التدابير اللازمة لحمايةالبلاد فى اطار الدستور والسلطة التشريعية واذا كانت تلك السلطة غير موجوده فمنحقه ان يشرع بشكل مؤقتفى الظرف الاستثنائية كتلكالظروف التى تمر بها مصر بعد الثورة ..وبعدها نقوم بمحاسبته .. اما ما يحدث الان فى مصر فهو الفوضى تحت زعم الديمقراطية ..فهل رأيتم اعلاما ينام ويستيقظ لبث الشائعات حول اعلى رأس فى البلاد وهو رئيس البلاد ثم نجده -اى هذا الاعلام الذى يموله رجال اعمال مبارك سارقي قوت الشعب ويديره رجال مخابرات مبارك يصرخ بان حرية التعبير في خطر .. قالوا عن الرئيس بانه مريض بالصرع وقالوا انه يرسل اموال الدلة لابنه وقالوا له عبر منابرهم انت احمق وانت فاشل وانت غبي وانت "كافر" - لاحظ لو قالها احد الاخوان لاى منهم وليس للرئيس لانقلبت الدنيا ولم تقعد - وانت عميل وانت جاسوس ..فماذا يريدون قوله ومنعه عنهم مرسي ؟
انها الديمقراطية يا حمدين صباحى التى يجب ان تؤمن بها ولا نحرق البلد من اجل ان تجلس انت على الكرسي.
**********************************
 ثورة ضائعة
نشر بتاريخ 25 شباط (فبراير) 2012
سيد أمين
حينما تحدث ثورة فى بلد ما ويتم خلع الديكتاتور الذى خرب الحياة والأخلاق والاقتصاد يصبح تفضلا كبيرا من الثوار أن يحاكموه بطريقة ديمقراطية تضمن له حق الدفاع والتعبير عن رأيه , ولكن حينما نتمادى فى إعطائه هذه الحرية ونفرط فى توفيرها له لدرجة تصل لحد التواطؤ معه ومع دفاعه على حساب شعب من الضحايا, بالقطع نجزم ان هذه الثورة فشلت , خاصة أننا نعامله ورجاله بـ" ليونة" لم نعامل بها أحدا من معارضيه فضلا عن كونه هو ورجاله لم يعاملوهم بها من قبل.
ليت ذلك فحسب بل يتردد ان الهدف وراء تأجيل النطق بالحكم ضده الى 2 يونيو القادم هو محاولة لكسب الوقت حتى يبلغ سن 85 عاما وبالتالى العفو عنه تطبيقا لقانون – وضعه هو – يعفى من بلغ هذا السن من العقوبة .
كل ذلك ولن نتحدث عن هيافة الاتهام , فالرجل الذى فعل فى بلاده ما لم يفعله ألد أعدائها فيها ومفاسده لا تعد ولا تحصى , تركنا كل ذلك ورحنا نحاكمه فى شراء فيلتين بأقل من ثمنهما , وكأننا بذلك نبرئه لا ندينه .
وحينما يقوم رئيس وزراء مصر إبان الثورة بتقنين قرابة 83 ألف فدان فى الطرق الصحراوية لمغتصبيها من رجال الإعمال فى العصر السابق , هنا لا بد ان نقول ان هناك ثورة لم تحدث.
وحينما يقوم وزير داخلية حكومة الثورة بصرف رواتب شهرية لقتلة الثوار من ضباط الشرطة قطعا هذا سيؤكد الزعم السابق , خاصة ان الصرف لم يكن تحت مسمى إعانة إنسانية لآسرهم وإنما جاء تحت مسمى "تقديرا لرسالتهم النبيلة " ولا نعرف اى نبل ذلك الذي يتحدث عنه , والأدهى والأمر ان عددا كبيرا من قتلة الثوار من ضباط الشرطة يحاكمون بينما لا زالوا طلقاء ويمارسون أعمالهم.
وإذا قلنا ان ذلك غبنا للشهداء وأسرهم واستهانة بدمائهم قالوا ان ضباط الشرطة كانوا يمارسون خدمتهم فى حماية أقسام الشرطة من البلطجية مع ان سيل الشهادات الذى لا ينقطع يؤكد ان عددا كبيرا من الشهداء لم يكونوا بجوار أقسام الشرطة أصلا كما حدث فى قسم شرطة بولاق حيث تم قتل الثوار أمام جامعة القاهرة وفى قسم المطرية الشهداء استشهدوا فى بيوتهم .. نعم فى بيوتهم .. فقد هرعت سيدة إلى شرفة المنزل لتستطلع الموقف حينما سمعت طلقات نار فى الشارع ففوجئت بان الطلقة التي سمعت صوتها كانت فى صدر ابنها .. فصرخت طالبة الغوث فعاجلتها هى الأخرى طلقة أخرى فى الرأس وسقطت قتيلة بجوار جثة ابنها.
قطعا لم تحدث فى مصر ثورة ,بدليل ان نحو 90 ضابطا من قيادات جهاز امن الدولة الذي خطط ودبر ونفذ وأوغل فى دم الشعب طيلة عقود مضت تم ترقيتهم بديلا عن الزج بهم فى السجون.
وحينما يصل سعر اسطوانة الغاز الى خمسين جنيها بل سبعين جنيها , فى بلد يعوم على بحيرة من الغاز الطبيعي يصدر جزءا لا بأس به منها الى إسرائيل العدو التاريخى والوحيد لنا بنصف سعره قطعا لم تحدث هناك ثورة.
حينما نتردد فى ان نستغني عن المعونة الأمريكية التى تنتقص من عزتنا , واستقلالنا الوطني ونهرول خلف صندوق النقد لنكبل أنفسنا بمزيد من الديون بينما نغض الطرف عن مئات المليارات التى سرقها مبارك وزبانيته ولا نتخذ إجراءا ثوريا وقويا يخيرهم بين حياتهم وبين أموال الشعب , قطعا لم تحدث بعد ثورة.
وأى ثورة تلك التي تتيح لزوجة الرجل الذي قامت الثورة بخلعه مخاطبة ملوك ورؤساء العالم عبر قيامها بإرسال فاكسات إلى اوباما تطالبه فيها بالحفاظ على حياة زوجها وإلا فإنها ستفضح عملاء أمريكا فى مصر ممن تربوا فى كنفه .. ثم تترك بعد ذلك حرة طليقة , اذن لا توجد هناك ثورة.
وكيف نتحدث عن ثورة قامت من اجل العدالة الاجتماعية بينما هذا البرنامج غائب عن الساحة تماما ,لدرجة لا تجعلنا قادرين على وضع حدين ادني واعلي للأجور رغم ان الحد الأعلى للأجور لن يكلف الدولة مليما واحدا بل سيوفر لها عوائد هائلة, فضلا عن أننا نشاهد الثري يزداد ثراءا والفقير يزداد فقرا ,والباشاوات لا زالوا باشاوات والخدم لا زالوا خدما.
الفقراء فى بلدى دائما متهمون , إذا احتجوا ضد القهر الذى يتعرضون له سنطلق عليهم "دون اكتراث " بلطجية , مع أنهم يقومون برد الفعل وليس هم الفعل ذاته , وإذا استجابوا للقهر ورضخوا له وارتضوا ان يعملوا كإجراء لإثارة الشغب مقابل جنيهات معدودات وعرضوا سلامتهم للخطر , سنطالب بإعدامهم أيضا كبلطجية , مع أنهم هم أيضا ضحايا للجهل والجوع الذي عانوه فحولهم إلى كائنات بيولوجية لا قلب لها.
ومع ان من أسباب تفجر الثورة ,قمع الأخر وتكميم الأفواه الذي مارسه النظام السابق , كان ينبغي للثورة وقد نجحت – بحسب ما يقولون - ان تضمن حرية التعبير السلمي , وحق الاختلاف فى الرأي دون تخوين أو تكفير أو ازدراء أو إقصاء , وان تقبل الرأي مهما كان نزقا او شاردا ,لأن معظم انجازات البشرية كانت أحلاما مخملية تراود أصحابها, رغم كل ذلك إلا ان سياسة الإقصاء زادت وتيرتها واتسعت رقعتها وأصبح كل من يخالفنا الرأي إما عميلا للخارج أو رجعيا أو متخلفا حضاريا , مع ان اللعب على ديدن الفعل ورد الفعل لا يضمن أبدا استقرار لا لحاكم أو محكوم ,بل يزيد من فرص الخداع والتخبئة ولن يكون هناك ضحية بين صراع الأبناء إلا الوطن,وهو الأمر الذي يعيدنا للغرق فى دوامة لا قرار لها وينسخ نظام مبارك ويعيد إنتاجه ,وعلى جميع الأطراف ان تعلم ان الاختلاف فى الأولويات والحاجيات هو احد إفرازات المخ ومن سمات البشر على مر الخليقة.
فى الأسبوع الماضى اطلعت على قرابة أربع شكاوى من أمهات لنشطاء فى الثورة من مناطق مختلفة فى القاهرة يتهمن فيها الشرطة بتلفيق قضايا مخدرات لأبنائهن .. الأمر الذى يطرح تساؤلا مهما للغاية حول الرسالة التى يريدون توصيلها لنا وهى أن ثورة يناير ثورة "حشاشين".
قد يكون الحديث عن أن المجلس العسكرى صادقا فى دعم الثورة صحيحا , ولكن يجب فى ذات الإطار أن نعطى لمن يتهمونه بالتأمر عليها مبررات لهذا الاتهام , خاصة مع تلك الإخفاقات المفزعة التى صاحبت سياساته الأمر الذى فهمه البعض أنه مخطط ممنهج للخداع والتخبئة .
رسالة إلى المشير
سيادة المشير , أمريكا عدو لنا , الجميع يتفق على هذا , هي لا تحبنا ونحن لا نحبها أيضا ولا نحترمها , أوغلت أنصالها فى جسد أمتنا الجريح , استعذبت سرقة ثرواتنا , وتعذيب شعوبنا , والتهاون بأرواح أطفالنا وشرف نسائنا , طعامها دوما مغموس بدم الضحايا , وأموالها مسروقة من حافظتنا , ندعوك بل نتوسل إليك ان ترفض معونتهم , ان تلقى بها فى وجوههم , بل تحت حذائك , قل لهم أن الحرة تموت ولا تموت ولا تأكل بثديها , وقتها ستذوب خلافاتنا وتلتئم جراحنا ,ويظهر معدننا الأصيل ومعدنك , وقتها ستجدنا جميعا توحدنا خلفك , فنحن أمة عريقة لا نأخذ دية صمتنا عن إهانتنا , ونحن امة قال فيها القائل " نشرب ان وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا " , وأنت يا سيادة المشير وزير دفاعنا , والادرى بشرف الجندية , لاسيما فى مصر , خير أجناد الأرض , قل لهم نحن لا نريد معوناتكم , لا نريد ان نرتبط بكم , لا نريد ان نكون تابعين لكم, لأننا دائما السابقون , قل لهم لسنا هنودا حمرا جددا , او دمى تحركونها بخيوطكم , لا تبالى بكل ما سيقولونه و يهدوننا به , تذكر ان الطريق لتحرير القدس يمر عبر القاهرة , وتذكر نابليون بونابرت وهو يوصى رجاله بأن من يسيطر على القاهرة يسيطر على الشرق , افعلها يا سيادة المشير , ارفض معونتهم , وانتقل بمصر الى دول الممانعة , الشعب ومجلسه سيقفون معك , ستجعل من نفسك بطلا قوميا ضن الزمان بمثله. افعلها فنحن لا نرغب فى أمريكا ولا عملائها ولا كل من سار على خطاها.
سيادة المشير سيطلبون منك إرسال قوات الى سوريا بحجة حماية المدنيين السوريين من بطش "الأسد " , نرجوك ونتوسل إليك أن تقول لهم أن جيش مصر لا يمكن أن يحارب جيشه الأول فى سوريا , قل لهم جربنا خداعكم فى عام 1990 ضد العراق ولن نخدع مرة ثانية , قل لهم أننا مع اختيارات الشعب السورى مهما كانت ولكننا أبدا لن نوجه سلاحنا إلى جيشه ورصاصات جيشنا لم تصنع لقتل السوريين, قل لهم أننا نحمل الأمانة ومصر ابدا لن تخون.
Albaas10@gmail.com
**********************
 حول موقعة “النائب العام”
نشر بتاريخ  14 تشرين الأول (أكتوبر) 2012
 سيد أمين
جعلتنا الاحداث التى مرت بها مصر اليومين الماضيين من خلال تبعات قرار المحكمة المختصة بتبرئة جميع المتهمين بارتكاب مجزرة موقعة الجمل وما تلاها من استياء شعبي قد يكون دفع الرئيس الدكتور محمد مرسي لاصدار قرار بتكليف المستشار عبد المجيد محمود النائب العام للعمل كسفير لمصر فى الفاتيكان وذلك بهدف اقصائه - نظرا لانه لا يجوز عزله – وما تلاها من اشتباكات فى ميدان التحرير بين مجموعات غير معروفة الهوية , كل ذلك دفعنا لان نعود مرة اخري للحديث عن حالة التربص التي تتبعها قيادات القوي السياسية وما يساندها من قوي الإعلامية.
والمتابع للمشهد , المتجرد من النزوع نحو الانتصار للانتماء السياسي , الميال للانتصار لقيمتي الحق والحقيقة , يستطيع ان يدين جميع أطراف الأزمة "مؤسسة الرئاسة – الإخوان المسلمين – القضاة – القوى السياسية – الإعلاميين" باعتبار الجميع شركاء فى صناعة تلك الأزمة .
فقد اخطأ الرئيس الدكتور محمد مرسي فى إصدار قرار تكليف النائب العام للعمل كسفير لمصر فى الفاتيكان , وخطأ الرئيس هنا ليس كما يريد البعض ان يصدره للعامة بانه اعتداء على السلطة القضائية , ولكن لان الرئيس- وهو صادق النية- حينما قرر اتخاذ قرار إقصاء النائب العام تلبية لضغط الشارع كان يجب عليه ان يدرس الطريقة والوقت والمكان الملائم لاتخاذه , مع دراسة كافة الاحتمالات الممكنة والشعارات التى يمكن لأنصار النائب العام ترديدها وخداع العامة بها مع اتخاذ السلطات كافة الاحتياطات والاجراءات لتفنيدها , الا ان ما حدث اعطى الفرصة للقوي المضادة للثورة للتوحد حول شخصية رمزية جديدة بعد الفريق احمد شفيق ومن قبله الراحل اللواء عمر سليمان يتخندقون حولها ضد من يحكم مصر لا فرق عندهم بين الاخوان المسلمين او حتى الليبراليين.
واخطأ الإخوان المسلمون ايضا حينما لم يستوعبوا المشهد بشكل كبير وراحوا ينظمون تظاهرات مؤيدة للرئيس , لأنهم بذلك صوروا للمتابع غير المدرك بشكل كامل للأحداث بان التظاهرات ضد او مع الرئيس, وهو فى الحقيقة بعيد عنها, بل أنهم أتاحوا الفرصة للطرف الثالث – او اللهو الخفي – الذى لا هو خفى ولا حاجة – للاندساس بين المتظاهرين من اجل إحداث الوقيعة بين الجميع وبالتالي التغطية على الحدث الأهم وهو تبرئة المتهمين فى موقعة الجمل , ولو كان الإسلاميون انسحبوا من تلك التظاهرات او أنهم لم يدعوا لها اصلا لانكشفت حقيقة مقاصد ذوي النوايا السيئة من الأطراف الاخري , حيث كانت هذه الأطراف ستواجه لوما شعبيا كبيرا لو انها هتفت ضد الرئيس فى موضع كان يجب عليها فيه ان تهتف ضد تبرئة المتهمين فى موقعة الجمل نيلا لحقوق الشهداء وتطالب بتطهير القضاء , وحيئئذ سيصبح قرار الرئيس متسقا مع المطالب الشعبية فى حين تأتى مواقف هؤلاء معبرة عن حاجة فى نفوسهم لا علاقة للشعب بها.
كما يجب على قادة عناصر الإخوان المسلمين إلا يظهروا وكأن قرارات الرئيس هى قراراتهم لان ذلك يضعف من موقف الرئيس لا يقويه.
ورغم ان التعميم ليس منطقيا بالمرة , الا انه هناك أزمة لا شك فى البيت القضائي , لدرجة ان مطالب تطهير القضاء خرجت أول ما خرجت من بين القضاة أنفسهم قبل الثورة بسنوات قليلة , ومن مظاهر تلك الأزمة أن عددا كبيرا من القضاة انخرطوا بشكل كامل فى الصراع السياسي , وتنامي لديهم شعور قوي بأنهم شيء مقدس لا يمس ولا ينظر له امرؤ مهما كان إلا بإعزاز وإجلال حتى لو كان مصطنعا , مما خلق انطباعا عند العامة بأنهم عصابة او سوط يجلد به الحاكم من يشاء, بل ان رئيس نادي القضاة المستشار احمد الزند قدم أسوأ الصور التى من الممكن ان يخزنها العقل كصورة نمطية عن القضاة , وظهر فى مواضع عدة كبلطجي وليسا قاضيا يبحث عن الحقيقة ويستوي لديه الناس , كما أن طول عصر الاستبداد والفساد الذي كرث له مبارك وعبرت عنها قوانينه جعلت من القضاة أنصاف آلهة لا ينطقون عن الهوى ولا يعصى لهم أمر , ومهما كانت أحكامهم جائرة وغير موضوعية إلا أنها تعبر عن قدر لا يصح للضحية انتقاده أو حتى التعليق عليه وهو أمر مخالف للمنطق والشرع ولمعايير الدولة المدنية ولحقوق الإنسان فضلا عن أن الكثيرين منا يوقنون تمام اليقين بان الالتحاق بسلك النيابة والقضاء لا يتم فى مصر إلا بإحدى سوئتين "إما رشوة أو واسطة " وكلاهما يجرمه القانون , يضاف الي ذلك ظاهرة توريث القضاء!!
ولابد ان نشير هنا الى ان من رفعوا شعار احترام القضاء واعتبروا قرار مرسي بخصوص النائب العام مجزرة ..لماذا صمتم على قيام رجال شرطة مبارك بتلقين القضاة علقة ساخنة فى عقر نادى القضاة , وكذلك صمتم على قرار اصدره مبارك باقالة قرابة الف قاضي من اعمالهم!!
أما القوي السياسية فقد ابتلعت الطعم وطعنت نفسها , حينما غلبت قياداتها من أقصي اليمين لأقصي اليسار مصالحها السياسية على مصلحة الوطن , وحينما تنكرت لأهداف كانت تنادي بها بالأمس فظهرت للعيان بأنها ليست قوي معنية بقضية الموضوعية بقدر كونها قوي انتهازية.
ورغم انه كان يجب على جميع قوي الثورة بكل أطيافهم بمن فيهم الإسلاميين الخروج للتنديد ببراءة المتهمين فى موقعة الجمل من أجل رد حقوق الشهداء من قتلتهم وهو المطلب الذى لم تتوقف عن المطالبة به منذ خلع مبارك , إلا إننا هنا وجدنا هذا الشعار يغيب لدي التيارات اليمينية واليسارية فى وقت كان الشهداء وأسرهم فيه أحوج ما يكون إليهم , مما آثار شكا ليس فى صدق شعاراتهم عن حقوق الشهداء فحسب ولكن أيضا فى الشعارات الجديدة التى يرفعونها الخاصة بتأسيسية الدستور والمائة يوم وغيرها , خاصة انهم حملوا الرئيس من قبل مسئولية أحكام البراءة لقتلة الثوار .. مما يقودنا فى النهاية لسؤال مهم : ماذا تريدون من الرئيس ان يفعل؟ وكيف؟.
والغريب والشئ العجيب – كما تقول وردة – أن القوى التى خرجت مرارا وتكرارا مطالبة بإقالة النائب العام من مهام منصبه محملة إياه التستر على ملفات الفساد ورموزه وأيضا أحكام البراءة المتتالية لقتلة الثوار مطالبة المجلس العسكري- حينما كان ماسكا بزمام الأمور- بإصدار قرارات استثنائية بإقالته بل ومحاكمته , إلا أنهم راحوا يقلبون ظهر المجن حينما اتخذ الرئيس مرسي قرارا يفهم منه إقالته , وراحوا يتباكون على استباحة استقلال القضاء , واخذوا يعظمون من شأن النائب العام ليحولوه الى بطل على خلاف الحقيقة !!
والملاحظ ان الثوار و القوي المدنية – ومعظمهم من قوى الثورة المضادة – راحوا يعارضون القرار الخاص بالنائب العام بوصفه عملا غير قانونى , مع أن الثورة نفسها أيضا هى عمل غير قانونى , والثوار فى نظر القانون متمردون يتوجب إعدامهم , هذا لو نظرناها بنظرة قانونية , أما لو نظرنا إليها بنظرة ثورية , فالنائب العام هو احد اهم رجال مبارك, والمسئول المباشر عن أحكام البراءة من قتل الثوار بعد الثورة وحماية الفساد قبل الثورة , كما ان القوانين سواء أو الدستور هى من صناعة مبارك , ولا تعبر عن إرادة الشعب الذى هو مصدر السلطات والقوانين.. فعلينا إذن أن نحدد ماذا نريد.. شرعية دستورية ام ثورية .. وإذا ارتضينا واحدة منهما فعلينا إلا نطالب بمطالب تخالف ما ارتضيناه.
أما آخر المتسببين فى الأزمة – وهو فى الحقيقة أولهم – الإعلام , لقد كان الإعلام والإعلاميون غير موضوعيين فى تغطية الأزمة , حيث راحوا يروجون الشائعات ويوجهون الضيوف ويصدرون الإحكام ويركزون بشكل ممل على احد الإطراف ودفوعاته بينما يتجاهلون الأخر حتى لو كان رئيس الجمهورية , لدرجة ان الفائيات لم تبث خطاب الرئيس فى الإسكندرية او حتى تشير إلى انه القي خطابا فى حين تفرغت لنقل كل همزات الزند وعبد المجيد ومن يواليهم , فلم يكن إعلامنا قط محايدا حيث انحازت كل قناة فضائية لمصالح رجل الإعمال الذى أنشأها علي حساب استقرار الوطن الذي كانت تدعو اليه حينما كان مجلس مبارك وشفيق وعمر سليمان قاب قوسين من حكم مصر.
الحقيقة ان ما يحدث فى مصر يكشف عن مؤامرة كبري ليس المقصود منها تجريد الاخوان المسلمين من السلطة التى حصلوا عليها بارادة الشعب ولكن اخشي ما اخشاه ان يكون المقصود هو بث القوضى فى مصر , خاصة ان التظاهرات والاحتجاجات فقدت اى منطق لها وتحولت الى "تلكيك" والسلام.
اقول ذلك وانا واثق تمام الثقة ان "المتلككين" سيعتبروننى قد "تأخونت" وهم لا يعرفون ان الدفاع عن الحق والحقيقة تتجاوز الايديولوجيات".
Albaas10@gmail.com
*****************************
 حتى ندعم مصر و برنامج الرئيس
نشر بتاريخ  30 آب (أغسطس) 2012
سيد  أمين
لم تتح لمصر فرصة للتحديث مثل تلك الفرصة التى تحققت لها بعد الثورة , ويشير الخبراء الى أن هناك قصورا متراكما فى البنية الاساسية فى مدن الدولة كافة بلغ مداه فى عدم تحديث تلك البنية منذ ما يقارب عشرة سنوات كاملة مضت , وانها تحتاج فى سبيل النهوض واداء وظيفتها بكفاءة الى مئات المليارات لكى تنفق عليها دون شح او كلل.
ولو اخذنا القاهرة نموذجا , سنجد أن شبكة الصرف الصحى فى منطقة وسط القاهرة – القاهرة الخديوية والقاهرة الفاطمية علي سبيل المثال – لم يتم تحديث معظمها منذ انشاء نظام الصرف المغطى فى القاهرة منذ ما يقرب من قرن , الامر الذى تسبب فى ان تعوم تلك المناطق على بحر من المياة الجوفية الملوثة , مما يهدد بكارثة بيئية وصحية محققة قد ينجم عنها سيناريو كارثى وهو سقوط وسط المدينة فى الاعماق وهو ما ظهرت ارهاصاته فى تلك الانخفاضات الارضية المتكررة فى مناطق باب الشعرية والجمالية.
واذا كانت ازمة الاختناق المروري فى القاهرة مشكلة عصية على الحل بسبب كثرة اعداد المركبات التى تعج بها شوارعها, فان المشكلة الاصل تكمن فى ضيق الشوارع وعدم وجود تخطيط عملى او علمى لها يمكنها من استيعاب هذا الكم من المركبات التى يكلف اهدار الطاقة فى ساعات انتظارها الطويلة الدولة مليارات الجنيهات متمثلة فى الطاقة المدعومة المهدرة دون ناتج والتى تتبخر فى الجو للتحول الى قنبلة تلوث مفزعة تهدد صحة سكان القاهرة اجمع لا سيما فى منطقة العتبة ورمسيس والاسعاف وهما الاكثر تلوثا فى مصر اجمعها بحسب دراسة لا زلت اتذكرها.
ويقينا , يعد من الاعجاز أن يستطيع احدا كان مهما أوتى من قوة واخلاص ان يحل تلك المعضلة  ليس فى مائة يوم - بحسب برنامج الرئيس – بل فى مائة شهر, اللهم الا اذا كان يمتلك عصا موسى او فانوس علاء الدين .
ولأننا نعلم أن البرامج الانتخابية قد لا تحقق بالمرة فى بلدان عالمنا النامى الا ان الشروع فى تحقيقها وتكاتف الاجهزة المعنية والطلائع الشعبية والتفافهم حولها كفيل بأن يجعلها قابلة للنجاح بغض النظر عن الوقت الزمنى الذى تستغرقه شريطة اخلاص نوايا الجميع.
ولأن نهوض مصر ورعاية مصالحها هو الشغل الشاغل لجميع المخلصين فاننى اوجه دعوة للخبراء لدراسة تلك المقترحات او العناوين وتأصيلها ووضع الاطر العلمية والعملية لانجاحها خاصة ان تحقيق تلك المقترحات ليس مستحيلا :
1 – توسيع شوارع القاهرة وخلق متنفسات خضراء فيها  من خلال عمليات شق طرق ونزع ملكيات خاصة او عامة  وتعويض المالكين بمساحات اخري قد تكون اكبر او مضاعفة وفى ذات المنطقة من خلال انشاء ابراج عملاقة وكخطوة اولي نبدأ من وسطها وهى مناطق الاكتظاظ الكبري.
ومثالا فلو قمنا بنزع ملكيات منتشرة على قرابة كيلو متر مربع فى المناطق المغلقة والعشوائية من وسط منطقة الجمالية  - وهى منطقة لا تزيد احجام الارتفاعات فيها عن طابقين او ثلاثة باقصى تقدير وقمنا بانشاء برجين او ثلاثة ابراج عملاقة عرضا وارتفاعا على نصف الرقعة المنزوعة وعوضنا كل شخص نزعنا منه ملكيته بضعف المساحة المنزوعة فى تلك الابراج بحسب الية ما – ستكون هذه المنطقة قد كسبت النصف المتبقى من الارض كمساحات خضراء وطرق وستكون خدمات الصيانة والامن والمرافق اكثر فعالية دون الاضرار بجميع اطراف العملية , وبتعميم هذه التجربة يمكننا خلق قاهرة جديدة.
   2 – تفنن نظام مبارك فى انفاق مئات المليارات طيلة هذا العهد البائد فى اشياء لا تفيد الوطن بشكل حقيقى , ومن تلك الاشياء قيامه بانفاق اموال الدولة على زراعة الشوارع باشجار لا تحقق اى وظيفة من وظائف زراعة الاشجار , ومنها شجرة "الفيكس" التى تزرع بها شوارع المدن الجديدة والطرق الطويلة , فلا هى مثمرة ولا هى منتجة للخشب ولا طويلة حتى يستظل بها الناس ولا تؤدى وظيفة بيئية لأن اوراقها صمغية , كما انها داكنة الخضرة توحى بالكأبة .
 لذلك فاننا نقترح اقتراحا باستبدال زراعة تلك الشجرة الكئيبة باشجار اخرى مثمرة تساعد فى سد الفجوة الغذائية لاسيما الزيتون الذى يمكنه ان ينبت فى اشد مناطق الجفاف كما انه يمكن ريه بالمياة المالحة ويمتلك منظرا جماليا افضل .
وكذلك يمكن زراعة تلك الشوارع بشجرة المورينجا , تلك الشجرة الطيبة والتى تصلح اوراقها كغذاء مثلها مثل الملوخية , وتساعد فى علاج 300 مرض بحسب التقارير الطبية المؤكدة وذات اخشاب قوية طويلة ويمكنها النمو فى اعتى الظروف المناخية أو تلك الخاصة بالتربة وتمتلك منظرا جماليا مبهرا, ولا يفوتنا ان نقول ان سعر كيلو الاوراق الخاص بها تتلقفه شركات الادوية بسعر 500 جنيه لتعود تبيعه باكثر من 15000 جنيه فى شكل حبوب ومعجون وخلافه , كما لا ننسى ان مبارك منع زراعة هذه الشجرة فى مصر تحت وطأة ضغوط غربية.
3- يقول خبراء الاقتصاد  انه متى توافر سعران لسلعة واحدة انتعشت السوق السوداء , ولعل تفاوت اسعار الدقيق ما بين مدعم وحر ارهق جهاز شرطة التموين نظرا لابتكار المهربين وسائل متعددة لكى لا يصل الدقيق المدعم الى مستحقيه ويجنون هم ثمار دعم الدولة فى جيوبهم المتضخمة من المال الحرام فضلا عن ان قيمة رغيف الخبز المدعم ساءت لدرجة كبيرة فيقوم الكثيرون بشرائه من اجل استخدامه كعلف للحيوان خاصة انه ارخص بشكل كبير جدا من الاعلاف , الامر الذى ضيع دعم الدولة سدى فى الدعم المباشر للدقيق ودعم الطاقة ودعم عمالة التصنيع .
لذلك ينبغى توحيد سعر الدقيق بشكل كامل  وليرفع سعر الرغيف من 5 قروش الى عشرة قروش مع توفيره فى الاسواق الامر الذى سيوفر على الاغلبية عناء شراء الحر الذى يبلغ 25 قرشا ويشعر الجميع  بان هناك دعما يقدم على تلك السلعة.
4-التفكير فى آلية ان تقوم بعض المصالح بالعمل ليلا كبديل عن الفترة الصباحية مما يساعد فى حل مشكلة التكدس المرورى صباحا او عمل العكس بحيث ترغم المحال والشركات على اغلاق ابوابها من الساعة التاسعة مساء .
هذه مجرد مقترحات عساها تأخذ طريقها للتحقيق بعد دراستها بشكل علمى من قبل المختصين.
Albaas10@gmail.com
*************************
 عن قيود مرسي.. وإعلام عكاشة
نشر بتاريخ  3 آب (أغسطس) 2012
 سيد أمين
اعتقد البعض ممن يتابعون ما أدونه - ومنهم أصدقاء بل وأساتذة لا أشك مطلقا فى وطنيتهم وحالتهم الثورية – أنني قد وقعت شيكا على بياض لصالح جماعة الإخوان المسلمين ’ وأننى صرت أبرر كل ما يتخذونه من قرارات حتى لو كانت تخالف مرجعيتي الفكرية ’ واعتبروا ذلك انقلابا منى على الفكر القومي والتجربة الناصرية.
ولعل من يتهمونني بهذا الاتهام لاسيما هؤلاء الرفاق الجادين المخلصين ’ قد فاتهم أنهم ارتكبوا خطأ فادحا بتغليبهم مصالحهم الفكرية وانتماءاتهم الحزبية على إيمانهم بالديمقراطية ’حينما انساقوا وراء مغرضين مخادعين من أزلام مبارك ممن رضعوا الاستبداد وصاروا لا يبصرون الحقيقة إلا من خلال منظاره ’ ورفعوا وهم "أعداء" عبد الناصر صوره وراحوا يتغنون بثورة يوليو وكأنهم كانوا ناسكين فى محرابها ’ وليس من مقوضيها وممن لعنتهم تلك الثورة على تحالفهم مع الفساد والامبريالية حتى أوصلونا لما نحن فيه الآن ’ فأساءوا بمسلكهم ذلك ابلغ إساءة إلى الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر.
دعونا نؤمن بالديمقراطية ’ ونقول أننا نختلف مع الإخوان المسلمين فكريا ولكن مع ذلك نؤمن بحقهم فى اتخاذ القرار الذى يرونه صائبا’ ونؤمن بحق اختلافهم معنا او اختلافنا معهم دون تخوين او ادعاء او تلفيق ’ بمعنى اننا ننادي بوضع قواعد مضمونة وراسخة لتداول السلطة لا يمكن اختراقها او الاحتيال عليها ’ وبعد ذلك نحترم من يختاره الشعب فى انتخابات حرة نزيهة أيا كان’ اعمالا بمقولة الشاعر الفرنسي فولتير " قد أخالفك الرأي.. ولكنني على استعداد لأن أدفع عمري ثمنا لأن تقول رأيك".
قولوا لى بربكم ’ أليس من الديمقراطية ان نعطى الفرصة كاملة للرئيس المنتخب حتى ينجز برنامجه الانتخابي ’ وندعه يختار فريق العمل الذى يختاره ويثق فيه من اجل تحقيق هذا المطلب فى هذه الظروف السياسية الحرجة ؟ أليس من الظلم أن نطلب منه التخلي عن "شخوص" الجماعة التي رشحته ودعمته ليصير اعزلا مجردا من أنصاره الصادقين’ وهو يخوض معركته الناعمة من اجل انجاح برنامجه مع فلول النظام السابق ؟
ودعونا نقولها بصدق ’ من يطالبون مرسي الآن بخلع ردائه الفكري هم يدفعونه دفعا لعقد صفقة مع رموز نظام حكم مبارك الذين يسيطرون على مفاصل الدولة ويعملون بجد لتصدير الأزمات له ’ من ثم الارتضاء باقتسامه السلطة معهم’ وربما هذا الهدف وراء الحملة الإعلامية المسعورة التى تقاد ضد الرجل واستثمار عوائد الضغط المستمر عليه فى صالح الفلول.
ونحن جميعا نرى رئيسا بلا سلطات تجعله يتدخل كمشرط طبيب يستأصل الاورام الخبيثة ’نري رئيسا اختاره الشعب الذي يجب أن نرتكن إلى حكمه جميعا ’ يواجه حربا إعلامية مكشوفة - ندركها نحن كاعلاميين - لتقويض شرعيته ’حربا تعتمد على الأكاذيب وخداع البسطاء ’عبر تكنيك دعائي يعرفه المصريون جيدا يلخصه المثل القائل "العيار اللى ما يصيب يدوش" ’ ونتائجها ليست لصالح الثورة بأي حال من الأحوال ما لم تصب في صالح أعدائها ممن يتربصون بالثورة والثوار.
كنت أتمنى من الرئيس مرسي أن يخرج علينا فى مؤتمر صحفي عالمي ليكاشف الناس بمدلولات تلك الضغوط وأهدافها وإبعادها ’ تلك الضغوط التى جعلته يصدر- على سبيل المثال - بيانا لرثاء عمر سليمان وهم – أى الإسلاميين - أكثر الناس الذين ذاقوا مرارة سجونه ومؤامراته وإجرامه مع غيرهم من أبناء شعبنا المصري بل والعربي عامة ’ وان يقوم بفضحها وتعريتها وتعرية منفذيها ’ فقط وقتها سيجد الناس تلتف حوله من جديد وسيخرج الشعب لإعادة الشرعية للرئيس.
كنت أتمنى من الرئيس ألا يقف مكتوفا إمام الحملة الإعلامية وان تحصر مؤسسة الرئاسة الادعاءات التى يهاجم بها الرئيس وتخرج بمؤتمر صحفي لتفندها فيه ’ والا يستجيب للضغوط التى تجعله يقبل قرارا على غير قناعاته ’ قد يستخدم فيما بعد للهجوم عليه من خلاله ’ ومن نفس هؤلاء الأشخاص الذين مارسوا الضغط عليه.
اعلام توفيق عكاشة:
لقد جعلنى توفيق عكاشة على يقين كامل بقدرة الإعلام الضخمة فى تشكيل أذهان الناس عبر فضائيته التى تصطاد ضحاياها من الاغلبية المسطحة فراح يبنى فى أذهانهم منظومة متكاملة من الأفكار الراسخة المبنية علي الأكاذيب ’ ورحت استرجع تجربة "جوبلز" وزير الدعاية الألماني فى عصر هتلر التى لخصها فى عبارة واحدة " لكى يصدق الناس الكذبة لابد أن تكون ضخمة " .
نحن لم نسمع عن توفيق عكاشة من قبل ثائرا أبدا ’ بل وجدناه شخصا من "الآضيش" جمال مبارك ومداحا فى محرابه ورجلا يعمل فى أجهزته ’ فمنحه فى نهاية التسعينيات خمسة ألاف فدان فى طريق مصر الإسكندرية بمبلغ ستين ألف جنيه فأقام عليها جمعية وهمية تسمي "جمعية الاعلاميين والصحفيين" وقام ببيعها لصحفيين الحزب الوطنى – اعرف عددا منهم - بما يقارب الخمسة ملايين جنيه ’ وهو مبلغ كبير للغاية فى هذا الوقت ’ فضلا عما يتردد عن ان الرجل خصصت له قرابة 150 رخصة استيراد وتصدير قام ببيعها بملايين الجنيهات ’ ثم نجده الان يتحدث عن الشباب ’ ولا ادري عن اى شباب يتحدث وهو واحد ممن سرقهم ’ واغتصب حينما كان عمره لا يتجاوز الثلاثين عاما حقوق الالاف ممن يبحثون عن عشرة أفدنة ليزرعوها ويؤسسون اسرهم البسيطة عليها .
الإجابة ستكون واضحة لو عرفنا ان الحرس العسكرى الذى يحرس بيت عكاشة وبوقه"قناته" قد يفوق الحرس الذى يحرس فيلا الرئيس.
Albaas10@gmail.com
*******************************
جدار مرسي والدستورية
نشر بتاريخ  11 تموز (يوليو) 2012
 بقلم سيد أمين
لو كان يحيط بشقتك جاران , ونشب بينك وبين احدهما نزاع حول ملكية الحد الفاصل بينكما , وكاد الأمر أن يتطور إلى مجزرة لا ناجى منكما منها , فارتضيتما أن تعرضا الأمر على جاركما الثالث لكى يحكم بينكما, على أن يرضى اى منكما بالحكم , ورغم انك تدرك ان هذا الجار يبطن لك العداء ,إلا انك ارتضيت بان يحكم حول ملكية أي منكما للجدار الفاصل بينكما , فراح هذا الجار يخرج عن نطاق الحكم حول الجدار فحكم أن شقتك كلها ليس لك وانها من حق الجار المتنازع معك!!
طبعا أنت اعترضت بشدة , وقلت انك لم تأتى من اجل بيان ملكية الشقة كلها ,  فأنت واثق من ملكيتك لها ومعك حجيتك الدامغة , ولكن فقط جئت من اجل الحكم فى ملكية الجدار , هنا ثارت حفيظة الجار الحكم , ورأى انك حنثت فى وعدك بقبول الحكم مهما كان , ورأى انه يجب عليك ان تترك الشقة  فورا , فسألته عن الأسباب التى دفعته لإصدار هذا الحكم الجائر , فقال انه ثبت ان الجدار ملك لجارك وبناء عليه فالشقة كلها له!!
قلت له إذن كان يجب عليك إن تحكم فقط بملكيته للجدار لا الشقة , فوجدته وخصمك يحتجان بصوت عال ويكابران حتى تجمع الناس في الشارع , وسألوا عن سبب تلك الضجة فاخبراهم أنك وجارك تنازعتما فى أمر ما واحتكمتما  للجار الثالث الذي اصدر حكمه فرفضت تنفيذه , واستغلا ارتفاع صوتهما وأخذا يصمانك بأبشع الصفات وقاما بصحبة بعض من الاهالى الذين لم يفهموا بالضبط حقيقة الصراع بطردك خارج بيتك !!
هنا انتظرت لحين قدوم رئيس اتحاد ملاك العمارة لتشكو له ما حدث , وتحتكم إليه , بصفته صاحب العمارة ويعرف من يملك ماذا , ولما جاء قصصت عليه ما حدث فاقر بحق جارك فى الجدار وحقك أنت فى الشقة , وذهب معك ليمكنك منها مرة ثانية , هنا خرج الجاران يستغلان صوتهما العالي , يتهمانك بأنك تكسر حكما سبق أن صدر بحقك وان تعالى وتتغطرس , وراحا  يشاغلانك ويتهمان صاحب العمارة بالانحياز لك لأنكما تتاجران فى المخدرات ,هنا تناسي الناس اصل المشكلة , لانهم لم يجهدوا ذهنهم لفهمها أصلا , وأخذا ينظران إليك وصاحب العمارة على إنكما محلا للشبهات, وراح ينظران على تعنت جاريك معك على انه بطولة ورفضا لسلوكك "البطال" , وراحوا هم أيضا يتعاملوا معكما بشئ من الجفاء أو "التلكيك", وانذروك ان تترك شقتك فورا والا فسوف ينقضون عليك وعلى صاحب العمارة ويطردونكما منها بالقوة .
ولما وجدت انك غير قادر على توصيل قضيتك بشكل جيد للناس نظرا لعدم وجود عقلاء بينهما يجيدون الاستماع لصوت المنطق, وان وجدوا فلغة المصالح تربطهم بجاريك , هنا طلبت ان تعاد المحاكمة على مسمع من الناس ليعرفوا تفاصيلها ويطلعوا على ما لديك من اوراق , هنا راح جاريك يحرضان الناس ضدك بان تقصد من ذلك المراوغة والبقاء فى الشقة من اجل الاستمرار فى جعلها وكرا لبيع المخدرات .
ولأن جاريك يستعملان معك أسلوب "البلطجة"و"التشويش" واثارة الناس ضدك بكم هائل من الأكاذيب المخلة بالشرف , أثرت السلامة ورحت طالبا منهما ان تبقى فى البيت لحين قيام صاحب العمارة بتدبير شقة ستخلوا بعد اشهر لتنتقل إليها , هنا رفضا وطلبا منك تسليم شقتك فورا لهم ولتسكن فى الشارع لحين تدبير البديل.
هذا هو ما حدث فى مسألة حكم الدستورية بحل مجلس الشعب وما تلاه من قرار الرئيس مرسى بعودته لحين إعداد الدستور , فالمحكمة التى أرسل نظرت الإفتاء بشأن دستورية جزء القوائم من الثلث الفردي فى مجلس الشعب , راحت تصدر حكما منطوقة يقضى بعدم دستورية هذا الجزء من البرلمان , وقفزت لتوصى فى الحيثيات بحل البرلمان بكامله , وزادت وغالت "دون حاجة" واعتبرته انه والعدم سواء , بل واستعانت بالمجلس العسكرى فى العمارة المقابلة لتنفيذ الحكم دون الرجوع لصاحب العمارة او حتى انتظار عودته , رغم انه ليس من حقها تنفيذ مثل هذا الحكم , بل هو من حق الرئيس صاحب العمارة الذى لم يحضر بعد , ولما جاء الرئيس وراح يستخدم صلاحياته فى الفصل فى نزاعات سكان العمارة , راحوا يطالبون بطرده هو نفسه من العمارة.
الغريب ان حكم المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب صدر قرب الساعة الثانية عشر ظهر يوم 14 يونيو 2012 بينما تردد انه تم إرسال الحكم لطباعته فى الجريدة الرسمية فى العاشرة صباح ذات اليوم , اى إن الحكم كان قد صدر مسبقا عن الجلسة ,كما ان الاغرب قيام المحكمة الدستورية بأخذ الأمر على عاتقها بإظهار الخصومة  التى لا يجب ان تتوافر فى القاضى العادل وكشفت تصريحات أعضائها المتداولة عبر الصحف قبيل النطق بالحكم عن ان حكمها سيكون حكما ثأريا لا أكثر, وما زاد الطين بلة تلك التصريحات الهمجية التى أطلقها احمد الزند رئيس نادى القضاة ممهلا رئيس البلاد 36 ساعة للعدول عن قراره دعوة مجلس الشعب للانعقاد , مع انه من المفترض لا علاقة له ولا لناديه بهذا الأمر, وكان قد الزند قد شن قبيل إصدار الدستورية حكمها بحل المجلس هجوما عنيفا غلبت عليه روح "البلطجة" اثر قيام المجلس بالدعوة لمناقشة قانون تنظيم السلطة القضائية , وهو القانون الذى كان يطالب به الثوار على اختلاف مشاربهم الفكرية تطهيرا للقضاء من قضاة مبارك الفاسدين وعلى رأسهم الزند , وكان حال سبيل يقول "اللى على رأسه بطحة".
لقد كشفت الأزمة التى تعيشها البلاد حاليا عن وجود ضرورة ملحة لتطهير القضاء , الذين خلطوا بين العمل السياسى بالقضائي , والمصلحة العامة بالخاصة , وأساءوا للقضاء المصري برمته الذى يشرف بأن فيه من هم أمثال المستشارين الوطنيين المخلصين زكريا عبد العزيز ومحمود الخضيري واحمد مكى وغيرهم .
Albaas10@gmail.com
**********************
 أيها الناصريون .. عبد الناصر منكم برئ
نشر بتاريخ  3 تموز (يوليو) 2012
 سيد أمين
كانت المواقف الصادرة عن "بعض" الشخصيات "النخبوية" التى تنسب نفسها إلى التيار القومى عامة والناصرية خاصة فى مصر مخيبا للآمال فيما يخص الانتخابات الرئاسية سواء قبل جولة الإعادة أو بعد إعلان النتائج , وانحيازهم الى دولة الاستبداد اللاوطنية واللاقومية واللاديمقراطية فى وجه دولة الثورة الثورة وخياراتها ونتائجها,وبرهنت مواقفهم تلك بشكل ثابت على أن الكثيرين منهم فى الحقيقة لا يؤمنون بالديمقراطية ولا الحرية واحترام حق الاختلاف فضلا عما حمله ذلك من إساءة الى الفكر القومى الذى يسعى الى توحيد الأمة العربية والرضاء برغبتها مهما كانت , بل والتعبير عنها وحمايتها.
ورغم اننى أبرئ الفكر القومى وأبرئ الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر من مسلك تلك الطفيليات التى أساءت إليهما وتاجرت باسمهما , واراهن انه  لو كان عبد الناصر موجودا الآن بيننا لوبخهم عليه بشدة , ولاعتبرهم خونة للثورة بانحيازهم للثورة المضادة التى جثم مرشحها الذى انحازوا إليه عشرات السنين حاكما وتلميذا مطيعا لزعيم العصابة التى جثمت على صدر البلاد والعباد .
ومصدر تأكدى من أن عبد الناصر كان حتما سيسلك هذا المسلك انه هو نفسه لم ينحاز الى صف الملك حينما تولى اللواء محمد نجيب المنتمى الى الإخوان المسلمين الحكم , ولا اعتقد أن اللواء نجيب كان سيسلك هذا المسلك كرد فعل عن إقصاءه من الحكم , هذه هى الحقيقة , وهذا هو عبد الناصر يا من تتمسحون به .
يجب عليكم أن تعوا ما وعاه هو , ان عداء الثوار للثورة المضادة هو عداء تاريخى , أما اختلاف رؤى الثوار فيما بينهم فهو أمر حتمي ومبرر ومغفور , وان هذا الاختلاف يمكن ان نحوله إلى مصالحة وتفاهم لا الى دخول فى دوامة الفعل ورد الفعل.
ونظرا لاننى اعتبر نفسى واحدا من اكثر المحبين للرموز التاريخية للقومية العربية مثل الشهيد البطل صدام حسين , والزعيم الراحل جمال عبد الناصر , ومواقفهما الداعية للتحرر واحترام إرادة الشعوب وتضحياتها وحمايتها من كل مظاهر الاختراق , فقد صدمت بشدة من مواقف عدد من المحسوبين معى فى ذات الخندق ممن لم نراهم أبدا من قبل يعارضون مبارك حليف الصهيونية والماسونية والامبريالية وهو ينتهك الحرية ويحولها الى حق فى البكاء , ويحبس العدالة , ويقتل الكرامة القومية التى من المفترض انهم – اى الناصريون والقوميون – يدافعون عنها حينما ساند غزو العراق وضرب غزة وواحتلال جنوب لبنان وضربه عام 2006 وتضامن مع جنوب السودان ضد شماله العربي حتى تم الانفصال , وفرض الحصار على ليبيا والعراق وفتح سجونه لتعذيب المقاومين العراقيين وانتزاع الاعترافات منهم لتقديمه للامريكان – بحسب وثائق ويكيليكس -  وفتح سماءه لاستقبال الطائرات الأمريكية محملة بجرحى الأمريكان ليلقوا الرعاية فى المركز الطبي العالى ومستشفى السلام الدولى بينما يموت ملايين الأطفال والإباء والنساء فى العراق نزفا وحرقا وردما وقتلا وإعداما ونزفا , كل ذلك ولم نجد منكم من يرفع صوته ضد الرئيس مدينا تصرفه , ما لم يذهب الكثيرون منكم لإبراء ساحته والدفاع عنه , تارة بالصمت وتارة بمهاجمة "اللهو الخفي" وتارة بمعارضة تشبه التأييد هدفها امتصاص غضب الناس عليه , فأين عبد الناصر منكم ايها الناصريون؟
كيف تساندون مرشح المستبد المخلوع واحد ابرز رجال حاشيته , مرشح الثورة المضادة فى وجه مرشح احد فصائل الثورة؟ كيف ابدلتم مواقفكم وعداءكم , فانحزتم لعدو مؤكد فى وجه عدو محتمل؟  عدو تاريخى فى وجه عدو مؤقت ؟ كيف ساندتم الفاشية اللافكرية واللا أخلاقية اللصوصية المؤيدة لأمريكا وإسرائيل فى وجه من يختلف معكم فى الطريق ؟ اى سقطة تلك سقطتموها ؟ فانتم لم تستوعبوا بعد عبد الناصر ولم تفهموه حق فهمه ؟ وهذا هو ما ارجو ان تكونوا عليه حتى تتجنبوا الوقوع فى الخيار الخاص بأنكم لا ناصريون ولا قوميون وأنكم صنائع ومكائر أجهزة امن الديكتاتور المخلوع التى زج بها فى معارضته الشكلية؟
وهناك ما يعزز الاحتمال الأخير في أن العديدين منكم انحازوا منذ البداية لصالح الثورة المضادة فى وجه ثوار ميادين التحرير التى تعج بالقوميين والناصريين والشيوعيين والليبراليين والإخوان المسلمين وكل المصريين, بل ان الكثيرين منكم لم ينحز الى حمدين صباحى مرشح التيار الناصري, وقمتم باختلاق الاكاذيب حوله , فضلا عن الكثيرين منكم كانوا رافضين الثورة على المخلوع أساسا , فاى قومية تلك التى تتحدثون عنها واى ثورة تلك تنتقدون وناصر هو زعيم الثوار؟
انصحكم بأن تتطهروا ان كنتم وطنيين فعلا وناصريين فعلا , بان تنحازوا للثورة وتركبوا ركب الثوار , وتدعموا من ارتضاه الشعب رئيسا فى اول انتخابات حقيقية حدثت فى مصر منذ 7 الاف عاما , ادعوكم ان تكفوا عن الاساءة لناصر وتثبتوا للعالم كله ان عبد الناصر لم يكن ديكتاتورا ولكنه كان خيارا شعبيا , ومعبرا عن جموع الشعب , وانه يحترم ارادته مهما كانت .
ارحموا ناصر فهو منكم برئ.
Albaas10@gmail.com
****************************
 الاعلام المصري .. وحرب الأجهزة الأمنية
نشر بتاريخ 28 حزيران (يونيو) 2012
سيد أمين
الآن اتضحت الصورة جيدا , وكشفت جزءا – واكرر جزءا - من مسببات تفجير ثورة 25 يناير المجيدة , انكشف الأمر من خلال تصرفات مجموعة من الإعلاميين الفاسدين , أدعياء البطولات الزائفة الذين كانوا يتصارعون دفاعا عن مصالحهم او مصلحة الأجهزة التى يعملون لحسابها , وراح كل فصيل منهم يحاول خداع الناس وجرهم للاصطفاف للقتال فى خندقه ضد الطرف الأخر أو بالاحري الجهاز الأخر , واهمين الناس بان دموعهم تلك ما هى إلا لأنهم  بأن يتباكون دفاعا عن الوطنية.
وفى أرجح الظن , ان ثمة حربا خفية كانت تدور رحاها بين طرفين اثنين ساهمت- بجوار عوامل أخري داخلية وخارجية -  فى تفجير الثورة , الطرف الأول يمثله الرئيس المخلوع متخذا من جهاز أمن الدولة , ذراعا الباطشة ومنفذه لأجندته بالإضافة إلى بعض الإعلاميين , وقد تضخمت قوة هذا الجهاز وراحت تمتلك أطنان الأوراق من أدلة الإدانة ضد عناصر الطرف الأخر , فى حين كان يتزعم الطرف الثانى اللواء عمر سليمان وعناصر مؤثرة من المجلس العسكري واليتهما الباطشة فى ذلك جهاز المخابرات والشرطة العسكرية وعدد كبير من كبار الإعلاميين فضلا عن قدرته على التفكير الاستراتيجي.
وفى الغالب إن الصراع بين الطرفين قد بدأ حينما استشعر الطرف الثانى حجم الغضب الشعبي الذى قد ينجم جراء سعى الطرف الأول بقيادة مبارك توريث جمال الحكم , مما يقضى على حالة الاستقرار الوهمية التي تعيشها مصر.
ويلاحظ هنا أن الطرف الثانى غير معترض على التوريث ولكنه يخشى على عدم امكانية إتمامه بالأمان اللازم , ويخشى فقط من هول الغضب الشعبى الذى قد يسقط النظام برمته ويفجر ثورة عارمة غير محسوبة التوجهات والتبعات.
استغل الطرف الثاني التوجه الامريكى لإقامة الشرق الأوسط الجديد فى الوطن العربي بزعامة  واجهتها الإسلامية "تركيا " والتى ترتبط ارتباطا وثيقا بحليفها الأصلي "إسرائيل" , وراحت تنفذ مخطط الانقلاب على نظام مبارك وجهازه الامنى , مدعومة فى ذلك برغبة شعبية عارمة للخلاص  من كل نظام مبارك وان كانت هى فى الأصل – اى الطرف الثاني - فعلت ما فعلته ليس من اجل الخلاص من النظام ولكن من اجل الحفاظ عليه , وإنها هدمت الجدار المعوج الأيل للسقوط  ليس من اجل إسقاطه كما توهم الناس ولكن من اجل إعادة بناءه ليكون أقوى وامتن.
وحتى لا يأخذنا الكلام  عن الهدف الاساسى , وهو الإعلام والإعلاميين , فقد صار عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين كمجرد  أدوات يسجل بها كل فصيل نقاطا فى سلة الأخر , وأحيانا لكمات وجهه , ذلك كان قبيل احداث الثورة لحين سقوط مبارك الذى سقط معه عناصر الطرف الاول وتمت تعريتهم جميعا فيما فضل بعضهم البحث عن رعاة جدد حتى لو كانوا الطرف الثانى.
راح الطرف الثاني يجند إعلامييه لتزعم تيار المقاومة , وابتلع جميع الشعب الطعم , فظنهم جميعا ينتمون لفصيل أصيل من المعبرين عنه , وحتى عندما راح مبارك يقاضي بعضهم ويسجنهم كما حدث فى قضية "صحة الرئيس ", راح التيار الثانى يعمل على كسب مزيدا من الأهداف مما حدا بمبارك أن يقوم بمحاولة إخراج كراتهم خارج الملعب عبر الإفراج عنهم إلا أن ما ناله وما ارتكبه من خطايا جعلت الجماهير لا تتحمس للعبته الجيدة .
ورغم ان قضية صحة الرئيس كانت تضم "أربعة شخصيات" ثلاثة منهم يعملون لحساب الطرف الثانى فيما يمثل الرابع وهو الدكتور عبد الحليم قنديل الفصيل الوطنى إلا أن عادل حمودة وإبراهيم عيسي كانوا أكثر النماذج وضوحا لتنفيذ تلك الأجندة من بين الصحفيين , ولميس الحديدي وهالة سرحان وتوفيق عكاشة من الإعلاميين.
فقد ذهب الجميع يحرضون بكل وقاحة وافتقاد للذوق ضد الرئيس الدكتور محمد مرسي  الذى جاء دون رضاء الأجهزة التى يعملون لحسابها بعدما استنفدت كل الحيل للحيلولة دون وصوله للحكم , لدرجة تجعل عادل حمودة يطلق على الرئيس لفظ "الفاحش" , فهل هذه هى الصحافة وامانة القلم التى تستخدمونها ضد رجل تعرفون تماما انه محاصر ومشلول الارادة بفعل من تعملون لحسابهم , بل تعلمون ان الحرس الجمهوري المكلف بحمايته هو فى الواقع يحاصره فى قصره ويتجسس عليه.
المدهش أن هؤلاء الإعلاميين الذين يحرضون على الثورة – اقصد الثورة على الثورة - ضد الرئيس الذى لم يجلس على كرسيه بعد , ويتهمونه باتهامات لا تليق بان توجه على الهواء مباشرة وعبر صفحات الجرائد السيارة للرئيس , وهو ما لم يفعلونه من قبل مع مبارك بحيث كانوا يتحسسون الكلمات ويهاجمونه بمنطق "الطبطبة" , المدهش ان دعاة الثورة الآن هم أنفسهم كانوا قبيل أيام من إعلان نتيجة الانتخابات يدعون لانتخاب منافسه الفريق احمد شفيق بحجة الاستقرار والعبور من أزمات الثورة وإننا "عاوزين نستريح ونفوق من المظاهرات والعجلة تمشى".
أقول لزملائي الصحفيين والإعلاميين انه يجب علينا ان نؤمن بالديمقراطية حتى لو أتت بمن يخالفنا الفكر , لأنه لو دامت لمبارك ما وصلت لمرسي , ولو دامت لمرسى فلن تصل الينا , فلطالما ارتضينا قواعد اللعبة فيجب أن نؤمن بنتائجها طالما اتسمت كل حلقاتها بالنزاهة.
أقول لزملائي اخرجوا من لعبة التربيطات واتفاقات الغرف المظلمة , نريد أن نتحرر ونتقدم ونستقل , لماذا تريدون أن يكون هناك أوصياء علينا , لماذا نكون رعايا لهذا أو ذاك بينما نحن مواطنون , فالثورة حولتنا من رعايا الى مواطنين وهذا اول درج التقدم.
أقول لهم انظروا حولكم , هناك أمم كانت تتلقى مساعدات مصرية علمية واقتصادية فى زمن ما , لكنها هى تقدمت بينما نحن نهبط لأسفل , فالهند لم تتقدم الا بالديمقراطية , وكذلك اليابان , واندونيسيا وماليزيا وتركيا وحتى ايران , كل تلك الأمم ارتضت قواعد اللعبة فيجب ان نرتضى بها نحن وننحى مصالحنا الشخصية جانبا .
Albaas10@gmail.com
**************************
محاكمة مبارك .. فضيحة القرن
نشر بتاريخ  2 حزيران (يونيو) 2012
سيد أمين
الآن اتضحت الصورة جيدا , وظهر جليا لمن تشرفت بمتابعتهم لكتاباتي طيلة أربعة عشر شهرا من عمر" الثورة المصرية" صحتها ,ها هو مبارك يحصل على حكم البراءة , براءة لبست ثوب الإدانة , براءة سيحكم بها فى أول جلسة أمام محكمة النقض , لأنه إذا كانت المحكمة "الوهمية" قد حكمت بالبراءة على جميع مساعدي وزير الداخلية ونجلى مبارك  من تهم قتل المتظاهرين , فبالقطع ستحكم بالبراءة على مبارك والعادلى , لأنه لا يعقل أن يكون الرجلين العجوزين قد خرجا بنفسيهما وقتلا ألاف المتظاهرين .
هو حكم سياسي من الدرجة الأولي , لم تراع فيه ابسط قواعد العدالة او حتى المنطق , سبقته شواهد تدل علي طبيعته قبل خمسة أيام من النطق به , أهمها جاءت من خلال تسريبات صحفية متعمدة نشرتها احدي الصحف المصرية الكبري الخاصة علي لسان إحدى الصحفيات وثيقات الصلة بجهاز امني حساس بضلوع جمال وعلاء مبارك فى عمليات تربح وفساد , ثم بعد يوم او يومين وجدنا النائب العام يحيل تلك الوقائع الى محكمة الجنايات , وكان الهدف استخدام تلك القضية لإبقاء المتهمين الاثنين قيد الحبس الاحتياطى المؤقت لحين امتصاص الغضب الشعبى جراء حكم البراءة فى قتل المتظاهرين , وبالقطع من ينجو من أحكام بقتل ألاف المتظاهرين سينجو من أحكام إهدار المال العام!!
ثانية المشاهد , أحكام البراءة التى استمرت فى الصدور فى كل محاكم مصر تجاه قتلة الثوار , الامر الذى يضع تساؤلا كبيرا : اذا كان هؤلاء جميعا براء من قتلة الثوار , فهل تري هناك فضائيون هبطوا من السماء شاهدهم العالم عبر الفضائيات .. هم من قتلوهم ؟
كما ان اختيار المستشار أحمد رفعت يضع تساؤلا اهم خاصة ان شقيقه عصام رفعت رئيس تحرير الاهرام الاقتصادي كان صديقا مقربا للغاية من مبارك واسرته , وانه ايضا كان مشرفا على صفقة تصدير الغاز لاسرائيل.
أظن ان الصورة الآن قد صارت واضحة تتماشى مع ما قلته سابقا , قلت أن ما يحدث فى عالمنا العربي يأتي فى أطار مخطط كوني واحد , مخطط "يرمم" النظم العميلة لأمريكا و"يهدم" النظم المعادية ويستبدلها بآخري موالية له , قلنا أن "ربيعنا العربي" هو استكمال لخطة بوش فى القضاء على " النظم المارقة".
وفى مصر ,هذا البلد الأحق والأولى بالثورة , قلت ان ثورته كلها مسرحية هزلية من أجل ترميم نظام مبارك لا هدمه , من اجل تقويته وتحصينه من اى انهيار مفاجئ غير محسوب العواقب , من أجل إطالة أمد الهيمنة الأمريكية على مصر ,واستمرار ذات العصابة الداخلية والخارجية فى استنزاف مواردها وتحويلها الى الخارج أولا بأول , فضلا عن تجهيل شعبها وتسطيح وعيه  من أجل أن يستمر تخلف مصر عن القيام بدورها العربي والاقليمى والعالمي وتستمر سوطا  يجلد  الراغبين فى الفرار من الحظيرة الأمريكية.
لكنها مسرحية مأساوية وقودها دم الأبرياء الذين اندمجوا فى العرض وصدقوا أن إرادتهم هي التي خلعت وثبتت , وأنها هي التى تغير وتفعل , فراحوا يندفعون داخل المشهد , بينما يتلقفهم محرك "عرائس الماريونت" من خلف ستار ليجعلهم جزءا من عرضه المبهر , تارة أبطالا وتارة كومبارسات , تارة ضحايا وتارة جناة , تارة مظلومين وتارة ظالمين وفى كل الأحوال هم لا يغيرون شيئا , لأن كلمة النهاية كتبت قبل ان يبدأ العرض أصلا.
 لم يحدث فى التاريخ أن ثار شعب من الشعوب الحية على نظام حكم فاسد ثم عاد ليختاره مجددا , اللهم إلا إذا كان ذلك من شطحات المؤلف "الفاسد" للعرض واستعراضا لقدراته الخارقة وتمكنه من أدواته , ومن تنفيذ بنات أفكاره "الجهنمية" , التى تجعله يجري انتخابات لمجلس شعب لم يعترض عليها أحد ليأخذها حجة على نزاهة انتخابات مزورة للرئاسة, ومن خلال الصناديق وبديمقراطية "شكلية" كاملة ونزيهة , وان كانت جوهريا هى مزورة بشكل غير مسبوق , من خلال إضافة أصوات الملايين فى كشوف الناخبين على خلاف الحقيقة .
ورغم ان أصوات الأغلبية ذهبت لتأييد مرشحى الثورة إلا أن تمكن المؤلف من أدواته جعله يسمح بان تكون للانتخابات جولة إعادة بين أقليتين , أحلاهما مر , إما مرشحه وإما مرشح الإخوان المسلمين , وبذلك يكون قد أهدر الثورة وأصوات الثوار.
وأنا فى الحقيقة اعتبر انه من الجور الشديد أن نسوي بين مرشح نظام مبارك ومرشح الإخوان المسلمين , فنحن جميعا ومن بيننا الإخوان ضحايا لهذا النظام , ومن المفروض على الثورى الحق ألا يؤدى عملا يزكى به شفيق على مرسى , فشفيق هو مرشح النظام الذى يعد العدو الأول للثورة , أما مرسى فهو ابن تنظيم يعد مكونا رئيسيا من قوى التغيير فى مصر , حتى لو اختلفنا معه إيديولوجيا , كما ان ثورتنا لم تقم فى الاصل ضد الاخوان المسلمين بل قامت ضد الحزب الوطنى ولجنة السياسات اللتان ينتمى إليهما شفيق.
ولو هدانا رشدنا لعمل الأصوب, فى تلك اللحظات الفاصلة فى تاريخ مصر , والتى تعود بها الى اجواء النكسة 1967 .. لقدم كافة المرشحون الثوريون الذين لم يسمح "المؤلف" بفوز اى منهم ومعهم أيضا الدكتور محمد مرسى اعتذارا للشعب عن خوضهم تلك الانتخابات الرئاسية ومشاركتهم فى تمثيل دور الكومبارس والمحلل لتوصيل تلميذ مبارك النجيب أحمد شفيق الى كرسى الحكم , فى انتخابات لا نزاهة فيها , ولا سلطة لأصوات الشعب عليها .
حال سبيلنا حينئذ كمن يتساءل " إذا كان مبارك الطيار قد حكم مصر أكثر من 30 عاما بالظلم والقهر فتري فكم من السنين وبأى وسائل من القهر سيحكمنا الفريق شفيق الذى بنى المطار نفسه ؟".
الثورة الحقيقية يجب ان تبدأ الآن , فقد انحرفت عن مسارها منذ عام ونصف العام , تكبدنا خلالها الدم والجهد والعرق وفقدان الأمن ويجب ان نستقر بالخلاص النهائي.
لفتة :
بينما كنت اقلب اوراقى القديمة , وقعت يدى على قصاصة ورق تتضمن ابيات شعر كتبتها فىعام 2009 أثناء تصاعد حملة التوريث , ابيات لم تكن مضبوطة جيدا لكننى ارتأيت ان انشرها لكم لكونها تجسد ما يحدث فى مصر الأن .. واعذرونى على عنف الفاظها :
شالوا الملك ..
جابوا الملك.
متورثة ..
وتملى ماشية بزمبلك
متسخرة ومحكومة من برة ..
 بريموت.
واى كلب شوقه يركب ..
 يركبك.
والخلق عايشة ورب العزة ..
عيشة موت.
ورغم ده مملوكة دايما ..
لم تمتلك.
قال أهرامات وحضارة ..
سابقة الكون.
ونسيوا إن إحنا كمان..
بلاد فرعون.
بلاد تاريخها كله ..
مقصلة وخوازيق.
وناس تنفرم لجل غيرها..
يترسم بالذوق.
*************************************
 الثورة .. وأرض النفاق
نشر بتاريخ  16 نيسان (إبريل) 2012
سيد أمين
هل قرأتم قصة " أرض النفاق" للرائع يوسف السباعي والتى تم انتاجها فيما بعد فى عمل درامى قد لا يرقى لدرجة ما تتضمنه تلك القصة من مدلولات عميقة من خلال الغوص فى النفس البشرية وما يعتمل داخل الادمغة والنفوس من صراعات بين الخير والشر وتقديم البعض مصلحتهم الشخصية على مصلحة المجتمع بل والاقدام على تحطيم المجتمع كله ان كان الامر سينتقص ولو جزءا يسيرا من طموحاتهم.
لا أدرى لماذا لا تبارح تلك القصة مخيلتى طوال الاشهر السابقة  بل وتحديدا منذ قيام الثورة فقد تعري الجميع ولم تعد تنفعهم أدوات الخداع التى كانوا يتدثرون بها طوال سنوات طويلة مضت ونزعوا دونما دراية اقنعتهم وصار الجميع عراة دون خجل ولا حياء  وكأن طول خداعهم لمن حولهم جعلهم هم انفسهم صدقوا ما يكذبون به علي الناس.
مع بداية الثورة ظهر جمال الجميل وقبح القبيح حينما تجرد البسطاء من ذواتهم وراحوا يفدون وطنهم بأرواحهم مظهرين جمالا كان مطمورا فى دواخلهم تحت وطأة الظلم والفقر والاستبداد وفى المقابل كشف من يسعى الاعلام تسويقهم كوجهاء عن نفاقهم وانتهازيتهم وخيانتهم للشعب وانحيازهم السافر لمصلحتهم الخاصة فأدرك الشعب ان هؤلاء "الوجهاء الأشرار" من قادة احزاب وهمية أو كرتونية واعلاميين فسدة وفنانين جهلة ساهموا فى الانحطاط بوعى الناس وتغييبهم وبرلمانيين وصلوا للكراسى بتزوير ارادة الشعب ما هم الا وجها اخرا من وجوه الاستبداد التى كان يحكمنا بها المستبد الاكبر الذى خلع غير مأسوف عليه.
ولما انتهت مرحلة خلع الطاغية وظن هؤلاء الوجهاء الاشرار ان ولى امرهم صار فى ذمة التاريخ راحوا يهرولون خلف الثورة بل صاروا اكثر ثورية منهم عل وعسى أن تستمر اقنعتهم فى اداء وظيفتها القديمة لخداع الناس لكن هيهات فاجمل واعظم ما احدثته الثورة انها أعطبت كل أدوات الخداع وصار الناس يميزون من أول وهلة وأول كلمة بين المخادع والصادق الاجير والوطنى الانتهازي والايثاري على النفس.
 حبوب "الحقيقة" التى تجرعها الشعب بعد الثورة جعلتهم قادرون على كشف كل مراحل وأطراف ورجالات الخداع والانتهازية فادركوا بفطرتهم الذكية دور المجلس العسكرى فى قيادة  الثورة المضادة وجهوده الحثيثة والمدروسة للعبث بكل مراحل التطور الديمقراطى وتشويه كل ما يمت للثورة من ثوار وافكار وتقسيمهم الى كتلتين كبيرتين عبر استفتاء دستورى " ثبت فيما بعد انه غير دستورى" ثم تقسيم المقسم الى عشرات الكيانات المجهرية أسماها أحزابا دس بينها رجالاته  واستخدم البعض للهجوم على البعض أعقبها تصنيع ازمات طاحنة فى لقمة العيش والسولار والاسمدة وغيرها ثم تلاها تصنيع حالة انفلات امنى اراقت من دماء الشعب اكثر مما اريق فى احداث الثورة أو ربما فى عهد مبارك كله.
 وكشفت تلك الحبوب عن انتهازية ابداها بعض اصحاب تيارات الاسلام السياسى حينما تركوا الثوار لمفرمة المجلس وتفرغوا هم لجنى المكاسب السياسية للثورة واستجابوا بشكل كبير لدعايات التخوين التى أطلقت تجاه الصادقين من أبناء الحركة الثورية ولكن لا يحيق المكر السئ الا بأهله حينما أدار المجلس العسكرى الذى يتحكم فى الجميع كعرائس الماريونت ظهر المجن لهم فراحوا يسعون للم الشمل مجددا واخذ بعضهم يتطهر من تلك الانتهازية وراح الاخرون يعذرون  بجهلهم السياسى.     
كشفت الاحداث ان حركات مثل "6 ابريل"و"كفاية" و" الوطنية للتغيير" و"الثوريون الاشتراكيون "  كانوا ولا زالوا من اعظم الحركات الثورية فى تاريخ مصر وانهم الوحداء الذين تجاوزوا حدود المصلحة الشخصية الى مصلحة الوطن وان رؤى بعضهم - مع تحفظنا على بعض منها - كانت الاصوب والاصدق رغم ما تعرضوا له من حملات اعلامية تهدف لتخوينهم وتنفير الناس منهم , خاصة ان تلك الحركات لم تغير جلدها قط لا قبل الثورة ولا بعدها فصاروا بحق دليلا على كفاح الشعب المصري من اجل الخلاص من كل معوقات التحرر.
ادرك الناس انه لا يعنى ان يكون الدكتور محمد البرادعى ليبراليا انه عميلا لامريكا فهذا ظلم شديد للرجل الذى ظل يقاوم عملاء امريكا فى اوج قوتهم وفتح بانحيازه الى الشعب ثغرة كبيرة فى جدار الاستبداد الذى شيده وحصنة مبارك وزبانيته , وكذلك لا يعنى ان يكون المهندس الدكتور ممدوح حمزة الاستشارى العالمى منحازا لرؤية ناصرية راديكالية اشتراكية انه محرضا على بلاده فهذه وجهة نظر مقبولة ومعذورة لا سيما انها تأتى عقب استبداد نظام متعفن ومتجذر منذ عشرات السنين وكذلك لا يعنى ان يخلص الدكتور علاء الاسوانى او الدكتور عمار على حسن او الاعلامى القدير يسري فودة والدكتورعبد الحليم قنديل وامثالهم الكثيرون للثورة انهم عملاء فهم يقومون بدورهم الاجتماعى فى تنوير الناس وتحليل المشهد السياسى لهم وان كان ثمة عيب فهو ليس فيهم ولكن فى هذا المشهد السياسي , لقد كان لهؤلاء وتلكم الحركات الثورية الفضل الاول فى احداث تلك الثورة حينما ناضل جلهم - ليس كما فعل المتحولون- فى اعتى عصور مبارك اجراما وليس بعد زواله.             
وكانت أكثر مشاهد الفترة الانتقالية او بالاحرى الانتقامية اثارة حينما زج المجلس العسكرى بالرجل الذى خدم مبارك 22 عاما كوزير للمخابرات اللواء عمر سليمان فى مشهد السباق للرئاسة , هنا بدأ الناس يربطون بين المشهد لا سيما تلك التى جائت مبتورة فى اول الفيلم مثل المادة 28 من الاعلان الدستورى التى تحصن لجنة الاشراف على انتخابات الرئاسة من  الطعن على قراراتها وكذلك المواد التى تحصن القضاء وميزانية الجيش وتحد من سلطات البرلمان لتجعله مكلمة , وتفسر كذلك تلكؤه فى اصدار قانون "العزل السياسى " طوال الفترة الماضية من عمر  الثورة وغيرها الكثير والكثير ليبدو للجميع ان المجلس العسكرى ادار المشاهد كمؤلف سينمائى بارع يتحكم فى الجميع كعرائس الماريونت ومن خرج عن طوعه منهم فهو قطعا خائن وجب تشويهه وتعريض حياته للخطر.. لقد قلت مرارا وتكرارا فى مقالات سابقة  ان تلك  الثورة تحولت الى  ترميم لنظام مبارك وليس هدما له , بطلها المجلس العسكرى يعاونه فى ذلك بعضا من المعارضين المزيفين والنخبويين الشائهين الذين عرفهم الشعب ولفظهم بوصفهم رجالا لكل العصور.
albaas10@gmail.com      
*****************************
لهذه الأسباب .. عمر سليمان يساوى انتخابات مزورة
نشر بتاريخ  11 نيسان (إبريل) 2012

 سيد أمين
قبل كل كلام نقول ان اللواء عمر سليمان لا زال يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات ولا صحة بأنه استقال منه حيث يتردد على مكتبه يوميا.. هذه واحدة .. اما ترشحه للرئاسة فيعنى ان الناس ستنتخب من تحب ان تصوت له .. وكمبيوتر وزارة الداخلية سيصوت لصالح سليمان .. بمعنى انه لو وفرت الداخلية قرابة الفي شخص فقط فى كل محافظة من محافظات مصر السبعة والعشرين ..سيكون الاجمالى 54 الف شخص  .. ناهيك عن إمكانية زيادة هذا العدد .. وقامت بتكرار كل اسم منهم فقط مائة مرة فى الكشوف عبر لجان كل دائرة  .. سيصبح اجمالى أصواتهم نحو خمسة ملايين و 400 ألف صوت .
ولو أضفنا إلى ما سبق احتمال تكرار ذات الأمر فى أصوات المصريين فى الخارج فقد يحصل على مليون صوت ليصبح الاجمالى ستة ملايين و400 ألف صوت.
ولو أضفنا اسر مجندي الداخلية والشرطة والذين يقدرون بنحو مليونيين ونصف المليون شخص وافترضنا ان لكل فرد أسرة مكونة من أربعة أفراد سيكون اجمالى أصواتهم نحو عشرة ملايين صوت ستذهب بالأمر المباشر إلى سليمان .. ومع إضافتهم إلى ما سبق سيكون اجمالى ما يحصل عليه سليمان 16 مليون صوت و400 ألف صوت .
ومع حالة التفتيت التى تجرى للأصوات ستكون كتلة أصوات سليمان هى الأكبر بين المرشحين.
والحلول تتمثل فى الإصرار على تفعيل قانون  العزل السياسى مع توحيد القوى الثورية فى كيان واحد إن أمكن و المطالبة بمراجعة كشوف الناخبين ومضاهاتها بما سيتم التصويت عليه فعليا والاستمرار فى حالة التظاهر والعمل الثورى.
وفى حال تمكن التيار الثورى من التغلب على الصعاب السابق ذكرها وتفويت الفرصة على الفلول من الالتفاف على الثورة .. من المتوقع حينئذ أن تشهد البلاد حالة من "مفتعلة" من الاضطراب الامنى والسياسي  يصبح لزاما على المجلس العسكرى وقتها إلغاء مجلسى الشعب والشورى والانتخابات الرئاسية ولجنة الدستور والدعوة لإدارة البلاد عسكريا لفترة انتقالية أطول يكون الهدف منها تهيئة المناخ لاستمرار نظام مبارك ولا يستبعد أن يدفع المجلس العسكري بافتعال حرب " وهمية " مع إسرائيل ودفعها لإعادة احتلال المنطقة "ج" فى سيناء, وبالتالى يدعو الشعب للتوحد خلفه لإدارة المعركة التى لن تحدث.
ومن شواهد الدفع إزاء هذا المشهد .. افتعال حادث إطلاق نار من مجهولين ضد مؤيدي عمر سليمان فى العباسية .. وتناولت وسائل الإعلام  ذلك بشيء من الإسهاب بل وقاموا بذكر أعداد للمصابين جراءه .. إلا أن شهود عيان –  من الصحفيين  - أكدوا انه لم يحدث مطلقا اى إطلاق للنار .. بل كانت مجرد العاب نارية .
البعض اعتقد إن تلك الهدف وراء تلك الأكذوبة خلق انطباع بأن هناك قوى من نظام مبارك تعادى "عمر سليمان" وبالتالى تسويقه كرجل ثورة .. ولكن الحقيقة وهى ما أخشاها أن يكون الأمر تصنيعا للهو الخفى .. الذى إذا فشل فى قتل سليمان هذه المرة .. فقد ينجح فى قتل اى من مرشحى الرئاسة فى المرة القادمة لاسيما حازم صلاح أبو إسماعيل أو أبو الفتوح أو حتى حمدين صباحى او عصام سلطان .
ومما يؤكد هذا الاتجاه قيام عمر سليمان باتهام جماعة الإخوان المسلمين بأنها تحاول اغتياله .. وبالتالي فان اى عمل ضد هذه الجماعة سيصبح مبررا , فضلا عن انتشار انباء عن عمليات تسليح تجرى فى عدد من المحافظات لأنصار عمر سليمان.. لاسيما فى قنا  والجيزة .
**********************
 الاحتمالات الأربعة لما يحدث فى مصر الأن
نشر بتاريخ  28 آذار (مارس) 2012
سيد أمين
ما يحدث في مصر الآن وصراع العسكري مع الإخوان المسلمين  لا يتعدى أن يكون واحدا من أربعة احتمالات:
الاحتمال الأول  أن يكون الأمر مجرد  مخطط لإعادة " تحشيد القوي " والاستقطاب  وإعادة الثقة الشعبية بقدرة المجلس العسكرى سواء أو الإخوان كل فيما يخصه على حشد الجماهير المنفضة عنهما مجددا لصالح اى منهما  وان اى قرار لأى منهما لم يعد مبنيا لصالح الفئة الأخرى كما كان .. وهو بالطبع ما يعود بالفائدة على الطرفين.. حيث ستلجأ القوى المدنية "مجبرة" بالوقوف مع صف العسكرى رغم إنها صاحبة النزاع الأطول معه.
الاحتمال الثاني أن يكون الأمر "انقلابا ناعما " من قبل المجلس العسكرى على الثورة مستفيدا فى ذلك من لعبة "ضرب القوى بعضها البعض" وإنهاكها وفض عامة الشعب من حولهم وهى اللعبة  التي قام من خلالها باستعمال التيار الاسلامى لفترة طويلة منذ اندلاع الثورة عبر انحيازه السافر لها فى ضرب القوى المدنية "قوميين ويساريين وليبراليين " وحينما تحقق الحنق الكبير ضد تلك القوي , راح يقلب يديه ويستعملها ضد الإسلاميين وبالقطع وجد التيارات المدنية تقف معه.
الاحتمال الثالث أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد غيرت سياستها فى المنطقة العربية وتوقفت عن إنشاء التكتل الاسلامى "المؤقت" فى مواجهة التكتل الشيعى فى الخليج وإيران.
خاصة ان الولايات المتحدة كانت تبغى من إقامة هذا التكتل عمل حائط صد يحول دون التغلغل الايرانى فى المنطقة العربية لحين قيامها بتدمير النظام الايرانى ضمن مسرحية "الربيع العربي" وبالتالي تعود مجددا لتدمير تلك النظم الإسلامية عبر استعمالها كذرائع لإثارة النزعات الطائفية والدينية مما يتيح للقوى الغربى التدخل العسكري لضرب الإسلاميين  وتقسيم العالم العربي.
ولعل الغرب عدل من خطته تلك اثر عدم وثوقه في نوايا الإسلاميين من ناحية او بعد تأكده إن الحلف الذي يجمع بين سوريا وإيران ولبنان عصى على الانهيار مع الصمود الروسي والصيني معهم وهو الحلف الأهم المراد تدميره فى عالمنا العربي .. وكذلك بعدما دعت قوى دولية مناوئة لأمريكا إلى إنشاء دولة كردستان المستقلة  الأمر الذي بالقطع سيضير"تركيا" الحليف الاستراتيجي.
إزاء كل ذلك فكان يجب تعديل المخطط وهو بالقطع ما انعكس على موقف العسكري من الإسلاميين بشكل مفاجئ فى مصر, وما يعزز تلك الرؤية ان فرنسا رفضت دخول القرضاوي إليها وتلاه قيام  دولة الإمارات العربية بشن حملة عدائية ضخمة ضده وضد الإخوان وهو بالقطع موقف حصل على الإشارة الأمريكية الخضراء.
الاحتمال الرابع أن يكون هناك اختلافا بين العسكري والإسلاميين فى مصر على مرشح الرئاسة نجم عنه تخوف الإسلاميين من قيام حكومة الجنزورى بتزوير الانتخابات "عبر حاسوب وزارة الداخلية " لصالح المرشح الرئاسي المدعوم من العسكري وبالقطع سيقوم هذا المرشح بعد فترة من توليه السلطة بحل البرلمان والعمل على منع الإسلاميين من دخوله مجددا بعدما استعملهم العسكري في تفتيت وحدة الثوار طوال العام المنصرم ولما تسنى له ذلك حان الوقت  له يعلمهم درسا من دروس "سنمار" ويلقى بهم فى سلة المهملات.
هذه هى الاحتمالات الاربعة لما يحدث فى مصر الان .. ولكن علينا ان نتأكد من ان المجلس العسكرى لن يترك بأى حال من الاحوال الفرصة لأي مرشح رئاسي غير الذي يرضاه هو بالحصول على هذا المنصب وانه إذا تأكد له صعوبة حدوث ذلك قد يلجأ الى افتعال مشاحنات حدودية مع إسرائيل ينجم عنها اكتساح اسرائيلى لمناطق على الحدود المصرية وبالتالي يقوم المجلس بإلغاء الانتخابات الرئاسية وفرض الأحكام العسكرية وحل مجلس الشعب تحت زعم حماية الوحدة الوطنية وإتاحة الفرصة لمنع الاختلاف والصراع السياسي الداخلي.. وهنا سنصل إلى المشهد الأخير من مشاهد الثورة المصرية التي تم إجهاضها .. حيث سيتم تبرئة جميع المتهمين من رجال مبارك وستلفق التهم لجميع الثوار والنشطاء وهنا سنصل الى المشهد الأخير من مشاهد مسرحية "ترميم نظام مبارك "ولكن بدون مبارك.
ولانقاذ الموقف : فاذا كان الإسلاميون جادون فى مسعاهم الأخير فعليهم ان يتنازلوا عن خطة الإقصاء للاخر , وقتها سنقول عفا الله عما سلف وتبدأ جميع القوى من أول السطر لاستكمال الثورة التى عصفت بها الريح فى حرب القبائل والشيع والاحزاب.
Albaas10@gmail.com
**********************
 الشيعة .. ضحايا التاريخ
نشر بتاريخ  9 آذار (مارس) 2012
سيد أمين
كنت قد فرغت لتوي من قراءة كتاب ثري بالأفكار بل المواقف الدينية والتاريخية الإسلامية والعروبية التى تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه ليس بين الشيعة العرب وأبناء السنة غير الذي بين الشقيق وشقيقه , ولعل عمق اقتناع المؤلف بهذا الاستنتاج جعله يضع تلك العبارة ملحقة بعنوان الكتاب نفسه.
يحمل الكتاب عنوان "ضحايا التاريخ " وهو عنوان شديد التوفيق لكونه يعكس مضمون الحالة التى تناولها المؤلف والتى نجح من خلالها لحد كبير فى إقناع القارئ بصدقية طرحه .
وما يلفت الانتباه بشدة فى هذا الكتاب الرائع أمرين اثنين , أولهما مؤلف الكتاب وهو الشاعر العراقى "أسعد الغريري" ذلك الرجل دمث الأخلاق , رقيق المشاعر , الذى دائما ما ذوبت أشعاره قلوب العاشقين حينما انشدها المطربون لاسيما القيصر "كاظم الساهر" , والذى كانت أحاسيسه متسقة مع مبادئه الثابتة حينما اتشحت العراق بالسواد وسال دم أبنائها الطاهر ليخضب طرقات بغداد وما تلاها من أحدث فى ليبيا وسوريا وغيرها من بلاد "الثورات العربية"  فراح يكتب أروع أشعار المقاومة  انحيازا للمشروع الوطنى والقومى العربى فى مواجهة المشروع الصهيوأمريكى – الصفوى , ومن ثم عبرت المواقف عن تلك القناعات فراح يرفض العودة الى العراق "المحتل إيرانيا بعد الجلاء الاسمي للاحتلال الأمريكي " حتى لو كان المنصب وزيرا للثقافة.
وثانية المفلتات – وان كنا لم نعطه حقه فى وصف الملفتة الأولى – أن الكتاب لم يستقى معلوماته من مراجع خاصة بخصوم " المذهب الشيعى" ولكنها معلومات مستقاة من كتب عبرت عن قناعات "المراجع الحقيقيين " للشيعة العرب والتى تؤكد أنه لا خلاف فى الأصول بينهم وبين السنة ولكن الاختلاف وضع وضعا فقط على يد علماء المشروع الصفوى الفارسى لخدمة إغراض السياسة وهى ما يستنكرها علماء الشيعة العرب وكل شيعتهم.
ولما كان العراق والعراقيون قد دفعوا ثمنا باهظا من دمائهم وأموالهم وأمنهم جراء صراعات الساسة ومن يدور فى فلكهم من رجل الدين شيعة وسنة ’ راح المؤلف يضع اهداءا معبرا ( إلى كل أولئك الذين يقفون الآن على أبواب جهنم (من الإحياء والأموات) وممن أركبتهم كتب التاريخ الشوهاء صهوة جواد الشطط فقرؤوا وتعصبوا ودعوا "مبنى للمجهول" ولم يستجيبوا فضلوا طريق الحق وانتهت بهم رحلة التيه الى ما هم عليه الآن ..ولات ساعة مندم ).
استهل الغريري كتابه بحديث الإمام على "كرم الله وجهه" : لقد نظرت فما وجدت أحدا من العالمين يتعصب لشيء من الأشياء الا عن علة تحتمل تموية الجهلاء أو حجة تليط بعقول السفهاء غيركم , فإنكم تتعصبون لأمر لا يعرف له سبب ولا علة .
الكتاب يتضمن عشرة  مباحث او فصول وبابين , فى المبحث الأول " محاكمة الخبر ومقاضاة الأثر " استعرض المؤلف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتفق عليها فى المذهبين مضيفا إليهما أقوال الإمام على عن خشيته من تحريف مواقفه وتأويلها على غير مقصده من بعده , ونلفت هنا الى أن الكاتب نجح من الوهلة الأولى عبر الدلائل العقلية والنقلية الثابتة فى تأصيل طرحه تاريخيا عن ان الخلاف بين أنصار المذهبين مصطنع.
وتحت عنوان " الإمامة " رصد المؤلف حرص علماء الطائفة الصفوية على تأصيل "الإمامة وجعلها ركنا من أركان الدين مثلها مثل التشهد بالله ورسوله وإيتاء الزكاة وإقامة الصلاة والحج وذلك خلافا لما يؤمن به شيعة العرب الذين يرون ى ذلك غلوا.
وفى المبحث الثالث " حقيقة ما جري " راح المؤلف يروي تفاصيل المؤامرة التى تعرضت لها وحدة المسلمين على يد المشروع الصفوي عبر التاريخ , مرصعا شهادته تلك بأحاديث وأقوال كبار علماء الدين الشيعة العرب المعتبرين كالصفار والشريف الرضى والنوبختى والشهرستانى والأشعري وغيرهم وهى شهادات حاسمة تنفى الولاية "الإمامة " وتنسب نشأتها الى عبد الله بن سبأ  اليهودى الموتور الذي تنكر فى الإسلام , بل ويشهدون - اى هؤلاء العلماء الكبار - بابي بكر وعمر بن الخطاب وسائر صحابة الرسول.
ورابعة المباحث "مظلومية الزهراء" استعرض فيها الكاتب رؤية "الطائفة الصفوية" حول مظلومية الزهراء وزوجها الإمام على والتى خلص فيها إلى أن الطائفة جهدت فيها الى تبرير الهجوم على صحابة الرسول الكريم , وهنا استعرض الكاتب رؤية تاريخية ودينية معمقة  تؤكد تحريف تلك الروايات والغريب ان هذه الرؤية مستقاة كتب الطائفة الصفوية نفسها فضلا عن كتب عموم الشيعة.
وما جري من تصويب لرؤية الطائفة الصفوية حول مظلومية الزهراء جري أيضا فى تصويب البيعة فى المبحث الخامس "البيعة" وما جري فيها فاصلا الصادق من الكاذب , مذكرا بمئات  الأحاديث التى وردت على لسان علماء الشيعة حول الصحابة ومنها ما جاء فى عيون الرضا لابن بابوية القمى ص313 - الجزء الأول أن الإمام على قال ان أبا بكر منى بمنزلة السمع وان منزلة عمر منى بمنزلة البصر ,وكذلك ما رواه المجلسى فى 2/ 621 من حياة القلوب عن على قال لأصحابه "أوصيكم فى أصحاب رسول الله ,لا تسبوهم , فإنهم أصحاب نبيكم وهم أصحابه الذين لم يبتدعوا فى الدين شيئا ولم يوقروا صاحب بدعة , نعم أوصاني رسول الله بهؤلاء , وكذلك ما ورد عن الإمام محمد الباقر نقلا عن الاحتجاج للطوسى انه قال "لست بمنكر فضل ابى بكر ولست بمنكر فضل عمر ولكن أبا بكر أفضل من عمر".
وفى المبحث السادس "إنما المؤمنون إخوة" عرج المؤلف إلى عشرات بل مئات الأحاديث التي أوردها علماء الشيعة والسنة  الكبار التي تحث على وحدة المؤمنين وحرمة دمهم بعضهم البعض سنة وشيعة , خالصا ان الطائفة الصفوية فقط لا غير هى التي تناصب السنة العداء.
وفى المبحث السابع "إساءات المؤسسة الصفوية لأل بيت النبى" استعرض مواقف تلك الطائفة من أل البيت ولم تكف إساءاتهم حتى الرسول الكريم نفسه فضلا عن الإمام على الذي لقبوه بوليد الكعبة حيث اتهموا والدته بأنها استغاثت بأصنام الكعبة لتسهيل ولادته وغير ذلك من خزعبلات طالت بيت النبى.
وفى المبحث الثامن والأخير "العداء الفارسى للعرب" وهنا استحضر الكاتب حزمة كبيرة من المأثورات الفارسية بل ومن أحاديث علماء الطائفة الصفوية حيث تفوح أحاديثهم برائحة كراهية غير متوقعة وغير معقولة للعرب فها هو المجلسى يقول فى كتابه بحار الأنوار 5/333 اتق شر العرب فان لهم خبر سؤ وقال فى نفس المرجع 52/349 "ما بقى بيننا وبين العرب الا الذبح .
كما امعنوا فى الاساءة الى مصر "60/211 من نفس المرجع " وقالوا انتحوا مصر ولا تطلبوا المكث فيها لأنه يورث الدياثة " وفى 60/208 قال ان ابناء مصر لعنوا على لسان داود فجعل الله منهم القردة والخنازير , وجاء فى تفسير العياى 1/304 "ما غضب الله على بنى اسرائيل الا وادخلهم مصر وما رضى عنهم الا واخرجهم منها الى غيرها.
وفى المبحثين الاخرين استرسل الغريرى فى الحديث عن الدولة الصفوية ومأخذها ومروياتها وامجادها التى بنيت على البغضاء والغل الموجه ضد العرب ونبيهم وسادة حكمهم .
اما الباب الثانى فقد ناقش الكاتب عقائد الشيعة الصفويين والخرافات التى تروج لها ورؤية الشيعة فى  عقيدة التجسيم وربوبية الامام على والولاية التكوينية وتحريف القرأن وعلم الغيب والعصمة والبداء ونور فاطمة وعقيد الطيتة وفدك والمتعة وولاية الفقيه وتعطيل عقيدة الجهاد والقضاء والقدر والخمس وظهور المهدى واحزان عاشوراء والتطبير وغيرها متناولا لها بشىء من التحليل والنقد الذهنى الذى يفضى بعدم عقلانيتها.
دافع "الغريري" لكتابة هذا الكتاب المهم نبع من حالة إيمانية عميقة تجذرت بداخله إعمالا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " إذا ظهرت البدع ولعن أخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده علم فلينشره , فان كاتم العلم يومئذ ككاتم ما انزل الله على محمد " ويأتي مع حالة البحث عن خلاص من هذا التيه الذى يعانيه عالمنا الاسلامى كافة والذي تجلت أبشع صوره فى حمام الدم العراقى المتواصل بعد سقوط دولته الوطنية عام 2003 , وانتهاج ساسته الجدد أساليب المغالبة وهى بالقطع أساليب لا تضمن أبدا الاستقرار ولا ينتج عنها الا مزيدا من الكر والفر.
**************************
هى لك .. سيادة البلطجي
نشر بتاريخ  6 آذار (مارس) 2012
سيد أمين
الآن صرت على ثقة أن الثورة المصرية فشلت, لعن الله من أفشلها , واقتلع معها أحلام البسطاء فى العيش كبشر لهم ادني الحقوق التى كرم الله عز وجل الإنسان بها ,  الفساد فى الأجهزة الحكومية عاد اشد شراسة وتجاوزا وقسوة , واستأثر البلطجية والمسجلون بحكم مصر , حيث توارت دولة القانون وغابت مراكز الحماية , وتسيدت شريعة الغاب .
أنا فى الحقيقة متأثر بشدة بعدة وقائع عايشتها الأيام القليلة الماضية , وقائع لا تخص النخبة وهؤلاء الذين يبرزون فوق سطح المياه المصرية إلى تبدو صافية وحالمة ورقيقة وتنشد دولة العدالة  والقانون , إنما هى وقائع تدركها بسهولة بمجرد الغوص في عمق تلك المياه , ستجدها مياه أسنة بل عفنة , لا يصلح معها كلام أولئك الذين يتحدثون عن الحلم الثوري فقط ولكن ينبغى ان يتم التخلص منها جملة وتفصيلا وهذه نبذ لنماذج من تلك الوقائع.
هى فوضى
"أم إبراهيم" سيدة تبلغ من العمر نحو الستين عاما , لديها ابنين صغيرين وثلاثة بنات إحداهم مريضة بالسرطان , كانوا جميعا يقطن في إحدى المناطق الشعبية فى حلوان , شاء حظهم العاثر أن يكون جارهم احد أمناء الشرطة , بل بلطجي , راح يتقدم للزواج من ابنتها  الكبرى  , ولما  رفضت تلك الزيجة وراحت تتزوج من احد أقاربها , هنا بدأ "الشايب"- وهذا اسمه-  يعيد تكرار فيلم "هى فوضى" بكل حذافيره ,من تعرض بالضرب لها ولأبنائها , وشكاوى كيدية بالاعتداء على "مسجل خطر" أرسله مع آخرين لترويعهم فى مسكنهم - لاحظ سيدات يعتدين على بلطجى - وتلي ذلك شهود زور بالجملة يشهدن بصحة الواقعة رغم أن كل من يقطنون فى الحارة يؤكدون زيف الاتهام , والأنكى محامون يرفضون الترافع عنها وعن أولادها لأن كل المحامين فى الدائرة يعملون حسابا لأمين الشرطة لكونه يقوم بتوريد الزبائن إليهم من أصدقائه تجار المخدرات .
قامت السيدة بترك بيتها وسكنت فى مدينة 15 مايو القريبة إلا أنها لم تسلم من بطش "الشايب " حيث راح يتعقبهم هناك مستعينا بار تال من المسجلين والبلطجية , ولما ذهبت السيدة لتشكو الى قسم الشرطة فوجئت بهم يقبضون عليها , نظرا لان رئيس المباحث صديق السهرات الحمراء التى يديرها "الشايب" وأصدقاؤه , الذي راح هو يساوم البنت الكبرى على شرفها  نظير أن يكف أذى أمين الشرطة وشقيقة المحامى " المتهم فى عدة قضايا ابتزاز  مجلة بنقابة المحامين" عنها وعن أسرتها .
لما رفضت , صدرت أحكام غيابية بحبس البنت الكبرى سنة مع الشغل , والابن الأكبر سنتين ونصف مع الشغل والأصغر سنة ونصف , والابنة الوسطى المريضة بالسرطان سنة , وأختهم الثالثة  ستة أشهر, كل تلك الإحكام المشددة  صدرت فى قضية مفبركة عن ضربهم لـ "مسجل خطر" رغم ان من قاموا بعمليات قتل تهاون معهم القضاء ولم يصدر ضدهم مثل تلك الأحكام الشنيعة .
ولم تتوقف فصول المأساة إلى هذا الحد بل أن شرطة تنفيذ الأحكام تركت تنفيذ قرابة مليون حكم لم تنفذ فى مصر منذ عدة سنوات , بل تركت  البلطجية والمسجلين الذين يقتلون الناس ويسرقون حاجياتهم , وتفرغت للقبض على تلك السيدة البائسة وأسرتها بعد يوم من صدور الأحكام .
وفى إطار تجسيدي لفيلم "هى فوضى" راح "الشايب" يتصل بالبنت الكبري ويقول لها " اللى ما يحبش الشايب يبقى ما يحبش مصر" , فعلا هى فوضى.
التفاوض مع البلطجى
وفى واقعة أخرى , سرقت الأسبوع الماضي السيارة ماركة "هونداى إكسيل" المملوكة لوالد زوجتي من أمام ثكنات الأمن المركزي بالدراسة , وذهبنا إلى قسم الجمالية للإبلاغ عن الواقعة , ورغم أننا حددنا المشتبه به فى الواقعة وهو حارس السيارات فى هذا المكان إلا أن الشرطة لم تسع لاستجوابه بحجة ان المتهم "بلطجى" ينحدر من أسرة "عريقة " - كلهم مسجلون جرائم نفس ومخدرات وسرقات – ولما سألنا الى من نذهب ليحرر لنا سيارتنا , وجدنا ضباط الشرطة يؤكدون لنا انه لا محالة من التفاوض مع السارق ودفع مبلغ من المال له ليفرج عنها!!
من يحكم من؟
إزاء إنكار حارس السيارات سرقته للسيارة ,  ورفض الشرطة التحرك للتأكد من صحة شكوكنا وطلبها منا التفاوض مع المشتبه به , لجأنا إلى الالتقاء مع نفر من هؤلاء المسجلين ليدلنا على طريق السيارة مع دفع "الدية" والتى تقدر فى قانون البلطجية بربع قيمة المسروقات , راح السيد اليلطجى يحكى لنا تجربته مع الشرطة مؤكدا انه لا يوجد رئيس مباحث واحد فى مصر يستطيع ان يخرج  عن قوانينهم , فللبلطجى حق فى ارتكاب عدد محدد من الجرائم شهريا دون ان يتم القبض عليه , وان تم القبض عليه"لزوم المنظرة"  فيجب على الضابط أن يدمر أدلة الإدانة فى القضية حتى يتم تبرئة المتهم ,  والضابط الذى يخالف ذلك سيقتل على الفور.
من يتجسس على من؟
وحكى سيادة البلطجى المسجل كـ"هجام" أن احد زملائه اللصوص المارقين عن قوانين المهنة تحدى ضابط مباحث إحدى أقسام الشرطة وقام بسرقة سيارته , وبعد رحلة دؤبة وفاشلة قام بها الضابط فى البحث عنها , أسأت له بين زملائه بشدة  , اكتشف أن البلطجية يحيطون علما بكل حركة يتحركها وهنا تأكد له أن من بين رجاله من الأمناء والعساكر من يخبر البلطجى سارق السيارة بكل حملة يتم تجريدها  , فسارع ذات  مرة باستدعاء الأمناء والعساكر إلى مكتبه وقام بمصادرة الهواتف المحمولة حوزتهم , وخرج بهم فى حملة مفاجئة , وقتها استطاع إحضار السيارة واعتقال الجانى.
الجميع يعرف إلا.. الشرطة
من العجائب التى تكشفت لنا أثناء رحلة البحث عن السيارة أن حراس السيارات , وتجارها , والبلطجية , وأمناء الشرطة , بل والشعب بأكمله  يعلم أن ألاف السيارات التى تسرق من شوارع القاهرة أسبوعيا ليس لها مخزن إلا ثلاثة مناطق فى مصر , أما المناطق الجبلية المحيطة بمركز الصف فى محافظة الجيزة أو مدينة النهضة شرق القاهرة , أو يتم تقطيعها وتذهب لتاجر خردة كبير معلوم الاسم فى وكالة البلح , وقليلا ما تذهب تلك السيارات إلى منطقة "عرب الحصار " في حلوان.
الغريب أن من يذهب إلى تلك المناطق يكتشف سوقا كبيرا ورائجا يحج له الناس من اقاصى مصر للتعرف على سيارتهم المسروقة ومن ثم دفع الدية وإعادتها ثانية , كل ذلك والشرطة لم تكلف نفسها بمهاجمة تلك الأوكار حتى ولو باستخدام المروحيات .
ضنا للبيع
ونشرت الصحف يوم 6 مارس الجاري خبرا عن قيام سيدة ببيع رضيعتها بمبلغ 50 الف جنيه , فقط من اجل قتل الجوع الذى الذى عانته ’ هى بالقطع سيدة مجرمة , ولكن الاكثر اجراما هو ذلك المجتمع الذى لا يرحم ’ وتلك العدالة التى جعلت من البشر سلعا تباع وتشترى , العيب فى مصر التى أكلت اولادها , وعرضتهم فى سوق النخاسة للاثرياء ورجال الاعمال والاجانب من كل حدب وصوب , وهؤلاء النخب حكاما ومحكومين الذين تفرغوا للفضائيات وتزيين الوجه القبيح , اننا بحاجة ماسة الى ثورة , ثورة حقيقية تعيد العدالة وتزرع البسمة  فى شفاه حرمت منها منذ ولادتها , ونخلع هؤلاء الذين توهموا انهم انصاف الهة لا يحيدون عن الصواب , من رجال قضاء ورجال دولة .
الهروب الكبير .. والقضاء الفاسد
القاع مليء بعشرات الحواديت التى تكفى عمل مائة فيلم على شاكلة "حين ميسرة" و"هى فوضى" وهو بالقطع ما انعكس أيضا إلى المشهد العلوي بكل مساوئه, لأن العالم يحكمه مجموعة من البلطجية , بلطجية افراد وبلطجية حكام , وبلطجة دول , فخروج المتهمين الأمريكيين فى قضية التمويل الاجنبى بتلك الطريقة التى حدثت يؤكد أن فى مصر قضاء "فشنك" وأننا لا زلنا بحاجة إلى ثورة على الثورة , ثورة تطهر القضاء الذى صار القاصى والداني يعرف كم هو فاسد وعفن , وبدلا من أن يكون قضاء يدافع عن الشعب صار سوطا "طائفيا" يلهب ظهورهم ويدافع عن مصالحه الذاتية ويقنن جرائم السياسيين وسط حالة نفاق رخيص من بعض النخبويين , إن تلك الواقعة جعلتنا نجهر بما كنا نعرفه ونخفيه خشية الاتهام بسبب القضاة والتشكيك فى نزاهتهم , مع الرسل الموحى إليهم من السماء يشكك الناس فيهم , بل أن الله عز وجل الذى خلق وسوى والموسوم بالعدل والقدرة لا زال نصف سكان الكرة الأرضية يشككون في وجوده أو عدالته جل وعلا , فكيف يريد القانون البشرى أن يجعلنا نؤمن بعدالة  أشخاص وان نصفهم بأنهم لا ينطقون عن الهوي , مع أن الرسول الكريم يقول "قاضى فى الجنة وقاضيان فى النار".
Albaas10@gmil,com
******************************
رسالة الشعب إلى نوابه
نشر بتاريخ  29 كانون الثاني (يناير) 2012
سيد أمين
 هذه رسالة الشعب إلى نواب الشعب، رسالة الشهداء وأمهات الشهداء، رسالة عيون فقئت، وأرجل بترت، رسالة استغرقت كتابتها واحد وثلاثين عامًا لكى يوجهها الشعب إلى نوابه الحقيقيين الذين اختارهم فى أول انتخابات حقيقية فى تاريخ مصر.. هى رسالة أم شهيد قضى نحبه فى السجون أو اقتطف القناصة زهرة حياتها، رسالة أب مكلوم قصم سوط الظلم ظهره، وردم الاستبداد ينبوع يقينه بإنسانيته، رسالة أبناء قتلت أو سحلت الماسونية أباهم فى هذا الركن النائى فى صعيد مصر أو دلتاها:
احملوا الأمانة فهى ثقيلة وليس لها إلا الأوفياء، كونوا على قدر المسئولية بألا تساوموا، فقد خان من ساوم على حق، ولا تهادنوا فقد ظلم من هادن ظالمًا، وركن فى وقت المعركة إلى الدعة والراحة، لا تلبسوا رداء الدبلوماسية فقد أفسدت أخلاق من قبلكم، وأوردتهم مهالك التاريخ لا سيما لو كانت البضاعة دمًا.
اعلموا أن شرعيتكم ما كانت لولا دماء البواسل، وأنها مهما سمت فهى أقل من شرعية ساحة الميدان الذى ألبسكم أرديتكم وأقعدكم مقاعدكم، وهو القادر الوحيد على نزعكم منها أو تثبيتكم عليها.
لا تتفرقوا، فالذئب لا يفترس إلا شاهًا شاردة، ولا تبتعدوا عن شعبكم فتنفصلوا عنه، وتذكروا أن من طار فعلا تبدد فى السماء، ثم سقط على الأرض.
لا تغرنكم المقاعد، فما دامت لمن قبلكم، ولا دامت لكم أو لمن بعدكم، وضعوا نصب أعينكم سير الأولين الذين لم يبغوا عرض الدنيا.
اختاروا بين أن يخلدكم التاريخ أو يلعنكم، بين أن يحفر أسماءكم فى ذاكرته بحبر من ذهب إذا ما انحزتم إلى شعبكم وبين أن يسطركم فى قوائم العار إذا انحزتم إلى سلطانكم ومنافعكم وتذكروا أن ما نما من سحت فالنار أولى به.
مصر الآن فى مفترق طرق، إما جنة وإما نار، إما عدل وحرية وتقدم وإما استبداد وعمالة وتخلف، وهذه فرصتنا التاريخية لصناعة دولة المساواة، دولة تقف على قدم وساق مع دول العالم المتقدم، لا تابعة لهم، دولة العلم والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، اختاروا لمصر مكانة تستحقها والتاريخ لا ينسى.
وتذكروا أيضًا أن آية الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، وإنكم إن أحتكمتم إلى من جاء بكم فقد احتكمتم إلى سلاح أمضى من دبدبة الدبابات وأزيز الطائرات وقرقعة البنادق، ومن رضى عنه شعبه نام قرير العين هادئ البال مرضيًا رب الشعب، كما نام الفاروق من قبلكم آمنًا.
لا تكونوا سوطًا تجلد به العدالة ولا صوتًا يزيف الحقائق، دماء الشهداء لا زالت تسيل والمجرمون ما زالوا طلقاء دون قصاص، وتأكدوا أن المجرمين ليس هم فقط من قتلوا، ولكنهم أيضًا هم من حرضوا ومن كتموا الشهادة ومن صمتوا ومن زيفوا الحقائق ومن فتتوا وحدة الناس الذين قال فيهم الرسول الكريم: «لا تجتمع أمتى على ضلالة»
وكذلك تذكروا قول الله تعالى: «من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا» وقوله أيضًا: «ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب».
يا نوابنا فى البرلمان، نحن لا نريد منكم سوى العدل ولا رجاء فيكم دون العدل، ولا مهلكة لكم سوى ضياع العدل، فقد قدمه الخالق على الإحسان، وجعله اسمًا من أسمائه وصفه من صفاته.
أيها النواب.. ما سالت دماء ولا خربت بيوت ولا ثكلت أمهات أبناءها من أجل مجد شخصى لكم ولكن الضريبة الغالية دفعت من أجل مصر، ومن لا يعمل من أجلها بتجرد وإخلاص هلك ونال سوء المآل.
تمسكوا بالشعب تفوزوا.. تمسكوا بالشعب تفوزوا..
albaas10@gmail.com
******************
التيار القومي في مصر تحت الحصار
 نشر بتاريخ  21 كانون الأول (ديسمبر) 2011
سيد أمين
 المتأمل للخارطة الفكرية في مصر الثورة سيكتشف بسهولة حجم الجور الذي يعانيه أصحاب خط الفكر القومي.
ورغم أن القاعدة الشعبية لمعتنقي الفكر القومي في مصر قاعدة عريضة تضم فيمن تضم هذه الطبقات التي عادت إليها بشكل مباشر مردودات الحقبة الناصرية .. كالفلاحين والعمال والصناع والطلاب وعدد لا بأس به من النخبة المثقفة، إلا أن أنصار القومية العربية تم تغييبهم عن عمد في وسائل الإعلام في زمن الثورة.
ولقد ساهم القوميون ـ أو قل الناصريون ـ المصريون بشكل فعال في إشعال أوار ثورة يناير المجيدة وتصدروا مع غيرهم من تيارات فكرية المشهد الثوري من أجل ازاحة نظام مبارك الاستبدادي وبذلوا علي قدم وساق مع غيرهم الدم من أجل الخلاص إلا أن خطابا إعلاميا منظمًا لافتًا للنظر راح يقصيهم تمامًا من المشهد السياسي.
قسم الخطاب الإعلامي المغرض تيارات الفكر في مصر إلي قسمين عريضين إما إسلاميًا وإما ليبراليًا .. وهو تقسيم خاطيء لكونه وضع جميع التفاح في سلة واحدة رغم التباين الشديد في الروئ.
بل ان هذا الخطاب راح يزعم بل ينكر بهذا التقسيم وججود القوميين أساسًا رغم أنهم يشكلون الطريق الثالث بين هذا وذاك ويشاطرون الاسلاميين قاسمًا كبيرًا من ثوابتهم ولكنهم يمزجون رؤاهم بنكهة خليط من التيار اليساري خاصة فيما يتعلق بفكرة العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات تارة ومع التيارات الليبرالية فيما يتعلق بالحريات المسئولة. ومن المثير للعجب أن التيارات اليسارية والاشتراكية بجانب القومية وضعت عن طريق الخطأ في سلة الليبرالية رغم التعارض الكبير معها.
لقد ضرب نظام مبارك حصارًا إعلاميًا صارمًا ضد انصار الفكر الإسلامي والفكر القومي علي حد سواء، وضيق عليهم المنابر الإعلامية وقد تبدلت تلك الصورة عقب ثورة يناير حيث خرج الاسلاميون من دائرة الحصار فيما بقي القوميون داخلها.
وكما اخترقت أجهزة أمن مبارك كافة القوي السياسية المصرية علي تنوعها اخترقت فيما بينها التيارين القومية والناصري من جانب والتيار الإسلامي من جانب آخر.
وفي هذا الصدد راح جهاز أمن مبارك يزج بعناصره بينهما بل ويخلق من بينهما زعامات ومرجعيات واحزابًا من فرط تواطئها وهشاشتها وعدم صعودها لسقف التوقعات والطموحات المرجوة منها انفض الناس عنها واعتبروها أكبر طعنة وجهت إلي هذين التيارين.
ويأمل القوميون في مصر وهم علي اعتاب مرحلة جديدة من الخلاص الوطني، ان تكون تلك المرحلة نموذجًا ديمقراطيًا بحق لا تغلق فيه صحيفة ولا يحجب فيه قلم ولا يقصي فيه صاحب رأي بسبب رأية خاصة أن الجاني حينئذ سيكون هو المجني عليه سابقًا، ولا يصح أخلاقيًا أن يجلد الضحية بذات السوط الذي جلده به الجلادون الغابرون.
وليتذكر الاسلاميون علي اختلاف مشاربهم أن التيار القومي المصري وقف مدافعًا بشدة ضد إقصائهم وراح يساند قضية مظلوميتهم.
ويجب أن يتذكر رفقاء نضالنا من الاسلاميين ان مهلكة التاريخ الحقيقية في لعبة تبادل الأدوار وعمليات الكر والفر وذلك لأن كل انتصار يعقبه انكسار وكل قوة يعقبها ضعف ولولا هذا وذاك لبقي المنتصر الأول منذ بدء الخليقة منتصرًا حتي الآن.
*******************************
القدرة والطالع.. رؤية تاريخية
نشر بتاريخ  8 حزيران (يونيو) 2010
سيد أمين
أجدني رغم ما يحيط بنا من أحزان قومية اعتدناها جراء مذابح ‘الحريات’ التي ترتكب ضدنا ليل صباح والتي لن يكون آخرها مذبحة قافلة الحرية علي يد الصهيونية الفاشية، أجدني أميل إلي عدم خوضها لأن الجميع قد تحدث فيها وانتحي بقلمي جانباً للحديث في أشياء بعيدة قد لا يبدو للوهلة الأولي الحديث فيها مستساغاً في تلك الأوقات..
 وعلة هذا الميل يرجع إلي أن أقلام الوطن كثيرة وأقلام الإنسانية أكثر ورب كثرة أفقدت الكلمات وحيها فباعدت بين لفظة ‘الجرح’ وآلام ‘المجروح’ وبين مفردة ‘الموت’ وبين ‘رهبته’ وآلام اليتامي، هنا وجدت نفسي أنأي عن تكرار ما ردده غيري وهو واجب عليَّ وعليهم وأدلف للحديث عن ‘الطالع والقدرة’ ولعل..
مسألة ‘الطالع’ توحي أول ما توحي بأن من يؤمن بها أو حتي يرددها هو شخص غيبي ينكر قدرة العقل ويفضل إلقاء اللوم علي المجهول في كل فشل.
وفي الحقيقة، وبقراءة ولو سريعة في التاريخ قد يتأكد لنا أن لـ’الطالع’ دوراً كبيراً في رسم خريطة العالم.
ويرصد نيقولا ميكافيللي - في كتابه الأمير - قصصاً كثيرة لفشل أو نجاح كان لسوء أو حسن الطالع، الدور الأساسي فيها إلا أن ميكافيللي الذي عاني هو نفسه من حسن وسوء الطالع يؤكد أنه لا جدوي للطالع دون القدرة، كما أنه لا جدوي للقدرة والذكاء دون توافر حسن الطالع.
ويضرب ميكافيللي لنا الأمثال عن صانع الفخار الذي تحول بفعل حسن الطالع في ليلة وضحاها إلي أمير للبلاد، حينما هاجم الأعداء إمارته وقتلوا الأمير ورجاله جميعاً وبعد نهب ثرواتها عادوا أدراجهم، هنا وجد البسطاء أن صانع الفخار هو أكثر السكان شهرة فنصبوه أميراً خاصة لما يمتاز به من قوة وبسطة في الجسم وحكمة في التصرفات.
هنا اختلط حسن الطالع بالنسبة لصانع الفخار وليس شعبه، مع القدرة وهي التي جعلت هذا الرجل من أشهر أمراء إيطاليا القديمة ودام حكمه وحكم أسرته بضعة قرون.
وعلي النقيض يضرب ميكافيللي مثلاً بالأمير الحازم الذي أوتيت له كل إمكانات الدوام والبقاء إلا حسن الطالع فهزم في معركة كان يجب أن ينتصر فيها ولو بربع جيشه، رغم ما عرف عنه من دهاء.
ويقول ميكافيللي أن قدرة بدون حسن طالع تعني فشلاً وأن حسن طالع مع نصف قدرة يعني انتصاراً.
وتأكيداً لهذه الرؤية يؤكد أحمد ميشيل عفلق أنه لا يستطيع أن يصدق أن هذه الأجيال العربية المتعاقبة لم تنتج لنا سوي ابن سينا وابن النفيس والخوارزمي وغيرهم ويشير إلي أن الحياة فرن جبارة احترقت بداخلها ملايين العبقريات والإبداعات وحرمت عالمنا العربي من ثمارهم، وأنه متي هيأنا للمواطن العربي عيشة رغدة جنبنا انصراف جهده إلي تلبية حاجات بيولوجية تحول دونه والإبداع.
ويقصد عفلق أنه ليس بالتأكيد أفضل كتابنا وعلمائنا من هم يطفون علي السطح الآن وأنه لولا سوء الطالع لكان بيننا بدلاً من أحمد زويل ويحيي المشد أو فاروق الباز الآلاف أمثالهم فقط لو تهيأ لهم حسن الطالع من خلال إمكانية في التعليم وتوفير لقمة عيش سهلة وموضوعية في التعيين والتدرج الوظيفي ومناخ عام يساعد علي الإبداع.
وفي التاريخ العربي يلعب حسن الطالع دور الأسد علي مسرح الأحداث، فها هو قطز يفر من آسيا ويباع في سوق العبيد ويرسو به المطاف إلي مصر فيهئ له حسن الطالع كاملاً للقيادة ويصير هذا الفتي المطارد من قبل المغول أميراً للبلاد فيلتحم حسن الطالع مع القدرة ويحقق النصر التاريخي علي المغول في بلد كان يصحو فيه الشعب كل يوم تقريباً علي صليل سيوف الانقلاب والانقلابيين.
وها هو محمد علي الجندي الألباني حاكماً لمصر بعد ثورة شعبية عزيزة في التاريخ المصري، حيث هيأت الظروف السيئة الثورة للمصريين ضد الوالي العثماني خورشيد باشا الذي فر دون قتال ولم يعد رغم أنه كان قادراً علي طلب النجدة فقام المصريون العازفون عن لعبة كراسي الحكم بتقديم محمد علي والياً للبلاد وهم يقصدون جعله قرباناً لغضب الخليفة العثماني إلا أن محمد علي صنع أعظم امبراطورية عرفتها مصر ودام حكم أسرته نحو القرن ونصف القرن وسار مؤسس مصر الحديثة.
وحتي في تأسيس الجيش المصري الحديث قصة عجيبة فالكولونيل ‘سيف’ وهو جندي من جنود نابليون المنهزم عز عليه أن يصير فلاحاً وقاده الشوق إلي حياة الحربية وتنامي إلي مسامعه أن بلاد فارس تؤسس جيشاً حديثاً من المرتزقة فقصد الالتحاق بهذا الجيش ولكن توقفت السفينة التي تقله قبالة سواحل الاسكندرية لعدة أيام، فراح يعرض نفسه علي حاكم الاسكندرية الذي أرسله إلي محمد علي بالقاهرة والذي قام بدعوته لتأسيس الجيش المصري ويكون وزيراً له.
وفي ثورة يوليو المجيدة 1952 يؤكد الضباط الأحرار أنه لو كانوا قد تأخروا يوماً واحداً عن يوم 23 يوليو لكانوا قد أعدموا في المقاصل الملكية بعد افتضاح أمرهم.
وحتي بعد الثورة ما كان للرئيس السادات أن يتصور وهو يعمل ‘حامل أمتعة’ في محطة قطار نجع حمادي في حيلة للتخفي من البوليس السياسي الملكي أن يصير بعد نحو 20 عاماً حاكماً للبلاد.
وحتي الرئيس مبارك ما كان يتصور حينما كان ضابطاً في الكلية الحربية أن يحكم هذه البلاد لولا دوره في حرب أكتوبر.
نعم هناك حسن للطالع ولكن لابد أن يقترن بالقدرة.. فقدرة كبيرة وحسن للطالع تعني خلق زعيم كبير وهو ما حدث مع سايس الخيول خروشوف الذي تحول إلي رئيس للاتحاد السوفيتي أحد قطبي العالم وقواه الضاربة.
نحن لا ننفي القدرة ولكن قدرة بمفردها لا يمكن أن تنجح لولا حسن الطالع الذي هو بالتأكيد التوفيق الرباني، والخلاصة أن حسن الطالع والقدرة التي هيأت للكيان الصهيوني البغيض الولادة في عام 1948 آخذة في الاندثار وأن أياماً مقبلة سيئة الطالع تواجهه ولن تغني عنها قدرتها.
albaas10@gmail.com
***************************************
نقاط العرب واصفارهم
 نشر بتاريخ 
سيد أمين
رغم أن  العرب كانوا أول من اخترع "النقطة" فى الأبجدية و"الصفر" فى الحساب إلا أنهم لا زالوا حتى الآن لا يجيدون استخدامه على النحو الأمثل , فنجدهم اما يضيفونه فى غير موضعه او يحذفونه دون حاجة للحذف ,  ويصر أحفاد العرب الفاتحين الوقوف دائما عند حد الصفر فى كل مواقفهم.
ومن العجب أن نجد العرب الذين فتح الأقدمون فيهم الدنيا بحالها وبسطوها لثقافتهم بعدما اصطفتهم مشيئة ربهم فى أن يخرج منهم ومن ثقافتهم أعظم برنامج حضاري متكامل متجسدا فى الدين الاسلامى الذى هو فى الأصل نتاجا مهذبا لتلك الثقافة , فضلا عن ان الخالق جل فى علاه اصطفى أرضهم دون غيرهم لتكون مهبطا لكل ديانات السماء , إلا أنهم - اى الأحفاد –
راحوا يخلعون رداء الإعزاز , ودخلوا حلبة الصراع عراة مجردين من كل الأسلحة  , فما هم راوحوا مكانهم , ولا هم تقدموا , بل بدلوا من أخلاقهم فجعلوا التسامح "تماسحا" . و"التناغم" "تناقما" , وحال سبيلهم يقول ما قاله شاعرهم "أسد على وفى الحروب نعامة .. عار عليك ان فعلت عظيم".
 ورغم أن الفرق بين عرب اليوم والغرب مجرد نقطة , إلا أن تلك النقطة كان لها تأثيرا يقلب موازين الحياة ,لاسيما لو ترافق مع هذه الزحزحة تغييرا لموضوع حرف عن مكان , ومع عبثية النماذج التى سأسوقها إلا انه ما من شك انها  تلاقى صحة , بل ودقة فى توضيح الاختلاف الجذري بيننا وبينهم.
فحينما تختلف النظم الحاكمة فى العالم الغربى فى مسألة ما يلجأ الساسة الى أعمال "المحابرات" و"التفسيرات"  لحل الأزمة بينهم وغالبا ما يتوصلون الى اتفاق يحفظ ماء وجه الخصماء , وإذا لم يتوصلوا تطرح "المبادرة" تلو "المبادرة"  حتى يغير احد الخصمين موقفه , إلا أن هذا النموذج فى النظم العربية مختلف تماما فأعمال "المحابرات"و "التفسيرات" تتحول الى أعمال "مخابرات"و" تفجيرات" , فيما يستصعب بعض من أمراء الخليج اللجوء الى أساليب  الإقناع وطرح "المبادرات" وينتهج أسلوبا يراه فعالا وهو أسلوب "المباذرات" وشراء الذمم .
وبدلا من أن يجيد ساستنا ومثقفينا أسلوب "الحوار" بعضهم البعض كما تفعل اى امة متحضرة , نراهم مغرمين حتى الثمالة  بممارسة فن "االخوار" بكل ما يعتريه من "عوار".
وتسعى  النظم الغربية على "تدليك " مواطنيها و"تزبيط" أحوالهم المعيشية والاجتماعية والثقافية , إلا أن النظم العربية قاطبة - ممالك وجمهوريات وراثية -  والتى هى فى الأصل "مندوبيات تعمل لحساب الخارج " تبذل قصارى جهدها من أجل "تذليل" مواطنيها وتركيعهم و"تربيط" الطرق والأبواب فى وجوههم لأكبر فترة زمنية ممكنة.
ويسعى العقل الغربي بما له من نظرة "متعددة " إلى تفضيل استخدام أساليب "الذكاء" و"الدهاء " وبذل "العرق" لمواجهة الأزمات التى تحيق بالمجتمع نجد ان العقل العربي الحديث "المتمدد" أو "المتبدد" يركن عادة للجمود ويواجه الأزمات عادة بصواريخ "الدعاء " تارة أو إسالة "الدماء" تارة أخري فيما تصبح النتيجة دائما هى "الغرق" كبديل عن عدم بذل المزيد من "العرق".
ولأن الغرب تحكمه نظم ديمقراطية , لا تنحاز لفئة دون الاخري , فهم حريصون دوما على إعادة رسم "المسار" الديمقراطي كلما حاد عن جادة الطريق , بما يحفظ للناس أروحهم وحقوقهم وأموالهم , أما فى عالمنا العربي فحكامنا لا يهتمون كثيرا بإصلاح "المسار " ويرون إن إصلاح "المطار" أكثر نفعا وفعالية حيث يستقلون الأموال ويهربون للخارج متى أوشكت السفينة على الغرق.
والمدهش ان الإنسان العربي المحدث وهو فى الغالب يعانى من "أحادية" النظرة , جراء عملية التجهيل المنظم التى تقودها أنظمة الاستبداد الحاكمة , لا يؤمن مطلقا بحق الاختلاف , فكل من يخالفه الرأي إما "كافرا" أو"عميلا" , ومن يؤيده الرأى فهو قطعا إما "كابرا" - من الكبر والسمو – أو "معيلا" أى لديه أولادا كثر يستحقون الرأفة , فيما أن الإنسان الغربى لا يضع مثل تلك الحسابات فى ذهنه مطلقا ,  لأنه يهتم دائما بان يكون "كادرا" من الكوادر الخلاقة فى تخصصه.
*************************
العدل يريد تطهير القضاء
نشر بتاريخ 21 كانون الأول (ديسمبر) 2011
سيد أمين
ونحن نخطو أولي خطواتنا نحو الديمقراطية.. يجب علينا أن نتلمس الطريق الصحيح جيدًا حتي لا نضل في تشعبات الطرق.. ولما كان التحرر من الخوف هو أولي خطوات الطريق إلي الحرية.. يبقي الأجدي والأكثر إلحاحا أن نحطم كل التابوهات المفروضة علينا.. خاصة أنها مفروضة من غير مقدس.. فرضها بشر علي بشر، وأحيانًا دون رضا رب البشر الذي يجب أن ندين له بكل سمع وطاعة.
وإذا كان رسولنا الكريم ومعلمنا الأول يقول جازمًا بأن »قاضيًا في الجنة وقاضيين في النار« فإنه الأولي بنا ونحن بشر لم يوح إلينا كما أوحي إليه أن نسلم بحكمه ونرفع القداسة التي أضفيناها علي بشر مثلنا لم يوح إليهم فهم يخطئون ويصيبون، ولا علاقة لذلك بمذمة فيهم ولا مدح، فما يندرج علي البشر يندرج عليهم.
في الحقيقة، أكاد أجزم بأننا ونحن نعيش هذا الزخم الثوري الهائل سنخوض عما قريب سجالاً في شأن حصانة القضاء، قد يتطور ليمس شخوص بعض القضاة، أنفسهم، وهو إن حدث سيخسر فيه القضاة جزءًا كبيرًا من مهابتهم.
والغريب أن البعض يصر متعمدًا أن يخلط بين مهابة القضاء وأحكامه، وهو خلط لا محل له من الإعراب، فقد يكون الحكم ظالمًا، وهنا تصويبه لا يأتي في إطار انتقاص القضاء أو الحط من شأن القاضي الذي أصدره، فها هو معلمنا عمر بن الخطاب يطلب من رعاياه أن يقوموه لو أعوج عن الطريق السليم.
إن الخلط بين المهابة الواجب توافرها للقاضي وبين أحكامه هو خلط يقصد منه التبرير لكل ما يصدر عن القاضي وإضفاء العصمة عليه رغم أن القاصي والداني يعلم يقينًا أنه لا عصمة إلا لنبي، وأن كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
أتصور أن شعار »الشعب يريد تطهير القضاء« سيأخذ زخمًا عما قريب في الشارع وأري أن الأجدي أن يتحول هذا الشعار إلي »العدل يريد تطهير القضاء«. نعم فالعدل والعدالة لا يمكن أن تقبل بأن ينتمي إليها من يرفض التطهير ويكافح الفساد، ولا تقبل بأن تستخدم العدالة لذبح العدالة، بل إنني أتوقع بأن يهب قضاة مصر الشرفاء أنفسهم وهم كثر ليرفعوا هذا الشعار حفاظًا علي مهابتهم ومهابة العدالة وحتي ينضموا إلي طوابير القديسين وذلك لأن القاضي العادل أوتي جزءًا من القداسة الربانية متي حكم بأمر الله.
وأتذكر أنني قرأت ذات يوم خبرًا عن قيام أحد القضاة بإصدار حكم بحبس شاب لمدة ثلاث سنوات لعدم سداد قرض قيمته ٥ آلاف جنيه من أحد البنوك، وأتذكر أيضًا أن سيدة صرخت في اتصال هاتفي بمقدم برنامج تليفزيوني شهير بأن حكمًا بحبس زوجها أضاع مستقبل أطفالها وجعلهم يتسربون من التعليم بعدما عجزت عن دفع مصاريفهم، بل إنهم يتسولون في الشوارع لسد رمقهم وملء بطونهم، والمدهش أن المبلغ الذي حبس عليه الزوج لم يتجاوز سبعة آلاف جنيه كان قد أنشأ بها مشروعًا بقرض من صندوق التنمية الاجتماعي إلا أنه تعثر حتي صدر عليه حكم بالحبس ٤ سنوات أمضي نصفها وتطمح أن يتم العفو عنه في عيد الشرطة.
ولا أخفيكم سرًا أنني تألمت بشدة في بادئ الأمرلسماع وقراءة مثل هذين الخبرين لا سيما أنني أعلم أن المبلغ الذي سجن بسببه الشاب وقضي به علي مستقبله وحرم الأبناء من أبيهم وأذاقهم شظف العيش قد يصرفه طفل من أطفال السادة الحكام في هذا الوقت في يوم واحد دون إكتراث، إلا أنني أقنعت نفسي بأن العدل هو العدل وصرت أقرأ مثل هذه الأخبار دون أن يرجف لي قلب بعدما تجمد وتبلد.
تعالوا نقارنها بالأحكام التي تصدر الآن لمن قتلوا الناس وسرقوا الملايين.. سنكشف أن القضاء يساوي بين من سرق خمسة آلاف جنيه »تحت ضغط الفقر والعوز« ومن سرق خمسة ملايين أو حتي مليارات، الأمر الذي ذكرني بالمثل الإنجليزي الشهير لو اقترضت خمسة آلاف جنيه من البنك وضعك البنك تحت ضروسه ولو اقترضت منه خمسة ملايين وضعت البنك بين ضروسك.
في الواقع، نحن نحترم القضاء ونري ضرورة تهيئة الأجواء اللازمة لكي يحكم القاضي بالعدل، ولكن ليس معني ذلك أن القاضي لا ينطق عن الهوي، فهذا أمر لا يمكن أن يتماشي مع المنطق، خاصة في ظل ظروف كانت سائدة وأظنها مازالت تخضب فيها كل شيء بالفساد حتي القضاء.
وللمصارحة ـ ومع تبديل الكلمة بالكلمة واتخاذ أنمق الألفاظ ـ نتساءل: ألم يمر وقت كان التعيين فيه في النيابة العامة سواء أو مجلس الدولة أو النيابة الإدارية بالواسطة والمجاملة؟ وبتعبير أكثر ثورية وجرأة بل مصارحة ألم يرتكب العديدون من السادة القضاة في مستهل عملهم جريمة الرشوة للتعيين لهذه الوظيفة؟ هل ينكر أحدنا كل في قريته أو شارعه أن »س« أو »ص« دفع رشوة أو قدم مجاملة كبيرة أو وسَّط مسئولاً كبيرًا ليتم تعيينه أو تعيين ابنه ليكون في النيابة العامة؟ أليست هذه جريمة يعاقب عليها القانون؟ وهل يجوز لمن يرتكب مثل هذه الجريمة أن يظل في منصبه أو علي أقل تقدير نضفي عليه القداسة ونقول عنه وعن من عينه إن لا ينطق عن الهوي؟ في ذات يوم قادتني الظروف للذهاب لأداء عمل ما في مكتب الشهر العقاري بمدينة الشروق، تحدث إليَّ الموثق أن أغلب زبائنه من القضاة، يأتون لتوثيق عقود الفيلات والقصور التي اشتروها لهم ولأبنائهم وإخوانهم لدرجة جعلته يجزم بأنه لا يوجد فيلا في مدينة الشروق لم تمر بقاضٍ كمشتر أو بائع، وأن عددًا من القضاة يقومون بشراء أكثر من فيلا بأسماء زوجاتهم.
والأمر المثير للريبة أن تجد أسرة بالكامل يعمل افرادها بالقضاء .. وكأن العدالة خلقت من أجل أن تخصص لهم دون غيرهم .. أليس هذا احتكارا للسلطة ؟!
وداهية الدواهي.. أن تقوم الوزارات بانتداب مستشاري مجلس الدولة للعمل لديها.. الأمر الذي جعل السلطة القضائية تخضع لنفوذ سلطة أقل منها وهي السلطة التنفيذية حيث يتقاضي المستشارون أجورًا خيالية وكبيرة للغاية لو قورنت بأعمالهم، الأمر الذي يشكك في حقيقة دورهم.
نحن لا نسعي لنكأ الجراح القديمة ولكننا يجب أن نغير المفاهيم ونحطم التابوهات، كما أن هذا »الجيتو« المثير للجدل لا بد أن يقنن عبر وضع قواعد واضحة تقضي علي الواسطة والمحسوبية في شغل الوظائف لا سيما لو كانت بمثل تلك الرفعة، فلا يعقل أن نكافئ صاحب التقدير العلمي الأقل لنعينه في القضاء بينما صاحب التقدير الأعلي يبقي محاميًا، يجب أن ننظر لهما كفرعي عدالة وأن نميز بينهما بالعلم ولا شيء سواه اللهم إلا الأخلاق والتي تتضمن فيما تتضمن عدم السعي لأخذ توصية من هذا أو ذاك أو دفع رشوة ليحصل البعض علي حق ليس له.
وتاريخيًا، كان فساد القضاء في أوربا هو واحد من معالم عصور الظلمات فيها، كان الملك يصدر حكما وما علي القاضي إلا النطق به، فاكتوي الناس بالظلم وسادت مظاهر الغبن وفقد الناس الثقة في كل مقدس.
ولو يدري جاليليو أنه سيكون أخلد من القاضي الذي أصدر حكما بإعدامه بناء علي أوامر من الملك وكهنوت الكنيسة لطلب الموت وسعي إليه، فقد مات الملك ومات القاضي ومات كهنة الكنيسة وبقي جاليليو وعلمه خالدين.
**************************
 فلول الثورة
نشر بتاريخ  15 آب (أغسطس) 2011
 سيد أمين
 أتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة حالة صاخبة من التخوين لنشطاء حقوق الإنسان ممن كان لهم دور كبير فى تفجير ثورة يناير المجيدة.
وأعتقد أن سيلا من المستندات وإغراقًا فى المعلومات والتفاصيل ستخرُّ علينا من كل حدب وصوب فى وسائل الإعلام المحسوبة على النظام الحاكم، وذلك بهدف تكوين قناعة لدى رجل الشارع البسيط بأن هؤلاء النشطاء الذين يصدعون الرءوس بالحريات هم خونة يعملون لصالح قوى ودول معادية لمصر.
وفى الحقيقة كنت أتوقع حدوث تلك الهجمة ضد الثوار والنشطاء منذ عدة أشهر مضت، وكنت أتلمس بدايات تلك الحملة فى وسائل الإعلام آنذاك وإن كانت قد بدأت على حياء بغية التمهيد لهذا الانقلاب علي الثورة وتهيئة الأذهان له عبر تشكيل قناعة بأن من يطالبون باستكمال الثورة هم يهدفون فى الأساس إلى إسقاط مصر.
وإذا كان المنطق يؤكد أن الحاكم العميل ألصقت به العمالة من خلال ممارساته الموالية للخارج واختياراته المطابقة لإرادة الأعداء ، وأن جميع رجاله هم على شاكلته فانه أمر لا شك فيه لأن رجال مبارك لاسيما فى مؤسسات الدولة الحيوية والمفصلية يسيرون على نفس منواله وإلا فما كان ليختارهم ليكونوا مسانديه طيلة ردح كبير من الزمن.
إن فهما على هذا النحو لما يحدث الآن فى مصر سيجعلنا نقلب الطاولة ونقول إن من يخون الوطن هم من خانوه على مدى سنوات طوال عجاف حكموا فيها البلاد ولا يزالون يحكمونها وليس النشطاء الذين كان لهم دور كبير فى تفجير الثورة والقضاء على رأس دولة الظلم.
وتعالوا نفهم سويا ماذا يحدث فى مصر أو عالمنا العربى – لأن الخطة كبيرة لا تفصل مصر وعالمها العربى - عبر ما أشرت اليه فى عدة مقالات سابقة حملت عناوين "ربيع الشرق الاوسط الكبير " و" فزاعات الثورة .. والدعم الرباني" و"ومبارك يؤيد مبارك ولا عزاء للثورة"و "مخطط تخريب الثورة وتسفيه الثوار" و"انها هى .. نظم بوش المارقة".
لقد خططت الولايات المتحدة الامريكية لإحداث تغييرات جوهرية فى نظم بعض الدول العربية فى خطة أسمتها " خطة الترميم والهدم" وهى خطة تقوم على ترميم النظم الرئاسية الموالية لها بهدف الحيلولة دون سقوطها كما فى مصر وتونس وذلك من  خلال اطلاق ثورة شعبية تتم السيطرة عليها سياسيا ، وهدم النظم المعادية لها بهدف انشاء نظام جديد يدين لها بالولاء كما فى ليبيا وسوريا والسودان والعراق والجزائر واليمن عبر تصنيع ثورة بأيادٍ خارجية سرعان ما تأخذ زخما شعبيا جراء القمع المفرط لها من قبل السلطات.
وتتضمن الخطة فيما تتضمن أن تتولى حركة"الإخوان المسلمون" الحكومات فى كل الدول العربية فيما تنفرد أمريكا وحلفاؤها بالسيطرة على الجيوش العربية والمحافل القضائية على غرار ما تفعله فى تركيا على أن تقوم الاخيرة بتوجيه الحكومات "الاخوانية" والسيطرة عليها من الشطط والمروق واى محاولة للتحرر.
وقد يكون الهدف الابعد بالنسبة لامريكا وصمتها ازاء قيادة "الاخوان" للحكومات العربية أن تستخدمهم – دون قصد منهم – فى اثارة حالة من ململة شعبية لدى جميع الاقليات الدينية والعرقية فى العالم العربي مما ينتج عنه تكريس لحالات انفصالية تتزعمها القوى الغربية وتدعمها عسكريا لاحقا فضلا عن اعطاء صورة عالمية بأن تجربة الديمقراطية فى العالم العربي لم تجلب سوي المتطرفين، الامر الذى يبرر لها – اى لامريكا - مساندتها للنظم الديكتاتورية طيلة العقود الماضية.
وقد يكون هذا الرضا هو محاولة لتشكيل درع اسلامية سنية موازية للتغلغل الايرانى فى المنطقة العربية حال انتهاء لعبة تبادل المصالح بين واشنطن وطهران.
هذا هو المشهد العربى ، ولكن المشهد فى مصر اكثر دهاء ويأتى عن طريق سحب البساط تدريجيا من تحت اقدام الثورة والثوار، ومن ثم اعادة انتاج النظام الذى لم يسقط بعد ، فلقد خططت القوى الغربية بالتعاون مع بقايا نظامه الحاكمة فى مصر الان – بحسب اعتقادي - لانقاذ نفوذها المقبل على الانهيار فى حال سقوط مفاجئ وغير محسوب لنظام مبارك مما يعرضها لفقدان حليف استراتيجي فضلا عن خلق نظام قد يناصبها العداء او يقاسمها المصالح ويخالفها فى التوجهات على غرار ما حدث فى الثورة الايرانية ، لذلك عملت على هدمه واعادة بنائه قناعة بمبدأ بيدى لا بيد عمرو.
وكانت تتضمن الخطة ترك العنان لحدوث ثورة شعبية محدودة مستغلة حالة السخط الشعبى على مبارك وتغييره بعمر سليمان الا أن حالة الغضب الشعبى كانت اكبر من المتوقع فاسقطت سليمان ومن بعده احمد شفيق ولم يتسن اخمادها الا باحتيال المجلس العسكرى عليها ، حيث راح يهادنها ويدعى حمايته لها ، رغم انه يضمر لها العداء ويسعى لتفتيت القوى التى شاركت فيها ، تارة بالاستفتاء على التعديلات الدستورية ، وتارة بالدستور نفسه ، وتارة بالاحزاب ومحاولة ابراز نقاط الاختلاف بينها ، أو بالتخوين وطوابير الجواسيس "المفبركين" ، ومحاولات الاستقطاب ، والعصا والجزرة ، والتلميع والتجهيل ، والاغراق فى التفاصيل والوقائع ، والانفلات الامنى ، والترويع الاقتصادى …الخ.
وانا اتصور ان من خطط لما يحدث فى مصر ، يمتلك حسا دراميا عاليا ، وفعل كما يفعل المؤلف السينمائى البارع الذى راح يربط المشاهد المتنافرة ، ويوجد علاقة بين هذا المشهد الذى ظهر فى اول العرض وذاك الذى يأتى فى منتصفه أو آخره.
ورصد المخططون – ربما قبل اندلاع الثورة – عبر مراكز الاستطلاعات العملاقة التى تنفق فيها ملايين الدولارات القوي الثورية التى سترفض خطة خنق الثورة وستصر على استكمالها ، فراحوا يجهزون لها "عدة" التخوين لفض الناس عنها ، وتم تفصيل التهم وحياكة المستندات لهذا وذاك كلا فيما يناسبه ، فالسلفى يصلح ان يكون عميلا للسعودية والاخوانى يصلح أن يكون عميلا لقطر وتركيا ، والليبرالى عميلا لأمريكا واسرائيل واليساري مناهضا للدين الاسلامى ويتحرك بحقد طبقى ورعونة ، ثم تلوح بتلك الاتهامات فى وجه كل من يرفض النكوص عن الثورة ، فضلا عن الدس ببعض عملائها بينهم وتلميعهم اعلاميا ثم تقوم بكشفهم فى لحظة ما وهو ما يسمى اعلاميا بتكنيك "القطيع" ، وكذلك الزج ببعض عناصرها لتضييع الوقت كما فعل المحامى الذى قام برفع دعوي رد قاضى محاكمة مبارك والذى رفضت دعواه بعد تداول دام اربعة اشهر لسبب بسيط يحمل قدرا من المؤامرة ان هذا المحامى مشطوب من عضوية نقابة المحامين، كل هذا وقد يفاجأ الجميع فى نهاية العرض ان حاميها حراميها.
 وتعالوا نتأمل خبرا نشرته الاهرام فى 23 يناير 2011 وقبيل اشتعال الثورة بيومين مفاده ان عمال قرية البضائع بمطار القاهرة فوجئوا اثناء تحميلهم لطرد مكون من 39 صندوقا بسقوط احدها وتدفقت منه سبائك الذهب ، هنا هرولت قيادات الشرطة وقاموا بحصر محتويات الصندوق واعادتها لمكانها فى طريقه الى السعودية ولم يذكر الخبر من صاحب هذا الطرد .. وتأكد بعد ذلك انه يخص مبارك.
والمتأمل لاسلوب الشرطة فى فض التظاهرات فى الفترة ما بين 25 يناير حتى تنحى مبارك سيلاحظ فيها امرين اثنين ، ان الشرطة قامت بتقطيع الشوارع وحاصرت المتظاهرين من كافة الجهات ولم تترك منفذا ليعودوا منه وهو الامر الذى يعد من ابجديات فض التظاهرات ، بل انها اطلقت الغازات بغزارة غير معهودة وكأنها تحث الناس للخروج من منازلهم للمشاركة فى الثورة.
ولو اضفنا الى ما سبق البطء الشديد فى محاكمة قادة وزارة الداخلية المتهمين بقتل الثوار ، وما تردد عن قيام جهات رسمية بالدولة بمساومة اهالى الضحايا لقبول الدية مقابل التصالح ، يؤكد أن من أمر الضباط بالقتل هو الان يحميهم.
حتى معاملة "العسكر" الرقيقة لمبارك والتقاء قيادات الدولة به فى مشفاه - منتجعه – هو دليل امريكى قاطع بانها لا تفرط فى رجالها ، والمقصود بالقطع ليس مبارك فحسب بل الرئيس القادم.
Albaas10@gmail.com
**********************
الى ايناس الدغيدى ..الى متى هذا العبث؟
نشر بتاريخ  4 تشرين الأول (أكتوبر) 2009
سيد أمين          
حقيقة عانيت كثيرا قبل كتابة هذا المقال, ولكنني وجدت أنه لا فرار من تلك المعاناة إلا عبر كتابتها وتفريغ جزء يسير من طاقة الغضب المعتملة بداخلى وبداخل ملايين المصريين والعرب جراء ما تقدمه شاشة التلفزيون المصرى من حلقات سقوط متواصلة, سواء عبر برامجها المستفزة والتافهة أو درامتها السطحية المزيفة والتى تحاول جاهدة التكريس لخلق واقع بغيض همجى  ينافى الواقع المصرى الحقيقى المعروف عنه تدينه وتمسكه بثقافته العربية.
بصراحة حينما شاهدت بعض حلقات من برنامج "الجريئة" الذى تقدمه المخرجة "إيناس الدغيدى" صدفة, وجدتني اضرب كفا بكف غير مصدق أنه جاء اليوم الذي يقدم فيه التلفزيون المصري هذا العبث والقبح خاصة أن ذلك التلفزيون  العريق يدفع له المصريون تكاليف ادارته وتشغيله من اموالهم وعبر الضرائب المفروضة عليهم ’ فى حين يقوم هو بدفع راتبا ضخما لإيناس الدغيدى بالعملة الأجنبية حتى تتمكن من أن تنفث سمومها فى المجتمع مبشرة بقدوم عصر جديد تسود فيه قيم الانحطاط والفجور وجهالة المتعلمين والدعارة وتمزيق عباءة الثقافة والدين والاخلاق تمزيقا ’رغم أن مشاهدي التلفزيون المصرى هم أناس أنهكهم الفقر والجوع والمرض والاستبداد وهم فى مسيس الحاجة الى من يرشدهم الى كيفية إشباع الأفواه الجائعة واجتثاث الألأم من الابدان وهم فى حاجة أيضا  الى من يحررهم سياسيا واقتصاديا وعلميا وتعليميا ويصعد بهم من التخلف الى التقدم ’ وهم بحاجة كذلك الى من يمد يده لتحريرهم من الهيمنة الأجنبية والى من يدعم المقاومة العربية فى كل الأقطار مجتمعة.. والسؤال أين تقف ايناس الدغيدى من كل هذه المعضلات ؟ لماذا ترفض الحديث فيها مختصرة القضية كلها فى اسفل جسد المرأة لا اعلاه , لا سيما فى اعضائها التناسلية ؟
لكل ذلك  حينما شرعت في كتابة تلك الخواطر رحت اكظم غيظي بقدر المستطاع حتى لا أقع  تحت طائلة قانون لا يفرق بين ما يجب وما لا يجب ويساوى بين من يحب مصر أو يكرهها ,أخذت أبدل لفظ بلفظ وكلمة فيها قدر من الشجاعة بكلمة ناعمة لا حرارة فيها.
وبادئ ذي بدء ’ رحت اتسائل: من يا ترى الذى أعطاها الحق فى أن تطلق على نفسها لقب "الجريئة" خاصة أن الجرأة تعنى على ما أعتقد الإقدام على فعل صحيح لشيء يحتاجه الناس وهنا تصبح الجرأة ذات معنى وقيمة سامية ونبيلة ترادف قيمة الشجاعة ’أما ما تقوله وتذيعه وتعتقده إيناس الدغيدى فهو بعيد عن الجرأة وقريب إلى الشذوذ والبجاحة ’ وذلك لكونها تعتقد أن كمال الحرية للأسرة المصرية هو أن تمارس الزوجة والابن والأم الدعارة وأن يعمل الزوج والابن والاخ والاب كقوادين ييسرون ويسّيرون لهذه المهمة ’ مختزلة بذلك كل قضايا المجتمع فى أعضاء المرأة التناسلية !!! فهل بعد ذلك هناك إسفاف ؟ وهل يمكن ان يتقدم مجتمع تكون مفكرته ومنظرته إيناس الدغيدى قيد أنملة ؟ طبعا لا.
واتسائل  ايضا:لماذا لا تحث إيناس الدغيدى المرأة المصرية او العربية عامة على ان تتعلم حتى نجد من بينهن عالمة الذرة والنووي والهندسة والفضاء والفيزياء والكيمياء – كما هو الحال عند نساء الغرب الذى تدينين له بالولاء- لا أن نجد بينهن عالمة الصالات والبارات والحانات والغرف الحمراء والمرأة التى تخون زوجها مع ابن الجيران كما تطالبين ؟ بئس تلك الحرية التى تطالبين بها.
ثمة أمر مهم يجب أن نتحدث فيه ’ أليست الحرية أن يفعل المرء ما يحلو له طالما انه لا يضر بمشاعر الآخرين ومعتقداتهم ؟ إذن ألا يعتبر هجومك على الحجاب والمحجبات قمع لحريتهن فى ارتداء ما يشئن ؟
نعم لك الحق فى أن تتبرجي وترتدي ما تشائين وأن تسيري كما يقول المثل "على حل شعرك" - طالما ظل الأمر يخصك بمفردك ولا تفرضينه على الناس عبر شاشات التلفزيون - ولكن ليس لك الحق فى انتقاد حجاب النساء الاخريات وعقابهن على سلوكهن " المعدول" القويم ’ ألا تصبحين انت بذلك الطرف الذى يمارس الديكتاتورية وانت السيدة التى تتفرغين تماما للهجوم المكثف على نحو 85 % من نساء المجتمع وهن اللائى يرتدين الحجاب.. وللعلم يمكنك أن تجرى احصاء بسيطا تكتشفى بعده أن معظم نساء المجتمع المصرى محجبات وذلك من خلال قيامك بحصر سريع للنساء اللائى تشاهديهن اثناء سيرك بسيارتك الفارهة فى اى شارع صغير من شوارع مصر.
نساء مصر قبل رجالها يضقن بك ذرعا يا سيدة ايناس .. وهن يشعرن بالخجل والاهانة من الأحاديث التى تدلين بها باسمهن وهن منا براء ؟ فالمرأة المصرية لا زالت هى الأم الطيبة التى تكافح من أجل تربية أبنائها والأخت التى تحلم بتكوين أسرة مبنية على أساس سليم وليست تلك المرأة التى تبحث عن وكر للدعارة.
وفى النهاية يا سيدتي كان يجب عليك وأنت فى سنك الستين  كأم وكسيدة مرشحة لأن تكون جدة ان توفري طاقتك تلك وما تبقى من اعمارنا القصيرة للحث على الفضيلة ومكارم الأخلاق وصالح الإعمال تحسبا ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا  وزير ولا سفير ولا خفير فاسد يزين لك سوء عملك ’ ولن يقف بجوارك شخص يطمع فى دور من أفلامك الساقطة’  واعلمي ان زلزلة الساعة لأمر رهيب وأن عذرائيل لا يعرف الوساطة لأنه مكلف من رب العباد جميعا طيبهم وقبيحهم ,  واعلمى أننا نعيش فى زمن انتشر فيه موت الفجأة والسكتات القلبية والكوارث والأوبئة والأمراض بأنواعها حاصدة الناس حصدا وأننا نعيش فى زمن فيه ايضا انتشرت جهالة المتعلمين وعم فيه الظلم والقمع والفقر وأطلت فيه الامبريالية برأسها البشع علينا من جديد فأعملت فينا  سوط عذاب من قنابل البى 52 شبه النووية واليورانيوم المنضب والمخصب قاتلة ملايين الاطفال والاجنة  فى الأرحام بالاضافة  الى الرجال والنساء مغتصبة الصبيان والرجال قبل النساء وبشكل جماعي ومتكرر – كما هو الحال فى سجون العراق الامريكى الآن- اذن أليس ذلك كان اولى باهتمامك بدلا من ان تهتمى بهتك عرض ما تبقى من نسائنا .
امام الواحد منا وقت قليل حتى يصلح ما افسده طول عمره ولكن رحمة الله بنا انه يقبل التوبة الصادقة  حتى لو كان المرء على فراش الموت.
اقول لك ذلك وربما تتخيلين اننى امام فى مسجد او شيخ فى جامع – وهم فى نظرك بالطبع متطرفين- ولكننى انا لا هذا ولا ذاك ولكننى صحفى وشاعر اؤمن بأن الشرف والعدل والشهامة والشجاعة أهم مميزات وسمات الشخصية العربية عبر التاريخ  ولا يجب ان نحيد عنهم مهما كان الثمن .
اقول لك ذلك حتى لا تكتشفين فى أراذل عمرك أنك أفنيتيه فى ما يضر الناس لا ما ينفعهم ..انك أفنيتيه فى العبث.
وقد كتبت هذا المقال لنيل رضا الله القدير.

ليست هناك تعليقات: