معاريف/
الموقع – مقال - 30/3/2014
(المضمون: في كل الأوضاع يجب الحذر من النشوى او من إحساس المصيبة. لا لعناق الرئيس المصري لان العناق سيصبح عبئا عليه وعلى حكومته في الشارع، ولكن لا لدهورة العلاقات أيضا في كل لحظة جمود - المصدر)
نص مترجم من الغد الاردنية:
إذا عانقت إسرائيل السيسي فستعرقله فقط بقلم: ايلي أفيدار
أعلن وزير الدفاع المصري، المشير عبدالفتاح السيسي مؤخرا عن اعتزاله منصبه وعن نيته التنافس في الانتخابات القريبة للرئاسة. وقد نضجت الخطوة التي كانت متوقعة منذ بضعة اشهر. ولكن هذا لم يكن إعلانا متسرعا: فالسياسة المصرية تحب الخطوات المنسقة التي تنضج على مدى فترة طويلة بعد ان تكون كل الساحة أعدت لها. هكذا فقط يتحقق الاستقرار في أكبر وأهم دولة عربية.انتخاب السيسي مضمون. فسلوكه منذ عزل مرسي والاخوان المسلمين يسمح ايضا برسم الخطوط الاساسية لطبيعة من سيؤثر، أكثر من أي شخصية اخرى، على المجال الجغرافي السياسي الذي سيتعين على اسرائيل أن تناور فيه. السيسي، مثل مبارك حتى اكثر منه ليس صديقا لاسرائيل. وهو ليس صديقا للولايات المتحدة ومن الصعب إيجاد حليف "طبيعي" له خارج القاهرة. فالسيسي هو وطني من النوع الذي عرفت مصر كيف تنميه منذ منتصف القرن السابق. ومنذ أخذ زمام الحكم وهو يتعاون مع إسرائيل حين كان التنسيق ينسجم مع المصلحة القومية المصرية، ولكنه أتاح أيضا الانتقاد الفظ على إسرائيل بل ونشر قضية تجسس هاذية في توقيت مناسب وذلك كي يبث للشعب المصري بأنه ليس حليفا لإسرائيل او لواشنطن وبالتأكيد ليس تابعا لهما.
على إسرائيل أن تفرح لسقوط الإخوان المسلمين. ففضلا عن تحالفهم مع حماس، فإن للقوى الأصولية ميلا لاستعباد المصلحة القومية للفريضة الإلهية. ولكن السيسي ليس مناهضا للدين، والحليف المركزي له اليوم هي المملكة السعودية التي لا تعرف تماما بانفتاحها وبحساسيتها المناهضة للإسلام.
حكم الإعدام الذي صدر بحق 529 من قادة الإخوان المسلمين بعد محاكمة تظاهرية قصيرة وسخيفة سيلغى. فالسيسي لا يريد أن يتخذ صورة الدكتاتور الأسوأ من مبارك، ولا مصلحة له في الشقاق مع الغرب في هذه المسألة، والرسالة على أي حال وصلت. وقرار المحكمة يعطي الرئيس أيضا فرصة لأن يتخذ صورة المتسامح من خلال إلغائه له، مع تسلمه زمام الحكم. وهكذا يحصل السيسي على احساس "الصفحة الجديدة" دون أن يدفع أي ثمن عام.
يرى الكثيرون في نسبة التأييد المذهلة للسيسي دليلا على التلاعب او الفساد. ولكن القصة أكثر تركيبا. فالفساد في مصر موجود، ولكنه لا يمكنه أن يفسر العطف الشعبي الواسع للجنرال السابق. السبب الحقيق هو التعب من الثورة ومن الفوضى، والاستقرار الاقتصادي الذي يتوق له المصري العادي. لقد أراد الشارع المصري ان يسقط العصبة الفاسدة لمبارك ومقربيه ولكنه عندما يجد صعوبة في توفير الغذاء الأساسي لأطفاله يصبح البقاء المصلحة الاولى الأسمى.
لا ينبغي الاستخفاف ايضا بصدمة حكم الإخوان. فقد صدم ملايين المشاهدين من شريط اليوتيوب الذي يظهر الطلاب المصريين المتحرشين، الذين يتحسسون ويحاولون تعرية الشابة الشقراء التي ثارت في جامعة القاهرة وهي تلبس الجينز والقميص.
مثل هذه الظاهرة لا يمكنها أن توجد في مصر مبارك. وهذا مثال على فقدان اللجام، التسيب العام والإحساس بأن كل عصبة الزعران تفعل ما تشاء. وفضلا عن ذلك فإن الساحة الاقتصادية المصرية متجمدة منذ إسقاط مبارك. وهي ستتحرك عندما يكون رب بيت في مصر يوضح بأنه سيعيد النظام الى الشوارع والمصداقية الى مؤسسات الحكم.
عبر هذا المنشور المزدوج - المصالح والاستقرار - يجب لإسرائيل أن تتصرف حيال الرئيس السيسي. وسيكون في العلاقات حالات من الصعود وستكون حالات من الهبوط، وستكون أزمات وستكون نجاحات. وفي كل الأوضاع يجب الحذر من النشوى أو من إحساس المصيبة. لا لعناق الرئيس المصري لأن العناق سيصبح عبئا عليه وعلى حكومته في الشارع، ولكن لا لدهورة العلاقات ايضا في كل لحظة جمود.
من المهم ألا نطلب من يهود الولايات المتحدة ومنظماتهم أن يعانقوا الجنرال. مثل اسرائيل، فإن الحب الكثير من واشنطن ليس هدية إيجابية في القاهرة. علينا أن نسأل أنفسنا ما هي مصلحة الحكم المصري في كل لحظة معينة، وكيف تستوي مع مصالحنا. عمل ذكي كهذا سيضمن الاستقرار في الجبهة الجنوبية. هذا الأمر الذي ينقصنا جدا مؤخرا والسيسي قادر على أن يعيده. في عهد الجنرال يجب العودة للحديث بالعربية.
******************************
******************************
مقال اخر في نفس العدد:
معاريف الإسرائيلية: شعبية الإخوان زادت بعد أحداث 30 يونيو
ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية، أن جماعة الإخوان المسلمين، زادت شعبيتها، بالرغم من الحملة العنيفة التي تعرضت لها بعد أحداث 30 يونيو.
وقالت الصحيفة أن «الإخوان المسلمين لا يزالون يحظون بتأييد شعبي هائل، رغم موجة العداء لهم، وموقف دول الخليج منها»، واستكملت: «لا يزال عشرات الملايين إلى جانبهم».
وأعرب الكاتب الإسرائيلي بن درور يميني، خلال مقاله المنشور في صحيفة معاريف تعقيباً على حكم إعدام 529 مصري، عن دهشته من أحكام الإعدام، قائلا إن «من يخيل له، بأنه يفهم أكثر بقليل قواعد الشرق الأوسط، يقف اليوم مذهولا أمام قرار المحكمة في مصر، هذا الأمر لم يسبق أن كان في العالم العربي».
ويتابع «السيسي يعلم بأن الأحكام، حتى لو لم تنفذ، لن تحسن صورته في مصر، ولكن يحتمل أن يكون قد يئس من الغرب، وبالأساس من الولايات المتحدة»، واستكمل «ينسجم قرار الحكم المتشدد مع موجة العداء للإخوان المتصاعدة الآن في دول الخليج»، وأضافت الصحيفة أن «مشكلة السيسي تتمثل في قناة الجزيرة القطرية».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق