“بعد أن خرج أردوغان بنتائج غير متوقعة من انتخابات يونيو 2011، وهذا ما دفع بعض الأوساط إلى إعادة حساباتها بشأن حزب العدالة والتنمية، وكانت الجماعة من تلك الأوساط، وكانت لديها خطط قبل الانتخابات متعلقة بأردوغان.
وقد وضعوا أمام أردوغان 140 اسما للترشيح، وكان (ف.ك.) كتب بعض تلك الأسماء والباقي حددها أقطاب الجماعة. وكان هناك 40 اسما من المناطق الشرقية تمت تربيتهم بعناية خاصة، ووُضعت قائمة الأسماء هذه أمام أردوغان من قبل (أ.أ.)، وهو أحد أقطاب الجماعة ولكن كان هناك شيء قد حدث قبل ذلك.
قبيل استفتاء 2010 تم تقديم تقرير إلى أردوغان، وكان الشخص الذي قدَّم التقرير أحد أقطاب الجماعة، وكان فيه تسجيل صوتي. وقد سجلت المحادثات التي جرت في اجتماع بكندا. وقد وُردت في التسجيل جملة هامة قالها أحد أعضاء لجنة صياغة الدستور وأحد المقربين من أردوغان.
وكان ذاك الشخص من خبراء الدستور ومنتميا إلى الجماعة، وقال في نهاية الاجتماع بالحرف الواحد: “أردوغان ابتلع الطعم وجاء الآن دور الأصدقاء الذين سينظمون الحملة”. “أردوغان ابتلع الطعم”.. ولما استمع أردوغان إلى هذه الجملة، فكَر في أنها قد تكون غير صحيحة وربما مؤامرة. ودعا حاقان فيدان، وطلب منه تحقيقا شاملا. وفي هذه الأثناء كانت الحملة للاستفتاء مستمرة.
وبعد الاستفتاء، ذهب فيدان إلى أردوغان ومعه تقرير جديد. وكانت خطورة الأمر أكبر، حيث ظهر أن التسجيل صحيح، ولكن الأهم من هذا أنه كان هناك تخطيط لمستقبل من دون أردوغان لما بعد انتخابات 2011.
وكانت الخطة إدخال عدد من المقربين من الجماعة إلى البرلمان ما يكفي لمحاصرة أردوغان، الذي أرسل إلى (ف.ك.) ليسأل ما إذا كان هناك شيء يريده، ولكن (ف. ك.) تحاشى أن يقدم أسماء كثيؤة، واكتفى بإعطاء أردوغان بعض الأسماء، ولكن القائمة وضعت أمام أردوغان من قبل شخص آخر من كبار الجماعة.
وكان الهدف هو الحصول على عدد معين من المقاعد في البرلمان ما يمكنهم من ممارسة الضغط على أردوغان. وتمت دراسة الأسماء وكانوا من الأشخاص المحبوبين في مناطقهم، ولكن الأهم كان حوالي 100 منهم من المنتمين للجماعة والباقي من المتعاطفين معها.
غير أن أردوغان لم يرشحهم أو وضع أسماءهم في قوائم دوائر لا يمكن أن يفوزوا فيها. وهذا ما أزعج الجماعة كثيرا، ومع ذلك لم تظهر انزعاجها وعملت لفوز الحزب.
طلب (ف.ك.) في بداية عام 2010 من أقطاب الجماعة وضع خطط قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، وعقدوا عدة اجتماعات في دول مختلفة، مثل الإمارات (دبي) وأذربيجان وأمريكا وكندا، وبعد جهود أربعة أشهر ظهرت عدة خيارات، وكان الخيار الأول إدخال حوالي 100 مرشح إلى البرلمان ضمن قوائم حزب العدالة والتنمية لممارسة الضغط على أردوغان، وهذا أسهل خيار، وكان الهدف منه محاصرة أردوغان وإضعافه ثم تصفيته بزعيم قوي بديل.
وأما الخطة الثانية، فتصفية أردوغان باغتيال نظيف، والاستمرار مع الحزب برئاسة مرشح مناسب لهذا المنصب. وفي كلتا الحالتين كان من الضروري أن يخرج حزب العدالة والتنمية من الانتخابات بأغلبية ساحقة.
كان أردوغان قد تجاهل القائمة التي قدمت إليه، ولم يرشح معظمهم ورشح بعضهم في الدوائر التي لا يمكن أن يفوزوا فيها. ولما فشلت الخطة الأولى، استعد (ف.ك.) وفريقه مباشرة لتطبيق الخطة الثانية. وكان الهدف إصابة أردوغان بسرطان عن طريق حقنة ودفعه إلى إجراء عملية جراحية، ومن ثم عدم قيامه من طاولة العمليات.
وتم حقن أردوغان بنجاح عقب مؤتمر إسطنبول من قبل شرطي يعمل في حراسته وينتمي إلى الجماعة. وبعد فترة وجيزة بدأ تأثير الحقنة يظهر، وأجريت الفحوصات عليه بشبهة الإصابة بالسرطان. وأخبر الفريق الطبي المنتمي للجماعة أردوغان أن نتائج الفحوصات سيئة ولا بد من إجراء عملية جراحية على وجه السرعة.
كانت هناك مؤشرات، ولكن هل الأمر بحاجة إلى عملية جراحية عاجلة؟ كانت هناك علامة استفهام ولم يقتنع أردوغان وطلب إعادة إجراء الفحوصات، ولكن الفحوصات كلها أجريت من قبل المنتمين للجماعة. وتم إقناع أردوغان ووافق على إجراء العملية الجراحية.
وكان تحديد مكان العملية والأطباء الذين سيشاركون فيها وتفاصيل أخرى يتم كلها من قبل الفريق المنتمي للجماعة وبسرية تامة. وفي الوقت الذي يجهل فيه أقرب المقربين من أردوغان أنه سيخضع لعملية جراحية، كان (ف.ك.) يتم إبلاغه بكل التفاصيل أولا بأول.
وبينما كان الفريق المنتمي للجماعة يكمل استعداداته وصل إلى جهاز الاستخبارات الوطنية تسجيل صوتي. لم يكتشف مرسل التسجيل ولكن مضمونه كان مهما للغاية، حيث كان أحد الأشخاص يقدم إلى (ف.ك.) معلومات عن العملية الجراحية في مكالمة عبر برنامج سكايبي. ولم يبق إلا عدة أيام لإجراء العملية. وبعد بحث جهاز الاستخبارات الوطنية اتضح أن الذي يتحدث مع (ف.ك.) شخص يثق به أردوغان كثيرا. وتم عقد اجتماع عاجل جمع أردوغان مع حاقان فيدان.
لم يتغير موعد العملية الجراحية ولكن تم تغيير المستشفى الذي ستجرى فيه العملية، بالإضافة إلى تبديل جميع الأطباء الذين سيشاركون في العملية. ونُقل الأطباء من بيوتهم إلى إسطنبول عاجلا دون تقديم أي معلومات إليهم، وقيل لهم إنهم سيجرون عملية جراحية سرية لشخصية كبيرة ولن يسمح لهم بمقابلة أحد حتى تنتهي العملية.
وفي اليوم التالي وجد الأطباء أنفسهم في غرفة بمستشفى وأمامهم تقارير طبية ودرسوا التقارير وقاموا بتقييمها، وكان رأيهم أن الوضع ليس خطيرا ولكنه من الأفضل إجراء العملية. و
باتوا في المستشفى وتم إيقاظهم صباح اليوم التالي وطلِب منهم أن يستعدوا لإجراء العملية. وبعد أن تمت الاستعدادات تفاجأ الأطباء بدخول رئيس الوزراء إلى الغرفة.
بحث (ف.ك.) وفريقه خلال يومين عن أي معلومات حول مكان العملية ومن يجريها، ولكن دون جدوى. وقد جاء أردوغان إلى إسطنبول في الليل بسيارة خاصة يقودها أحد أصدقائه دون أن يعلم أحد من حراسه.
وتيقن (ف.ك.) وفريقه أنه ليس بإمكانهم إضعاف أردوغان بهذه الطريقة وأن جهاز الاستخبارات الوطنية أفشل خطتهم. وبحثوا كثيرا عمن قام بتسريب المعلومات من داخل الجماعة. وكان كل ما توصلوا إليه أن جهاز الاستخبارات الوطنية قام بالعملية في سرية كاملة.
وقد اتضح الهدف أمامهم الآن: يجب أن تتم تصفية رئيس الاستخبارات الوطنية واستبداله بشخص آخر لاستكمال السيطرة على الجهاز”، وللقصة بقية..
هذا ما كتبه صاحب حساب “كارا كمال” (@karakemal007) في تويتر. ويقول صاحب الحساب إنه عمل في الجماعة سنين وكان مقربا من قادتها ومطلعا على ما يجري فيها. ولم أتمكن من تأكيد ما كتبه من مصادر أخرى إلا أن التفاصيل المذكورة في التغريدات مثيرة للغاية وأحببت أن يطلع عليها القارئ العربي.
أما “كارا كمال” فقد كان في الحقيقة أحد أشهر عملاء المنظمة المخصوصة أو “تشكيلات مخصوصة” باللغة العثمانية ومؤسسيها، وهو جهاز الاستخبارات الذي أسسه أنور باشا في أواخر عهد الدولة العثمانية وشكّل نواة جهاز الاستخبارات الوطنية التركية الحالية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق