لأول مرة منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي يحدث أن تصل الخلافات بين أعضائه إلى الحد الذي وصلت إليه في بيان سحب السفراء من قطر.
البيان الثلاثي للسعودية والإمارات والبحرين جاء ليفتتح مرحلة جديدة من الصراع ضد الربيع العربي والذي تعتبر قطر أحد أهم داعميه.
البيان الثلاثي أكد أن سحب السفراء جاء لعدم التزام قطر بمبادئ مجلس التعاون وهو ما نفته قطر في بيانها الذي أشار أن الخلاف بسبب ملفات خارجية.
مبررات صدور البيان الثلاثي موجودة منذ التسعينات في السياسة القطرية داخل الخليج وصدوره الآن يؤكد صحة رواية قطر بأن أسبابه خارجية.
مشكلة قطر بالنسبة لبقية أنظمة الخليج تكمن في تبنيها قضايا الشارع العربي بطريقة ساعدت على فضح الأنظمة القمعية مما سهل سقوط بعضها.
دول الخليج تنظر للربيع العربي كخطر يهدد وجودها كأنظمة حاكمة ولذا تجعل إسقاطه أولوية تأتي حتى قبل قضايا أمنها الإقليمي إيران.
المشروع الأساسي لإيقاف الربيع العربي تمثل في اجهاض ثورة مصر عبر الانقلاب الذي أنفقت عليه الرياض وأبو ظبي عشرات المليارات.
مليارات الخليج صنعت انقلاب مصر إلا أن استمرار الحالة الثورية التي تدعمها قطر أدى لتدهور الاقتصاد واستنزاف مليارات أخرى ولذا يجب إسكات قطر.
تحييد قطر سيحرم الشارع الثوري بمصر من تغطية الجزيرة القناة الأولى في العالم العربي وابتعاد قطر عن الإخوان قد يدفعهم نحو أي تسوية مع العسكر.
بعد مضي ٨ شهور على انقلاب السيسي واستمرار المظاهرات ضدة وهروب الاستثمارات من مصر بدى واضحا أن سقوط الانقلاب مسألة وقت لا أكثر.
معركة مصر معركة طول نفس ولذا سينتصر فيها الشارع الذي لا يحتاج إلا للتظاهر بعكس العسكر الذين لا يستطيعون الاستمرار دون المليارات والمجازر.
ثورة أوكرانيا الثانية جعلت السعودية توقن أن استمرار الحالة الثورية في الشارع المصري ستقود لشيء مماثل قرب الزمان أو بعد !
السعودية لا تريد أن تكون كروسيا التي أنفقت على اجهاض الثورة الأوكرانية الأولى عشرات المليارات لمدة عشر سنين ثم ذهبت مع الريح بثورة جديدة.
إبعاد قطر عن التأثير في المشهد العربي يعتبر صمام أمان يحول دون حدوث موجة ثانية من الثورات ولذا فالبيان الثلاثي ما هو إلا بداية لعزل قطر!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق