مشكلة الاخوان انهم لا يرون "فرقا بين مرسى والسيسى" ، وهذا يوقعهم فى خطأ فادح وقاتل ، الا وهو قناعتهم بانه يمكن اسقاط المشير عبد الفتاح السيسى ونظامه بعد فوزه بالرئاسة عن طريق " التحقير والاهانة " ، مثلما حدث من قبل مع الرئيس المعزول بوصف خصومه ، المخطوف بوصف مؤيديه " الرئيس السابق الدكتور محمد مرسى" . وتكمن المشكلة فى انها قناعة ليست فى محلها بالمرة ، وذلك للفارق الشاسع بين مرسى والسيسى ، وهو فارق يصب بالتأكيد فى صالح الاخير ، ويجعل من "التحقير والاهانة" مصدرا للتعاطف معه ، خاصة وانه فى نظر الدهماء والغلابة وهم كثيرون فى مجتمعنا " الشخص القوى القادر على انزال العقاب " ، على عكس مرسى ، والذى كان فى نظر مثل هؤلاء مجرد "دمية "، فى ايدى المرشد العام للاخوان ، او فى ايدى من عزلوه ووضعوه فى السجن عند اول فرصة سانحة، وذلك بفضل الترسانة الاعلامية الى يمتلكها خصوم الاخوان . التحقير والاهانة "، اسلوب يكون مجديا مع الشخص الضعيف ، ولا يكون مجديا مع الشخص القوى ، او مع شخص ضعيف يراه الاخرون قويا ، ففى الحياة العادية تكون السخرية دائما من الشخص الضعيف ، اى من الفقير فى مجلس اغنياء ، ومن الجاهل فى مجلس مثقفين ، ومن غير المهنى فى مجلس مخضرمين من الناحية المهنية ، وفى الحالات التى يجتمع فيها مجموعة للتحقير من شخص قوى ، ينتصر الشخص القوى فى النهاية لانه يملك ادوات تحقيق النصر على من يسعون لتحقيره . وعلى الاخوان ان يدركون ان مرسى اهين وتم تحقيره فى نفوس العامة لانه الجميع شعر انه فى "مجلس حكم ولايمتلك ادوات الحكم "، فالرئيس السابق مرسى وبرغم انه اول رئيس منتخب فى انتخابات شفافة ونزيهة وبارادة شعبية خالصة من الشوائب ، الا انه كان يمتلك سلطة شرعية اسمية فقط ، ولم يكن يمتلك ادوات السلطة التنفيذية ، وهذا ساهم بشكل ساحق على " اهانته وتحقيره " ، وبالتالى اهانة وتحقير نظامه وبالتبعية اسقاطه ، وكلها امور مختلفة مع السيسى ، فالرجل يمتلك ادوات السلطة التنفيذية حتى قبل ترشحه ، وسيمتلكها بعد فوزه بالرئاسة ، وبهذا يجب على الاخوان وشباب الاخوان ان يراجعوا استراتيجيتهم ، خاصة وان اهانة السيسى فى المظاهرات بشعارات كثيرة بعضها مسىئ لم يكن له اثرا سلبيا على ملف ترشحه لرئاسة الجمهورية . والمشكلة الاخطر هى ان الاخوان يطلقون فى مظاهراتهم شعارات ليس لها تأثير الا فى دائرتهم هم فقط ، ولا تؤثر فى احد غيرهم ، ومنها رفع شعارات توحى بانهم " حامى حمى الاسلام" ، فى دولة بها اكبر عدد من المساجد والزوايا على مستوى العالم كله قبل تجربة حكمهم التى لم تستمر سوى عام واحد فقط ، وفى دولة لايعرف اغلب مواطنيها اى شىء عن المشروع السياسى الاسلامى ولا اى شىء عن الاسلام السياسى ولا حتى عن افكار ومبادىء ومشروع الاخوان ، بدليل نجاح خصومهم فى تشويههم بهذه السرعة والى الوصف بالاهاب بموجب قرار حكومى . وقناعتى هى ان كل من يريد التغيير سواء كان ثوريا او تدريجيا ، عليه ان يرفع شعارات تسع الوطن بكامله وبكل مكوناته ، وتقدم للمواطن وللشعب تصورات ورؤى افضل لمستقبل افضل ، بدلا من التمترس حول العمل على استنساخ تجربة فى "وضع مختلف" ، واهم ملمح اختلاف فيه ، هو ان السيسى حال فوزه بالرئاسة سيكون رئيسا يمتلك السلطة وادوات السلطة معا على عكس مرسى الذى اتضح للجميع انه لم يمتلك ادوات السلطة ولو يوم واحد فقط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق