د. فواز الفواز
Al-Quds Al-Arabi
بعد دخول أميركا في عام 2003 إلى العراق كمحتل من وجهة نظر أغلب العراقيين وكصديق وفي من وجهة نظر الأحزاب الشيعية والسنية المؤيدة لسقوط صدام، إذ من المعروف على أرض الواقع لولا قوة الآلة العسكرية الجبارة لأميركا وحلفائها لما وصلت الأحزاب إلى سدة الحكم ولو بعد الف قرن، دخلت الأحزاب وتمت كتابة الدستور خارج الحدود وشكلت لجنة من الساسة الجدد لترجمة الدستور وطبعه وتوزيعه على المؤسسات بعد أن تلاعبوا بدرجة قبوليته بمساعدة النائب الهارب طارق الهاشمي بعد أن أستلم حصته لأجل تمرير هذا الدستور المترجم والذي اعترفت لأحقا الأحزاب نفسها بأن الدستور ملغم (لهم الحق أن يعترفوا بالتلغيم لأنهم ليسوا أصحاب حنكة سياسية) بل خريجي دكاكين حوزوية ومدارس روزخونيه ومعاهد إسلامية ولا يوجد بينهم من كان سياسيا وحتى الكورد ليسوا سياسيين بقدر إنهم رجال عصابات مافيويه ورجال تهريب وتسليب علني وبندقية للإيجار حسب الطلب .
إن صحت الفكرة التي تقول إن أميركا تكن العداء لإيران فالسيناريو سيكون بعد الأسد اسقاط الحكومة العراقية حتى تكون الساحة خالية لإسرائيل في ضرب إيران واخلال توازن القوة الإيرانية التي تحاول أثبات الوجود من خلال الأظافر الإيرانية في المنطقة ( بشار + نصر الله + ايران) حينها ستكون الضربة موفقة جدا من منظور المحللين العسكريين (اليهود والأمريكان) وهذا ما أكده أمير قطر في حديث خاص مع مجموعة من العراقيين المقيمين في عمان إذ قال بالحرف الواحد اسقطنا القذافي وسنسقط الأسد وبعدها يكون الدور على الحكومة العراقية.
وفعلا نرى أن قطر ومعها تركيا والسعودية ماضية في خطة اسقاط الأسد وحتى الإرهابيين في بعض الدول تم التفاوض معهم بشأن خروجهم من السجن وإعفاءهم من التهم شريطة القتال مع الثوار لأسقاط الأسد بحيث تم نقل الكثير منهم من سجون بعض الدول لغرض الاشتراك في القتال لأسقاط الاسد، من المعروف أن مقاتلي القاعدة هم الأكثر فوضوية في القتال ولهم باع طويل في القتال المستميت والتضحية بالنفس بعد أن يتم غسل الأدمغة من قبل عناصر تنتمي لأجهزة مخابراتية (رجال دين وشيوخ) لها خبرة في التلاعب بعقول الشباب وهذا واضح جدا كما جرى في العراق وافغانستان واليمن، وهذا يعني أن الأسد قاب قوسين أو أكثر من السقوط وبالذات بعد أن وجد المقاتلون موطئ قدم في حلب وهي حلقة الوصل بين تركيا وخط امداد مهم بالنسبة للمقاتلين واليوم تم ايصال منظومة صواريخ تطلق من الكتف (أرض - جو) إلى المقاتلين في سورية، أما حزب الله ونصر الله فهذه المجموعة ستنتهي لأن خط الامداد بعد سقوط الأسد سينتهي وليس لهم مجال فالبحر وإسرائيل من الغرب والجنوب ومن الشرق والشمال سورية بحلتها الجديدة، إذن نصل الى معادلة تقول أن نصر الله أصبح بلا نصر والأسد طار من دمشق حينها سيكون الدور على العراق لا محالة، هذه المعادلة أو الرؤية المستقبلية يعرفها كل من الأسد ونصر الله والمالكي وإيران ولهذا نرى أن حكومة العراق مستميتة في دعم الأسد بكل الطرق لأن ساسة العراق يعلمون إن بسقوط الأسد تلويح علني بسقوط حكومة بغداد وسقوط نصر الله وقرب الضربة القاصمة لإيران وظهور معادلة وخارطة سياسية جديدة في المنطقة أبطالها ( الملتحون + السلفيون + تنظيم القاعدة + عملاء أميركا من العلمانيين ) وبقاء النزيف البترولي الخليجي لحين انتهاء آخر قطرة نفط من هذه المنطقة بعدها ستترك أميركا العرب وتقول لهم ( أنت وربك يا موسى).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق