سيناء مصرية ... فقط بالسلاح
الدكتور عادل سمارة
تعددت تحليلات وتخمينات المجزرة ضد الشباب المصريين في سيناء، وهي مجزرة ضد كرامة القطر الأكبر قبل ان تكون ضد الشهداء. وسواء كانت على ايدي الصهاينة او بايديهم لا مباشرة عبر اختراقات او توظيف وهابي أم لا، يبقى سؤال التاريخ محرجا لنا جميعاً بمعنى:
فأوروبا حينما دمرت بدايات الرسملة في الصين والهند كان ذلك اعتماداً على قوتها العسكرية وليس تفوقها التصنيعي، وما زال المركز الراسمالي يدرك هذا تماماً. وتحديداً الولايات المتحدة التي ركزت على الصناعة العسكرية وخاصة في العقود الأخيرة. التقط هذا محمد علي، ثم عبد الناصر ثم صدام حسين بمعنى ان التنمية لا بد ان تكون مسلحة. لا خيار!
ولذا ضُربوا جميعاً. من يقرأ مكسيم رودنسون يرى ان الشروط التي فُرضت على محمد علي هي تقريبا التي فرضت على صدام حسين بعد إخراج قواته من الكويت وإعادتها للاستعمار.
في هذا الصدد ولإعادة تجليس وعينا، لندع الموتورية جانباً بأن صدام كان قمعيا وناصر قمع الإخوان... الخ، اليوم السؤال المركزي كيف نلتقط الأنفاس الثورية في مصر قبل ان تتهاك في خضم ديمقراطية الحلف اللبرالي وقوى الدين السياسي والمركز الإمبريالي؟
العجيب أن التنمية في مصر لم تحصل سوى خلال الصراع مع الكيان، بينما التخلف والتبعية ترافقتا مع "السلام" اليس هذا سلام راس المال؟
إن اتفاق كامب ديفيد هو ليس فقط تبعية اقتصادية بل تبعية عسكرية، وبغض النظر عن حفاظ الجيش المصري على عقيدته الوطنية والعربية، لكن العبرة في تطبيع وتدجين الجيش بالتدريج ليبقى متقبلا لكامب ديفيد والتخلي عن سيناء. ترى لو تواصلت الثورة في مصر من المستوى الديمقراطي الشكلاني إلى الثورة الثانية والثالثة اي باتجاه القطاع العام والحماية الاقتصادية وإلغاء كامب ديفيد...الخ، ماذا سيحصل في المنطقة؟ هل ستكون مصر أضعف من حزب الله؟ ألا يمكن ان يخلق هذا حالة عربية تمتد من مصر إلى لبنان إلى سوريا إلى بعض الفلسطينيين؟ ألا يمكن ان تحتوي هذه الحالة ما يزعمون انه مثلث شيعي بدل مثلث أو هلال المقاومة؟
لنفترض أن الكيان سيقوم بدخول سيناء، (هذا إذا خرج منها حقا) وان مصر ليست جاهزة لحرب، الا يفتح هذا جبهة مقاومة واستنزاف للعدو وخاصة في لحظة لا تقوى الولايات المتحدة على فتح جبهات جديدة؟ إذا كنا لا نستطيع التحرير اليوم، اليس المطلوب مشاغلة العدو وبقاء القضية حية؟ والقضية هنا ليست فلسطين وحدها، إنها قضية إعادة بناء أمة، ويبدو ان الأمم لا تُبنى إلا بالتحديات، وليس بالاتفاقات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق