*نازك ضمرة - امريكا
شعرت براحة وبشيء من سعادة يوم أمس السبت الموافق 25 أغسطس آب 2012، دعوت والد كنتي من آل ابو راس من قرية عيلوط قضاء الناصرة في فلسطين، وقد حضر لزيارة ابنته زوج ابني حاتم، ومكث هنا في أمريكا طيلة شهر رمضان المبارك، دعوت في معيته جميع أبنائي وبناتي الثلاثة عشر وزوجاتهم وأزواجهن، وأولادهم وأولادهن احفادي أي إن المدعوين زادوا عن خمسة وخمسين شخصاً، لان ضيفنا ابو علي ابو راس يرافقه ابنه وزوجة ابنه وابنة اخرى له، وكانت الحفلة في متنزه عام وحديقة على شواطئ بحيرة كراب تري على الأطراف الغربية لمدينة رالي عاصمة نورث كارولاينا ، أكل الجميع من المشويات مختلفة الأنواع من لحم البقر ولحم الدحاج والهامبرجر والهوت دوحز على نار الفحم القوية ، وقام بمهمة الطبخ والشواء صهري محمد منصور من البيرة أصلاً وهو زوج ابنتي البكر تغريد، وساعده ابني خالد، وزوج ابنتي فادية واسمه محمد خصاونة وهو من النعيمة اربد، وزوج ابنتي بثينة واسمه ناصر فايد أصله من بيت دجن / يافا، مشينا بعد ان اكل الجميع على شواطئ البحيرة ، وصعدنا إلى البرج المنصوب عند شاطئ الإبحار والمراقبة، وتجولنا عبر أشجار المتنزه الكبير والمجهز بالماء والمرافق الصحية، وشاركتنا الطيور البرية فرحة الجميع بالجمع ، واختلطت الحان العصافير ومناجاتها مع عبث الأطفال ولهوهم وحواراتنا خلال المشي او بعد أن جلسنا للاستراحة، ذكرتنا هذه المناسبة بوطننا المسلوب والمنهوب فلسطين، وتذاكرنا في سيرة أشجار الزيتون والتين والرمان والبرتقال وجميع أنواع اشجار الفواكه المثمرة والتي يهتم بها الإنسان الفلسطيني ويحبها ويعتني بها اينما حل، وهنا في أمريكا لا تهتم العائلات والأفراد العاديون بالآشجار المثمرة، فعندهم ينطبق المثل الفلسطيني القائل: (مشترات العبد ولا تربايته) معذرة على الكلمة غير المناسبة، وانما كل اهتمامهم ينصب على الأشجار الحرجية وهي التي تتكاثر بشكل عجيب وسريع دون ان يعتني بها احد لكثرة الأمطار، وتكرار نزوله، وخاصة صيف هذا العام، فلم يمض اسبوع دون أن تمطر الدنيا ليوم اويومين، وأغلب الأمريكان يشترون الشجيرات الصغيرة يزرعونها أمام بيوتهم، ويقصونها بأشكال هندسية تجميلية، وتهتم النساء بالورود والزهور ، اما الرجال فيهتمون بالعشب الأخضر خلف البيت او حوله، ويتباهون بخضرته وكثافته ويقصونه ليبدو حقلاً مفروشاً بسجاد أخضر كالملاعب الرياضية العالمية الشهيرة، وتمنى الجميع لو أمكن زراعة الزيتون حتى نتذكر حب الفلسطيني لشجرة الزيتون لقدسيتها ولثمارها المباركة، ثم للجلوس في ظلالها أثناء شهور الصيف، أخذنا الصور التذكارية التي تخلد هذه المناسبة العائلية والتاريخية مع اننا نلتقي في مناسبات أخرى كالأعياد او الزواج او حفلات الميلاد، لكن ليس بكمال ما تم يوم أمس، وافكر كيف سأوصل مجموعة الصور التي حزنتها في جهازي الكمبيوتر بعد ان سحبتها من الكاميرا،
أحس بالرضا عن الحياة وأحمد الله على الصحة التي انعمها علي وعلى أسرتي من حولي، وحتى وانا في الخامسة والسبعين من العمر، وأثناء مشينا على شواطئ البحيرة، مررنا بالبرج الكبير المقام هناك عند موقع الإبحار، وصعدنا إلى البرج على أدراج عادية، حيث لا يوجد مصعد كهربائي، وأخذنا صوراً تذكارية هناك مع ضيفنا ، ثم عدنا للتحدث والاستراحة قبل افتراق كل عائلة إلى بيتها عند غروب الشمس، وكان الجو مهيئاً لسقوط أمطار ، لكن الجميع هنئوا بالجو البارد اللطيف والغائم، دون بر د ولا حر، ولعب الأولاد والبنات الكرة الطائرة ، ومرحوا وتمازحو ا وتقاربوا، في مجتمع عربي أسلامي غريب نوعاً ما عن البيئة التي وجدوا انفسهم يعيشون بها ويحيون، وها أنا اعود لمواصلة قراءة رواية الكاتبة الأمريكية السوداء اليس ولسون والمعنونة (اللون القرمزي) وهي من الكتاب الأمريكان الذين يناصرون حق الشعب الفلسطيني على ارضه ووطنه وترابه، ولقد سبق وزارت تلك الكاتبة الأمريكية غزة مع سفينة الحرية، وتأثرت لما يحيق بالشعب الفلسطيني من ظلم وخنق لحقوقه ونكران لها، ورفضت ترجمة روايتها إلى اللغة العبرية احتجاجاً على العنصرية الصهيونية،
تحية لإخوتنا المتشبثين بوطنهم وعلى أرض فلسطين يحيون ويموتون، يخلدون تواجد الإنسان العربي الفلسطيني على ثراك يا فلسطين المقدسة والمباركة، وسلام على الأحياء والأموات من شعبنا العربي الفلسطيني، وسيعود الحق وسينتصر، وستعود الحرية والأرض لشعبنا الجبار الصامد .
*كاتب هذه السطور العجوز او الختيار ابوخالد نازك ضمرة من بيت سيرا قضاء رام الله في الأصل/ ومقيم مع عائلته في امريكا - قاص وروائي باللغة العربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق