21 أغسطس 2012

كفــــاكـــــــم كـــــــذبـــــاً - بقلم أ.د عبدالفتاح الزليتني



لا أدري لماذا أجد نفسي أكتب عنواناً كهذا.. سوى أنني أريد أن أعلن بأننا لسنا أطفالاً .. نلهث منذ شهور وراء سراب كلما وقع حادث سيارة يقولون أزلام النظام ؟! كلما طالبنا بحقوقنا يقولون سرقها أزلام النظام ؟! من زواره الي طبرق مروراً بالكفرة وسبها .. كل هذه الجزر البركانية يسيطر عليها أو يشعلها أزلام النظام ؟!
شيء يدعو للأسف والسخرية .. إنكم تلعبون بعقولنا .. عندما تصدرون أزمتكم للدول المجاورة وتحاولون ابتزازها . وتدارون عجزكم في إدارة الدولة وتأمينها .. مما الحق الاهانة بنا من الجزائر والنيجر والمغرب ومصر .. وكدنا نسقط ثورة تونس .. عندا اتهمت بأنها ثورة مرتشية .. تبيع من لجأ إليها وخالفت قواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان .. ووصل البغدادي واعتبرناه نصراً مؤزراً ماذا استفدنا من هذا الفتح العظيم .. فالوثائق موجودة والمكالمات والوزراء والقادة .. ما هي الإضافة التي سنحصل عليها ؟؟!! القذافي قتل.. سيف في السجن ..ماذا عن المستقبل الذي طالما حلمنا به ؟ وهل سيصنعه الحقد الأعمى والكذب والتدليس ؟
هناك من يطالب بمقاطعة الدول التي تحيط بنا لأنها تستضيف أزلام النظام .. معني هذا سنحاصر ليبيا وسوف تتحول هذه الدول الي دول معادية .. ولديها أكثر من مليون ونصف المليون مواطن ليبي وهذا سلاح خطير .. منهم المقاتل..السياسي .. الإعلامي .. وجميعهم لهم جذور في ليبيا وأبناء قبائل كبيرة ومدن عريقة علينا أن لا نترك الموضوع .. لمجموعة من الموتورين .. أمثال ناكر .. ومن علي شاكلته وأصبحنا موضع تندر وسخرية في تونس ومصر .
ثم لماذا كلما سمعنا عن قناة فضائية جديدة ترتعد فرائصنا .. هل نحن بهذه الدرجة من الضعف ؟؟!! ثم نحن نريد دولة جديدة فيها حرية صحافة وإعلام ومعارضة .. وحرية رأي .. كيف نطالب بإسكات من يعارضنا ؟؟!!
وبالمناسبة الآن لا احد يستطيع أن يسكت أحداً فالتقنية الحديثة متوفرة وبسعر زهيد يجعل أي شخص أن ينشئ قناة يعبر فيها عن رأيه !!
انظروا الي ما وصلنا إليه .. لقد هدد وزير داخليتنا بتصفية أزلام النظام في الخارج .. وأصبحنا وجهاً قبيحاً لنظام ثرنا عليه وصورة للجان الثورية .. وانسقنا وراء عصابات مسلحة وابتعدنا كثيراً عن حلم شبابنا في الميادين وثورة 17 فبراير .. سوف نصل من خلال مسلسل الكذب والنفاق والجهل الي وضع غاية في السوء .. وستسقط ليبيا في مستنقع مواجهات تذهب بها للهاوية .. ولذلك لا بد ونحن نحتفل بالتحرير .. أن نفكر جيداً في ماذا نريد ؟ ونعمل علي تصحيح المسار .
بعيداً عن المزايدات لا حل لمشكلة ليبيا وأمنها إلا إذا كان من أولوياتنا.. المصالحة الوطنية بين من كانوا يتقاتلون بالأمس .. لخلق سلم اجتماعي .. الحقيقة هناك قبائل تشكل علي الأقل نصف المجتمع .. لن تدور العجلة إلا بهم ..
الجيش من الأزلام .. الشرطة من الأزلام .. إذن لن يكون هناك قضاء .. وستبقي البلد رهينة لعصابات مسلحة شرعيتها الخوف من أزلام النظام .. وهم في الواقع في كل مكان وفي كل قرية .. لنقطع الطريق بحوار وطني يحمي ليبيا .. ويشعر الجميع بالحرية ..لان الذين في السلطة مرعوبين .. يحملون السلاح بهستيريا واضحة ..
والطرف الأخر ليس لديه ما يخسره .. ويملك من القوة ليعيد الاعتبار.. لقبيلته ويثأر من خصومه فالمسألة لم تعد سياسة .. فهي اجتماعية .. لا تحل إلا بحوار وطني يؤدي الي مصالحة ..
خصوصاً أن الطرفين أيديهم ملطخة بدماء الليبيين .. مما سيدخلنا في حلقة مفرغة من الصراع الذي يطيح للأسف بليبيا .. وما زاد الطينة بله .. هو حرمان مليون ونصف ليبي في مصر وتونس والجزائر والمغرب من المشاركة في الانتخابات الأخيرة .. وهذا إقصاء لقرابة ربع السكان ويعزز الانقسام ؟؟!!
ورغم تحفظنا .. علي الذين باعوا أصواتنا بثمن بخس .. فهناك محترمون  لا يبيعون فليبيا ليست للبيع .
وأخيراً ندعو مجلسنا المنتخب أن يتحمل مسئولياته بعيداً عن مسلسل الكذب الذي لن يخرجنا الي النور .. وحبل الكذب قصير ..
*أستاذ علم النفس


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

http://www.assayyarat.com/
thank you



جزاك الله خير
http://www.mawahib.net