10 أغسطس 2012

معركة القدس كما تراها التايمز بقلم/ توفيق أبو شومر



تجري معركة كبرى على هوية القدس، هكذا قال الصحفي يتسحاق بن أهارون في يديعوت 8/8/2012 نقلا عن  صحيفة التايمز اللندنية.
وقد وصفت الصحيفة المعركة بأنها غزو الحارديم، وتهجير العلمانيين منها، وأوردت الصحيفة بأن عشرين ألفا من العلمانيين في القدس قد هاجروا منها منذ سبع سنين، ويتبع ذلك بالطبع ارتفاع عدد الحارديم المتزمتين.
 وهذه النتيجة تلقي بظلالها على إسرائيل كلها ، وبخاصة إذا ربطنا الأمر برفض الحارديم التجنيد في الجيش، فهم يكرسون حياتهم للقدس، ولتعليم أطفالهم العلوم الدينية، وهذا يهدد نسيج إسرائيل كلها، ولا يتعلق الأمر فقط بفرض لبس خاص للرجال والنساء، ولكن أيضا بفصل الذكور عن الإناث في مراحل التعليم الابتدائية، ومنع الهواتف النقالة والإنترنت.
يقول أحد سكان كريات يوفال في القدس إلحنان غيبلي، الذي سكن المدينة منذ ثلاث سنوات:
"لم يكن في العمارة السكنية سوى حريدي واحد، أما اليوم فلهم نصف الشقق.
قالت نوعم بنحاسي العلمانية:
إنها حرب النفوذ والاستحواذ على القدس، وبنحاسي تقود مجموعة من العلمانيين يطاردون ملصقات المتزمتين الحارديم، ويضعون فوقها صور ورسوم فتيات:
نحن لسنا مثل المدن التي تحولت من علمانية إلى حريدية،لسنا مثل:
 راموت إشكول، ونفيه يعقوب، ومعالوت دافني، هنا سنشعل حربا!
جاءت أقوال بنحاسي بعد منع الاختلاط في مسابح المدينة بين الذكور والإناث،
وتعلق صحيفة التايم على أفعال العلمانية بنحاسي وتقول:
 " إنها قصة من يكسب معركة صغيرة ، ولكنه يخسر الحرب في النهاية"!!
وقال أحد الحارديم بعد عشر سنوات إلى خمس عشرة سنة سيكون الجميع حارديم!!
  وأخيرا شكرا لمجلة تايمز التي اهتمت فقط (بحردنة) مدينة القدس مما يُزعج العلمانيين ويدفعهم للهجرة من القدس!!
 ويبدو أن الصحيفة كانت تخشى من أن تذكر أثر (حردنة) إسرائيل على الفلسطينيين!
 فلم تذكر الصحيفة شيئا عن خطوات الحارديم لتنصيب الهيكل الثالث مكان الأقصى، وأن المعاهد والجمعيات التي تقوم بتدريس شعائر تقديم القرابين والصلوات لا عدد لها، وهي تسكن في بيوت الفلسطينيين المطرودين، لأنهم أغيار فلسطينيون!
ولم تذكر الصحيفة مستوطنة وحديقة داود التي ستقام على أنقاض مدينة سلوان الفلسطينية، والتي يعتبرها الحارديم حوضا مقدسا للهيكل، والتي يجرى محوها !
ولم تُعقِّب الصحيفة على الحفريات التي تجرى أسفل الحرم، وأسفل كل القرى والمدن الفلسطينية المحيطة، والتي ستحول القدس من الأعلى إلى الأسفل بواسطة قطارات سياحية، ومشاريع دينية عديدة!
وتجنَّبتْ الصحيفة أقوال بان كيمون الأمين العام للأمم المتحدة الذي انتقد إسرائيل للمرة الأولى واتهمها بترحيل أربعة عشر ألف فلسطيني حتى عام 2010 من منازلهم وحرمانهم من العودة، واغتصاب 40% من أراضي الضفة لإقامة المستوطنات.
ولم تتطرق الصحيفة لجدار الفصل العنصري، ولا إلى عصابات المستوطنين، بدءا من زعران التلال، وعصابات المستوطنين المسلحين، وعصابة دفع فاتورة الثمن الذين يحرقون المساجد ويقتلعون أشجار الزيتون، ويطاردون الفلسطينيين يضربونهم ويقتلونهم ويهجرونهم من بيوتهم!!
ولم تُشر الصحيفة إلى التهجير العنصري في النقب، بادعاء تحضير البدو بقانون برافر، ولا بمستوطنات الحارديم التي يشرع في بنائها في عراد بالنقب، وفي حاريش في الشمال، ولم تذكر الصحيفة شيئا عن قرية العراقيب التي هدمت للمرة الحادية والأربعين!
 ولم .... ولم!!

ليست هناك تعليقات: