اتصل بي عدد من الزملاء في اجازة العيد للاطمئنان علىّ وفوجئت باحداهما تسألني لماذا وافقت على ترك منصبك في رئاسة تحرير بوابة الوفد بهذه السهولة، فهذا حقك ونحن نقف وراءك، فأنت بذلت جهدا نشهد به، وعلينا أن نرفض أي قرار يمس من عملوا باجتهاد....
في الحقيقة لم يكن هذا المطلب الأول من نوعه فالزملاء في البوابة رفضوا هذ القرار لأنه تجاهل دورهم وجهدهم الكبير الذي بذلوه بلا مقابل سوى قليل من الأجور ومستقبل غامض قد ينته بهم إلى التعيين أو الإلقاء بهم في الشارع، ولكن عجبي أن يأتي الطلب من زميلة في الجريدة، مشاركة أقوال زملاء آخرين كنت أحسبهم يكتفون بمشاهدة الموقف كالمتفرجين على مسرحية مملة ، وهم في كل الأحوال لا يملكون إلا التشجيع عن بعد...
نظرت للزميلة وقلت يا سيدتي رغم أحقيتي في البقاء في العمل بهذا المنصب لأني والحمد لله أدرته بكل ما أملك من طاقة، لتخطي حاجز الامكانات الضئيلة، التي لا تتوافر إلا لقسم واحد في أي موقع ننافسه، على الساحة، إلا أنني لا أستطيع أن أظل في موقع " غصبا" عن الإدارة مهما كان القرار ظالما، وأنت تعلمين أني " صنايعي" وعادة المهني أن يأكل قوته بعرق جبينه، ويبيع مجهوده لصحاب العمل، فإذا ما كان صاحب العمل يقدر هذا المجهود فأهلا به وسهلا أما إذا رأى أن يأخذ حصيلة المجهود ليمنحه لشخص آخر، فهذا نوع من سرقة للعرق والجهد، وبالتأكيد لن يكون في نهاية المطاف لصالح الجميع.
فقالت ألن تحزن على ضياع هذا الجهد قلت بالتأكيد سأحزن ولكن ما العمل، إذ أراد ناظر المكان ذلك وبمنطق الصنايعي أقول لك في نهاية الأمر لن يكون هذا العمل نهاية المطاف، فميزة الصنايعي أن لديه الحرية أيضا فيمن يختار العمل عنده، فيكفي أن المكان الذي اتركه منح السلطة لرئيس مجلس إدارة الجديد وقد قدمت له في اليوم الأول خطة لتطوير الموقع وتكامله مع الجريدة لتحقيق أرباح تجارية واستغلال كفاءة جميع العاملين في الوفد، ولم ينظر فيها منذ 4 أشهر، وعندما صرح بأن لديه خطة تطوير سأله الزملاء كيف ستطور العمل قال لا نريد غرفة أخبار ألكترونية ولا برامج ولا كمبيوترات يمكننا أن نعمل "النيوز رووم" على الورق ! فما كان من الزملاء صغار السن إلا أن ضحكوا من مقولة رجل يحترف العمل في الميديا ويتكلم بفصاحة غريبة عن أشياء لا يخبرها ويدعي أن لديه خطة للتطوير وإعادة الهيكلة , ولو اطلع على الورق الذي بين يديه لعلم أن الخطة يمكن تنفيذها اليوم قبل الغد لتوفير النفقات وزيادة عائد بيع الجريدة الورقية عبر الهواتف والأنترنت والإعلانات التي توقف العمل بها في المكان منذ عامين ومنعنا أكثر من مرة من حل مشكلتها في البوابة والجريدة،
ولو راجع الملفات مع رئيس الحزب وحكومة الوفد وأعضاء بالمكتب التنفيذي، لشاهد كم الدراسات التي قدمناها لتطوير الجريدة والموقع والحلول الاقتصادية للمشكلة المالية الي يدعون وجودها ويعتبرون أن الحل الأمثل منها حاليا بتخفيض عدد العاملين في الجريدة والبوابة، ثم الاكتفاء بالجريدة الأسبوعية وموقع الكتروني يساعدها في نشر رسالة الحرب.
قالت الزميلة ولكن خروجك بهذه البساطة يعني هروبك من مواجهة أزمة اعتدنا منك القدرة على مواجهتها، فقلت لها يا أستاذة لم أعتد الهروب من مواجهة القضايا الكبرى، فأنت تعلمين أنني دفعت دمي وحصلت على رصاصتين عندما احتل نعمان جمعة مقر الوفد، وقال لن يدخل المكان إلا من سأحدده وساعتها قلت الموت أفضل من حياة بلا كرامة، والحمد لله الموقف الذي يحدث في الوفد مس وظيفتي وأناضل الآن من أجل ضمان حقوق الزملاء الذين طلبنا منهم ترك أعمالهم من أجل العمل في البوابة وحقوق كافة الزملاء في المكان في التعيين وفقا للوعود المتكررة من رئيس الحزب على مدار العامين الماضيين>
وعلى فكرة إذا كانوا يتحججون بالأمور المالية فأعلم من محمود بك أباظه نفسه أنه ترك 92 مليون جنيه ودائع في البنك و3 ملايين جنيه كاش في حسابات الجريدة والحزب، فإذا كنا أنفقنا كما يقولون 30 مليون جنيه خلال عامين فأين باقي الأموال، وأين أموال الجريدة لدى ميديا لاين وخاصة أن رئيس الوفد تعهد لكم عندما أرسلت له رسالة في بداية العام حول ضرورة رده لهذه الأموال بأن يردها ولو من جيبه الخاص، فأين الأزمة التي يتحاكون بها إذا كان رئيس الحزب قال أكثر من مرة أنه تحمل نفقات الدعاية للحزب فأين الأزمة المالية بل أين أموال الجريدة التي هي من عرقنا ..
. ولا يغرنكم قولهم أن زيادة الرواتب التهمت جزء كبير من الميزانية لأن الزيادة في رواتب الدولة التي تمت على مدار العامين الماضيين بلغت 120% في الرواتب والأجور وتحصل عليها كافة العاملين في الدولة القطاعين العام والخاص، يعني نحن تنازلنا عن 20% مراعاة للأزمة المالية وسكتنا على خصم المنح السنوية وقد وقعت معكم على مذكرة أول رمضان بعدم قانونية الخصم الذي تم في المنحة، ورفضت نظام التقييم المعمول به لأنه ظالم وغير جائز في جريدة، يصلح في مصنع أو شركة طيران وقدمت للإدارة عدة مرات نظام التقييم العشري ووزعته عليكم وهو مطبق في جرائد الخليج والأماكن المحترمة في مصر.
قالت أليس ذلك بكاف لأن تستمر في مواجهة الظلم الذي وقع عليك وسيقع بالتأكيد على باقي زملائك في البوابة؟. قلت لها يا أستاذة سنقاتل من أجل مصلحة الزملاء وحقوقهم حتى يحصلوا عليها أما الاستمرار فلن يأتي كما قلت بالعافية وإن ضد رغبتي وبصراحة لن أظل في المكان كي أموت مثلما مات عادل القاضي!! قالت بدهشة وما حكاية موتة عادل القاضي؟. قلت هذه حكاية طويلها يمكن أن ترويها لكم الزميلة غادة الترساوي أو الزميل فتوح الشاذلي أو أنور الهواري أو غيرهم من الزملاء الذين اطلعوا على القضية عن قرب ولكن ببساطة لم يمت عادل القاضي موتة عادية ولكنه مات كمدا وحسرة على ما فعله به الدكتور السيد البدوي رئيس مجلس الإدارة.
أصرت الزميلة أن تعرف الموضوع ولكي أضمن أن الحكاية ستنقل لكم صحيحة وليست كما فعل البعض في قضية فيديو التلفزيون المضروب الذي عرض على ّ منذ 7 أشهر ورفضته بينما حاول زميل بيعه لموقع الدستور، لابتزاز الدكتور البدوي، فقد فضلت الكتابة عما دار تفصيليا.
قلت ياسيدتي الحكاية باختصار أنني كنت أرفض العمل في بوابة الوفد منذ اليوم الأول للتفكير فيها، فقد حرص رفيقي عادل القاضي أن أكون بجواره في هذا المشروع، وكان يعلم أننى في حالة نفسية مستقرة بالعمل صباحا في الوفد وفي برنامج الحياة اليوم مساء وكان الأمور تجري على وتيرة جيدة. وعندما استدعاه الدكتور البدوي لتنفيذ الفكرة اصر عادل القاضي أن أكون بجواره وأكون رئيسا للتحرير معه ولي كافة الصلاحيات ومكتوب ذلك بخط يده في مستندات مع الزميل أحمد حسن المدير الإداري، فوجئ القاضي بأن الدكتور البدوي يرفض وجودي أصلا في المشروع، فأبدى القاضي استغرابه من ذلك فكيف أكون معه في قناة الحياة ويرفض وجودي في مشروع داخل الجريدة!. فقال لي القاضي على استحياء هل هناك مشكلة بينك وبين الدكتور البدوي. قلت له نعم. قال ما هي. قلت أنني لم أنتخبه رئيسا للوفد قال لماذا؟. قلت لأنني عندما طلب البعض ترشحه من قبل للمنصب تهرب منا وآثر خشيته على مسار أعماله وعلاقاته المتشعبة مع النظام والأجهزة المختلفة،
لذلك طلبنا من فؤاد بدراي أن يخوض الانتخابات على منصب الرئيس وقلت أن الدكتور البدوي إذا ما أراد أن يكون رئيسا للوفد عليه أن يترك العمل في شركاته والقناة التي كانت مقيدة بضوابط الأمن والنظام، ليصبح زعيما حقيقيا للمعارضة. قال صديقي الراحل.. لهذا لم ينس لك هذا الموقف فكيف تعمل معه وتعارضه لهذا الحد؟. قلت يا عزيزي هذا موقف سسياسي أحاسب عليه في الحزب إذا أراد ومع ذلك لم أقف في وجهه وهنأته بالفوز داعيا له بأن ينجيه الله من الغرور وبطانة السوء وطالبته بألايمنعني من حرية نقده ومصارحته بأي سوء، هو يعلم شعاري أني " صنايعي" فلم يأخذني في الحياة إلابترشيح من زميل في المصري اليوم، واصراره على ذلك، ويعلم أني كنت أقل الناس أجرا فيمن حولي من صغار السن والخبرة، ولم ألجأ إلى العمل في برامج التلفزيون إلا لتركنا العمل في موقع محيط والمشاكل المالية في " إسلام أون لاين" ولو وجدت أي مكان أعمل فيه حاليا لفعلت بعيدا عن الحياة أو الوفد،
لكنها الضرورة الحاكمة. قال صديقي عليك أن تهدأ الأوضاع مع الدكتور البدوي فلديه خطة طموحه لإنشاء قناة للوفد والانفاق على الموقع ومنحنا برامج في الحياة يعني الأمور ستكون ممتازة، قلت يا صديقي أنا لا أريد العمل معه فالرجل تغير لم يعد هو الرجل الذي خبرناه منذ سنوات طويلة، يدير " بيزنس " ومن يدير الدنيا بنظام الشركة لا ينظر إلى الصداقة أو علاقاته القديمة وقد خبرته في قناة الحياة وعرفت مدى التغيرات التي حدثت به فلا تُأمل نفسك كثيرا وإلا سيكون مصيرك" ركوب العجلة" كما يقول أخونا فتوح الشاذلي.
قال القاضي وكان طيب القلب على سجيته حتى الرمق الأخير ما حكاية ركوب العجل هذه قلت هي احدى الألاعيب المشهورة في الوفد أن يغرقك الرئيس في الأماني والعطايا فتجري وراءها وتكشف في نهاية المطاف أنك لففت في المكان وبذلت جهدا ولم تحصل على شئ ولاتشعر إلا بأنك تخرج خالي الوفاض من كل شئ تماما فإما تموت حسرة أو ترضى بحياة الذل التي تفرض عليك، تماما كمن يمنحك دراجة جديدة لتركبها لفة فما أن تشتهي ركوبها حتى يأخذها منك على حين غرة.
قال القاضي واضح ان المشاكل التي مررت بها في الوفد جعلتك سئ الظنون، قلت يا صديقي لا أتمنى لك إلا كل توفيق ولكن أتركني وشأني. زادالقاضي اصرارا، في طلبي فأحببت أن أجعل الأمر مستحيلا أمام الدكتور البدوي، فما أن طلب أن يكون موقع البوابة في 6 أكتوبر إلا ورفضت وقلت لابد أن يكون داخل الجريدة كي ننشأ غرفة أخبار محترمة لتطوير المكان ويستفيد الزملاء من التطوير وأن نستعين بامكاناتهم الصحفية وسيارات وهواتف ومكان وامكانات الجريدة، وأمام الدراسة الاقتصادية الرشيدة وافق الدكتور البدوي مضطرا على ذلك. أسسنا المكان وسط الظروف الصعبة والغاضبة التي تعلمونها، وحالة الشك المتبادل بيني وبين الدكتور البدوي، قلت لعادل القاضي أنت مفوض في كل شئ مع الإدارة حتى لا أحتك بالدكتور البدوي أو أي مسئول واترك لي تجهيزات ورشة العمل وإدارة العمل مع الزملاء وكان لي ذلك أملا في أن ينجح المشروع من أجل خاطر صديقي فقط، وخاصة أنه بمجرد بدء تأثيث الموقع قطع عني الدكتور البدوي هاتف وراتب قناة الحياة ولم نكن تحصلنا على أي قرش اضافي من الوفد ولم يذل العائد من رئاسة التحرير حتى الآن أقل كثيرا عما كنت أتقاضيه هناك وكأنه " ما صدق أني ها أمشي من مكان يديره". في منتصف أبريل 2010 أي قبل وفاة عادل القاضي بأسبوع واحد وجدته قادما من مشوار في 6 أكتوبر بدون سيارته فقلت له هل كنت في إسلام أون لاين لتنهي اجراءاتك قال لا ولكن كنت هناك بالفعل.. لا حظت كآبة على وجه وحزنا عظيما .. قال لا تنظر لي فأنا متعب الآن وأشعر بضرورة الراحة فطرحت عليه أن يقوم بأجازة لمدة أسبوع وبدأنا التخطيط لها بأن تكون في الأسكندرية كي ينعم بجوها مع الأولاد خاصة أن موعد احتفالات 25 أبريل مع شم النسيم ستناسب الأولاد .. وبعد أن تركته في المكتب يهدأ .. فوجئت بطرحه سؤالا لي : لو عرض عليك أن ترأس قناة " المصري" فكم تطلب.. قلت ضاحكا.. سأطلب كثيرا جداا كما يطلب غيرنا ممن حول الدكتور البدوي فلسنا أقل منهم مهنية ولا شأنا بل نحن والحمد لله وهو يعلم كنا أول من أحضرنا له الوزراء في برامجه والسبق الصحفي كذلك .. ولكن يا سيدي لو عرض علي لن أقبل وأنت تعلم ذلك ..
فقال لو أصبحت رئيسا للقناة فهل تعمل معي قلت له لقد أوحلتني بالعمل معك في بوابة الوفد، ألا يكفيك فقد نقص دخلي ودخلت في معارك حسبت خطأ عليها، فأرجو ألا تطلب مني ذلك . فقال ولو رئيسا لتحرير برنامج " توك شو" قلت له أرفض أن أكون رئيسا لقناة فكيف تطلب مني أن أكون رئيسا لبرنامج يا عمنا ..أنه موقف .. أنا فقري صحيح بس عندي كرامة ومبادئ تتصادم مع هذا العمل وعلى كل حال أقول لك أخبار السوق ..فمن عنده يتقاضون في رئاسة تحرير توك شو كبير أكثر من 30 ألف جنيه. فلاحظت استغرابا على وجهه وصمت وسكتة الخجول من شئ لا يريد أن يقصه على، فقلت له على كل حال أنا مستعد لإعانتك من بعد ولكن بدون أجر أو عمل رسمي من أجل أن تنجح وعلى فكرة أنت كنت تشك في لقاءاتي السرية مع فتوح الشاذلي وعلشان تعرف أني لن أعمل معه بالفعل خروجنا كان من أجلك أنت كنا نبحث عن مكان للقناة ووجدناه هنا بالدقي ( نفس المكان الذي حصل عليه السيد عمرو موسى لحملته الانتخابية خلف مسجد أسد بن الفرات بالدقي) وهو مكان يصلح للادارة والقناة وكل ما تريد فعله. فضحك وقال أريد الذهاب إلى المنزل اطلب لي سيارة تنقلني للبيت فأنا متعب.
ذهب القاضي إلى البيت ومن هناك عرفت أن الدكتور البدوي عندما فاتحه في حقيقة أوضاع القناة المزعومة بأن رئيسها سيكون الأستاذ إبراهيم غلي مدير مكتبه بشركة سيجما وأن القاضي سيكون رئيسا لتحرير البرامج فقط بمبلغ 5 آلاف جنيه شهريا وهو مبلغ يمنح لأي متدرب في برامج القناه عنده .. أسقط عادل القاضي في يده وعلم أن المجهود الذي بذله بدون أجر في البوابة وغيرها لم يحصل على مقابل له بينما كان يمر بأزمة مالية طاحنة...
قد تكون هذه أسرار خاصة بفقيدنا الغالي أحببت أن أقولها لأن الدكتور البدوي الذي أصاب صديق العمر في مقتل لم يرحمه ميتا فما وعد بأن يمنحه لأسرة الزميل وهو مبلغ 50 ألف جنيه لم يحدث حتى الآن وقد طلبتها منه مرارا علنا وجهرا وكتابة في رسائل رسمية، وأومأ لي بأن المشكلة في السيولة المالية وكأن ما لديه من أموال غير كافية لسداد أقل حق من حقوق الزميل عليه، وهو ما هو عادل القاضي الذي منح الوفد شبابه منذ وجودنا بالجامعة وكان أول من عرفني بالدكتور السيد البدوي لأخلفه في إدارة جريدة وفد الدلتا بعد سفره للسعودية لمدة 15 عاما، وهو الذي كان يوصيني به ويطلب منى ألا أعصى له أمرا ولا أرفع صوتا في حضوره..
مات عادل القاضي محروما من تقدير يستحقه، وكنت على شفا خروجي من المكان بعد وفاته لولا وقفة الزملاء في البوابة الذين منحوني التأييد والعون والحب والعمل المتواصل أملا في ألا يموت مشروعا بدأناه مع صديقي الراحل بجد واجتهاد وتطبيقا لمقولة صديقي الراحل : لن يقوم هذا المكان إلا على الإخلاص". ولكن الاخلاص لا يكون أبدا من جانب واحد .. العمال المطحونين والصنايعية أمثالي.. فالاخلاص يجب أن يكون من الإدارة لمن يتعاملون معهم، حتى يقام العدل بينهم ويعرفون أنه يؤدون رسالة لا مجرد وظيفة يتكسبون منها لقمة مغموسة في التراب. فنحن في نهاية الأمر لدينا كرامة سنقاتل من يحاول المساس بها مهما كان الثمن غاليا، ولدينا الكثير من الأسلحة التي تجعلنا أفضل من خصومنا، ولن يأخذ الريح من البلاط شيئا. ضاع حلم القاضي في وظيفة محترمة بأجر يغنيه، وهو الإنسان التقي الورع، وسيكون خروج من جاء بهم للعمل نهاية المكان الذي مات من أجله. ضاع حلم الوفديين في قناة لهم، بعد أن أصبحت قناة المصري" الحياة الآن" لأنهم تركوا الصحفيين للضباع، ومن هم الصحفيون،هم الذين ساعدوا كثيرين من قادة الوفد في الثراء الفاحش، حينما كان أصغر محرر يساعد مسئولي الوفد في الحصول على موعد مع وكيل وزارة أو مقابلة وزير، ومن هؤلاء من يتفاخر اليوم بأنه يريد غلق الجريدة لأنها تخسر ويفصل الصحفيين لأنهم مشاغبون أو أصبحوا كثر على المكان، وأنه لا يحتاج لجريدة غير واسعة الانتشار، بينما لديه عشرات الصحفيين ممن يعملون لحسابه وعلى استعداد لنشر ما يريده في كافة وسائل الإعلام. ضاع حلمنا في انشاء قناة محترمة على البوابة وبيع الجريدة عبر الانترنت وعمل غرفة أخبار عصرية وقيادة موحدة للجريدة لأن هناك من يسعى دائما لتفريق وحدة الصحفيين وألقاء الفشل الذي يرتكبونه في إدارة الحزب وخلله العمل الإداري داخل المكان، على العاملين بالوفد، أملا في كسر شكوتهم أو تشغليهم بنظام السخرة.
أطلت عليكم كلامي نأسف لذلك ولكنها فرصة لتنشيط الذاكرة التي سأتي ثمارها بالكتابة المتواصلة في هذا الأمر وللتأكيد على أنه إذا ما أرادت الإدارة أن تنفذ قراراتها فهي محقة في ذلك وإن كانت تعلم أنها ظالمة، والناس أيضا يعلمون. فالعمل يأتي بالاتفاق وليس " الخناق" ولكن من أدب المعاملة أن يعرف الناس أننا لم نجرم عندما ندافع عن أنفسنا وحقوقنا وكرامتنا .. وليس من الحكمة ألا تتراجع الإدارة عن قرار ظالم" لا يجرمنكم شنآن قوم ألا تعدلوا" ، فما يطلبه حزب عريق مثل الوفد من الرئيس بالعودة عن قرارات يرون أنها غير قانونية، ويراها هو ومن حوله كذلك أفضل أم أن يتراجعوا هم عن قرار يعلمون ويقولون أنه ظلمني .. أيهما أسهل.
على كل حال يا زميلتي وزملائي الأعزاء لا نستجدي الحق من أحد فحسبنا الله ونعم الوكيل وقد كنت دوما أسأل الله الشهادة في سبيله لعل دفاعنا عن لقمة عيشنا هي نوع من أنواع الجهاد الأسمى والشهادى العظمي " فمن مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون عرضه فهو شهيد" وقد مس الدكتور البدوي أرزاقنا وكرامتنا فنسأل الله أن يكون وقوفنا له وقفة الشهداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق