29 أغسطس 2012

أسرار جديدة في اغتيال السفير المصري بالعراق إيهاب الشريف


أسرار جديدة في اغتيال السفير المصري بالعراق إيهاب الشريف
يكشفها كتاب  (الفتنة الكبري الجديدة)  لمراسل الأهرام ببغداد

الحكيم عاتب الشريف لأن مصر وقفت بجانب الدكتاتورية والضاري ( واخد علي خاطره )

اعدام صدام صفقة ايرانية امريكية
المفاوضات دارت حول تأجيل إعدام السفير ليلة واحدة وجثته لم تظهر للآن
رد وزير الداخلية العراقي صولاغ كان أقرب للشماتة بزعم أن السفير كانت له اتصالات بالإرهابيين

المقاومة العراقية بذلت جهوداً جبارة لإنقاذه حتي تبرّيء نفسها من تهمة اختطافه


القاهرة - العزب الطيب الطاهر: صدر قبل أيام عن مركز الأهرام للنشر والترجمة والتوزيع كتاب  الفتنة الكبري الجديدة  من أوراق مراسل صحفي في العراق للزميل الصحفي محمد الأنور، الذي عمل مراسلاً للأهرام في بغداد أثناء أحرج لحظات هذا البلد الجريح، والتي عاد إليها في مطلع هذا الاسبوع بعد أن رأت قيادة الأهرام أهمية أن يكون لأهم صحيفة عربية عين لها في بلاد الرافدين وهو أول كتاب يتناول خلفيات وأدق وقائع الصراع الذي انفجر داخل بلاد الرافدين بعد الغزو الأمريكي، ويكشف الكثير من خبايا هذا الصراع الذي انطوي علي بعد طائفي مذهبي بالغ الخطر.
ويتوقف الكتاب عند جملة من الحلقات التي يصفها المؤلف بالمفقودة ولعل أبرزها تلك التي ارتبطت بالأحداث التي بدأت مع انطلاق القصف الجوي الذي جعل العراق كتلة من اللهب، ونشر رائحة الموت في كثير من أنحائه، إذ لم يكشف النقاب حتي الآن عن أسرار وملابسات سقوط بغداد صباح 9 إبريل 2003، وكذلك قصة معركة المطار التي يبدو أنها كانت حاسمة.
أما أخطر الحلقات التي تناولها الكتاب فتتصل بقرارات سلطة الاحتلال التي أدت إلي تفكيك الدولة العراقية وإعادة بلاد ما بين الرافدين إلي ما قبل العصر الحديث، وربما إلي مرحلة بدائية في التاريخ.
ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب، الذي لا يبحث عن هذه الحلقات بشكل مباشر وإنما يساعد في البحث عنها بما يقدمه من معرفة تمثل حصيلة جهد شاق لمؤلفه محمد الأنور خلال عمله مراسلا للأهرام في العراق ووجوده في قلب الميدان.
فقد نقب في أوراقه التي احتفظ بها ومعلوماته التي نجح في التوصل إليها ولقاءاته التي أجراها في ذروة انفجار الفتنة، وقدم للقاريء هذا الكتاب الذي لا يساعد في الإجابة عن بعض الأسئلة فحسب، لكنه يثير أيضا أسئلة جديدة تحتاج إلي مزيد من الاهتمام والعناية.
ويرصد الكتاب الأحداث الخطيرة التي عاشها وعايشها المؤلف علي مدي أربع سنوات، وسيكون لها تأثير كبير علي العراق لسنوات طويلة، والأسرار والنتائج التي استخلصها من لقاءاته مع كبار القادة العراقيين من مختلف الاتجاهات والانتماءات، والتي سجلها بين دفتي الكتاب ورصد من خلالها تطورات الأحداث والوقائع الأساسية وأبعادها المختلفة.
إعدام صدام
غير أن لهذا الغزو علامات لا يمكن أن تمحي من الذاكرة يسهب في وصفها مؤلف الكتاب، منها عملية إعدام صدام في عيد الأضحي حيث يقول:
لم تكن نهاية شهر ديسمبر بالنهاية العادية لأي شهر من أشهر العام. فنهاية الشهر كانت عيد الأضحي المبارك ولم تشأ الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية أن تغرب شمس عام 2006 وتشرق شمس عام 2007م. دون أن تضع نهاية لمسرحية محاكمة صدام حسين بطريقة غاب عنها أبسط قواعد المراعاة لأي شيء.. انتهت المسرحية بمحاكمة صدام كما كان الجميع يتوقع. أعدم الرئيس العراقي السابق صدام حسين فجر العيد في الشعبة الخامسة من مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية بمنطقة الكاظمية، والتي كانت مخصصة لمتابعة النشاط الإيراني في العراق إبان حكم صدام.
ونفذ حكم الإعدام في أول أيام عيد الأضحي المبارك عند السنة، وقبل العيد بيوم واحد لدي الشيعة العراقيين، انتهت حياة صدام حسين الذي حكم العراق أكثر من 25 سنة بصورة دراماتيكية. وأنجز الرئيس الأمريكي إحدي مهامه في العراق بإعدام خصمه وخصم أبيه.
ونفذ قادة العراق الجدد الحكم وبسرعة منقادين لأحقاد مركبة تداخل فيها كل شيء إلا العدالة ومراعاة مشاعر المسلمين والأعراف السماوية التي تقضي بعدم الإعدام في أيام الأعياد علي كل الأحوال... انتهي الرجل الذي استغل محاكمته ليحاكم محاكميه، وبدا متماسكا في لحظاته الأخيرة في مواجهة الموت.
وبرغم أن التاريخ سيحاكم هذا الرجل مرة أخري وسيحاكم محاكميه فإن العديد من الأمور التي بدأت تتكشف الآن وقبل إعدامه، هي أن رأس الرجل مطلوب للعديد من الأطراف داخل العراق وخارجه. وأول هذه الأطراف هو ذلك المرتبط بالولايات المتحدة الآن ويحكم العراق كواجهة للعديد من الأطراف.
ولكن هل كان إعدام صدام ضمن صفقه أمريكية - إيرانية تنهي صفحة العراق العربي في بلاد الرافدين، يتساءل المؤلف ثم يجيب معربا عن قناعته بأن بوسع المتابع أن يتأكد من ذلك عبر ما اتخذته العلاقات العراقية - الإيرانية من مسارات - بعد الانتخابات الديمقراطية - التي أجرتها قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وأسفرت عن فوز الأحزاب العراقية - التي كانت مقيمة في إيران - بحكم العراق.
وهنا أريد - الكلام للمؤلف محمد الأنور - أن أنقل رواية أحد ضباط استخبارات وزارة الداخلية، ويدعي أبوعبدالرحمن، حيث قال إن وزارة الداخلية فتحت تحقيقا مشتركا مع وزارة الدفاع بشأن تصوير عملية إعدام صدام والهتاف الذي صاحبها والذي يحمل دلالات مذهبية، وهو بالطبع لم يتوصل إلي إدانة أحد.
وحسب روايته فقد تم إحضار الرئيس العراقي الراحل بصحبة قوة أمريكية مكونة من جنرال أمريكي وخمسة أفراد من القوات الأمريكية ومترجم أمريكي من أصل ليبي، وأن الجنرال كان يخاطب صدام حسين  بسيادة الرئيس  وأن صدام حسين شكره قبل أن يدخل قاعة الإعدام وصافحه وقال له:  والله ما قصرت . وأعطي المصحف الخاص للمترجم ليعطيه لابن عواد البندر.
وقال أبوعبدالرحمن: إن صدام أبلغ بإعدامه قبل ساعات، وأنه أكل  دجاج وتمن  (أرز باللهجة العراقية) وشرب ماء ساخنا مع العسل، قرأ القرآن الكريم. وعندما دخل إلي غرفة الإعدام نظر عن يمينه فوجد موفق الربيعي، مستشار الأمن القومي العراقي، فالتفت إليه قائلا:  ها خايف؟!  ولم يرد الربيعي ليصعد صدام إلي مشنقة الإعدام ويجري ما عرضته الفضائيات.
ونفي المصدر وجود أي محاولات جادة لمبادلة صدام أو الإفراج عنه مهما كانت الضغوط، لأن إعدام صدام كان أحد أهداف جميع القوي السياسية العراقية الحاكمة. وأردف: عقب إعدام صدام تسلمت القوة الأمريكية جثمانه ولم تسمح لأحد بالاقتراب منه لتضعه علي محفة ويصطف أفرادها بمن فيهم الجنرال ويؤدون التحية العسكرية لجثمان صدام حسين الذي وضع في إحدي الغرف، حيث صور من قبل حراس عراقيين. وذلك قبل أن يتم استدعاء محافظ  صلاح الدين  ليحمل الجثمان ويدفن في مسقط رأس صدام بقرية  العوجة  قرب مدينة تكريت فجرا، بمشاركة عدد محدود من أقاربه، وتحت حراسة أمريكية مشددة، ودون حضور أي من أفراد أسرته الذين شتتوا خارج العراق.
من صدام إلي إيهاب الشريف
بعد عملية إعدام صدام الدراماتيكية، جاء الدور علي عملية أخري لا تقل خطورة عن الأولي، هي اختطاف السفير المصري في بغداد إيهاب الشريف، وهنا يكشف الأنور عن اللحظات الأخيرة قبل الاختفاء الطويل قائلا:
في منتصف شهر مايو 2005، جاء إلي بغداد الدكتور إيهاب الشريف، القائم بالأعمال المصري المعين حديثا في بغداد. كان الشريف، وهو دبلوماسي محنك، في منتصف العقد الرابع من العمر، وصاحب رأي ورؤية وله العديد من المؤلفات.
وكان حريصا علي لقائي حتي قبل وصوله إلي بغداد. وكان يوم وصوله يوما حافلا بالتفجيرات بالسيارات المفخخة وأغلق طريق المطار والشريف قادم إلي بغداد. ومنذ اليوم الأول لممارسة مهامه، دار الكثير من الحديث حول الواقع العراقي وسبل تنمية الدور المصري والعربي في العراق من خلال العديد من الطرق.
كان الشريف إنسانا بسيطا وطنيا بمعني الكلمة. وكنا حريصين علي توعيته بالواقع العراقي وضرورة أن يكون حذراً في تحركاته. وكان حريصا من جهته علي الاتصال بي بصورة شبه يومية، وكثيراً ما كان يطلب مني الحضور إلي مقر السفارة في شارع الأميرات بمنطقة المنصور للنقاش والتعرف علي الكثير من الأمور التي تتعلق بالعراق.
وكان حريصا علي متابعة كل ما ينشر في الصحافة العربية والعراقية. وأكد أنه ينوي إعداد كتاب عن العراق ضمن الكتب التي ألفها خلال رحلاته الدبلوماسية.
وخلال حفلات الغداء التي أقامها له أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي، كان حريصا علي عدم الظهور بأي مظهر يلفت الانتباه إليه. وخلال إحدي تلك الدعوات وتحديدا في مطعم القصر الأبيض بمنطقة المسبح في الكرادة وسط بغداد سمع إطلاق نار وهرج ومرج بالمطعم وخارجه لنكتشف أن الزميل جواد كاظم، مراسل  العربية ، تعرض لإطلاق نار.
وتناولنا الغداء بسرعة وخرجنا في مجموعتين لضمان أمن القائم بالأعمال المصري ليرسل بعدها الشريف باقة ورد ورسالة تهنئة لجواد علي سلامته.
وذلك برغم أنه لا يعرفه شخصيا حسبما قال لي - لأنه يتعاطف مع أي إنسان، خصوصا الإعلاميين الذين يعملون في تلك الظروف. ومن هنا كانت هناك جلسات كثيرة للحوار معه.
وبرغم أنه كان متحمسا منذ البداية فإن الملل تسرب إليه، خصوصا أنه يسكن بمفرده وليس له أي مجال للخروج باستثناء القراءة والإنترنت والاتصالات الهاتفية الخارجية مع أسرته. وفي إحدي المرات سألته: هل التقيت القيادات السياسية الحالية؟
أجاب: إنه التقاهم خلال حفل أقامه الرئيس العراقي جلال طالباني للممثلين الأجانب، والتقي مسعود البارزاني وعبد العزيز الحكيم وغيرهم. وروي أنه دار نقاش بينه وبين الحكيم حول دور مصر في العراق وعاتبه الحكيم قائلا: إن مصر لم تقف بجوار الشعب العراقي أثناء حكم صدام وساندت الديكتاتورية - في إشارة إلي الحرب  العراقية - الإيرانية .
 فأجابه الشريف بالقول: إن مصر ساندت العراق ولم تساند صدام. وتابع إن الحكيم قال: إن هذه الصفحة طويت ونحن نتطلع للمستقبل. وأشار الشريف إلي أن الحكيم كان يدخن سجائر إيرانية اسمها  بهمن .
وبسؤاله عن لقاءاته الأخري، قال إنه لم يلتق الشيخ حارث الضاري، رئيس هيئة علماء المسلمين، وسيلتقيه لأن الشيخ الضاري  واخد علي خاطره من مصر .
كان الشريف قد تلقي الكثير من التعليمات الأمنية بشأن تحركاته وتعريف نفسه كقائم بالأعمال وليس كسفير. وهو ما حرص علي تأكيده في أكثر من مرة، وألح في ذلك عند نشر خبر إقامة الأهرام مأدبة غداء علي شرفه في مطعم  الساعة  ببغداد. بل إنه حرص علي تأكيد ذلك في جميع وسائل الإعلام العراقية التي التقاها في فترته القصيرة في بغداد.
وفي صبيحة السبت الأول من شهر يونيو 2005م تم اختطاف الشريف. وقبل أن أعلم بالحادث تلقيت سيلا من المكالمات مجهولة المصدر علي هاتفي المحمول دون إجابة، ثم ما لبثت أن تلقيت في صبيحة اليوم نفسه اتصالا من مراسل وكالة الأسوشيتدبرس لاتصل بأعضاء السفارة الذين أكدوا الخبر. فتوجهت إلي مقر القنصلية المصرية في اليرموك لأجد الجميع في حالة استنفار وترتسم علي وجوههم إمارات الانقباض.
وحسب المصادر المطلعة وشهود العيان فإن عملية الاختطاف تمت في شارع الربيع - بحي الجامعة - الذي لا يبعد أكثر من مائتي متر من منزل الشريف. وبرغم ما يقال عن تهاون الشريف أمنيا فإن الملابسات تشير إلي أنه كان مراقبا منذ فترة، وقبل وصوله إلي بغداد.
وحسب مصادر مطلعة فإن السفارة المصرية في بغداد تلقت عبر مصادرها العراقية تحذيرا من أن الشريف علي قائمة الاختطاف وهناك جهة محددة تخطط لاختطافه، وذلك للتخلص من رجل مصر والعرب في العراق.
 ونعود إلي ملابسات الاختطاف وما تلاه، حيث شكلت غرفة عمليات داخل السفارة، وحاولت العديد من الجهات التوسط لتأمين عملية إطلاق سراحه إلا أن ما حدث هو أن الأمر وصل فقط إلي تأمين حياة السفير لليلة واحدة وتأجيل إعدامه مقابل مبلغ مالي كبير.
ولكن الأمر المحير هو أن عملية الإعدام أو الاغتيال والتي قيل إنها نفذت في السفير المصري لم يظهر لها أثر، ولم تظهر جثة للسفير، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات: هل مات حقا أم لا ؟.
وأقول للقاريء إنه تم بذل الكثير من الجهود لمعرفة مصير جثة الشريف في المناطق التي قيل إنها وجدت فيها، خصوصا منطقة  الزيدان  - غربي بغداد، إلا أنه لم يعثر لها علي أثر برغم ما قيل إنه تم العثور عليها هناك بل إن الكثير من الأصدقاء تطوعوا للبحث دون جدوي، بعد المغادرة السريعة لأعضاء البعثة المصرية إثر وقوع عملية الاختطاف.
وبرغم أن عملية الاختطاف جاءت في إطار حملة ضد الدبلوماسيين العرب تحديدا، خصوصا من الجزائر والمغرب والسودان والبحرين وبعض الدول مثل روسيا التي لها مواقف من غزو العراق، فإنه كان قد سبق التمهيد لها بحملة إعلانية وإعلامية في الصحف ووسائل الإعلام العراقية التي كانت تسيطر عليها حكومة الجعفري ضد العرب المقيمين في العراق، بدعوي أنهم إرهابيون لتنتشر في شوارع بغداد لافتات مجهولة الهوية تطالب بطرد الإرهابيين العرب من العراق.
المهم، كان رد فعل الحكومة العراقية، خصوصا وزير الداخلية صولاغ، قريبا إلي الفرحة والشماتة، بدعوي أن السفير المصري، الذي لم يمض علي وجوده في بغداد أكثر من أسبوعين، له اتصالات بالإرهابيين، وهو أمر أؤكد أنه غير صحيح بالمرة، فقد كانت البعثة المصرية تعمل علي إقامة جسور للحوار بين العراقيين والتي كانت الحكومة الجعفرية تعمل علي قطعها لأسباب كثيرة. ونعود إلي موقف الحكومة العراقية غير المبالي ووصفها الشريف بالشهيد دون تقديم أدني دليل علي اغتياله أو الجهة التي تقف وراء الاغتيال إلا الاتهامات لأنصار صدام والقاعدة بأنهم وراء الاغتيال. وهكذا.. اختطف واغتيل الشريف، وغادرت البعثة المصرية بغداد علي عجل وبناء علي قرار سيادي.
 وكان تدبير خروج أعضاء السفارة أمراً صعباً في ظل وصول معلومات تؤكد أنهم مستهدفون. ووسط حالة من التكتم والسرية غادر الجميع، وعند محاولة أحد أعضاء السفارة إبلاغي شفهياً بالموعد طلبت منه ألا يبلغني إلا بعد أن يركب الطائرة من المطار. وقد كان، لتغلق السفارة والقنصلية المصرية في بغداد.
اختفي الشريف ولم يعرف مصير جثته إلي الآن. ولكن من يطلع علي الأوضاع في العراق يعرف أنه من السهل جداً اختطاف وقتل أي شخص وعدم التعرف علي جثته أيا كان، حتي إن كان سفير مصر في العراق.
ولكن الأهم هو الجهة المستفيدة من غياب مصر والعرب عن العراق في ظل حالة الفوضي وحرص كل طرف علي تأمين نفسه من التفجير والقتل والاغتيال، وتحول العراق إلي ساحة لتصفية الحسابات القديمة والجديدة داخليا وخارجيا.
وحسب المصادر المطلعة، فإن المقاومة بذلت جهودا جبارة لإنقاذ الشريف دون أي نجاح، لأن التهمة ألصقت بها وبالعرب السنة الذين هم في حاجة إلي الدعم في مقابل ما يتعرضون له. وعليه فإن مخطط اغتيال الدبلوماسيين العرب وتصفيتهم أدير ببراعة من قبل أطراف مخابراتية.
وقال أحد العراقيين من الجماعات المسلحة: إن الأسلوب ليس أسلوب القاعدة أو أي جماعة تعدم المتعاملين مع الاحتلال، لأنها عندما تنفذ الإعدام تصوره وتترك الجثة ليتم العثور عليها - وهو ما لم يحدث مع أي من الدبلوماسيين العرب، ومنهم الشريف الذي من المؤكد أنه من ضمن الجثث مجهولة الهوية.
ومن المفارقات أن منزل السفير المصري كان يقع في مقابل منزل أحد كبار الرموز الشيعية، وهو من أسرة كاشف الغطاء الشيعية المعروفة، ولم يتعرض لأي ضرر برغم ما يقال من اختلاف القاعدة وعدائها للشيعة. أما ما قيل عن عمل الشريف في إسرائيل، فهو للاستهلاك الإعلامي وتبرير القتل واغتيال الدور العربي في العراق.
إن الكتاب احتوي علي العديد من المناطق الشائكة معتمدا علي مشاهدات ومعلومات راصداً ما جري خلال أكبر غزو للمنطقة العربية منذ عصر الغزوات الكبري التي قادها الغرب علي المنطقة العربية.

ليست هناك تعليقات: