فاطمة زيدان
أبرز عدد من وسائل الإعلام الأمريكية البيان الذى تداوله مئات الصحفيين فى مصر، أمس الأول، للتوقيع عليه إلكترونياً، وذلك للتعبير عن احتجاجهم على بيان رؤساء تحرير الصحف، الذى صدر الشهر الماضى، ويطالب بالامتناع عن نشر التقارير التى تنتقد الحكومة.
ووصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية البيان الذى جاء بعنوان «تكميم الأفواه انتصار للإرهاب»، ووقع عليه أكثر من ٤٥٠ صحفياً، حتى مثول الجريدة للطبع، بأنه «تصرف نادر للمعارضة العلنية منذ إطاحة الجيش بالرئيس السابق محمد مرسى من السلطة، فى يونيو ٢٠١٣، كما أنه إشارة أولية على سخط الصحفيين من دعم جميع وسائل الإعلام للحكومة».
كان رؤساء تحرير الصحف، القومية والخاصة، قد عقدوا اجتماعاً، الشهر الماضى، تدارسوا فيه أوضاع الصحافة المصرية ومواقفها فى إطار مواجهة الإرهاب، وخرجوا ببيان ينص على «دعم جميع الإجراءات التى اتخذتها الدولة فى مواجهة العناصر الإرهابية وحماية الأمن القومى للبلاد فى إطار الدستور والقانون»، ورفض البيان «محاولات التشكيك فى مؤسسات الدولة أو إهانة الجيش أو الشرطة أو القضاء بطريقة من شأنها أن تنعكس سلباً على أداء هذه المؤسسات».
واعتبرت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير نشرته أمس، أن إصدار بيان رؤساء التحرير يعد بمثابة «فرض رقابة ذاتية» على الصحافة، معتبرة أن «ارتفاع حدة المشاعر القومية، وتصاعد حملة التضييق على المعارضة أدت إلى إسكات جميع الأصوات الإسلامية والعلمانية، على حد سواء».
وأشارت الصحيفة إلى أن بيان الصحفيين جاء فيه: «نرى أن بيان رؤساء التحرير وما تضمنه من ترويج لعودة عصور الاستبداد والقمع وسيادة الرأى الواحد، إنما يعنى قبول من أصدروه الهزيمة أمام الإرهاب، والخضوع لسلطة لاتزال تعصف بالحريات وتلاحق الصحفيين عبر وسائلها الأمنية، وعبر بعض من أبناء المهنة والمحسوبين عليها».
وتابع البيان: «إن مواجهة الإرهاب واجبٌ وشرف لا علاقة له بتأميم الصحف».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق