وجدتها وجدتها قديما قالها نيوتن واضاء البشريه بالعلم وبقانون الجاذبيه ..-الجاذبيه - التي تعني لدينا شئ اخر.. ونحن معشر المصريين ايضا وجدناها وجدنا الحل.. الحل لكل مشاكل مصر ولكن لم نضيئ سوي المأتم ولم نسمع سوي العويل.ولم نرتدي سوي السواد حداد.
تسعون مليون عدد لا باس به .. يستطيع نصفنا ان ينتحر قبل ان يشعر المجتمع بالنقص.. ولن تشعر حكومتنا باي عار اوعارض اوجاع ضمير فهو ميت من زمن ليس بالقصير ..ولن يشعر العالم بأي حزن وخزي .. اعتقد بهذا الحل سوف ننعم بكل الرفاهيات والحياة سوف تصبغ باللون البمبي ..والامن لن يضطر الي تتبع الكثير وسوف نوفر في الرصاص والقنابل المسيله وبذلك نستطيع ان نحل مشاكل المواصلات ويصبح لكل مواطن كرسي محترم في وسائل المواصلات العابره للمدن والمحافظات ..ولن يموت ويحترق فيها المواطن الغلبان كما تعودنا .. ونستطيع ان نتمتع بمشاهده البرامج والمسلسلات فالكهرباء ستمتنع عن الانقطاع .. وسنتزوج وننجب ونري اعلانات الخمسينات والستينات من جديد شقه للايجار .. وستنخفض الاسعار .. وترجع النظافه وجمال فتره الستينات ..
جاء الحل من الشعب فهنيئا لنا هذا الحل العبقري.. الانتحار وكتابه كلمه النهايه لكل ما نعانيه من ماسي ..اصبح هو الحل الوحيد للهروب من حالة الاكتئاب الممنهجه.. والاحباط وضياع الطريق .. وتشتت مجتمع عن بكرة ابيه . من اختار الانتحار بمصر الفتره الحاليه اختار اسهل الطرق واقصاها تطرف ولنا كمجتمع ان نستيقظ وندرس هذا الامر ..فالمشكله زادت تعقيدا وورثه المنتحرين ستكون قنابل موقوته في وجه المتسبب بهذا الامر.
الانتحار جريمه في حق المجتمع والدوله كما قال ارسطو ام هو افضل من قتل الجلاد كما قال سقراط .. اميل لتفسير ارسطو فالمنتحر يعري الدوله ثواتها يكشفها ويكشف تمزق العفاف فيها الدوله التي لم تستطيع ان تربي اوتعلم اوتنفق او حتي تعطي حق اقل امكانات الحياة لابد وان تعاقب بان ننسحب منها .. ان نطلب حق اللجوء الي الاخره ونتركها بخيرها وشرها .
فنحن الهنود الحمر بمصر.. المواطنين الاصليين المذبوحين فقر وعوز .. نحن المواطن المسكين الذي لابد وان يحل جميع مشاكله بيديه اما بالعمل او بالانسحاب من الحياه بالموت نحن مسيرين بمصر وليس لدينا خيار اخر .. اما نموت بايدينا ام بالقهر او بالرصاص ..فبيدي لا بيد عمرو ..يالها من ملهاه .. تراجيديا علي مسرح مظلم ننتظر الدقات الثلاثه لبدء الفصل الاخير كي يبدا الجمهور اما في الانصراف الي غير رجعه ..او بالصياح مسرحيه فاشله ..
الانتحار هذا الحل السهل المقيت في كل الاديان اصبح لغه الخلاص والتعبير الوحيد عن الرفض لدينا ..نحن كمصريين نمتلك من وسائل تدمير الذات وقتل النفس ومعاقبت المشاعر ..نمتلك الكثير وفطمنا علي الرضا بالقدر اين كان مر او اشد مراره ولم نتمرن او نتعلم اونحاول ان نقرأ عن الامل والايجابيات نحن نستلذ العذاب والبكاء ونتقن اللطميات .
هي اصبحت ظاهره وما المانع ان مات منا عدد فالبقيه تستحق بالتاكيد التضحيه لكي تعيش ..عدمت الدوله الوسائل والافكار والطموح لكي تنهض وتلبي متطلبات مواطنيها.. وعجزت اصلا ان تراهم وان تسمعهم وان تشعر بهم من البدايه ..اصبح الهم الاوحد هي نفسها حيطان الوزارات وتصريحات المسئولين والرد بابتسامه كبيره علي اسئلة الحمقي من الصحافيين والمذيعين..
الا يوجد بيننا رجل رشيد .. رجل يملك القدره علي مواجهه المشكله بكل صعوبتها وقسوتها.. رجل يقول للقائمين يكفي ما نعيشه من مهزله لابد وان نتغيرفالعالم حولنا يضحك علي ما النا اليه والوطن يضيع لتحقيق حلم شخص مريض..رجل يعرف انه سيموت.. ومن فينا يجهل انه سيموت ؟.. رجل ان له ان يظهر ويندد باحتلالنا ولن يكون ندائه من خارج مصر وليس بالفضائيات الملونه ولا بالتصريحات المزركشه .. رجل باع للوطن نفسه من قلب الشارع .. يجهر بالسوء الذي نتمرمغ به علي ان يكون حوله باقه امل من شباب لديه الرغبه بالحياه الصحيحه المحترمه ..الا يوجد رجل واحد بمصر.
قل لي متي اخطا مسئول وتمت محاسبته؟ .. فل لي ماذا حدث لمن استباح دماء شبابنا في 25 ينايروماذال يعبث بنا كشعب ؟ .. اقل لك في اي دوله تعيش ولاي وقت ستستمر تلك الدوله الظالم اهلها لبعضها .
سحقا للبائعين وسحقا للمتخاذلين وسحقا لنا اجمعين ان لم نعرف الطريق ونلتف ونبدا من جديد دولة الظلم ساعه ودوله الخير والعدل والضمير لابد وان تكون لكل ساعه. هل لنا فيمن لا يخزلنا لنتبعه فلنبدا نحن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق