ظل الاعلام المصري علي مدار عام كاملا هو مدة حكم الرئيس مرسي يملأ الدنيا صراخا ليلا و نهارا عن حرية الاعلام و عن نية مرسي و “جماعته” تكميم الافواه حتي اذا جاءهم حكم العسكر رأي القاصي و الداني المعني الحقيقي لتكميم الافواه من غلق قنوات و مصادرة صحف و حتي اعتقال و قتل الصحفيين
حرية التعبير في مصر
الاعلام و مرسي : نقد ام اساءة؟
خلال حكم الرئيس مرسي ظلت اكثر من 40 قناة حكومية و خاصة ( جميعهم تابعين لفلول نظام مبارك) يكيلون التهم و حتي الشتائم للرئيس مرسي و ” جماعته” كما يحلو للاعلام المصري ان يطلق عليهم دون ان يتعرض لهم الرئيس او يغلق اي قناة . بالرغم من التجاوزات التي كانت تستلزم الردع في بعض الاحيان كما سنوضح لاحقا بالامثلة.
فتلك الفترة من عمر الاعلام المصري تميزت بقدر كبير من عدم المهنية فاصبح لا فارق بين النقد و المعارضة و حرية الرأي و بين الاساءة اللفظية و حتي التحريض علي شخص الرئيس.
فحين يطل علينا احد الاعلاميين و هو توفيق عكاشة ليهدد الرئيس صراحة انه سيضربه و لن يستطيع احد ان يخلصه منه اذا ذهب الي جنازة الجنود الذين قتلوا في سيناء فلا احد يستطيع ان يقول ان هذا نقد او اعلام من الاساس.
و حين يظهر علينا اخر و يقول ان من في القصر الجمهوري هذا رجل مجنون و يجب اقتحام القصر و قتله او اعتقاله فعن اي حرية نتحدث.
هذا بالاضافة الي الكثير من الشتائم مثل ” اهانة الرئيس واجب وطني” و الرئيس الفاشي” و ” المجنون” و القائمة تطول.
و كذلك الهجوم المستمر علي افعال الرئيس حتي و ان كانت الصلاة كما قال محمود سعد منتقدا صلاة مرسي في الجامع كل جمعة.
الانقلاب و تكميم الافواه:
حتي جاء الثالث من يوليو يوم الانقلاب العسكري ليميز كل من له عقل بين الحرية التي سادت عهد مرسي و عصر الانقلاب العسكري.
فمنذ الوهلة الاولي لبيان الانقلاب تم غلق كل القنوات المؤيدة لمرسي و تسويد شاشاتها و اعتقال العاملين بها علي الهواء مباشرة ثم أعقب ذلك غلق الصحف تباعا .
و لم يكتفي العسكر بغلق القنوات ذات الطابع الاسلامي فقط بل طال التضييق الاعلامي كل من يعارضهم الرأي مثل باسم يوسف الاعلامي المشهور الذي اشتهر بنقده اللاذع و حتي المتجاوز بحق مرسي و الاخوان و رموز التيارات الاسلامية . فمع اول حلقة لبرنامجه بعد الانقلاب العسكري بدأ التضييق عليه حتي ترك القناة التي كان يعمل بها و تعاقد مؤخرا مع قناة جديدة اشترطت عليه عدم تناول موضوعاته للجيش.
و كذلك العديد من الصحفيين منعوا من الكتابة لانتقادهم للحكم العسكري مثل وائل قنديل و محمد القدوسي و مؤخرا بلال فضل.
اعتقال و قتل :
و كل هذا غير الصراع المحتدم بين النظام العسكري و قناة الجزيرة القطرية الذي وصل الي حد مصادرة تراخيص العمل و مصادرة معدات التصوير و اعتقال المراسلين و اتهامهم بالارهاب و هذه التهم تشمل 20 صحفيا مطلوبين للمحكمة 8 منهم قيد الاعتقال بالفعل
و بالاضافة الي مراسلي الجزيرة هناك صحفيون قد اعتقلوا اثناء فض رابعة في 14 اغسطس الماضي و لم يروا الشارع منذ ذلك اليوم. و كذلك صحفيين اعتقلوا اثناء احداث مسجد الفتح بالقاهرة.
و قبل كل هذا لا يجب ان ننسي دماء شهداء عيون الحقيقة الذين سقطوا بنيران العسكر بعد الانقلاب العسكري و الذين بلغوا 7 صحفيين من ابرزهم احمد عاصم شهيد مذبحة الحرس الجمهوري و حبيبة عبد العزيز شهيدة مذبحة فض رابعة.
الاعلام المؤيد للانقلاب في واد آخر
بالرغم من كل التجاوزات في حق الصحفيين و القمع الفكري الممارس نجد قنوات فلول نظام مبارك لا تشغل بالها سوي ببث الفرقة و الانقسام بين ابناء الشعب المصري من خلال تبنيها خطاب اقصائي فاشي و ما زال الهجوم علي مرسي و ” جماعته” هو عذب الحديث بالنسبة اليهم .
فهؤلاء الاعلاميون قد بدت البغضاء من افواههم و ما تخفي صدورهم اكبر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق