انقرة ـ اسطنبول ـ (أ ف ب) – قال مصدر حكومي تركي لوكالة فرانس برس الاثنين ان تركيا لم تبرم “اتفاقا جديدا” مع الولايات المتحدة يجيز فتح قواعدها امام طائرات التحالف الدولي التي تشن غارات على اهداف تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق.
وقال المصدر طالبا عدم كشف هويته “لا يوجد اتفاق جديد مع الولايات المتحدة بخصوص انجرليك”، في اشارة الى القاعدة الجوية الواقعة جنوب تركيا.
والاحد اعلن مسؤول اميركي في وزارة الدفاع طالبا عدم كشف هويته ان حكومة انقرة سمحت للجيش الاميركي باستعمال منشآتها لشن غارات على تنظيم الدولة الاسلامية.
وشدد المصدر الحكومي التركي ان “موقفنا واضح، ليس هناك اتفاق جديد”، مذكرا بان الاتفاق الساري حاليا بين تركيا والولايات المتحدة لا يسمح للجيش الاميركي بالوصول الى قاعدة انجرليك، قرب اضنة (جنوب) الا ليقوم بمهمات لوجستية او انسانية.
واضاف ان “المفاوضات مستمرة على اساس الشروط التي وضعتها تركيا سابقا”.
وترفض تركيا في الوقت الراهن الانضمام الى التحالف العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لان الغارات الجوية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية قد تعزز معسكر الرئيس السوري بشار الاسد العدو اللدود للحكومة التركية الاسلامية المحافظة.
واشترطت السلطات التركية قبل المشاركة اقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي في شمال سوريا وتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة واعادة التأكيد على ان الهدف هو قلب نظام دمشق.
ومن جهة اخرى شن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هجوما غاضبا الجمعة على امثال “لورانس العرب” الجدد الذين قال انهم مصممون على احداث الاضطرابات في الشرق الاوسط.
ولورانس العرب هو الضابط البريطاني تي.اي لورانس الذي ساعد القادة العرب في ثورتهم ضد قوات الامبراطورية العثمانية في الصحراء في الحرب العالمية الاولى.
ولا يزال لورانس يعتبر بطلا في بريطانيا والعديد من الدول العربية خصوصا بعد النجاح الذي لقيه الفيلم الذي يروي قصتة في الستينات.
الا ان اردوغان اوضح انه يرى الضابط البريطاني الذي اشتهر بارتدائه الملابس العربية، على انه رمز للتدخل الخارجي غير المرغوب فيه في المنطقة التي يجب ان يكون لتركيا نفوذ فيها.
وقال اردوغان في كلمة متلفزة في جامعة في اسطنبول ان “لورانس كان جاسوسا بريطانيا متنكرا في زي عربي”.
واضاف “يوجد الان العديد من امثال لورانس الجدد المتطوعين المتنكرين في زي الصحافيين ورجال الدين والكتاب والارهابيين”.
واكد “ان واجبنا يقتضي ان نشرح للعالم انه يوجد امثال لورانس في الوقت الحاضر خدعتهم منظمة ارهابية”، دون ان يحدد تلك المنظمة.
ولم يتضح ما اذا كان هجوم اردوغان موجه لجهة معينة، الا انه موجه الى القوى الخارجية التي يشعر بانها ترغب في اضعاف تركيا وزعزعة الشرق الاوسط.
كما هاجم في كلمته حزب العمال الكردستاني المسلح وكذلك حليفه السابق وعدوه الحالي رجل الدين التركي المنفي فتح الله غولن.
وقال “انهم يصنعون اتفاقات سايكس بيكو وهم يختبئون وراء حرية الصحافة وحرب الاستقلال او الجهاد” في اشارة الى الاتفاقية بين بريطانيا وفرنسا لتقسيم الدولة العثمانية الى مناطق نفوذ.
وكان لورانس يعمل وسيطا بين القوات البريطانية والزعماء العرب خلال الثورة العربية ضد الحكم العثماني. وقتل في حادث دراجة نارية في 1935.
وتاتي تصريحات اردوغان فيما تسعى تركيا للحفاظ على الاستقرار الاقليمي وسط تقدم تنظيم الدولة الاسلامية في القتال ضد الاكراد في مدينة كوباي السورية على الحدود مع تركيا.
وقال اردوغان “كل نزاع في هذه المنطقة تم التخطيط له قبل قرن” عندما كان يتم اعادة ترسيم الحدود في الشرق الاوسط بعد الحرب العالمية الاولى.
واكد “ان دورنا هو وقف ذلك”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق