تحت عنوان: انسحاب مركز كارتر ( للديمقراطية من مصر وإغلاق مكتبه فى القاهرة) توبيخ لمصر (السيسي) كتبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية واسعة الانتشار افتتاحيتها الصادرة اليوم الأحد، والتى تعد الافتتاحية الثانية خلال 10 ايام فقط.
وأوضحت "نيويورك تايمز" إن ما فعله مركز كارتر كان بسبب "المناخ السياسي القمعي", الذي تشهده مصر هذه الأيام, كما أنه استهدف تنبيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما لأمرين خطيرين بشأن ممارسات نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي فى مصر.
وتابعت: " الأمر الأول, أن القمع الذي يمارسه نظام السيسي, سيدفع المصريين المتضررين لمزيد من العنف والتطرف، وهو ما سيترتب عليه زعزعة استقرار مصر والمنطقة، والأمر الثاني, هو أن مصر تبتعد عن المسار الديمقراطي، ويجب على أمريكا التوقف عن غض الطرف عن الانتهاكات التي تحدث هناك، حفاظا على معاهدة السلام بين تل أبيب والقاهرة, والضغط بدلا من ذلك على نظام السيسي للتخلي عن المسار السلطوي، الذي يسير فيه, والذي يهدد المنطقة بأسرها".
واتهمت الصحيفة عبد الفتاح السيسي أول رئيس فى مصر بعد الانقلاب العسكري باستغلال تطلع الشعب المصري، وتمسكه بالاستقرار، في سبيل تحصين بقائه في منصب الرئيس"، حسب تعبيرها.
وأضافت:"السيسي يحظى بدعم قوي من حلفائه في الداخل، وترويج إعلامي لشخصيته بما يفوق الهالة التي كانت حول الرئيس المخلوع حسني مبارك", مشيرة إلى أن "احتكار السلطة", الذي تشهده مصر حاليًا، لم تشهده منذ عهد محمد على باشا، وأشد قمعا مما كان يحدث في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك .
وكانت "نيويورك تايمز" نشرت أيضا "افتتاحية نارية" في 8 أكتوبر الجاري هاجمت فيها عبد الفتاح السيسي ونظامه الجديد، ودعت واشنطن والبيت الأبيض لتغيير سياساتهما تجاه القاهرة، فيما كان العنصر الأكثر وضوحا في تلك الافتتاحية أنها تأتي بعد أيام على أول زيارة للسيسي الى نيويورك وأول خطاب يلقيه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو الخطاب الذي قالت وسائل إعلام عالمية إنه كان يهدف الى "إنشاء موطئ قدم له لدى المجتمع الدولي".
وتعتبر "نيويورك تايمز", التي تحمل لقب "السيدة العجوز" واحدة من أهم المؤشرات على المزاج العام لدى النخبة في الولايات المتحدة، كما أن الصحيفة تؤثر في صناعة القرار الأمريكي وخاصة المتعلق بالسياسات الخارجية.
ودعت "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها إلى ربط المساعدات السنوية الأمريكية التي تقدم للجيش المصري والتي تبلغ قيمتها 1.2 مليار دولار بتحقيق تقدم على مستوى الحريات والديمقراطية، كما دعت إلى مراجعة شاملة لطبيعة العلاقة مع مصر في الانقلاب العسكري حيث وصفت الصحيفة ما حدث في مصر يوم الثـالث من يوليو 2013 بأنه "انقلاب عسكري", كما قالت إن الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالسيسي كانت "مزورة" .
وقالت الصحيفة إن جماعة الإخوان المسلمين التي تصدّرت المشهد السياسي بعد ثورة يناير، يقبع أعضاؤها في السجون حاليا، مع اعتبارها جماعة إرهابية، وهو أمر "غير عادل"، وهو ما قد يجعلهم "عرضة للتشدد"، في وقت تقوم فيه الولايات المتحدة بإنشاء تحالف لمحاربة تنظيم "داعش"المتطرف.
وتابعت الصحيفة "حكومة السيسي أحكمت قبضتها على وسائل الإعلام التابعة للدولة، في حين ينتظر صدور قانون غامض يشدد العقوبات على الأفراد الذين يتلقون تمويلا أجنبياً، ويجعل ذلك جريمة يعاقب عليها بالحبس مدى الحياة، بحجة محاربة الإرهاب، وهي الحجة التي استخدمتها الدولة من أجل إعاقة الجمعيات التي تدعو للديمقراطية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق