يحمل نتنياهو في جعبته صورة مقاتل من حماس يُعدم عميلا، ليقنع أوباما في لقاء «القمة» بينهما (أمس الاربعاء)، ان حماس هي داعش (لا راحت ولا أجت)، ويجب حشد تحالف دولي لمحاربتها ونزع سلاحها، ويهمس في أذنه سرًا «الفرق بين حماس وداعش هو ان حماس تعدم الناس برصاصة في الرأس، بينما داعش يشيل الرأس من أساسه».
أوباما ومساعدوه لن يذكروا طائرات وبوارج ومدفعية نتنياهو وأفعالها الطازجة بأهل قطاع غزة، لسببين، الأول وهو الأهم ان نتنياهو ليس مسلما كي يُتهم بأعمال إرهابية أو جرائم حرب وإبادة شعب، وثانيا وهو الأقل أهمية، وهو ان أطفال ونساء ورجال غزة لا شيء، ليس لأمهاتهم قلوب ولا دموع، وما من تحالف دولي – عربي يطلب ثأرا لهم، ولا سلاح جوٍ عربي أمريكي أوروبي مشترك، ولا سرب طائرات تقوده فتاة عربية خليجية للتلويح فقط لا غير لإسرائيل بضرورة وقف عدوانها ورفع حصارها عن أكثر بقاع الأرض اكتظاظًا في العالم.
وليسمح لي العالم الحُرّ ان أصفه بانه حقير ومنحط وسافل ومنافق، يستكثر على ضحايا الإرهاب الرسمي ان يتألموا، ويكشّر في وجوههم إذا طلبوا حماية دولية، ويلوح لهم بحق النقض، لان الجرائم لا توصف بالإرهاب مهما بلغت في وحشيتها إلا إذا كان مرتكبوها مسلمين، كذلك لا يكون المرء إرهابيا إلا إذا نطق بان لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولهذا ولكي يعترف العالم بان ما قامت به إسرائيل وجيشها هو جرائم حرب وإرهاب، لا بد من إشهار نتنياهو لإسلامه، لا أعرف كيف سيتم هذا، ولكن لا توجد طريقة أخرى لاعتراف أمريكي بجرائم الحرب الإسرائيلية إلا بأن يشهر بيبي أو وزير حربه أو رئيس أركانه إسلامهم، فقط حينئذ سوف يستفيق العالم ويعترف بان ضحايا قطاع غزة هم من البشر. تخيّلوا معي لو ان إلهاما ما هبط على نتنياهو في منامه فأشهر إسلامه، حينئذ سيفهم العالم السبب الحقيقي وراء جرائم جيشه، سوف تنزاح الغمامة عن العيون، وسوف يصبح وحشا همجيا لا رحمة في قلبه، سوف يرى العالم انه هولاكو العصر، وسوف تبدأ المشاورات العربية الدولية لإقامة تحالف دولي بتمويل عربي لوقف هذا الإرهابي المسلم المدعو (أبو يائير الأورشليمي) – عند حده، ولكن بما انه لم يشهر إسلامه حتى الان، وما زالت الصهيونية تجري في عروقه، فهو يدافع عن نفسه، وكان وما زال وسيبقى الضحية الأبدية، حتى عندما تطلق سفنه الحربية قذائفها على أطفال يسرقون فرحة مُرمِلة على رمال الشاطئ، فبوارجه الحربية تدافع عن نفسها، وأحدث قاذفة أمريكية تقذف الخطر عن نفسها من أسرة قضت نصف شهرها بالجوع، وأحدث صاروخ أمريكي موجه بالقمر الصناعي يصرخ ألما أمام شراسة رجل غزاوي لا يكف عن غزو جهات الريح وراء رغيف وعلبة تونا.
وما دام نتنياهو لم يشهر إسلامه بعد، ولم يختلف معنا على ظهور أو عدم ظهور هلال ذي الحجة، فعلى الفلسطينيين ان يصبروا ويتقبلوا ويعترفوا بحقه بحصارهم وتجويعهم وقتلهم، وان يسهلوا له مهمته، بأن يضربوا وان يشتموا ويهددوا ويتوعدوا بعضهم بعضا، وعليهم ان يقبلوا بتقسيماته لهم بين إرهابي خطير وإرهابي ثقيل ثم خفيف، وإرهابي خفيف جدا، وان يقرّوا بأنه لا يوجد بينهم حتى الآن واحد يصلح شريكا لصنع السلام! فهناك مواصفات قاسية لمن يود ان يصبح شريكا في طهو طبخة السلام، عليه ان يتدرب على (اليوغا) سنين طويلة حتى يمحو نفسه تماما من الوجود، وان يقرّ بان هذه ليست بلاده، وإذا كان لاجئا ان يعترف بأن لا حق له بشيء، ان يدين أهله وأجداده ويحملهم مسؤولية رحيله، وعلى المقيم في وطنه ان يعترف بانه عاهة وعالة على دولة اليهود مثل قنديل البحر المُلوِّث للشواطئ النظيفة، وأن يعترف انه وُلد أصلا في هذا المكان لخدمة شعب الله المختار الذي لا يلوث يديه في الأعمال السوداء، وعلى القابع في الضفة الغربية ان يعترف للصهيوني بحقه بأن يقبعه من أرضه وبيته، كما حدث في (غزوة سلوان) قبل يومين، حيث طُردت عائلات من بيوتها واستوطنها مكانهم مستوطنون كما لو كنا نعيش في العصر الطباشيري. لو أسلم نتنياهو لقلنا انها ممارسات أبو يئير الأورشليمي الهمجية، ولكن حتى هذه اللحظة على الفلسطيني ان يتقبل كل ما يحدث له بروح رياضية ما دام ان نتنياهو لم يشهد بعد بأن محمدا رسول الله، وان لا تحدثه نفسه الأمارة بالسوء بأن يقاوم ولو بحصاة، لأنه سيدخل قائمة الإرهاب التي لن يخرج بعدها منها أبدا.
على الفلسطيني في قطاع غزة ان يقر بأن الجريمة الأساسية بدأت منه لأنه قاوم، وهو المجرم لأنه طالب بحقه في الحياة، فهو ضحية نفسه.
صبيحة عيد الأضحى يوم السبت القريب يصادف يوم الغفران العبري، نأمل ان يمُرّ العيدان بدون صدامات بين العرب واليهود في المدن المختلطة مثل عكا، حيفا، اللد، الرّملة وغيرها، كما حدث في عكا قبل ست سنوات، لأن الغفران يوم صيام ومنع لحركة السيارات والعمل أو إشعال النار أو الكهرباء، وعكس ذلك تماما لدى المسلمين، وربما أشعل مغامر عربي مقيم بين اليهود كانونا على شرفة بيته لشواء سيخ من اللحم قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، وبما انه غفران وأضحى في يوم واحد، وقد تتداخل صلواتنا بصلواتهم، وزيارة أمواتنا وأمواتهم، أدعو الله ان يهدي بنيامين بن تسيون نتنياهو إلى نور الإسلام لعله يجد أخيرا من يحاسبه على جرائمه ويدخله هو وقادته في قائمة الإرهاب والإرهابيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق