كثير من الناس مفكرين وغير مفكرين سياسسيين و اعلاميين ، يجلدون التاريخ الاسلامي و يصبون جام انتقاداتهم على الموروث الفقهي و التاريخي لانحيازه لبعض السلاطين و الأمراء ، بل يتخذون من النصوص الشرعية مبررات لتصرفاتهم و سياساتهم بل يصولون و يجولون بين ثنايا الكتب الحديثية ليتصيدوا أحاديث ضعيفة أو واهية لتكون منطلقا لرفع الحرج عن ظلم السلاطين وجورهم ، بل يفتون لقتل الشعوب التواقة للحرية التي تعد مقصدا أساسيا من مقاصد الشريعة الاسلامية و أساسا من أسس التوحيد الذي هو عبادة الله وحده .
واليوم يطلع علينا الأزهر الشريف بفتاوى من علماء ينتسبون لهذه المؤسسة الدينية العريقة الذين نجهل نسبتهم للعلم و المعرفة بفتاوى أقل ما يقال عنها فتانة ، تزرع بين الأمة الشقاق و الخلاف ، و تؤسس لوضع مأساوي ملامحه ظاهرة في الأفق ، وتحاول تكرار تاريخا لا زالت الأمة تعيش أخطاءه ، ولا زالت الشعوب تتهمه .
فماذا تقول اذن الأجيال القادمة عن الأزهر و علمائه ؟ ماذا تقول عن اصطفافه مع الانقلاب و اغتصاب السلطة ؟ هل يبرر تصرفه بحقن دماء المسلمين أم بدرء الفتنة ؟ ألا في الفتنة سقطوا و لدماء المسلمين استباحوا و لتقسيم الشعوب باركوا و لبيع الأقصى وافقوا و تطاولوا على دول عريقة أحبت الاسلام و احتضنت دعوته و جاهدت من أجله و خرجت علماء فطاحل يشهد لهم التاريخ و المكان ( ابن رشد ، ابن حزم ، ابن عبد البر ، الباجي … وغيرهم كثر لا يتسع المقام لعدهم ولا تكفينا مقالة لتدوين أسمائهم ) هؤلاء أناروا مغربنا و مشرقنا بنور العلم و المعرفة و لازالوا الى يومنا هذا …
ألا تجلد هذه الأجيال القادمة حاضرنا و تحمله مسؤولية تخلفنا و تتهم فتاوانا ” الأزهرية ” بالخائنة و المخدرة للشعوب ، ألا تتهم الاسلام العظيم بهذه الفتاوى ؟
ألا تلعن الأجيال القادمة هذه الفتاوى المنتنة ، ألا يخاف هؤلاء المفتون ، الموقعون عن الله من رب العالمين ، أي أرض تأويهم و أي سماء تظلهم بعد التوقيع عن الله عز وجل تحت سلطة البترول و الدرهم و الدينار .
على علماء الاسلام الربانيين الخروج الى العلن و تسجيل مواقفهم و ابداء آرائهم نصرة للفتوى الشرعية و دفاعا عن الفقه و مؤسسة الفقه و الحفاظ على هيبتها حماية للشريعة الاسلامية من هؤلاء الفتانين الذين لا أراهم سوى أن سقطوا في آبار البترول …
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق