فى تقرير لها نشر، أول أمس، حذرت مجلة "فوربس" الأمريكية من الممارسات القمعية التى يلجأ إليها نظام الانقلاب ضد معارضيه فى مصر، مؤكدة أنه لا استقرار فى مصر فى ضوء القمع.
وذكرت المجلة أن "الاستبداد الحالى فى مصر تمنّاه الرئيس المخلوع حسنى مبارك"، معتبرة أن "الثورة فى مصر تلاشت بعد قيام الجيش بإعادة بناء الهيكل القمعى".
وأضافت أن "الجيش المصرى مكّن قائده عبد الفتاح السيسى من الوصول إلى الرئاسة؛ ليسير على خطى جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وحسنى مبارك؛ معتبرة أنه سهّل قبل ذلك عملية الإطاحة بمبارك؛ لمجرد أن الأخير خطط لتحويل مصر من الحكم العسكرى إلى نظام الأسرة الحاكمة".
ونقلت المجلة عن أحد الدبلوماسيين الأميركيين قوله: "إن نظام السيسى ضعيف"، مشيرا إلى أن "مظاهر الارتباك والازدحام والفوضى تعم القاهرة، ولا يشعر الزائر بالأمن إلا بالقرب من المواقع الحساسة، مثل وزارة الداخلية".
ولفتت، إلى أن "الرأسماليين الذين استفادوا فى عهد مبارك، تلاعبوا بالأسواق فى عهد الرئيس محمد مرسى، مما أدى إلى تفاقم المصاعب الاقتصادية،
واستغل الجيش المظاهرات؛ لتبرير استيلائه على السلطة".
وتضيف "أعاد الجيش على وجه السرعة إنشاء الدولة العميقة فى مصر، وتولى السيسى المسئولية بدلا من مبارك، وعينت الحكومة محافظين من الجيش، وأحيَتْ الشرطة السرية وأجهزة المخابرات، وفرضت قيودًا صارمة على المعارضة، وحاكمت المتظاهرين أمام محاكم عسكرية، واعتقلت نحو 22 ألف شخص، وتعرض كثير منهم للتعذيب، وأجريت محاكمات جماعية دون أدلة، وحكم على مئات المتظاهرين بالإعدام فى وقت واحد، وعلى مراهقات بالسجن لفترات طويلة؛ لتنظيمهم احتجاجات سلمية، وفرض النظام برنامجًا شاملاً؛ لمراقبة وسائل الإعلام الاجتماعية".
ونقلت "فوربس"، عن أحد المنظمين لحرية الصحافة فى القاهرة، قوله: "قُتل 10 صحفيين، وأطلق النار على العشرات منهم، وجرح أكثر من 100 تعرضوا للاعتداء، واعتُقل عشرات آخرين، وطُرد بعضهم، ومنهم مذيعة شهيرة بعد تلميحها، بأن ما حدث فى مصر انقلاب، واعتراضها على أوضاع الصحفيين بشكل علنىّ.
واعتبرت أن هذا الوقت أسوأ من أى وقتٍ مضى بالنسبة للصحفيين. ورأى مراسل آخر أن الصحافة أصبحت جريمة؛ وأكد التقرير أن "القمع لن يحقق الاستقرار".
وذكرت أن " دانيال بنيامين المسئول بوزارة الخارجية الأمريكية، أكد أن قمع الإسلاميين فى مصر، هو مرحلة أساسية فى ظهور الفكر الجهادى المعاصر".
ورجَّحت المجلة تكرار هذه التجربة، مشيرة إلى ارتفاع وتيرة الهجمات الإرهابية فى العراق وسورية، محذِّرة من تحوّل الكثير من الشباب إلى التطرّف، باعتباره السبيل الوحيد أمامهم؛ لتحدى نظامٍ يمنع المعارضة السلمية بشكلٍ متزايدٍ.
ورأت "فوربس" أن "الولايات المتحدة لن تستطيع تغيير الأحداث فى القاهرة". ولفتت إلى أن "إدارة أوباما ارتكبت خطأً كبيرًا بتأييدها مبارك، على الرغم من الاحتجاجات الشعبية، ودعمها لمرسى بعد انتخابه، ثم معارضة الانقلاب فى البداية، وقبوله بعد ذلك، ومباركة خطط النظام العسكرى".
وختمت المجلة تقريرها، بالقول: "يجب على الإدارة الأميركية التوقف عن استخدام المساعدات الخارجية؛ لرشوة قادة الجيش فى مصر، ولا ينبغى على الأميركيين أن يدفعوا مقابل حفظ السلام، أو لأى شئ آخر، وسيبقى نفوذ واشنطن محدودًا، وسيفعل نظام السيسى كل ما يرى أنه ضرورىٌّ؛ للاحتفاظ بالسلطة، ويبدو أن مصر سينتهى بها المطاف لتصبح بلا حرية أو استقرار".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق