الشعب - محمد جمال عرفة
قال تقرير لمجلة "لوموند ديبلوماسيك" الفرنسية: "إن الجيش والشرطة المصرية باتت تتبع سياسة الأرض المحرقة فى تعاملها مع أهالى سيناء، وأنه تم تدمير قرى يعيش فيها جهاديون من تنظيم أنصار بيت المقدس، وارتكاب جرائم قذرة هناك نتج عنها هدم منازل ومساجد وحرق معارضين.
وقال التقرير الذى نشرته المجلة 24 سبتمبر الجارى تحت عنوان (Au Sinaï, une « sale guerre » qui ne dit pas son nom): قامَ الجيشُ المصريُّ، يوم 10 أغسطس 2013، بمهاجمة قريتين يعيشون فيها جهاديون من أنصار بيت المقدس. ولأول مرة منذ 1967، دخلت طائرة هليكوبتر مصرية المنطقة (ج)؛ لتقصف قريتى "التومة"، و"المقاطعة".
وقالت: "إن الانتهاكات التى ترتكبها قوات الجيش ضد المدنيين فى سيناء "تبقى دون عقاب؛ ففى سيناء، كلّ شيء مباح بما ذلك تدمير المنازل دون إذن القبائل، وحرق الأكواخ التى تأوى الأشد فقرًا والمسنّين، واقتلاع أشجار الزيتون، وإطلاق النار على بعض المنازل، وقتل النساء والأطفال، والاعتقال العشوائى لبعض المشتبه فيهم، وغلق العشرات من الأكشاك والمحلات والتهجير القصرى والاختفاء المنظم، وكذلك التعدّى على الصحفيين والباحثين"، بحسب ما كتب الباحث إسماعيل الإسكندرانى فى المجلة.
وأضافت أنه نتج عن استياء تنظيم بيت المقدس من العنف وجرائم الحرب المرتكبة خلال العمليات العسكرية للجيش والشرطة المصرى فى سيناء، والتى بدأت يوم 7 سبتمبر 2013 والمستمرّة إلى الآن، أن جنّد "أنصار بيت المقدس" المزيد من المقاتلين.
وقالت "لوموند": "إنه بعد أربعة أشهر من هذه الحرب المفتوحة، أعطى "أنصار بيت المقدس" دليلًا على حيويته من خلال ثلاث عمليات نوعية نفذت فى يناير 2014: الأولى: إطلاق صاروخ جراد على إيلات يوم 21 يناير.
والثانية: استهدفت مديرية الأمن فى وسط القاهرة، بعد يوم من تحذير وزير الداخلية كلّ مَن يحاول الاحتفال بـ"ثورة 25 يناير" أمام مركز شرطة. والثالثة ـ والتى لاقت انتشارًا إعلاميًّا واسعًا ـ: إسقاط طائرة عسكرية مصرية، يوم 25 يناير ومقتل طاقمها.
وفى ردّ انتقامى على هذا، قام عسكريون غاضبون بتدمير قرية اللفيتات، كما شنّوا غارات ليلية على مدينة البرث.
ونوهت "لوموند ديبلوماتيك" إلى أن العنف غير المسبوق الذى تلى انقلاب الجيش على الرئيس محمد مرسى استفز مقاتلى أنصار بيت المقدس، فالهجمات التى نفّذت ضد الإخوان، وغيرهم من المتظاهرين الإسلاميين فى شهر رمضان 2013 (ساعة الصلاة فى المساجد)، والشكوك المستمرّة التى تحوم حول المتدينين، صوّرت لهم أن ما يحدث ليس سوى حرب على الإسلام.
وقالت المجلة الفرنسية: "إنه خلال هذه الأشهر الطويلة، نجح الجيش المصرى فى فرض تعتيم إعلامى على كلّ ما يحدث فى شمال سيناء؛ إذ تمّ الاعتداء على الصحفيين والنشطاء واعتقالهم وتعذيبهم أو ملاحقتهم ممّا اضطرهم للاختفاء، أما الصحفيون الأجانب فقد تم ترحيلهم".
كما يتم قطع الاتصالات يوميًّا وفرض حظر تجوّل ساعة قبل الغروب.
وأن كل هذا ـ بما فى ذلك العقاب الجماعى والتعسفى للسكان ـ لم يمنع "أنصار بيت المقدس" من إطلاق المزيد من الصواريخ على إسرائيل، خلال الحرب على غزة فى يوليو ـ أغسطس 2014، إذ أطلقت صواريخًا من المنطقة ذاتها على إسرائيل.
وأنه عندما نجح الجيش المصرى فى منع إطلاق صواريخ مرة ثانية على إسرائيل، يوم 13 يوليو 2014، استهدف "أنصار بيت المقدس" معسكرًا للجيش شرقى العريش.
فأصاب الصاروخ الأول الهدف؛ إلّا أنّ الصاروخ الثانى قد سقط على المنازل المجاورة، ممّا أسفر عن مقتل 7 مدنين من بينهم طفلة عمرها 10 سنوات، وعن إصابة 9 آخرين بجروح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق