أعلنت واشنطن الحرب بتحالف دولي جديد, والعدو المعلن فيها تنظيم الدولة الاسلامية. وهناك أعداء آخرين مشمولين بهذه الحرب لم تعلن عنهم وإنما تشير إليهم, أو تلمح عنهم ببعض التصريحات. وهذه الحرب ستضاف لحروبها السابقة, والتي هزمت في بعضها, وتتسول مساعدة دول لتؤمن لها الهروب من حروب أخرى, وحروب مازالت قائمة ولم تحسم بعد.
عمليات السيناريو والانتاج والمونتاج لهذه الحرب تم الانتهاء منها منذ زمن طويل. والتبرير والترويج لهذه الحرب أسند لساسة ومثقفين ومفكرين ووسائط إعلام عربية ودولية. وذلك بهدف تعبئة وتشجيع الرأي العام الأميركي والدولي والعربي والاسلامي على قبول هذه الحرب المعلنة على تنظيم الدولة الاسلامية والتي ستطال أطراف أخرى مشمولة ومستهدفة في هذه الحرب لوم يعلن عنها قصداً لتكون من أسرار هذه الحرب. وتجلى ذلك بالأمور التالية:
فوسائط الاعلام, وساسة واعلاميين ومثقفين ومفكرين ممن يعملون في وسائط إعلامية ومراكز بحثية بدول تكتظ بالقواعد العسكرية الأميركية وقواعد الناتو وعناصر المخابرات الأميركية والاسرائيلية, راحوا يناصبون العداء لأنظمة ومعهم تنظيم الدولة الاسلامية. ويعتبرون أن عمليات التنظيم تخدمهم وتضر بخصومهم وبقوى المعارضة.
والنائب بيتر كينغ, وقف خطيباً وواعظاً, ليقول: تنظيم داعش يشكل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة الأميركية. والسيناتور جون ماكين, راح يصرخ ويقول: أدعوا إلى ضرب داعش في سوريا والعراق. والسيناتور ليندسي غراهام, طل علينا وكأنه حكيم زمانه ليقول: إن استخدام القوة الجوية لمنع داعش من الاستيلاء على ة أربيل وبغداد لا يكفي. ويجب أن نستمر في مهاجمته. وليست هناك من قوة في الشرق الأوسط يمكنها تحييد أو احتواء أو تدمير هذا التنظيم دون مساعدة القوة الجوية الأميركية. وإن تنظيم الدولة الاسلامية لبلاد العراق والشام تهديد وجودي لوطننا. وإذا لم يُقدم أوباما على مهاجمة التنظيم، فإنهم سيأتون إلى واشنطن. وأفكر أن بلادنا قد تقع في مرمى النيران بسبب قدرة الإرهابيين على العمل في سوريا والعراق. ويأيها السيد الرئيس اوباما ما هي استراتيجيتك لثني هؤلاء الأشخاص عن مهاجمة وطننا؟. وهذا النائب لم يُهجر, كما هُجر الكثير من السوريين والعراقيين والفلسطينيين وغيرهم.
وأنضم إلى هذه الجوقة النائب ألن ويست وهو مقدم متقاعد في الجيش الأمريكي، حين فند أخطاء إدارته بقوله: الإفراج من جانب واحد عن خمسة من كبار قادة طالبان بينما لا يزال العدو يقاتلنا, وتوفير أسلحة الدعم لجماعة الإخوان المسلمين, والتفاوض مع حماس, وإعادة أموال العقوبات التي تقدر بمليارات الدولارات للنظام في إيران مع السماح لهم بالمضي في برنامجهم النووي, ورفع الحظر المفروض منذ عام 1983م عن الليبيين لحضور مدارس لتعليم الطيران في بلادنا, ودراستهم للعلوم النووية,يمكنني أن أفسره: إن باراك حسين أوباما متطرف في تصرفاته على صعيد السياسية الخارجية ويدعم الفكر المتطرف. وأي شخص يدعم رفع هذا الحظر الليبي هو عدو للدولة. ولجنة قضائية قالت أن التهديد الإرهابي القادم من ليبيا مستمر. ونقول لهذا النائب والضابط: لماذا تبارز في الاعلام ولا تبارز في مجلس النواب؟
ووزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل، قال في مؤتمر صحفي مع الجنرال ديمبسي في واشنطن: ان عمليتنا أثرت سلباً على داعش, ونحن نعمل على استراتيجية طويلة الامد. وأنني أرجح أن تكون الحرب على داعش في العراق طويلة الامد أيضاً. وطلبنا من الكونغرس خمسة مليارات دولار لمكافحة الارهاب في العراق. وأنه يمكن هزيمة داعش إذا تمت مهاجمة التنظيم في سوريا. وأختتم رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي المؤتمر,قائلاً: إن تنظيم داعش أشد خطورة وفتكاً من نظيره القاعدة. وأنه لا يمكن دحر داعش دون القضاء عليه في سوريا. وهذا ممكن التوصل اليه من خلال ائتلاف وتعاون في المنطقة لتحقيق هذا الهدف. ونقول لوزير الدفاع ومرؤوسه الجنرال مارتن: هذه الأسطوانة يبدوا أنها سجلت في استوديوهات أجهزة الأمن الأميركية منذ ثلاثة أعوام. وباتت مملة من كثرة إعادتها على مسامعنا.
والجنرال مايكل هايدن، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ووكالة الأمن القومي أدلى بدلوه، وقال: إن قيام تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلامياً بـداعش بشن هجوم على الغرب وأمريكا مسألة وقت. وعلينا رفض التعاون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد لضرب التنظيم بسوريا، لأن ذلك ستكون نتائجه مدمرة. وواشنطن تعاونت مع استخبارات الأسد خلال الحرب في العراق لمحاولة وقف تدفق المقاتلين من سوريا إلى العراق، ولم تخرج بنتائج مرضية. وأظن أنه من المنطقي القول اليوم بأن تنظيم داعش هو جماعة إرهابية قوياً محلياً، وقد تكون قوية على الصعيد الإقليمي، لكن لم تظهر لديه مطامع دولية بعد. غير أنه يمتلك أدوات ذلك.. وأظن أن المصالح الأمريكية والأمريكيين بالمنطقة بدائرة الخطر الآن. لقد قللنا في السابق من شأن خصومنا، وافتقدنا المخيلة التي تسمح لنا بتوقع هجمات مثل هجمات الحادي عشر من أيلول. المهم أن الأمر لا يتعلق بالدفاع فحسب، وإبقاء المشتبه بهم بعيداً عن الطائرات والمطارات الأمريكية، بل يتعلق بالقدرة على التحرك الهجومي وضرب داعش وجعلهم يقلقون حيال سلامتهم ويوجهون مواردهم نحو حماية أنفسهم عوض التفرغ لتهديدنا. وضربات داخل سورية ستكون مفيدة في الحرب على داعش عبر عدم ترك أي ملجأ آمن للتنظيم وقيادته. ونقول لهذا الجنرال: تصريحك هدفه كما يبدوا تهيئة الشعب الأميركي لتقبل الحرب كأمر واقع لا مفر منه.
والمتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي، قال: أن تكلفة العمليات العسكرية الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام منذ أن بدأت في منتصف شهر يونيو الماضي تختلف من يوم إلى آخر، غير أنها بلغت نحو 7.5 مليون دولار في اليوم عندما تم تكثيف التحركات العسكرية الأمريكية ضد التنظيم داخل العراق. وأنه يتم توفير الأموال اللازمة من خلال تمويل العمليات الطارئة في الخارج، الواردة في موازنة عام 2014م. وإن الضربات الجوية التي تم تنفيذها ضد أهداف التنظيم داخل العراق كانت مؤثرة من الناحية التكتيكية، وأدت إلى الحد من تحركات عناصر التنظيم. والمناقشات مازالت مستمرة داخل البنتاجون بشأن تحديد الخيارات العسكرية المحتمل القيام بها داخل سوريا، للحد من قدرات تنظيم داعش. غير أن الخيار لن يكون عسكرياً فقط، إذ أنه يتعين التوصل إلى حل أوسع وأشمل يتضمن العديد من العناصر التي تعمل مختلف الأجهزة والوزارات الأمريكية على تحديدها. ونقول لهذا المتحدث: كلامك يدل أن أهدافكم ستوسع في الطول والعرض.
واستراتيجية واشنطن في حربها على تنظيم الدولة الاسلامية غنية ودسمة بالتفاصيل والاشارات والحواشي والتلميحات والأدوات والشخصيات, وتتلخص بهذه النقاط:
منع وصول وسائل التكنولوجيا الحديثة إلى عناصر التنظيم, ومنعهم من التواصل مع المؤيدين لهم في دول أخرى عبر الإنترنت، وإغلاق حساباتهم الإلكترونية. لأن التنظيم بنظر واشنطن سخّر التكنولوجيا الحديثة وجميع وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لنفسه، واستقطاب الشباب. وحول مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما تويتر، إلى قاعدة بيانات تضم أبرز تحركاته العسكرية وتقدمه الميداني على الأرض. وأنه نشر تفاصيل موسعة عبر تغريداته عن عدد التفجيرات والعمليات الانتحارية والاغتيالات التي ينفذها، بالإضافة إلى المعابر والمدن التي يسيطر عليها, حيث يضمنها صوراً يكون وقع قوي، يهدف من خلالها إلى توليد شعورٍ بالخوف لدى أعدائه، وكسب إعجاب المجموعات التي تتابعه.ومع أن الرئيس أوباما تعهد بأن الولايات المتحدة لن توقف الغارات الجوية التي تشنها ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ولكنه لم يتطرق إلى أي تحرك تكنولوجي ضده. وبنظر واشنطن فإن خدمة التكنولوجيا للتنظيم في تحقيق أهدافه ستكون نقمة ووبالاً عليه مستقبلاً، لأنها مرجع سيؤرخ لأفعاله وتصرفاته.
والحرب على تنظيم الدولة الاسلامية لن يقتصر على الخيار العسكري فقط. وحتى الخيار العسكري لم يتم تحديده من قبل البنتاغون أو الاتفاق عليه بعد.
والضغط سيكون قوي على بعض الأطراف لتبديل موقفها الذي كان يقوم على عدم فتح جبهات قتال مع التنظيم مالم لا يبادر هو بالقتال. والسبب هو نقص التمويل والسلاح، والتفرغ قدر المستطاع لقتال النظام. حيث سيدفع هذا الضغط هذه الأطراف إلى قتال التنظيم الآن, لأن الوضع قد تغير بعد إعلان المجتمع الدولي الحرب على هذا التنظيم كأولوية، وتقديم واشنطن الدعم والسلاح لفصائل المعارضة المعتدلة. ولأن عليهم أن يغتنموا هذه الفرصة لاسترداد كل ما خسروه من مواقع في مواجهتهم لهذا التنظيم من قبل, فهم أكثر المتضررين منه.
وموقع صدى البلد, نشر أن الفريق ضاحي خلفان قال: إعلان أمريكا محاربة داعش يعني مساندتها حتى تقوم بدورها في المنطقة . وإدارة بوش الابن هي التي خططت لهذا الدمار الشامل في الوطن العربي, وإدارة باراك تواصل المشوار.
وصحيفة نيويورك تايمز ذكرت أن واشنطن تريد معلومات استخبارية من بعض الدول لتوسيع الهجوم الأميركي على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
وصحيفة السفير نشرت مقال نبيل هاشم , وجاء فيه: التقى أحد المراجع سفير دولة كبرى وسأله: هل الحرب على الارهاب محصورة في سوريا والعراق، وهل سيشرك لبنان في هذه الحرب؟ أجاب السفير: المجتمع الدولي معني بتحييد لبنان واستمرار استقراره حتى في ظل هذه الحرب ، و بألا يتمدد هذا التنظيم اليه، أما اذا اقتضت الضرورة فلن يستثنى لبنان من ان يكون جزءاً من المعركة.
والرئيس أوباما في خطابه في رابطة المحاربين القدامى في نورث كارولينا: قال: القوات الأمريكية لن تعود إلى العراق, ولن نسمح بجر الولايات المتحدة لحرب برية أخرى في العراق. ومحاربة العناصر الإرهابية في العراق يعود إلى العراقيين أنفسهم الذين يتعين عليهم تسوية خلافاتهم وتأمين أنفسهم. وأن الضربات الجوية المحدودة التي جرت في العراق استهدفت حماية الأمريكيين الموجودين هناك, كما ساعدت القوات الأمنية العراقية في إجبار عناصر داعش الإرهابيين على التقهقر, وأنقذت الآلاف من العراقيين المحاصرين في شمال العراق من خلال عمليات الإغاثة الإنسانية الأمريكية. وأن محاربة الإرهابيين في العراق لن يكون بإرسال قوات عسكرية واحتلال البلاد لمدة طويلة لأنه ذلك يغذي الإرهاب. وإنما يكون من خلال استراتيجية أوسع لحماية الأمريكيين ودعم شركائنا, وتقوم على أساس تقديم المساعدات العسكرية للحكومة العراقية والقوات الكردية والمعارضة المعتدلة في سوريا, وعلى العراقيين على تشكيل حكومة قوية تضم جميع الطوائف العراقية, وتعزيز سبل الأمن للتصدي لتنظيم داعش الإرهابي. وعلى دول المنطقة المساهمة في بناء تحالف دولي أوسع لدعم العراق في حربه ضد داعش. ووجه تحذيراً لمن يتسبب في ضرر الأمريكيين، قائلاً: إن الولايات المتحدة لا تغفر, وقادرة على الوصول إليهم. وإنها تصبر حتى يتم تطبيق العدالة, وأنها أثبتت أكثر من مرة أنها ستفعل كل ما هو ضروري لملاحقة كل من يضر الأمريكيين, وستواصل العمل اللازم لحماية شعبنا وأراضينا. والقضاء على التنظيم لن يكون سهلاً وسريعاً, وأضاف قائلاً:على الطغاة والقتلة أن يدركوا أن رؤيتهم الكريهة لا تتماشى مع آمال الشعوب المتوحدة في تحقيق الأمن والكرامة والحرية. فالرئيس أوباما حدد استراتيجية إدارته وبلاده الجديدة في حربها على تنظيم الدولة الاسلامية. ويؤشر على أن الحرب ستكون بقوى حلفائها وأصدقائها ودول أخرى, ودور واشنطن هو قيادة الحرب دون تحمل وزر التكاليف النفقات.
ومركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب يكثف التغريدات، التي تتضمّن مزايا الصحافي الذي أعدمه تنظيم الدولة الاسلامية, وتعميم تقارير وتحليلات من الصحافة العالمية حول الإسلام المتطرف, مع صور وكريكاتورات تثير الصدمة. وأقر وليام برانيف مدير الكونسورسيوم الوطني لدراسة الإرهاب (ستارت) من جامعة ميريلاند بأن جهود واشنطن تعتبر بسيطة جداً مقارنة بـالدعاية المتطرفة على شبكات التواصل الاجتماعي، لكنه شدد على وجوب إعطاء الوقت لهذه البرامج للتوصّل إلى حراك معين. ويحرك عشرات الموظفين في مركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب في الخارجية الأمريكية حساباً على تويتر بالعربية منذ نهاية عام 2012 "@DSDOTAR" مرادفا للحساب باللغة الإنكليزية "@ThinkAgain_DOS". كما أن الوزارة فتحت صفحة على فيسبوك بعنوان "ThinkAgainTurnAway".
وواشنطن تضغط بكل الوسائل لجمع القوى المتصارعة أو التي تعيش حالة من الخلاف أو العداء, لضمان مشاركة الجميع في هذه الحرب بدون استثناء.
وواشنطن ستوظف هذه الحرب لتحقيق بعض أهدافها ومصالحها.ومن أهمها:
تقديم صك غفران لموسكو عن سياستها السابقة بدعمها الحرب على الاتحاد السوفياتي وروسيا في أفغانستان والشيشان ومناطق أخرى.
وستبذل واشنطن قصارى جهدها لحل معظم خلافاتها مع الصين لكسب ودها, وتشجيعها على المشاركة في هذه الحرب.
ترويج وتصدير القلق والرعب والخوف من المسلمين والعرب في القارات الخمس, كي تجعل الخطر من العروبة والاسلام هو الخطر الأول والأكبر.
فرض واشنطن لاعباً في أي مؤتمر دولي لفرض تسويات أو حلول سلمية.
وتحاول واشنطن الوصول إلى تفاهمات وتسويات بالخفاء مع دول واطراف تهاجمها في العلن, بذريعة تحقيق النصر في حربها الجديدة.
واشنطن اشترطت موافقة الحكومات التي تنشط في بلادها داعش على شن هذه الحرب. وهي تريد من هذا الشرط تشديد ضغوطها على أنظمة تريد إسقاطها, والضغط على دول كي يضغطوا على حلفائهم كانوا من الموالاة والمعارضة لتقديم هذه الموافقة. وواشنطن لن تتقيد بهذا الشرط.
واشنطن بعد أن نجحت في استصدار قرار من مجلس الأمن بالإجماع ضد تنظيم الدولة الاسلامية وغيره من التنظيمات الأخرى تحت الفصل السادس تسعى إلى زج منظمات دولية وإقليمية أخرى في هذه الحرب.
وواشنطن ستسعى أن تشمل الحرب جهات أخرى بذريعة ارتباطها أو صلاتها بالتنظيم أو بالقاعدة أو بجماعة الإخوان المسلمين أو بغيرهما.
وواشنطن تريد غطاء عربي وغطاء اسلامي لهذه الحرب. والجامعة العربية قدمت الغطاء العربي المطلوب. ومنظمة المؤتمر الاسلامي أو اجتماع زعماء طارئ لبعض زعماء مسلمين ربما سيقدمون هذا الغطاء.
وواشنطن ستماطل في هذه الحرب, فهي اعلنت مسبقاً أن هذه الحرب طويلة. وستوظفها كورقة ضغط على دول وأطراف لتحقيق مصالحها.
وواشنطن ستحاول زعزعة أو هز مصالح دول في هذه الحرب, كي تدفعها لتوثيق تحالفها والرضوخ لمطالبها, أو لتسوية خلافاتها معها.
وستتخذ واشنطن من هذه الحرب ذريعة للجم تطلعات الشعوب, والتخفيض من سقف الحريات العامة, وحتى التجسس على كافة مواقع التواصل والبريد الالكتروني. فالقاعدة المتبعة في أي حرب تخوضها واشنطن ,تقول: في الحرب لا تسألني عن الحريات أو حقوق الانسان.
وستحتفظ واشنطن بحق الافتاء والتشريع لهذه الحرب, وحتى تحديد الحدود والواجبات والحقوق لباقي الأطراف في هذه الحرب. وستعطي ذاتها حق تجاوز الخطوط التي حددتها من قبل أو قد تتخذها من بعد.
وسيحتفظ الرئيس اوباما لنفسه بحق اتخاذ القرارات التي يراها مناسبة وضرورية لكافة العمليات العسكرية للحرب دون الرجوع إلى الكونغرس.
وستتخذ واشنطن من هذه الحرب مناسبة للإسراع بتحقيق وتجسيد مشروعها الشرق اوسطي الجديد على الأرض في منطقة الشرق الأوسط.
وصحيفة الإندبندت البريطانية رصدت 12حقيقة عن حرب واشنطن على تنظيم الدولة الاسلامية والتي يجب أن يعرفها المجتمع الدولي. والحقائق التي ذكرتها يمكن اختصارها بما يلي:
واشنطن قد تجد نفسها مضطرة للعمل مع الرئيس السوري بطريقة معلنة أو سرية، إن اقترب هذا التنظيم من السيطرة على مواقع المعارضة المسلحة في مدينة حلب.
واشنطن وبتقنية من صنع الاستخبارات الألمانية عممت معلومات عن التنظيم.
إذا نجح التنظيم في السيطرة على مطارات ، فسيفتح له الطريق للسيطرة على الأرض. وسيساعده بقطع الإمدادات عن مسلحي المعارضة السورية والجيش الحر.
رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال، مارتن ديمبسي، أكد أنه لا يمكن هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية بدون شن هجمات على معاقل التنظيم في سوريا.
الولايات المتحدة تدرك أن تنظيم داعش يمكن أن يظل موجوداً للأبد، إن ظل يتمتع بالملاذ الأمن له في سوريا، وأنه يجب أن تكون هناك سياسة ثابتة تجاه التنظيم في إطار ما يتمتع به من حرية الحركة على خط الحدود العراقية- السورية.
السفير الأمريكي السابق لدى المملكة العربية السعودية شاس فريدمان أكد لـصحيفة الإندبندت أن ما قاله الجنرال مارتن ديمبسي يتضمن التعاون الاستخباراتي مع معارضي تنظيم داعش، وحتى مع أولئك الذين نرفض وجودهم، ونعتبرهم غرباء، فقد حدث أمر جلل في الشرق الأوسط، بصعود التنظيم.
التنظيم لفت انتباه العالم بما حققه من مكاسب على الأرض في العراق وسوريا.
السياسية الرسمية الغربية في سوريا، يجب أن تتمثل بدعم المسلحين العلمانيين والمعتدلين على غرار الجيش الحر. إلا ان تلك المعارضة أصبحت مهمشة وتزداد ضعفاً، والمجموعات المقاتلة الإسلامية الأخرى كجبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة، ولواء أحرار الشام، والجبهة الإسلامية غير قادرين على وقف زحف داعش.
ورغم الخسائر التي تكبدها التنظيم، فإن الجيش السوري لا يزال يبدو أكثر فعالية في القتال في مواجهة المسلحين مقارنة بالجيش العراقي، الذي تعرض لهزيمة تلو الأخرى.
وإنه مهما شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون غارات جوية عديدة على مواقع التنظيم، فإن تلك الغارات لن توقف تدفق المقاتلين الأجانب من الدخول عبر المنافذ الحدودية التركية – السورية، التي يبلغ طولها 550 ميلاً، والتي تعمد رئيس الوزراء السابق طيب رجب أردوغان على تركها مفتوحة لتقويض سلطة الرئيس الأسد.
من المستحيل على الغرب أن يعود ويدعم الرئيس الأسد، لأن هذا سيعني اعترافهم بسياسات الرئيس بشار الأسد التي اتبعها خلال السنوات الثلاث الماضية.
السفير فريدمان قال للإندبندت: أنه يعتقد أنه لا يمكن هزيمة التنظيم بالهجوم المباشر إلا بعد فرض العزلة التامة عليه، وجعله يدمر نفسه بنفسه ذاتياً، إلا أن ذلك يتطلب التعاون مع سوريا والسعودية وإيران والدول الخليجية وإيران وتركيا وروسيا.
واشنطن لا يهمها دماء تراق وأرواح تزهق. ولا ما يعانيه العباد من مآسي وتهجير وتشرد. ما يهمها توظيف الحروب لخدمة مصالحها وإسرائيل. والثقة بسياساتها وصلت إلى الحضيض.
والاسئلة المطروحة: هل مصير حرب واشنطن الجديدة هو مصير ما سبقها من حروب؟
وهل أثمرت حروبها غير المآسي والدمار والفتن الطائفية والمذهبية والضغائن والكراهية؟ وهل ستنطلي ألاعيب واشنطن على باقي الدول والأطراف؟ وهل هذا البيت من الشعر العربي: زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً **** أبشر بطول سلامة يا مربع, أبلغ وصف لهذه الحرب؟
الجمعة: 12/9/2014م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق