18 سبتمبر 2014

د.عبدالواحد البصري للاديب نازك ضمرة وصبحى غندور : 40 دولة تجتمع ضد عصابة لا نراها الا في الفيديوهات ..وتعليق من المدونة ..

يؤسفني ان اقول ان مساهمة الادباء والشعراء هذا اليوم موءلمة لا توءدي الاغراض الانسانية التي وجد من اجلها الادب والشعر بل ان الجميع واقصد الادباء والشعراء الذين جعلوا همهم خدمة الانسان العربي مشغولون بما يشغلهم به اعداء امتنا في اعلامهم المتصهين الخالي من الانسانية والبعيد عن المثل العالية اعلام شاغل امتنا بما يرهبنا اعلام ارهابي يدعي زورا اننا نحن الارهابيون
اعلام لايحتوي الا بالتلويح بتوقع حربا مدمرة وكأنما ما قاموا به من حروب على العراق وافغانستان وعلى ليبيا وغيرها كانت حروب لنشر الخير والرفاهية ولم تكن سببا في تدمير تلك البلدان وهلاك شعوبها هو اعلام يحذرنا من الارهابيين الذين اذا دخلوا قرية ذبحوا من يعاديهم كي ننسى ارهابهم الذي استعملوا به كل انواع الاسلحة المحرمة وهو اعلام يتباكى على افراد سلبت حقوقهم كي ننسى حقوق الملايين من امتنا التي هم سلبوها وهو نفس الاعلام الذي طبل وزمر وهلل ورقص وفرح لمجيئ حيدر العبادي وجعل منه المهدي قبل جلوسه على الكرسي هنئه كل روءساء العالم وحتى الامين العام للامم المتحدة على منصبه الذي لم يختاره شعبه لهذا المنصب وهو نفس الاعلام جعل من موءتمر ويلز الذي ضم اكثر من اربعين دولة معظمها من الدول العظمى تجتمع لتخطط للقضاء على عصابة لا يعرف اصل لحركتهم ولا اهدافهم الا عن طريق الفديوات فكل هذه الدول قدمت اساطيلها الجويه والبحريه وجيوشها البريه واسلحتها الجبارة القهارة من اجل محاربة عصابة فما بقى لهذه الدول لاجل تحرير الاراضي الاوكرانية من قبضة روسيا بينما لم تجتمع كل هذه الدول ولم تكن امريكا بحاجة لها لمحاربة العراق في عام 2003 والذي كان يمتلك جيشا من اقوى جيوش المنطقة وباسلحة هم قالوا عنها مدمرة واستطاعوا على سحق العراق وتدميره في غضون شهر بالجيش الامريكي اولا والبريطاني ثانيا والبقية اللكامة الذين ينتظرون قطعة من الكعكة العراقية يدخلوها سما في بطون شعوبهم تلك الحرب التي لم تشترك بها فرنسا ولا المانيا ولا تركيا ولا الامم المتحدة فهل من المعقول تجتمع كل هذه الدول لمحاربة عصابة فالسوءال السخيف هنا كم ستقدم هذه الدول من الضحايا البشرية والخسائر المادية ؟ الجواب الصحيح حرب ضحاياها هم ابناء الشعب العراقي والشعب السوري ووقودها اموال الخليج ولهيبها سينتشر الى كل ارجاء الوطن العربي 
حسبما مكنتي معرفتي البسيطة بالسياسة كنت دائما اهاجم الشرائح التي اشتركت في حكومة المحتل متهما اياهم بالخيانة ومن انتخبهم بالغباء وذلة النفس واعتبرهم هم الذين اتوا بكل هذه المصائب للعراق ولكل المنطقة ولكنني ارتكبت من الخطأ ما لا اسامح به نفسي بعد ان اكتشفت انني اتهم من هو هامشي محسوبا على ميرة الجيش الامريكي كما تحسب بساطيل جنوده وللأسف انني مضطر لقول ما لا يعجب ويرضي الجميع ولنفكر من خان امتنا وكان سببا في تدمير وطننا وهلاك شعوبنا ؟ فلنستعرض احوال هذا الوطن الذي ابتلى بنا والذي نهيئه بأيدينا ونزفه عروسا جميلة لاعدائنا الذين سيقدسون هذه العروس التي سنعرف قيمتها بعد ان تطردنا ناشزين ملعونين تائهين في مجاهل الارض نستجدي قوت بطوننا وهذا هو الحكم العادل فينا والموعود لنا فنحن امة مشغولة عن حقوق هذه العروس بطلبات ماهو تحت حزام بطوننا 
لنخذ سوريا فالكل يتهم النظام بالدكتاتورية والظلم ولا عاقل ارشدنا الى الحقيقة المرة وهي ان بشار لو يعتمد على كل العلويين في طغيانه وهم لا يزيدون على 15 % من ابناء الشعب فهذا يدل ان الشعب السوري شعب جبان ولكنه يعتمد على اكثر من 60% من ابناء الشعب وهم من اهل السنة فهولاء هم المصيبة 
نتقدم قليلا الى فلسطين من الذي باعها من الذي دمرها من الذي شتت شعبها من الذي حاصرها ويحاصرها؟ كل هوءلاء المجرمون هم من اهل السنة سواء كانوا فلسطينيين او غيرهم 
لنذهب الى ليبيا الدوله العربية المسلمة السنية من دمرها ومن يتكالب على تدميرهذا البلد العظيم في خيراته وجماله وعظمة مساحته وطول شواطئه طبعا اهل السنة 
لنذهب الى الجزيرة العربية وماتضم من كل دول الخليج التي ساهمت باموالها وافكارها في تدمير العراق وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر من هم هوءلاء ؟ كلهم من اهل السنة 
اليمن السعيد من هو الذي دمره ؟ اهل السنة وسينبري جاهل ويقول الحوثيون فأقول ان الحوثيون مثلهم مثل الحيوانات التي تأكل بقايا فريسة الاسود وكذلك اخوانهم حزب الله والميليشيات الطائفية في العراق فهم ليسوا برجال يتصدون لشعوب متماسكة 
اكثر من عقد ونحن اهل السنة نستعمل الشيعة علاقة نعلق عليها تقصيرنا بل خيانتنا نحن نعيش في ظل اعلامنا السني الموتور وحثالة من الشيوخ الذين جعلوا الدين خدمة لارائهم الطائفية العمياء من غير النظر الى مصالح الدين الحنيف المتمركزة في اهل السنة منشغلين في التهاتر والتشاتم مع من يقابلهم من اقذر من لبس العمائم من الطائفة الشيعية 
ناس تطالب بحقوق اقل من حقوق كلاب وقطط المواطنيين الاوربيين من الذي وقف ضدهم ؟ الصحوه والحزب الاسلامي وهم من السنة الذين اعانوا الحكومة الطائفية في المنطقة الخضراء على قتلهم وتهجيرهم 
والله اقذر شيعي اشرف من كل هوءلاء السنة الخونة المساهمين في تدمير اوطاننا فان من يعتمد عليه الاحتلال في العراق ممن يسمون انفسهم شيعة والشيعة منهم براء ليس اكثر من حمير يعبرون به مستنقع نجس اما من يعتمد عليهم من اهل السنة فهم البلاء وسبب الكارثة والذين يحسنون استخدام الدين لخدمة اسيادهم وتفسير ايات الكتاب العزيز حسب مصالحهم 
ببساطة لا نحتاج الى عالم في الدين ولا مفسر للقران الكريم ولا راوي لاحاديث الرسول العظيم فان كل من يشارك في حكومة تقتل ابناء الشعب وتظلمه وتنهب خيراته من اجل الاحتلال الغاصب الغازي فهوءلاء كفاروان صاموا وصلوا 
وهوءلاء هم الذين كونوا داعش والفوا هذه المسرحية لاجل تهديم ما بقى في سوريا والعراق والقضاء على كل المناهضين للاحتلال 
الحزب الاسلامي كما يعتقد الجميع حزب يوءمن بالسلام ويوءمن بمن ضربك على خدك الايمن اعطه خدك الايسر فظهر ان هذه الاخلاق والمعاملة يستعملها مع اعداء الاسلام اما مع المسلمين فانهم اشد اجراما من العدو وقال الله فيهم احذروهم فهم العدو
ليس من الحق اتهام الشيعة بالخيانة وترك قسم كبيرمن اهل السنة وهم بعشرات الملايين ممن ينتشرون في كل الوطن العربي وهم ارذل الخونة واحقر المجرمين 
هل نلوم الشيعي الجاهل في امور دينه والمحروم من قراءة القران الكريم ومعرفة اوامر الله وهم الغالبية على هذه المصيبة ونعذر اهل السنة الذين معظمهم متعلمون ومتفقهون في الدين لابل الكثير منهم من حفظة القران الكريم ومن اهل رواية الاحاديث الشريفة سواء كانوا من حركة اخوان المسلمين او من المدرسة الوهابية او غيرهم 
يجب ان لانخجل من معرفة اخطاءنا والعمل على اصلاحها ويجب ان لا نسلم مصيرنا لرموز مخطئة اخذها العجب بنفسها والحقيقة ان اهل السنة لا يحتاجون الى عالم لتمشية حياتهم بالصورة التي تسعدهم وترضي الله لان الجميع يعرفون الحلال ويعرفون الحرام وان اكثر اهل العمائم فتنة وحجر عثرة في وجه تقدم الامة واستقلالها وسعادة ابناءها 
لقد ساهم الجميع لابادة المواطنين 
لم يسلم كبير السن ولا الشباب ولا الاطفال من كلا الجنسين 
لقد توقف الادباء والشعراء عن اداء واجبهم فصار هدف الجميع السياسة وبدون علمهم انهم يساهمون في نشر الخوف وتعظيمه في نفوس الناس فاصبح الذعر سببا لتخلي الكثير عن انتماءاته الوطنية والقومية والدينية وهذا ما يبتغيه العدو فصار الجميع يتوقعون ان لاحل لمصيبتنا فصرنا نتمنا الموت بل نجد من ينتحر يائسا 
اهملنا كل العوامل التي توحدنا وانشغلنا بما يفرقنا 
اهملنا كل الاسباب التي تنصرنا وانشغلنا بما يهزمنا 
اهملنا كل الاشياء التي تسعدنا وانشغلنا بما يشقينا 
فما هو واجب الاديب والشاعر غير ان يعيد لنا عوامل توحدنا و اسباب نصرنا ويغذينا بكلما يسعدنا ويبث في ارواحنا الامل وفي نفوسنا الحب والسلام 
*********************

تعليق الاديب العربي الكبير نازك ضمرة

أخي العزيز الأستاذ الكبير والمجاهد والعجوز الخبير أبو فلك الأستاذ عبد الواحد البصري، واخي العزيز الأستاذ المجاهد الوطني صبحي غندور، 
وبرغم بلوغ الشيخ عبد الواحد البصري السابعة والثمانين من العمر فهو سيبقى شابا حتى لو بلغ المائة عام، افكارك نيرة، وما تقوله يتمناه كل مثقف، ويريد أن يعبر عنه، لكن يا سيدي، الناس الذين بيدهم الحل والعقد والسلطة لا يقرأون ، ولا يعترفون بتغير التاريخ، والظروف، ولا يستمعون القول ولا النصح ، وباقي الشعوب منشغلة بقوتها والحفاظ على ابنائها واسرتها ووجودها، فالكتابة الأدبية لم تعد ذات اثر او على بال احد، والتنبؤات من العقلاء مرفوضة، ولا لوم على اي كاتب او فيلسوف ، فالقرارات للشأن العربي هي خارج الأرض العربية، وحكام العرب لا يعنيهم الا مصالحهم الشخصية وارضاء الغير في الخارج، والشعوب هم حطب جهنم واضحيات الحروب المحلية، وخدم لتنفيذ مآرب الغرباء والانتهازيين والنفعيين والقافزين على المناصب، فلا لوم على احد ولا تعتب، عافاك الله، وارجو ان تستمر في كتاباتك لعل فئة عراقية تسمع لك ، وربما تأتي الخطوة الإيجابية من هناك، لكل العرب، فمصر ومن دار في فلكها لا تفيد حتى نفسها، ولم تعد مؤهلة لدور القيادة والريادة والتطلعات للعالم العربي، فوا اسفاه، وسلام عليك وعلى كل المخلصين من امثالك، واعاننا الله وندعوه ان نبقى بصحة ننكر السوء على الأقل بقلوبنا، ما دامت كلماتنا غير مسموعة، وحسب كلام رسولنا الكريم : من راى منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلساته وإن لم يستطع فبقلبه، وذلك اضعف الأيمان والسلام عليكم
المخلص العجوز ابوخالد نازك ضمرة
رجاء خاص ان يقرأ كل شخص ما كتبه الأستاذ عبد الواحد البصري اسفل هذه السطور، وما كتبه استاذنا الوطني النشيط صبحي غندور في موقعه موقع الحوار والذي الصقته اسفل مقال عبد الواحد البصري، فهل يسمع او يرى او يقرأ او يحاول اي شخص تغيير الواقع السيء، ولو بنصيحة او اعتصام
***************************
مقال صبحى غندور

قاتلوا فكر "داعش" أولاًصبحي غندور*

لفت انتباهي ما قاله الرئيس الأميركي أوباما في خطابه للأميركيين، ليل العاشر من سبتمبر، بأنّ ("الدولة الإسلامية" ليست هي بدولة ولا بإسلامية). فجيّد أن يصدر مثل هذا الكلام عن رئيس أميركي عشيّة الذكرى ال13 للأعمال الإرهابية التي حدثت في الولايات المتحدة عام 2001، وفي إطار الحراك الأميركي الواسع لمواجهة جماعات "داعش". فإذا كان مفهوم وتعريف "الدولة" غائبين فعلاً عن المواقع الجغرافية التي تسيطر عليها "داعش" الآن في سوريا والعراق، ولا يوجد خلاف في العالم حاليّاً حول ذلك، فإنّ مسألة نفي "إسلامية" هذه الجماعات هي التي لم تحصل بعد على إجماعٍ دولي وإقليمي.
ففي الدول الغربية، ما زال الكثير من الآراء يُحمّل الإسلام كدين مسؤولية وجود جماعات التطرّف العنفي التي تعمل بأسماء مختلفة؛ منها "القاعدة" المنتشرة عالمياً، و"بوكو حرام" في نيجيريا، وحركة "الشباب" في الصومال، وصولاً الآن إلى جماعات "داعش"، وغيرها العديد من الأسماء العاملة تحت رايات "إسلامية" في آسيا وإفريقيا، وبعضها يتحرّك في نطاق محلّي فقط، لكن البعض الآخر له امتدادات دولية تصل إلى أماكن مختلفة في "العالم الإسلامي"، وفي القارّتين الأوروبية والأميركية. 
إذن، خطر جماعات التطرّف العنفي بأسماء "إسلامية" موجودٌ فعلاً ولا مجال لنكرانه، ولا يصحّ القول فقط إنّ هذه الجماعات هي "صناعة خارجية" يتمّ الآن توظيفها. فالمشكلة الأساس هي بوجود بيئة مناسبة لنموّ مثل هذه الجماعات في الدول العربية والإسلامية، بغضّ النّظر عمّن يبدأ بالزرع وعمّن يحصد "الثمرات" لاحقاً. فلو كانت "الأرض الفكرية" لهذه الجماعات قاحلة ويابسة وغير مرويّة محلّياً، لما أمكن لأيّ زرعٍ خارجي أن ينجح أو أن يحصد ثمار شرّ ما يزرع!.
إنّ "داعش" الآن، ومعها وقبلها "القاعدة"، استطاعتا استقطاب قطاعاتٍ واسعة من أجيال شابّة في دول عربية وإسلامية بسبب غياب فعالية الفكر الديني السليم، الذي يُحرّم أصلاً ما تقوم به هذه الجماعات من أساليب قتل بشعة وجرائم إنسانية بحقّ كل من يختلف معها، حتى من داخل الوطن أو الدين نفسه. فلو لم يكن هناك فراغ فكري للمفهوم الصحيح للدين وللمواطنة لما أمكن استقطاب هذا الحجم من أتباع هذه الجماعات.
إنّ تنظيم "داعش" ينتعش ويستفيد ويقوى الآن كلّ يوم، حتّى من قِبَل بعض من يتحدّثون ضدّه شكلاً ويدعمون ضمناً – ولو عن غير قصد - مبرّرات وجوده حينما يتّجهون بحديثهم إلى "عدوّهم" الآخر، وهو هنا قد يكون من طائفة أخرى أو مذهب آخر أو من دولة أخرى. فكثيرٌ ممّن يظهرون الآن على الفضائيات العربية يبدأون حديثهم ضدّ "داعش"، لكنّهم فوراً ينتقلون إلى الحديث عن "الحالة الطائفية والمذهبية"، وعن وجود "الخطر الآخر" في داخل الوطن أو من دولة مجاورة، ممّا يساهم في إعطاء الأعذار لوجود "داعش" ولممارساتها باسم الإسلام، الذي هو كدين براء من فكر هذه الجماعات وأساليبها.
وطبعاً، فإنّ هذا النوع من الأحاديث يزيد الشروخ الدينية والوطنية الآن ولا يبني سدوداً منيعة أمام جماعات التطرّف، بل على العكس، يرفدها بمزيدٍ من المؤيّدين. فالمواجهة مع جماعات "التطرّف العنفي" تحتاج الآن إلى وقف كل الصراعات والخلافات داخل المجتمعات العربية والإسلامية، وإلى تحقيق أقصى درجات التوافق الوطني والديني حتّى يمكن محاصرة هذه الجماعات وتجفيف كل منابع الدعم المادي والبشري لها.
إنّ المخاطر القائمة حالياً هي ليست على أتباع هذا الدين أو ذاك المذهب فقط، بل هي أخطار محدقة بحقّ الأوطان كلّها بما فيها الشعوب والحكومات والمكوّنات الاجتماعية فيها. فضحايا التطرّف العنفي الآن هم من أوطان ومناطق وأديان ومذاهب مختلفة.
وتشهد الأرض العربية حالياً جملة تحوّلات سياسية شبيهة بما حدث منذ مائة عام تقريباً بعد ما أفرزته الحرب العالمية الأولى من نتائج، في ظلّ ما كان يُعرف تاريخياً بمصطلحات بدأت مع تعبير "المسألة الشرقية" وانتهت بخطّة "وراثة الرجل التركي المريض".
فقد حصلت في تلك الفترة مراهناتٌ عربية على دعم الأوروبيين لحقّ العرب المشروع في الاستقلال وفي التوحّد بدولة عربية واحدة. وسُمّيت تلك المرحلة ب"الثورة العربية الكبرى"، وهي ثورة قام بها الشريف حسين حاكم مكّة عام 1916 ضدّ الدولة العثمانية بدعمٍ من بريطانيا، خلال الحرب العالمية الأولى. لكن هذه المراهنة العربية على "الوعود البريطانية" لم تنفّذ طبعاً. بل ما حصل هو تنفيذ بريطاني لوعدٍ أعطاه آرثر بلفور باسم الحكومة البريطانية للحركة الصهيونية بمساعدتها على إنشاء "وطن قومي يهودي" في فلسطين. فما بدأ كثورةٍ عربية مشروعة في أهدافها انتهى إلى ممارساتٍ وظّفتها القوى الأوروبية لصالحها، كما استفادت الحركة الصهيونية منها فنشأت "دولة إسرائيل" ولم تنشأ الدولة العربية الواحدة!.
الآن تعيش المنطقة العربية مرحلة سقوط "النظام العربي الرسمي المريض" في ظلّ تضاعف الاهتمام الدولي بموقع المنطقة وثرواتها، وبوجود تأثير كبير ل"دولة إسرائيل" على أحداثها وعلى القوة الدولية الأعظم في هذه الحقبة الزمنية. هي مرحلةٌ لا يمكن الدفاع فيها عن واقع حال "النظام العربي الرسمي المريض" أو القبول باستمرار هذا الحال، لكن التغيير المنشود ليس مسألة أهداف وشعارات فقط، بل هو أيضاً فكر وبرامج وقيادات وأساليب سليمة وتمييز دقيق في المراحل والأجندات والأولويات والصداقات.
الآن نجد أنّ هناك سعياً محموماً لتدويل الأزمات الداخلية في المنطقة العربية، ممّا يُعيد معظم أوطانها إلى حال الوصاية الأجنبية التي كانت سائدة في النصف الأول من القرن الماضي. ويترافق مع محاولات التدويل الجارية حالياً، وجود واقع عربي مؤلم داخل المجتمعات العربية، من حيث انتشار وباء الانقسامات الطائفية والمذهبية والإثنية والذي يتزامن أيضاً مع السعيٌ الإسرائيلي المتواصل منذ عقودٍ من الزمن لدعم وجود "دويلات" طائفية وإثنية في المنطقة العربية.
فالمنطقة العربية مهددة الآن بمشروعين يخدمان بعضهما البعض: مشروع التدويل الغربي لأزمات عربية داخلية، ثمّ مشروع التقسيم الصهيوني لأوطان وشعوب المنطقة. وما تقوم به جماعات التطرف الديني العنفي يساهم بتحقيق المشروعين معاً في ظل غياب المشاريع الوطنية العربية التوحيدية.
إنّ اعلان وجود "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا هو مقدّمة عملية لإنشاء دويلات دينية جديدة في المنطقة، كما حصل من تقسيم للبلاد العربية بعد اتفاقية سايكس- بيكو في مطلع القرن الماضي، ممّا سيدفع هذه الدويلات، في حال قيامها، إلى الصراع مع بعضها البعض، وإلى الاستنجاد بالخارج لنصرة دويلة على أخرى، وإلى إقامة تحالفات مع إسرائيل نفسها، كما حصل أيضاً خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية.
وفي حقبة "الصراعات الدموية" التي سترافق قيام الدويلات الدينية، ستواصل إسرائيل بناء المستوطنات في القدس والضفة، وستزيد من درجة الضغوط على فلسطينيّي 1948 لتهجير ما أمكن منهم إلى دويلات تحتاجهم عدّةً وعدداً، بل ربّما يكون ذاك الوقت المناسب لجعل الأردن "الوطن الفلسطيني البديل" مع أجزاء من الضفة الغربية، إضافة إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين حيث هم يقيمون الآن!!.
فهل يشكّ أحدٌ بمصلحة إسرائيل ودورها في نموّ جماعات التطرّف الديني وفي وجود دولة "داعش"؟! وأين المصلحة الإسلامية والعربية في مواصلة الصراعات والخلافات الفرعية أمام هذا الخطر المحدق بالجميع الآن؟!.
إنّ القتل العشوائي لناسٍ أبرياء هو أمرٌ مخالف لكلِّ الشرائع السماوية والإنسانية، وهو يتكرّر رغم ذلك باسم الإسلام في أكثر من زمان ومكان، ولا نراه يتراجع أو ينحسر، وفي ذلك دلالة على انتشار الفكر المشجّع لمثل هذه الأساليب الإجرامية.
وتزداد المأساة استفحالاً حينما يعطي بعض المحلّلين السياسيين الأعذار لهذه الجماعات ولأعمالها أو تبريراً لها من خلال استعراض الأزمات القائمة في المجتمعات، وكأنّ الحرام يصبح حلالاً لمجرّد وجود مشاكل اجتماعية أو سياسية في هذا المكان أو ذاك.
فمن المهمّ أن يدرك أتباع أي طائفة أو مذهب أين تقف حدود الانتماءات الطائفية، فلا نردّ على الحرمان من امتيازاتٍ سياسية واجتماعية، أو من أجل التمسّك بها، بتحرّكٍ يحرمنا من الوطن كلّه بل ربّما من الوجود على أرضه. فالحل هو في بناء الدولة المدنية (لا الدينية) القائمة على مفهوم سليم للوطن والمواطنة. وعلى الجميع أيضاً، تقع مسؤولية فهم ما يحصل بأسبابه وأبعاده السياسية، وليس عن طريق المعالجة الطائفية والمذهبية لتفسير كل حدثٍ أو قضية أو صراع. فلا تغيير المجتمعات يصحّ بالعنف الدموي، ولا الحرص على الخصوصيات الوطنية والدينية يبرّر هذه الانقسامات الدموية، وعلى من يريدون فعلاً إنهاء ظاهرة "داعش" ومثيلاتها، واستئصالها من العالمين الإسلامي والعربي، أن يحاربوا فكرها أولاً!.
15-9-2014
*مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن.
Sobhi@alhewar.com


*******************************

تعليق مدونة سيد أمين 


اتقدم بشكري لاساتذتى الافاضل المخلصين المفكر عبد الواحد البصري والاديب نازك ضمرة والمحلل السياسي المحترم صبحى غندور.
ولا اخفيكم ان المنطقة العربية عاشت استقلالا وهمىا في منتصف القرن الفائت .. وهذا الاستقلال الوهمى انجب بالطبع نظم حكم مِشوهة لتتناسب مع تلك المجتمعات المشوهة والتى يجري تسطيحها وتجهيلها اعلاميا وحصرها في نزاعات سياسية ومذهبية واقتصادية واجتماعية مفرغة وبالتالى نتج عنها نخب سياسية مشوهة من الظلم البين حصره في التيار الاسلامى .. وهو التيار الذى لم يحكم لكى نلقي عليه مسئولية السواد الذى نعيشه.. ومن الجور ان نتهمه تعميما بالخيانة بينما رأيناه هو من يتصدر كل المواقف الرافضة للعدوانات المتتالية على غزة بدليل انه حينما اختفي الاسلاميون من المشهد في مصر ولهم عذرهم لم نري تظاهرات رافضة للعدوان الاخير على غزة .. وكذلك ومن قبل غزة رأيناهم يملأون الميادين رفَضا للعدوان على العراق التى كان يحكمها نظام قومى بعثى .. فى الوقت الذى ايد العسكر وقطاع كبير من نخب كامب ديفيد هذا العدوان وراحت تبرره .. اذن فالاسلاميون هم جزء اصيل من الحراك الرافض للهيمنة وليسوا من صناعه ..ان اردنا الانصاف.
واذا استطاعت الامبريالية خداع بعض قادة التيار الاسلامي وزجت بهم في معارك لم يكونوا هم جناة ثمارها بسبب عدم النضج السياسي .. فهذا لا يعنى انهم عملاء وخونة .. فعدم النضج السياسي قاسم مشترك لدى جميع النخب والتيارات السياسية والفكرية في العالم العربي عامة والمصري خاصة .. فلدينا فى مصر نخب سياسية ليبرالية تؤمن بقطع لسان من يتكلم وتبرر التشدد في قطع الألسنة .. ونخب اشتراكية لا يعنيها اذلال العمال والفلاحين وتزايد حدة الفقر والاستغلال بقدر ما يعنيها الحق في الشذوذ الجنسي والتهكم على الله .. ونخب قومية وناصرية تهلل للعدوان الصهيونى على غزة وتقدم لاسرائيل الشكر.. فكيف لنا ان نعيب كل التيار الاسلامى ان تطرف منه فريق واستغلته الصهيونية لنيل مآربها كما نالته من كل التيارات الفكرية الاخري من قبل ومن بعد.
يجب علينا التحلى بالانصاف في معالجة خطايانا .. فمثلا .. بعض الاسلاميين اخطأوا في مناصبتهم المذهب الشيعى العداء .. ولكن ليس كل الاسلاميين يناصبون الشيعة العداء.. بل حينما زار الرئيس الايرانى مصر في عهد الدكتور محمد مرسي وبدأت صفحة تقارب جديدة بين ِمذهبي الأمة وجدنا الصحف التى يستولى عليها عتاة الليبراليين واليساريين يتهمون مرسي بتشييع مصر.
وبعض الاسلاميين اخطأوا في دعمهم لتنظيم القاعدة الذى لم يجلب على المسلمين الا الخراب فاحتلت بذريعته افغانستان والعراق .. ولكن تنظيم القاعدة لم يمنح اراضي عربية لامريكا وبريطانيا وفرنسا لبناء قواعد اجنبية ويتم تدمير العراق وقتل الملايين من شعبه من خلالها كما فعلت كل دول الخليج والاردن ومصر.. ولم يرسل قواته معهم لغزوه كما فعلت مصر والاردن وسوريا ضد العراق عام 1990 وبعده.. ولذلك فلو كنا منصفين لقلنا ان داعش - وهى حركة مشبوهة بالقطع - لم تدمر العراق ولكن دمره الاحتلال الامريكى الذى هللت له نخب "الامنجية" المسيطرة علي كل التيارات الفكرية العربية والمصرية.
واذا كان الاسلاميون شاركوا في احداث ليبيا فدول الخليج كافة واهمها الامارات والسعودية هى من قامت بدور رأس الحربة مع قوات الناتو وهذه النظم وكل نخبها هللت.. وما حدث في ليبيا حدث ايضا في سوريا.
والواقع يقول ان الاستبداد السياسي طغى بعفنه على كل المشهد العربي .. فاذا انصلح المشهد السياسي .. قطع ستتطهر النخب والجماعات بكل افكارها واولها التيار الاسلامى الذى تلقي دروسا سياسية قاسية خلال السنوات الماضية جعلته صار عصيا على الاستغلال من قبل الامبريالية مجددا.
ودعونى اطرح طرحا مختلفا يقوم على التكامل بين التيار القومى والاسلامى ,. لاننا وطن يسير بجناحين فاذا انكسر له جناح بالطبع سيبقي دائما وطنا ساقطا.
تحياتى للجميع

ليست هناك تعليقات: