الشعب - كتب: نصر العشماوى
ليس الفتى من قال هذا أبى.. ولكن الفتي من قال ها أنا ذا.!
بيت شعر ثبت أن لا يليق بمنصة قضاء الزند ورفاقه, فلابد أن تقول سيادتك هذا أبي القاضي أو أبي المأمور أو عبد المأمور حتي, أما أن تكون ابن زبال وتريد أن تلتحق بالنيابة بحجة أنها مهنة شريفة وأنك لست ابنا لتاجر مخدرات أو لص أراضي يبيع أراضي الدولة بأسعار زهيدة لأقربائه؛ فهذا لا يمثل أي شيء لمن يقع عليهم الاختيار!
وقد جاءت تصريحات المستشار أحمد علي عبد الرحمن النائب الأول لرئيس محكمة النقض صادمة للبعض ممن يظنون أن عهد العنصرية البغيض قد ولي من مجتمعاتنا، لكن تصريحات المستشار بأنهم لا يسمحون بأن يدخل سلك النيابة والقضاء الرفيع لإبن واحد زبال (أو بقال سيادتك أو ماسح أحذية أو سباك وما شابه.. آه.. متفكرش إن المقصود ابن الزبال بس يعني)..
جاءت تلك التصريحات العنصرية لتؤكد تماما علي فساد منظومة القضاء في مصر..! تبدأ من الارتماء في أحضان الواسطة والمحسوبية ولا تنتهي من منع فئات يعتبرونها غير لائقة اجتماعيا، ويعتبرون أن الوظائف المرموقة ليست مشاعا هكذا لكل فئات الشعب.. مخالفين جميع الدساتير بالكرة الأرضية التي ساوت بين المواطنين ناهيك عن الشريعة الإسلامية والقرآن العظيم الذي يعلق السادة القضاة إحدي آياته وراء ظهورهم علي منصة القضاء (اتخذوه وراءهم ظهريا) آية تقول: (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)، فكيف يحكم بالعدل من يجعلونه يبتديء حياته بأكبر ظلم، فالأكثرية منهم يأخذون حق غيرهم, ويعلمون أهم ما دخلوا سلك النيابة ثم القضاء إلا لأن بابا أعطاه شلوتا ليجلس علي الكرسي الموروث وبابا علي قيد الحياة.
لقد شرحت عبارة المستشار العنصرية واختصرت أسباب فساد القضاة ومنظومة القضاء في مصر ليقدم لنا الدليل الأكبر علي هذا الفساد الذي نخر فيه السوس لأعوام طويلة خلت.. وما زال نهر العنصرية يجرى..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق