قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن الحفاوة التي حظي بها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر دافوس، تطلب منا وقفة للتفكير.
وأضافت الصحيفة، في سياق تقريرِ لها، نشر عبر موقعها الإلكتروني بعنوان "مصر تبيع وهم الاستقرار" ، بعد أربع سنوات من الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك، وبعد 18 شهرًَا من الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، يحاول الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديم نفسه باعتباره مرتكزًا للاستقرار في المنطقة.
وتابعت، في ظل انهيار سوريا والعراق، والتهديد الجهادي من الدولة الإسلامية "داعش" ، لجأت الولايات المتحدة وأوروبا إلى التحالف مع رجل قوي، ولكن - والقول للصحيفة – هذا التحالف قصير النظر وقائم على نصيحة خاطئة.
ورأت الصحيفة أن الحكومة الجديدة، أعادت من جديد ما أسمته بالـ"القبضة الحديدية" ضد المعارضة، لافتة إلى مقتل 20 متظاهرًا الشهر الماضي خلال تظاهرات سلمينة بمناسبة الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، فضلاً عن المحاكمات التعسفية التي باتت على نحو متزايد بمصر.
و أوضحت أن القمع هو تلك الأداة التي تقوم بتصنيع المتطرفين، كما أنه كان السبب الرئيسي في إندلاع ثورات الربيع العربي قبل 4 سنوات، لافتة إلى أن القمع والاستبداد من قبل الأنظمة المختلفة يدفع الشباب إلى الانضمام لتنظيم الدولة واللجوء إلى العمل الجهادي.
وأشارت"الفايننشال" إلى التهديد الجهادي الذي تعرضت له مصر نهاية الشهر الماضي، عقب مقتل أكثر من 27 شخصًا، في هجمات ضد أهداف أمنية بشبه جزيرة سيناء، التي ينعدم فيها القانون، فضلًا عن هجمات هذا الأسبوع التي هزت القاهرة والإسكندرية.
وتقول الصحيفة، إن مصر التي أشعلت مخيلة العالم عندما قامت بثورتها في ميدان التحرير قبل أربع سنوات، بحاجة إلى حماية سيادة القانون، والسياسة الشاملة التي تحشد طاقة الشباب في البحث عن الفرص وتزرع فيهم الأمل.
واستطردت: "ولكن بدلًا من ذلك، قام السيسي في أكتوبر الماضي بإعطاء قوة أكبر للمحاكم العسكرية، لم تشهدها منذ 1952، أمّا المحاكم المدنية فهي ضعيفة وتصدر أحكام هزلية مثل أحكام الإعدام الجماعية التي صدرت ضد 183 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين.
وتابعت، "صحيح أنه تم الإفراج مؤخرًا عن مراسل قناة الجزيرة (بيتر جريسته)، وتم ترحيله إلى بلاده، وقام (محمد فهمي) بالتنازل عن جنسيته استعدادًا لإطلاق سراحه، ولكن هذه اللفات هي فقط لمواجه الضغط الدولي وترجع وفقًا لتقديرات الرئيس السيسي بنفسه.
وأوضحت الصحيفة، أن السيسي يستحق الثناء على بعض الإصلاحات الاقتصادية، مثل رفع الدعم عن الوقود لتحويل المزيد من النفقات نحو التعليم والصحة، ولكن في الوقت نفسه يواصل الجيش الحصول على الامتيازات، لتوسيع إمبراطورية أعماله وقد ساعده على ذلك مليارات الخليج.
واختتمت الصحيفة تقريرها، بالإشارة إلى الدعوة التي وجهها السيسي إلى المستثمرين خلال مؤتمر دافوس، للقدوم إلى مصر وحضور القمة الاقتصادية التي ستعقد الشهر المقبل، مشددة على أن التنمية الاقتصادية الحقيقة تحتاج إلى السياسة المفتوحة والمجتمع النشط، وليس المحسوبية والرأسمالية واستعادة القبضة الأمنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق