منذ شهور هاجم الإعلامى محمد الغيطى باسم يوسف عندما كان الأخير يتهكم على جهاز علاج الإيدز المعروف إعلاميًّا بجهاز الكفتة، وقال إنه يبث سمومه ويتهكم على القوات المسلحة وجهازها، وأكد أن الحالات تعالج بالجهاز زى الفل والنتيجة باهرة.
منذ شهور هاجمت الإعلامية نائلة عمارة الدكتور عصام حجى المستشار العلمى للرئيس وقتها لأنه تهكم على جهاز الكفتة، وقالت إنها تتمنى أن يُحرَم كل متشكك ومستهزئ بالجهاز من العلاج به، وإن الجهاز زى الفل.
منذ شهور امتلأت برامج التوك شو بمسؤولين وأطباء وأصحاب بدلات لامعة أكدوا أن اختراع الكفتة مثل القنبلة الذرية وأنه كان من الواجب أن يحاط بالسرية لأنه من الممكن أن يحارب عالميا وأنه انتصار علمى أذهل العالم، وسحقا للمشككين.
منذ يومين كان العنوان الرئيسى فى معظم الصحف والمواقع الإخبارية إحالة 9 أطباء للتحقيق بسبب جهاز الكفتة.. وملاحقة عبد العاطى ، إذ قررت النقابة العامة للأطباء إحالتهم إلى تحقيق لجنة آداب المهنة وملاحقة اثنين من غير الأطباء بتهمة انتحال صفة طبيب، أحدهما اللواء عبد العاطى بتهمة الترويج لجهاز لم يحصل أصلا على براءة اختراع!
والسؤال الآن: هل سيعتذر هؤلاء وغيرهم ممن باعوا الوهم للناس ودافعوا بكل عنجهية عن جهاز أكد القاصى والدانى أنه وهم؟ أعرف أن بعضهم سيصرخ مجددا: هذا مجرد تحقيق وليس إدانة. ويطل السؤال من جديد: وهل لو تمت الإدانة وعوقب المسؤولون سيعتذر هؤلاء؟ بالطبع لا.. لأنهم تعودوا أن يملؤوا برامجهم بالرغى والفَتْى والأخبار والتحليلات المغلوطة والكذب الجلى وهم يعرفون أنهم لن يحاسبوا على ما يقولون. سيطلون علينا يوميا وكأن شيئا لم يكن، وكأنهم لم يبيعوا الوهم للناس، فإذا كان أصحاب الوهم نفسه لم يحاسبوا فكيف سيحاسب من كانت وظيفته -فقط- الترويج للوهم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق