لندن ـ “راي اليوم”:
نشرت مجلة “الايكونومست”العريقة في عددها الاخير تقريرا مطولا عن الاعلام العربي الراهن على ضوء اغلاق السلطات البحرينية لقناة تلفزيون “العرب” التي يملكها الامير الوليد بن طلال بعد ساعات من بثها بسبب استضافتها لمعارض بحريني.
وكانت حصيلة هذا التقرير الذي تضمن رصدا لمحطات التلفزة العربية الرسمية والخاصة في السعودية وقطر ومصر ولبنان مخيبة للآمال حتى ان استاذا جامعيا مصريا قال ان الاعلام العربي وفي مصر خاصة يمر بأسوأ احواله.
وقالت “المجلة” ان محطة “الجزيرة” القطرية احدثت ثورة اعلامية وجذبت عشرات الملايين عندما انطلقت عام 1996 بسبب برامج “توك شو” جريئة ولكنها منذ عام 2011 اخذت موقفا “منحازا” عندما تبنت الثورات العربية وتخلت عن حيادها وتحولت الى “طرف” خاصة في الازمة السورية بمساندتها “الثورة” وفصائلها التي تبين لاحقا ان بعضها مدعوم من حكومة قطر، ومن المآخذ على “الجزيرة” ايضا تجاهلها للثورة في البحرين من دون كل الثورات الاخرى.
من ابرز الانتقادات الموجهة الى “الجزيرة” دعمها للاخوان المسلمين وهي الحركة المدعومة من قطر، مما اكد قربها، اي “الجزيرة” من سياسة قطر الخارجية، بينما تبنت “العربية” خطا معاديا لحركة الاخوان سارية على خطى الدولة السعودية وسياساتها ايضا.
وقالت المجلة ان ايران وسورية اطلقتا قناة “الميادين” من بيروت عام 2012 على امل تحقيق توازن مع القنوات الخليجية المعادية للرئيس بشار الاسد وسياسة البلدين.
المحطات الرسمية التقليدية تعيد نشر البيانات الرسمية الحكومية وهي مملة لكن القنوات الخاصة مملوكة في معظمها لرجال اعمال مقربين من السلطة خاصة في مصر مثل محطة “سي بي سي” التي يملكها رجل الاعمال محمد الامين التي بنت شهرتها على برنامج الكوميدي باسم يوسف ولكن بعد عام فقط وبعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة اوقفت المحطة البرنامج، وقال راشد عبد الله استاذ الصحافة في الجامعة الامريكية في القاهرة ان جميع المحطات تأخذ تعليماتها من السلطة، والاعلام المصري يعيش اسوأ اوقاته.
واكدت المجلة ان شعاع الامل الوحيد هو “الانترنت” ومواقع التواصل الاجتماعي حيث يلجأ اليها الشباب خاصة في السعودية، ولكن بعض المواقع تقع في خطأ الاعلام القديم وتركز على النظريات التآمرية مثل اتهام الدولة الاسلامية بانها تأسست على يد الموساد او الـ”سي اي ايه”، او دول الخليج او الثلاثة مجتمعة، ولكن هناك استثناءات تتمثل في مواقع مستقلة معظمها تصدر باللغة الانكليزية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق