خلال مقابلة قدّمها أوباما، قبل عدة أيام، للموقع الأمريكي - الليبرالي، Vox، سُئل الرئيس، هل يضغط الإعلام ويفرط في المبالغة تجاه الجمهور حول مواضيع مثل الإرهاب. وكانت إجابته أن: "وظيفتي الأولى هي حماية الشعب الأمريكي. هذا شرعي تماما للشعب الأمريكي أن يكون قلقا جدا عندما تكون لديه مجموعة من المتعصّبين العنيفين، الوحشيين، الذين يقطعون رؤوس الناس أو يطلقون النار بشكل عشوائي على مجموعة من الناس في محل مأكولات في باريس...".
أغضبت إجابة الرئيس جدّا الأمريكيين وخصوصا الجالية اليهودية في الولايات المتحدة والتي اندهشت كيف يقول أوباما إن العملية الإرهابية في محلّ المأكولات "Hyper Cacher" في فرنسا هي عملية عشوائية. وكما هو معلوم، - بحسب زعم الصحيفة - فإنّ منفّذ عملية إطلاق النار نفسه قد اعترف أنّ الإضرار بأهداف يهودية كان مخطّطا له. الرئيس الفرنسي، هولاند، سمّى العملية "عملا معاديا للسامية".
ولكن القضية لم تنتهي بزلّة لسان الرئيس، التي أثارت غضبا كبيرا في إسرائيل أيضًا، وبعد يوم من نكران أوباما بأنّ العملية في محلّ المأكولات الشرعية دينيا (بحسب اليهودية) كان مخطّطا لها ضدّ اليهود، واصل الناطقون باسم الإدارة اتخاذ نفس الخطّ. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" بأنّ الناطق باسم البيت الأبيض أيضًا بالإضافة إلى الناطقة باسم وزارة الخارجية قد واصلا التصريحات المثيرة للجدل.
قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية، جين ساكي، خلال مؤتمر صحفي: "إذا كنت أذكر جيّدا، لم يكن لجميع الضحايا في المتجر اليهودي خلفية وقومية مماثلة". لقد أجابت عن سؤال أحد الصحفيين وبدأت بالتلعثم عند الإجابة: "لا أعتقد أننا قادرين على الحديث باسم السلطات الفرنسية، هل كان المتجر اليهودي هدفا أم الأشخاص (اليهود) الذين كانوا بداخله".
وقبل ذلك صرّح بشكل مماثل الناطق باسم البيت الأبيض، جوش إرنست. "واضح جدّا ماذا كان هدف المهاجمين. هؤلاء الأشخاص الذين قُتلوا في محل المأكولات لم يموتوا بسبب هويّتهم، وإنما لأنهم كانوا في المكان الخطأ في الوقت الخطأ. كان داخل محل المأكولات أشخاص ليسوا يهودا". وواجه إرنست أحد المراسلين الذي طالبه بالاعتراف بأنّ الرئيس قد أخطأ، عندما قال إن الهجوم على المتجر اليهودي لم يتمّ على خلفية كون الأشخاص يهودا. وبدا إرنست أيضًا مشوّشا، ووجد صعوبة في تقديم إجابة واضحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق