لا يزال قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي ومعاونيه يمارسون هوايتهم في سفك الدماء والقتل والتخريب ليس فقط على مستوى مصر بل امتد إلى الأراضي الليبية بتورطهم في عمليات عسكرية ضد الثوار الليبيين خاصة بعد فشل مندوبه اللواء خليفة حفتر في تحقيق أي انجازات تذكر على الأرض هناك.
ومع كثرة الحديث عن ضلوع السيسي بشكل مباشر فيما يدور من أحداث على الأراضي الليبية، نحاول في هذا التقرير فهم ما جرى خلال الفترة الماضية، وما هي خطة قائد الانقلاب الدموي خلال الفترة المقبلة للتعامل مع الوضع الراهن في الأرضي الليبية.
مراسلات حكومية
نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني وثائق ومراسلات تكشف تورط قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي في الصراع المستمر داخل الأراضي الليبية والذي أدى الى سفك دماء الكثير من أبناء الشعب الليبي حتى الآن.
وبحسب الوثائق المنشورة فان مراسلات بالبريد الإلكتروني جرت بين وزير المواصلات في حكومة عبد الله الثني المستقيلة، الموالية لقائد الانقلاب العسكري في ليبيا اللواء خليفة حفتر، وبين الوزير مفوض محمد أبو بكر فتاح - مدير شئون الوكالات الدولية المتخصصة بالخارجية المصرية - تؤكد أن القاهرة أرسلت أسلحة الى أطراف في ليبيا بطلب من هذه الأطراف، وهو ما يؤكد بالشكل القاطع أن مصر متورطة في الاقتتال الداخلي، وليس كما قال السيسي كذباً بأن مصر لا علاقة لها بما يجري في ليبيا.
وبهذه الوثائق تتأكد صحة المعلومات أن مصر تقدم الدعم العسكري للواء المنشق خليفة حفتر، وأن الإمارات تقدم الدعم المالي له، وأن حفتر ليس سوى عراب المشروع المصري الإماراتي في ليبيا، وهو المشروع الذي يهدف الى تحويل ليبيا إلى سوريا جديدة بإشعال حرب أهلية فيها.
وبحسب المراسلات فان الوزير الليبي طلب من المسئول المصري ذخائر وأسلحة في شهر أغسطس، أثناء اندلاع الاشتباكات بين قوات "فجر ليبيا" التابعة للثوار في ليبيا وبين "مليشيات القعقاع والصواعق والمدني المؤيدة لعملية الكرامة التي يشنها اللواء المنشق خليفة حفتر قائد الانقلاب في ليبيا.
ويقول موقع "ميدل إيست آي" إنه تأكد من صحة عنوان إيميل المسئول بالخارجية المصرية محمد أبو بكر فتاح عن طريق مقارنته بإيميل له منشور على موقع منظمة الفاو التابعة للأمم المتحدة، أثناء دعوته له لحضور مؤتمر دولي خاص بالمنظمة الدولية.
ويزعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر إنه يخوض حرباً ضد التيار الاسلامي في ليبيا، لكن اعترافات على لسان الساعدي القذافي تسربت في تسجيل فيديو نشر على موقع “أسرار عربية” قبل أيام أثبت أن حفتر ليس سوى رجل الامارات، وتحديداً كان مكلفاً من محمد بن زايد بتنفيذ انقلاب عسكري على غرار الانقلاب في مصر وتولي الحكم تماماً كما فعل عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري في مصر.
دور موريتانيا
على جانب آخر كشفت عدة صحف موريتانية أن قائد الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي قدم طلب رسميا من موريتانيا المشاركة في تحالف عربي غربي بقيادة مصر لتوجيه ضربة عسكرية للقوي الإسلامية بليبيا، تموله دولة الإمارات.
وقالت صحيفة "زهرة شنقيط" عن مصادر مقربة من رئيس البلاد محمد ولد عبد العزيز أن السيسي أبلغ عبد العزيز الطلب رسمياً، أنه ينوي عقد تحالف عربي برعاية أممية تحت شعار إعادة فرض الاستقرار بليبيا، وإن الأمل يحدوه بموافقة الدول المغاربية علي المشاركة فيه، بعد أن تعذر انتزاع موافقة من السودان، وقطر والجزائر، وتركيا بشأن التحرك المصري الخليجي لمواجهة الكتائب المسلحة في بنغازي وطرابلس على حد زعم السيسي.
وأكدت المصادر أن التحالف الجديد تموله الإمارات العربية المتحدة وتدعمه فرنسا وإيطاليا، بينما ما تزال الولايات المتحدة الأمريكية مترددة تجاهه بفعل التطورات المتسارعة في العالم العربي.
ويهدف التحالف إلي توجيه ضربات عسكرية جوية لمدن الغرب الليبي، مع توغل القوات المصرية باتجاه بنغازي المعقل الأبرز للحركات الإسلامية الثورية المعارضة للوصاية الخليجية.
فشل حفتر
وبحسب موقع "ميدل إيست آي" البريطاني فإن قائد الانقلاب الدموي يقوم حاليا بالترويج لحلفائه في الدول الغربية وللولايات المتحدة الأمريكية ولإسرائيل إن ليبيا لا تشكل خطرا فقط على الأمن القومي المصري، بل تشكل تهديدا مباشرا على أمن إسرائيل عبر تهريب مختلف أنواع الأسلحة إلى غزة قادمة من ليبيا، وذلك بعد أن فشلت قوات حفتر الانقلابية في تحقيق أي مكاسب ميدانية على الأرض مع ثوار ليبيا.
وأشار الموقع إلى أن السيسي عرض مشروعا على بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وبعض حلفائه العرب كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية بإنشاء منطقة عازلة بليبيا يتمركز فيها جنود مصريون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق