انتبهوا يا عرب من مسلمين ومسيحيين, فإن لواشنطن دور أو قرص في كل مأتم أو عرس. واسخروا أيها العرب من واشنطن إن كنتم سوريين ويمنيين وعراقيين وفلسطينيين وليبيين وغيرهم ممن تشرد وهجر أو قتل وأستشهد ابنائهم, وثكلت وترملت نساؤهم. فواشنطن على ذمة المحلل السياسي فريد زكريا هي المهددة وتعاني مما يجري في أوطانكم ولستم أنتم, والذي وضح لنا بحواره مع CNN, أن حجم معاناة وقلق واشنطن يتلخص بهذه الأمور:
إن مستوى القلق في واشنطن من تنظيم الدولة الإسلامية غير مسبوق.
وتنظيم الدولة الإسلامية تحول إلى النموذج الذي لطالما كانت القاعدة تصبو إليه.
والتنظيم يؤسس قاعدة قوية ومتطورة ، وقادر على بيع النفط والغاز والغلال الزراعية.
والقدرات العسكرية المميزة للتنظيم تحاول التعامل مع الضربات الجوية الأمريكية عبر الانتقال من أماكن مفتوحة إلى السيطرة على مدن وقرى, وممارسة حرب العصابات.
وداعش هو أكثر التنظيمات الإرهابية التي واجهتها أمريكا إثارة للانتباه حتى اليوم.
وموقف السنة هو الأهم. لأن التنظيم ينشط ويتحرك بينهم، وقد قال ماو تسي تونغ: إن الذي يخوض حرب عصابات يسبح مثل السمكة في الماء، ما يعني أنه من الضروري أن يكون لها حاضنة شعبية قادرة على دعمها وإلا يصعب عليها البقاء.
ودخل تنظيم داعش من باب الشعور السائد بين السنة الذين يرفضون الخضوع لحكم الأقلية في سوريا ولحكم الفرس كما يصفونه في العراق. وهذا الأمر هو في صميم المشكلة المطروحة، وهناك بعض العناصر الأخرى في المعادلة، مثل قدامى جنود الجيش العراقي وأركان نظام الرئيس السابق صدام حسين وحزب البعث.
وعن إمكانية تحالف الغرب مع النظام السوري الذي يطالب برحيله عن السلطة, قال زكريا: هناك سوابق مماثلة ، فحين سأل الناس رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل، عن سبب تحالفه مع السوفييت. قال إنه مستعداً للتحالف مع الشيطان. وبالطبع قضية الاصطفاف إلى جانب الأسد لن تكون سهلة، فالأسد هو سبب ظهور التمرد المسلح في الأساس وهو سبب ظهور هذا الخلاف الواسع النطاق.
الحل الأمثل هو اقتلاع جذور داعش المتمثلة بالامتعاض السني، ودفع حكومة العراق لتكون أوسع تمثيلاً, وتغدق الأموال على القبائل كما فعل الجنرال بترايوس.
التنظيمات الوحيدة التي أثبتت فاعليتها في القتال على الأرض في سوريا هي تلك الشبيهة بداعش أو جبهة النصرة. وربما كان من الممكن أن يتغير الوضع لو حصل دعم أمريكي، ولكنني لا أرجح ذلك، فالحرب الأهلية الجارية تشهد انقساماً حاداً مما دفع بالقوى المتطرفة إلى البروز، في حين تعرض المعتدلون للسحق.
توصيف المحلل فريد زكريا يتطابق مع توصيفات الادارة الأميركية ومعظم الساسة الأميركيين, فالولايات المتحدة الأميركية كانت وماتزال تعتبر نفسها على الدوام ضحية الإرهاب. وأن هذا الإرهاب لا يد ولا مصلحة لها فيه, وإنما هو من فعل الآخرين.. وتصريحات وحوارات الساسة الأميركيين أشبه بجوقة ترقص وتدبك وتشدوا على أنغام هذه التوصيفات الماكرة. ونقول لهؤلاء ولطواقم مراكز الدراسات والبحوث, بأن معظم أزمات العالم أسبابها هي:
شرعة وقوانين المنتصرون في الحربين العالمية الأولى والثانية, والنظام الجديد الذي اعتمدوه, إنما هي شرعة وقوانين ونظامين غيبوا العدل ونشروا الكثير من الجور.
وميثاق الأمم المتحدة الذي حدد مهام مؤسساتها كمجلس الأمن, منح الأقوياء الحقوق وحررهم من كل واجب, وحرم غيرهم من حقوق و كبلهم بالواجبات.
والسياسة التي مارسها الاستعمار القديم ويمارسها الاستعمار القديم الجديد,
وتواطؤ بعض الدول ومنظمة الأمم المتحدة مع إسرائيل, وتهربهم من تنفيذ القرارات الدولية, وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وللصراع العربي الصهيوني.
ومصادرة واشنطن لبعض قرارات حلفائها و بعض الانظمة أنعكس سلباً على حقوق مواطني هذه الدول في كل المجالات, وأسهم في التضييق على الحريات العامة.
والتحالف الاستراتيجي الأميركي الإسرائيلي على السراء والضراء وبهذه الصورة القبيحة والمزرية لن يدع أية فرصة لنمو برعم من براعم الأمن والعدل والحوار والسلام.
والغزو الأميركي بذرائع كاذبة تسبب بسفك دماء وأرواح الكثير, طالما بقي بدون حساب, وقوانين الحصار والحظر الأميركية اللاإنسانية . ويشير إلى أن العدالة الأميركية مكبلة أو قاصرة أو لا تجرؤ على طرح أو مناقشة مثل هذه الأمور.
والاتفاقيات التي وقعتها بعض الدول العربية مع إسرائيل برعاية أميركية وأطلق عليها معاهدات سلام تسببت بسخط الجماهير, لأنها صادرت بعض حقوق هذه الدول.
وتهرب واشنطن والأمم المتحدة من تحرير الأسرى لمعتقلين في السجون الاسرائيلية.
والتاريخ العنصري للولايات المتحدة الأميركية من أبادتها للهنود الحمر إلى خطفها الأفارقة وغيرهم, ينقض ادعاءاتها بأنها الحامية للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.
والخداع الذي مارسته واشنطن في زجها المسلمين بالحرب ضد الروس في أفغانستان, والذي وصفهم بالرئيس ريغان ليقول بأن المقاتلون المسلمون والأفغان هم المعادلون التاريخيين لمؤسسي الولايات المتحدة الأميركية. وجاء خلفه والذي كان نائبه بوش الأب وأبنه ليسفكا دماء وأرواح هؤلاء المعادلين, سيبقى سبب الكثير من الأزمات.
وسجن غوانتانامو والسجون السرية الأميركية الأخرى في القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في دول العالم وفي السفن والحاملات. والمعاملة المهينة والمزرية للمعتقلين في هذه السجون ستبقى هي السبب الرئيسي لنمو وتنامي طرق وأساليب الإرهاب.
وأخيراً نقول للمحلل فريد زكريا ولساسة واشنطن وصقورها.لنذكرهم لعلها تنفعهم الذكرى:
واشنطن لم تربح أية حرب خاضتها بمفردها, أو قادت حلفائها فيها. فانتصارها في الحربين العالمتين الأولى والثانية كانت نتيجة التضحيات الكبيرة والجسيمة بالعتاد والأرواح التي قدمها الفرنسيين والبريطانيين والروس.
أية حرب خاضتها واشنطن لوحدها أو قادت حلفائها فيها انتهت بهزيمتها, كحروب كوريا و فيتنام والصومال وأفغانستان والعراق, وسارعت للتفاوض مع خصومها لوقفها كي تنجوا من الهزيمة المزرية , وتنجوا بجلدها.
هناك مثل عربي تعتمده الشعوب. ونذكر المحلل فريد زكريا وساسة واشنطن به, ويقول المثل: الثلم الأعوج من الثور الكبير . وهذا الثور هو بلاد أوباما.
نقول لساسة واشنطن و زكريا: تصريحاتكم وحواراتكم دسمة بالكذب والخداع والمكر والنفاق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق