مرافعة د محمد أبوزيد عن نفسه وإخوانه فى عرضهم الأخير على المحكمة ... ترافع بدلا من المحامى .. وكان هذا نص المرافعة :
سيدى القاضى ..
( اعرفكم بنفسى .. انا اسمى محمد السيد أبوزيد .. اعمل طبيب
تخدير فى بنها حصلت على بكالوريوس الطب من جامعة المنوفية وعندى امتحان ماجستير هذا الشهر إن شاء الله .. وثانى الجمهورية فى حفظ القرآن الكريم فى أحد المسابقات .. ومعى 3 إجازات فى حفظ القرآن الكريم ..
تخدير فى بنها حصلت على بكالوريوس الطب من جامعة المنوفية وعندى امتحان ماجستير هذا الشهر إن شاء الله .. وثانى الجمهورية فى حفظ القرآن الكريم فى أحد المسابقات .. ومعى 3 إجازات فى حفظ القرآن الكريم ..
مبدأيا , أنا هنا لنا أكثر من 100 يوم نفترش الأرض نومًا حالنا كحال بقية المعتقلين فى مصر , يفترش الأرض مجموعة من خيرة شباب مصر ,
لقد تم القبض علينا عشوائيًا كل واحد من مكان .. لكن العشوائية وياللعجب جاءت بشئ غريب على سجون مصر ؛ جاءت بأطباء ومهندسين وصيادلة ومدرسين واثنين مدرسى قراءات للقرآن و7 حفاظ للقرآن كاملًا فى زنزانة واحدة .. والمقصد أنها عشوائية مشرفة جدا لمصر كلها ..
هذه المجموعة التى اتهمت 13 اتهاما فى المحاضر كل اتهام منها يحتاج إلى مجرم عتىّ أصلى قديم فى الإجرام .. هذه المجموعة بها 3 مرضى قلب منهم واحد أجرى عملية قلب مفتوح سابقًا .. وفيهم شاب مريض لابالسكر لا يقوى على مرور يوم صحيحًا بلا علاج .. ورجلان أجريا عملية غضروف فى الظهر
سيدى القاضى ؛ إن هذه هي الجلسة الثامنة لنا أمام قضاة ونيابة .. وفى الواقع أن كل السابقين صدمونا وشوهوا صورة القضاء فى نفوسنا .. هذا القضاء والذى كنا نعتبره مهنة سامية جدا كالطب الذى أمارسه , فإذا بهم يقرون أنهم لا يملكون من أمرهم شيئًا وأنها أوامر عليا , عندما كان يؤذى مريض بسببى حتى وإن كان رغمًا عنى فإنى أحس بالذنب وقد لا أستطيع النوم أيامًا .. وهؤلاء حبسوا 29 نفسًا أكثر من مائة يوم ولا أثر لبأسٍ ولا حزن على هؤلء الذين حبسوهم بلا جرم ولا ذنب إلا خلاف سياسى لولاه ما أتوا هنا كل هذه الجلسات وما زلنا قيد الحبس لم نتحرك لكنى أخبرك ولا أخوفك .. أننا كلنا نُمطر كل هؤلاء القضاة ونمطر أعوانهم وعوائلهم وأبناءهم كل ليلة (يقاطع القاضى : ها أمطرتوهم ازاى ) فردّ : طبعا دعونا عليهم .. ودعوة المظلوم عند الله مجابة .. ونحن والله لا نشك فى صدقنا ولا فى أننا مظلومين .. ونتعجب من جرأتهم على الله .. ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ؟ (وكررها ثلاثًا)
سيادة المستشار ..
إننا نعيش أكثر من ثلاثة شهور وسط الجنائيين نستمع إلى أحاديثهم الجانبية .. إنهم مطمئنون لأنهم يعرفون فلان القاضى والمحامى فلان .. وفعلًا يخرجون ! خرج "أذيّة" و "برشامة" وغيرهم ونحن ما زلنا هنا .. وتغير علينا نزلاء كثر ونحن هنا ثابتون
نحن نذكركم بالله .. وبهذه الأنفس التى تحبسونها بدون حقٍ ..رغم أن القضية والتحقيقات انتهت منذ أكثر من خمسين يومًا .. وصارت بين أيديكم وأيدى المحامين .. انتهت بتهم مرسلة ولا شواهد ولا إثباتات ولا أحراز ولا غيرها ..
وهذا واحد منا "شهاب" ذو ال 16 عام .. يُحبس وحيدًا طوال هذه المدة فى القسم وسط المجرمين يحاولون اعطاءه المخدرات وغيرها .. شاب فى الثانوية متفوق ووالده استاذ جامعى .. وهو فى سن أولادكم .. وحسبنا الله فيكم !)
انتهت المرافعة وفى نهاية الكلام اخذ المحامين فى تهدئته لأنهم وجدوا القاضى اكفهر وجه واحمرّ .. واغرورقت عيناه بالدموع وكذلك قاضى اليمين وسكرتير الجلسة .. وأرعد القاضى وأزبد أنه حر وأن خروجهم أو بقاءهم لن يفرق معه وأنه لا يخاف سوى الله .. فردوا عليه بأن هذا هو ما يتمنوه !
وصعدوا إلى غرفتهم ليعلموا فى الصباح أن دموعه كانت كاذبة وأن خوفه من الله هذا كان كلاما واصطناعا بلا شك .. وكما عبر " ورزعهم الخمسة واربعين يوما أُخَر"
لكن الثابت وما قاله هو وبقية المعتقلين أن هذه المرافعة ريحت نفوس كتير ..وحسوا انهم طلعوا اللى فى نفسهم .. وقالوا للقاضى وسمعوا الناس اللى نفسهم فيه وكانوا مهيأين بعدها لأى حكم ..
ويكفى أنهم أقاموا الحجة على القاضى ومن معه وعلى النيابة وغيرهم ممن حضروا ويعرفون انهم مسجونون ظلمًا .. وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق