انقلاب العسكر كان ذكيا , اذ قامت المخابرات المصرية بعمل جبار,عندما استطاعت ان تجند ا كثر من عشرين الفا من الشباب المتعاونين لطرح فكرة حركة تمرد ,وعملت على حشد الملايين من الفقراء, وحتى من الذين كانوا يعيشون على صدقات الاخوان المسلمين الحركة التي مولت بأموال ,تشتم منها رائحة الصناديق السوداء .فنجح العسكر في وضع الاخوان امام الامر ا لواقع ,,,حيث لعبت المروحيات دور التنسيق وتوزيع الاعلام المصرية وبدعم من قوى سياسية مصرية علمانية منحت ا الجماعة مهلتين للتفاوض إلا ان الخطة كانت محسومة منذ زمن .ولم يبق إلا المضي نحو التنفيذ ...الى ان دقت ساعة الحسم بعد قراءات استخباراتية مدروسة بدقة ,مع العلم ان الفريق ا لسيسي هو رجل استخبارات عسكرية بامتياز ...
اسباب فشل مرسي وجماعته
1. نصرة حماس
الاخوان المسلمون وصلوا الى السلطة. بعد ستين سنة من ا لصراع مع النظام العسكري المصري . ولما شاءت الاقدار ان يأتي بهم ما سمي بالربيع العربي , وعلى ظهر الصناديق الزجاجية , امسكوا بزمام الامور . وسارعوا الى محاولة تثبيت اقدامهم في اغوار
ا لدولة ,العميقة ,وذلك بالسعي الى توطيد العلاقات ألخارجية أولا, فسارع مرسي الى اعادة العلاقة مع ايران ,وفتح المجال امام حركة حماس التي رأت في الاخوان ورقة رابحة لا دارة الصراع العربي الاسرائيلي ....
2 .مهادنة اسرائيل
منذ وصول الاخوان الى السلطة في مصر , تريثوا عكس ما هو معروف عن معاداتهم لإسرائيل . ولم يصدر منه اي تصريح يثير الجارة العبرية, وذلك في محاولة منهم الى عدم المس بمسيرتهم في الحكم, حتى لا يفتحوا عدة جبهات تثير الخصوم,, وهكذا بقي مرسي وجماعته على مسافة كبيرة من الاشارة لإسرائيل .والتزموا بكل المعاهدات بينهم والجارة العبرية تخوفا من ردات الفعل من المناوئين لحكمهم, وربطوا علاقة جيدة مع الادارة الامريكية التي ثمنت حكمهم بل ورعته في اطار اعادة جدولة علاقتها مع العرب بعد سلسلة اخفاقات بالعراق وأفغانستان واليمن. لهذا بقي موقف الولايات المتحدة غامضا بل يمكن القول انه رافض بعد التهديد بمراجعة المساعدات استنادا الى قانون المساعدات ...
3 . التقارب مع ايران
منطقة الشرق الاوسط وعقب سقوط مبارك . تغيرت وخصوصا بعد قيام الثورة السورية التي استمرت لمدة سنتين دون ان يحسم الامر بين النظام والمعارضة المسلحة على الارض, ولا على مستوى المعارضة السياسية التي لم تستطع تنظيم صفوفها, وظهور جماعات متشددة كجبهة النصرة التي دخلت على الخط . مما دفع بالولايات المتحدة والغرب الى الثريت كثيرا قبل اتخاذ اي اجراء بتسليح هذه المعارضة بشروط تخوفا من سقوط السلاح الفتاك بأيدي قوى الارهاب ...ودخول ايران وحزب الله على خط الصراع في سوريا ازعج الدول العربية وخصوصا الدول الخليجية ومنها السعودية والإمارات التي تطالب الغرب وأمريكا برفع الحظر عن تزويد المعارضة بالسلاح .ولعل الزيارة التي قام بها مرسي لإيران وإعادة العلاقات معها وفتح المجال للسياح الايرانيين للدخول الى مصر كانت كما يقال القشة التي قصمت ظهر البعير ...,,,
فظروف منطقة الشرق الاوسط و الصراع في سوريا وتهديده للأمن الاقليمي والعالمي , يجعل من تقارب اخوان مصر مع ايران خطرا على المنطقة العربية بكاملها . وخصوصا بعد ان اتخذ الصراع في سوريا والبحرين والشمال السعودي( منطقة القطيف) صراعا مذهبيا . ولعل هذه الاسبا ب هي التي تدخلت بايعازمن الدول الخليجية بمباركة خطوة العسكر لعزل الرئيس واعتقاله بغطاء مخابراتي سياسي مصري( الازهر, الاقباط, جبهة الانقاذ ) وخليجي ( سعودي .اماراتي ) وتحفظ قطري ..وغموض الموقف الامريكي,,, واستنكار تركي وتردد الباقي ...
الاسلام السياسي فشل في ادارة دولة مصر العربية كما سيفشل في كل مكان لانعدام رؤى استراتيجية سواء لتسيير الشأن العام للمواطنين او ممارسة السياسة بالكياسة وليس بالتعصب الديني.,,,,وجعل الدين اساسا لكل تصرف وانعدام تجربتهم في ادارة العلاقة المصرية مع حماس وايران والولايات المتحدة واسرائيل وكل هذه الجبهات ذات مصالح متناقضة وعدم الدراية بمسايرة الجميع بكياسة ولباقة .جعلهم فاشلين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق