رغم كل محاولات سلطات الانقلاب تجاه طلاب مصر الأحرار من اعتقال ومنع للتظاهر واقتحام للجامعات ومرابطة الأمن على أبواب جامعات أخرى الا ان
طلاب المحروسة ومستقبلها الزاهر تحدوا كل هذه المحاولات .
طلاب المحروسة ومستقبلها الزاهر تحدوا كل هذه المحاولات .
فهم رفضوا اي محاولة من شأنها ان توقف مسيرتهم في التصدي لسطات الانقلاب ورفضه جملة وتفصيلا والاحتشاد بالجامعات والساحات والميادين حتي يسقط هذا الانقلاب الدموي الغاشم وهو ما اكده طلاب جامعات الازهر والقاهرة وعين شمس والزقازيق والفيوم والمنيا واسيوط وكفر الشيخ والمنصورة وكل جامعات مصر الحكومية والخاصة ليسطر هؤلاء .
وهذا الجيل صفحات ناصعة في تاريخ مصر وانتفاضها ضد محاولات التكميم وتقييد الحريات ويعيدوا لنا امجاد انتفاضة جامعة القاهرة خلال القرن الماضي ضد الاحتلال البريطاني وسقوط العديد من طلاب جامعة القاهرة شهداء احرار علي كوبري عباس متحدين رصاص الاحتلال وقتها وما اشبه اليوم بالبارحة فما الفارق الان بين ما جري وقتها وما يجري الان .
بل نقول و بلا مبالغة ان ما يحدث الان من جانب سلطات الانقلاب فاق بكل تاكيد ما قام بها الاحتلال البريطاني والاحتلال الصهيوني بفلسطين فصار الانقلابيون اكثر صهيونية من أسيادهم ومن يحركونهم ويدعمونهم نكاية في الشعب المصري وشبابه.
من جانبها حاولت سلطات الانقلاب الالتفاف علي عودة الحرس الجامعي وحاول وزير التعليم الحالي حسام عيسى أن يعيش في ثوب المدافع عن الجامعات ولكنه السم في العسل ففي الوقت الذي أعلن رفضه عودة الحرس الجامعي من االباب أعاده من الشباك كما يقولون .
ففي اجتماع مجلس الوزراء الاسبوع الماضي وافق علي اقتراح عيسى بتواجد قوات أمن الانقلاب خارج الجامعات مباشرة ورهن إشارة رئيس الجامعة واللعبة مكشوفة تماما، فرئيس الجامعة او عميد الكلية لن يتاخر في استدعاء بلطجية الأمن لاقتحام الجامعة وحتى دون انتظار إذن كما اعلنوا وهذا ما حدث بالضبط فبعد واقعة جامعة الأزهر الأسبوع الماضي ودخول الأمن للجامعة واعتقال الطلاب.
حدث نفس السيناريو تماما في جامعة الفيوم حيث اقتحم الأمن الجامعة وأطلق الغاز المسيل للدموع والخرطوش ورد الطلاب بالطوب والحجارة وشهدت ساحة الجامعة كراً وفـراً يذكرني بأحداث الانتفاضة الفلسطينية ضد قوات الصهاينة ...لا فرق نفس الأساليب ونفس القسوة .
أيضا هناك عدد من الجامعات الاخري التي تعرضت لنفس السيناريو ولكن بالاستعانة بالبلطجية وما يدعون بالمواطنيين الشرفاء وهذا ما حدث بجامعة المنصورة والزقازيق والاسكندرية واسيوط حيث شهدت الجامعة اشتباكات دامية واعتقال لعشرات الطلاب
ومن قبلها جامعة الازهر كفر الشيخ وهكذا تسير الامور بكافة جامعات مصر التي اثبت طلابها أنهم علي الطريق الصحيح سائرين وبقراءة متانية للمشهد الجامعي الحالي نكتشف اننا امام حقيقتين اولهما ان سلطات الانقلاب تمارس كافة أنواع البطش والتنكيل بهؤلاء الطلاب وكأنها سلطات احتلال بالفعل وربما هذا راجع لهول الصدمة .
والمفاجاة التي اربكت سلطات الانقلاب في رد فعل الطلاب ليس في رد الفعل والتظاهر فقط، ولكن في حجم التظاهرات سواء في الكم او النوع بمعني ان اعداد المتظاهرين كبيرجدا وبالالاف.
الامر الثاني انه شمل جامعات مهمة ونوعية مثل القاهرة وعين شمس والازهر وحلوان وهي الجامعات التي تقع بقلب القاهرة وهو ما جعل امن الانقلاب يشعر بالذعر خاصة من جامعتي القاهرة والأزهر.
فالاولي علي مقربة بل قل داخل ميدان النهضة والثانية متاخمة لميدان رابعة وتأتي عين شمس وحلون داعمتين لهمل بشكل او باخر فضلا عن جامعات الاسكندرية واسيوط والمنصورة .
وكلها جامعات بها اعداد كبيرة من الطلاب ولها تاريخها العلمي النقطة الاخري صمود هؤلاء الطلاب البطولي ومقاومتهم الباسلة لكل محاولات الامن سواء بالاعتداء عليهم او اعتقالهم او فصل ادارات الجامعات لهم فهم لا يعباون بكل ذلك لانهم دائما امامهم حق زملائهم الذين استشهدوا ويصرون علي الاتيان به مهما كلفهم ذلك وكذلك الافراج عن زملائهم المعتقلين فهم يتظاهرون بإصرار وعزيمة لأنه قبل كل ذلك لديهم قضية يقاتلون عليها وهي عودة الشرعية ودحر الانقلاب
النقطة المهمة ايضا هنا أن ساحات الجامعات عكست ترابطا وتعاونا ربما غاب عن ساحاتها كثيرا بين طلابها المنتمين للاحزاب السياسية المختلفة حيث تظاهر طلاب ينتمون لكافة الاحزاب السياسية حتي من تلك الاحزاب المحسوبة علي الانقلاب
وهذا راجع لأمرين: الاول أن هؤلاء الطلاب يدافعون عن زملائهم ودمائهم ورفض اعتقالهم، النقطة الاخري أنهم أدركوا ان العسكر لن يفرق بين من أيدهم او عارضهم فهم ضد الديقراطية وحرية التظاهر والتعبير ففكروا بمنطق لقد اكلت يوم اكل الثور الابيض
لا يريدون ان تصل الامور الي نقطة الندم وساعتها لن يجدي ندم فارادوا ان ياخذوا زمام المبادرة مبكرا وينضمون لزملائهم وهم بذلك يكونا اخذوا موقفا متقدما عن قادتهم بأحزابهم الذين لا يزالون ينافقون العسكر ولكن سوف يندمون في وقت لن ينفع فيه الندم.
*الأمين العام لحركة "صحفيون ضد الانقلاب"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق