مازال البعض حتى الان يجادل في انه ماكان للاخوان أن يرشحوا احدا في انتخابات الرئاسه وأن هذا هو سبب مانحن فيه.
حسنا سأحاول قراءه الموقف حاليا بعد عام من حكم الدكتور مرسي وحوالى 6 شهور من الانقلاب.
احداث كثيره مرت اوضحت مواقف اطراف عديده وتمكننا من قراءه متاخره لموقف الترشح من الانتخابات الرئاسيه.
لكنى مبدأيا سيكون عندي نقطتان مهمتان في القراءه وهما -اننى ساتكلم بشكل عملى بعيدا عن اى شعارات او هتافات.
-يجب ان لا نعمل على اعاده نظام مبارك بشكل معدل مره اخرى اما اذا كنت ترى اننا طوال عشرات السنين قبل الثوره في رخاء وحريه وعداله افضل من النرويج فهذا شأنك ولكن للاسف يبدو أنى كنت في بلد اخر.
الموقف وقتها
عندما حان وقت الترشيحات للرئاسة كان مجلس الشعب عمره حوالى 3 شهور وقد بدأ الخلاف بين المجلس والحكومة حتى ان كمال الجنزورى قال للاخوان ان قرار حل المجلس في درجه.
أي ان التهديد بحل المجلس كان صريحا وواضحا وهو ما حدث بالفعل فيما بعد.
وبالتالى فان خساره الثوره لمنصب الرئيس يعنى اننا بصدد العوده بشكل صريح وقاطع لنظام مبارك ولكن بشكل معدل.
تم اختراع العديد من الاسباب الواهيه لازاحه العديد من المرشحين المهمين امثال حازم ابو اسماعيل وخيرت الشاطر.
وقد دخل الدكتور مرسي في اخر يوم لقبول الاوراق وكان البعض جاهزا باوراقه خارج اللجنه كإجراء احتياطي بدلا منه في حاله وضع اى عراقيل مما يوحي بالفعل بأن هناك تخطيطا لاحباط طرد المرشحين.
وفي النهايه اصبح لدينا 13 مرشحا للرئاسه انسحب السفير عبدالله الأشعل وقتها لصالح الدكتور محمد مرسي وهو امر جيد يحمد عليه بل انه وبصفته مرشح رئاسي فقد اصبح لديه صلاحيه اعطاء توكيل لمراقب فى كل لجنة وهو تبرع بتوكيلاته للمراقبين من حملة الدكتور مرسي لزياده المراقبه.
الشيخ حازم ابو اسماعيل
تعرض ابواسماعيل للاقصاء من الترشح لانتخابات الرئاسه ونتيجه لذلك فهو ليس احد الخيارات المتاحه (بشكل عملى) في ذلك الحدث الكبير.
بل ان الرجل نفسه وقف بقوه مع الدكتور مرسي في الجولتين الاولى والثانيه وله مواقفه البطوليه ولذلك كان احد الاوائل الذين اعتقلهم نظام الانقلاب.
المرشحون
اذا استرجعنا المرشحين والنتائج فاننا نجد ان أعلى الاصوات فى المرحله الاولى كانت كالتالى
الأول الدكتور محمد مرسي
الثاني احمد شفيق
الثالث حمدين صباحي
الرابع عبدالمنعم ابو الفتوح
الخامس عمرو موسي
أي اننا اذا اردنا ان يمثل الثوره رئيس يجب علينا الاختيار من بعض هؤلاء فقط.
الدكتور سليم العوا
فمثلا مع احترامنا وتقديرنا للدكتور سليم العوا الا ان محاولة تأييد الاخوان له خاصه مع تأييد حزب النور للدكتور ابو الفتوح فان الاصوات سيتم تشتيتها
بالاضافه الى ان تسويق الدكتور العوا (مع التقدير له) كرئيس داخل الاخوان سيكون صعبا وبين الشعب اصعب كما ظهرت من نتائج الانتخابات.
الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح
نفترض ان قادة الاخوان اتخذوا قرارا بتأييد الدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح
لكن هناك بعض الاشكاليات مع هذا الطرح مبدايا هناك صعوبات كبيره فى اقتاع افراد الاخوان أنفسهم به خاصه انه فى هذا الوقت قد هاجمهم بشكل رهيب فكيف سيخرج ابناء الاخوان باقناع الاخرين به.
مع افتراض ذلك وقد ابتلع الاخوان تلك الاهانات وذهبوا لتجميع الاصوات له.
فاننا نجد ان الناس انفسهم لم تتقبله بشكل كبير خاصه انه كانت له حملته الخاصه بالاضافه الى تأييد حزب النور و الجماعه الاسلاميه له وبالرغم من ذلك اخذ المركز الرابع بفارق كبير عن الاول والثاني.
كما ان ردود فعل ابوالفتوح متذبذبه وتتجه من النقيض للنقيض
فمثلا انه يؤيد الديموقراطيه ثم يؤيد حركة تمرد ومظاهرات 30 يونيو التى كانت تدعو للانقلاب العسكري بكل وضوح.
واذا كان يعرف فهى مصيبه واذا لم يكن يعرف فالمصيبه اكبر.
بالاضافه الى انه بعد الانقلاب والجرائم الدمويه المتواليه نجده يتخذ مواقف رخوه وغير جاده بل نفاجأ بأنه يجلس مع سلطه الانقلاب
كما اننا لم نسمع انه يدعو الى مظاهرات للاعتراض على الانقلاب كما كنا نراه متحمسا جدا فى الهجوم على الدكتور مرسي.
وبالتالى فان مجموع ماسبق نجد ان تأييده فى انتخابات الرئاسه قد يؤدي الى فوز احد رجال مبارك أو حتى اذا فاز هو فان مواقفه لا تبشر بخير للثوره والديموقراطيه.
حمدين صباحي
بنفس ماحدث من الدكتور ابوالفتوح تكرر من حمدين صباحي حيث وجدناه يهاجم الاخوان بشكل كبير رغم انه نزل على قوائمهم فى انتخابات مجلس الشعب قبل شهور من انتخابات الرئاسه.
فكيف كان من الممكن اقناع قواعد الاخوان بذلك فضلا عن حمدين نفسه.
ووجدنا اندماج حمدين فى جبهه الانقاذ ونشاطه الكبير فيها كما رأينا انصاره يهاجمون مقرات الاخوان ويحرقونها ثم تأييده الانقلاب العسكري ولم نر أي انفعال له على سيل الدماء التى اريقت بل انه حتى يصور قائد الانقلاب بالبطل وأنه سيرشح نفسه اذا لم يتقدم السيسي للرئاسه.
كل هذا يؤكد تماما مواقف حمدين ضد الديموقراطيه وينم على مايمكن ان يحدث من كوارث على مصر فى حال فوزه (لاقدرالله) بالرئاسه.
احمد شفيق وعمرو موسي
الاثنان هم رجال نظام مبارك وفوز احدهما هو عودة مره اخرى للاستبداد.
وهذا واضح تماما لمشاركتهما فى الانقلاب وتأييدهما في كل خطوات القمع الدموى والقتل والاعتقالات التى حدثت بعد 3 يوليو.
وبالتالى لا يمكن ان يكون تأييد احدهما مطروحا فى الاساس او حتى ترك الساحه لهما.
النتيجه
كان اقتراح النائب حاتم عزام بان يتم اعلان النتيجه في كل لجنه فرعيه بعد الفرز مباشره لكل المندوبين امرا هاما للغايه في عدم التزوير فى انتخابات الرئاسه.
وقد استغلها فريق العمل بحملة الدكتور مرسي افضل استغلال لمنع التزوير حيث تم تجميع كل النتائج من اللجان الفرعيه على مستوى الجمهوريه فى تناسق رائع وتم الاعلان عن النتيجه بمجرد انتهاء الفرز فجر اليوم التالى في مشهد جميل .
طبعا المشهد لم يعجب الكثيرين وحاولوا القاء الاتهامات جزافا وتضليل الناس بأنه افتئات على السلطه رغم اننا راينا نفس المشهد تقريبا فى انتخابات امريكا في كل مره تقريبا وحتى اخرها فى التجديد لاوباما حيث اعلنت حملته انه قد فاز قبل حتى الانتهاء الكامل من الفرز لان الفارق كان كبيرا.
وظلت لجنه الانتخابات اياما قبل اعلان النتيجه التى جاءت مقاربه لنفس النتيجه التى اعلنتها حملة الدكتور مرسي.
أي ان السبب الرئيسي فى نزاهه الانتخابات (بعد فضل الله) ان هناك ماده قانونيه تسمح بالرقابه القويه بالاضافه الى التنسيق الرائع وسرعه الاعلان عن فوز الدكتور مرسي بالوثائق واصدار كتاب به صور محاضر فرز اللجان الفرعيه كلها على مستوى الجمهوريه.
اهميه الانتخابات الرئاسيه
تبرز اهميه الانتخابات الرئاسيه بقوه عندما فقدنا مجلس الشعب في لحظه واحده بسبب حكم عجيب من المحكمه الدستوريه وتم تنفيذه بسرعه رهيبه من قوات الجيش بمنع النواب من دخول المجلس.
بالتالى فاصبحت السلطه التشريعيه فى يد الجيش ولم يبق سوى السلطه التنفيذيه فاذا ذهبت لرجال مبارك فاننا بذلك نكون اعدنا انتاج نظام مبارك مره اخرى وفقدنا كل شيء.
وهنا يتضح انه لا يجب ايضا اتخاذ خيار اللامبلاه او المقاطعه عدم ترشيح احد او مقاطعه الانتخابات فستكون النتيجه هى عوده الاستبداد مره اخرى.
الدكتور محمد مرسي
وجدنا من هذه القراءه المتواضعه للاحداث ان ترشح و فوز الدكتور مرسي هو افضل الحلول وقتها.
ولكن ربما يتساءل البعض وماذا بعد فوز الدكتور مرسي؟
سنتحدث عن أهم مطالب الثوره وهو الحريه والكرامه والديموقراطيه.
رغم محاربه الدوله العميقه له الا ان الحريات كانت فى حكمه فى اعلى صورها فى التاريخ الحديث بل تخطت كل خطوط الحريه الى الشتائم والاكاذيب.
ورغم ذلك وجدناه يقف بجانب الحريه بكل قوة وأرى ان اهم ماحققه الدكتور مرسي هو محاولته القويه لبناء مؤسسات الدوله مع محاوله انعاش الاقتصاد وتأسيس اقتصاد قوي واراده سياسيه مستقله.
كما لايجب ان ننسى ازاحته للمجلس العسكري فى 12 اغسطس 2012 بعد 42 يوم فقط من توليه السلطه.
وهو حدث فريد لاول مره منذ عقود .وللاسف عمل البعض بقوه على عودته مره اخرى بأسوا من قبل.
وحارب الرئيس مرسي على كل الجبهات لانفاذ راي الشعب فى عمل دستور واستفتى الشعب عليه وحاول بكل قوه لعودة مجلس الشعب المنتخب وحتى بعد ذلك كانت انتخابات مجلس النواب التى قررها فى يناير بعد اعتماد الدستور والتى وقف القضاء عقبه مره اخرى امامه.
وكانت انتخابات مجلس النواب هى الحل السحري للمشكله السياسيه ولكن بالطبع يهرب منها من هو متأكد انه لن يفوز بها.
هذا بالرغم من ان دستور 2012 كان يعطى صلاحيات واسعه للحكومه المشكله من البرلمان بل اعطى البرلمان نفسه صلاحيه محاسبه الرئيس ومحاكمته حتى انه اذا اختلف البرلمان والرئيس واراد الرئيس حل البرلمان وجب عليه اخذ راى الشعب فاذا وافق على حل البرمان كان له ما اراد الشعب واذا اعترض الشعب فانه يتحتم على الرئيس ان يستقيل.
وهذا هو الفارق الان بين 11 فبراير 2011 و 3 يوليو 2013 فالان لدينا رئيس وبرلمان منتخبان ودستور مستفتي عليه.
اعلاء قيمه راي الشعب هذا هو اهم انجاز كان يصر عليه الرئيس مرسي وهو ماكنا نفتقده خلال العقود السابقه ويحاول البعض بكل ما اوتى من قوه ان يسحبه منا مره اخرى ولكن (باذن الله) سيستعيد الشعب حريته وكرامته فحريه الاختيار المسئولين و احترام راى الاغلبيه عن طريق الصندوق ليست مجال نقاش
وستعود مصر لاهلها- ان شاء الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق