قبل انقلاب 1952 على الملك فاروق, كان الذوق العام للمصريين مختلفاً كثيراً, فمثلاً كانت نجمات مثل مريم فخر الدين وليلى فوزي وتحية كاريوكا معايير للذوق العام في الجمال, وكانت الجمل الحوارية في الأفلام شديدة الرقي وخالية من الألفاظ الخادشة للحياء أو الألفاظ السوقية بل أن من كانوا يعملون في التمثيل كانوا يجيدون لغة أجنبية أو اثنتين ومنهم من كان سفيراً سابقاً مثل المرحوم سليمان نجيب كانت هناك ليلى مراد وأم كلثوم, حتى معايير الزعامة كانت مختلفة, فعبد الناصر مثلا مع اختلافي معه جملة وتفصيلاً, كان يملك مقومات الزعامة الأساسية, من ناحية قدرته على استخدام الكلمات وتطويع الجمل وقدرته على مخاطبة الجماهير البسيطة بالإضافة إلى مواصفاته الجسمانية وذكائه وثقافته, وبعد تأسيس عبد الناصر لدولة العسكر بستين عاماً اختلفت المعايير تماماً, فأصبح لدينا نوعية مختلفة تماماً من النجوم, ممثلات عديمات الثقافة سوقيات, لا يتمتعن بالرقي الكافي وانحدرت مصر إلى القاع فأصبح الإعلام يقدم لنا أومجيا قصير القامة, سمج الملامح, ضحل التفكير منعدم الثقافة, شخص مسطح الطموح لا يتمنى سوى امتلاك ساعة أوميجا, لا يجيد ترتيب جملة عربية سليمة بدون أخطاء مضحكة, ومحاولات مثيرة للشفقة ليبدو بمظهر الزعيم, وهكذا صنع الإعلام غيبوبة لدى اتباعه, قارن بين نموذج الجمال لدى المصريين خلال ستين عاماً, قارن بين ليلى فوزي مثلا وطريقة القاءها وبين أي من الممثلات الموجودات على الساحة دون ذكر اسماء , قارن بين ليلى مراد وصوتها ورقيها وبين مطرب " تسلم الأيادي " وانظر لأوميجا عندما ينطق كلمة " ميسر " أو يتحدث عن أن " الجيش دا زي الهرم " لتدرك عمق الحضيض الذي انحدرت إليه مصر بسبب الإعلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق