21 ديسمبر 2013

مجدي حسين يكتب: لا بد من تحرير مصر من المنظومة العسكرية الفاسدة ركيزة الحلف الصهيونى الأمريكى


>>كبار العسكر سيطروا على اقتصاد البلد كله وليس على مقاليد الحكم فحسب.. وهم مرتبطون برجال الأعمال العملاء وعلى رأسهم «ساويرس»>>..ولا يمكن إصلاح البلاد ولا إحراز أى تقدم أوعدل أو استقلال إلا بالقبض عليهم جميعا ومحاكمتهم وإيداعهم السجون وإعدام كل من أصدر أوامر بالقتل وهذا هو التحدى الأكبر للثورة>>لماذا نصحت السفيرة الأمريكية «مرسى» بضرورة إرضاء «السيسى»؟

نقلا عن الشعب
من أهم الأحاديث التى سمعتها فى الأسابيع الأخيرة حديث «يحيى حامد» وزير الاستثمار السابق على قناة «الجزيرة»؛ فـ(الرغى) الكثير على الفضائيات أصبح لا يلفت الانتباه. الحديث كان مليئا بالمعلومات المهمة جدا، وأيضا بالموقف الحاسم من الانقلاب. أهم موضوعين: كشف أبعاد هيمنة كبار العسكر على ثروات البلاد بصورة مخيفة ومجسدة بالأرقام. ثانيا: الموقف الأمريكى الداعم لهذه القيادة العسكرية.
لقد كان هذا الانقلاب الدموى يحمل فى طياته الخير الكثير ككل شر يستنفر الخير فى مقاومته.. «وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ». لقد أوقع الشيطان كبار العسكريين فى هذه (الخية) وقد أشرت إلى ذلك من قبل، ولكن الأمر أصبح أكثر وضوحا؛ لقد كانت مؤسسة فساد العسكر مختبئة حول شحم ولحم نظام سياسى فاسد (مبارك) يدّعى أنه يجرى انتخابات، وأن هناك حزبا حاكما اسمه «الوطنى»، وهناك مجلس شعب وشورى وحكومة وأحزاب ونقابات وإعلام... إلخ. وفى ظل النظام التعددى الشكلى كانت هناك حرية صحافة لا بأس بها، طالما أنها فى إطار الكلام. ولكن حرية الصحافة لم تكن تمس القوات المسلحة المحصنة بقوانين، بدعوى الحفاظ على الأسرار العسكرية. وقد رضينا بما قسمه الله لنا وكنا نتجنب الخوض فى أمور عسكرية، ولكن «الشعب» طول عمرها تخرج عن قواعد اللعبة، وفى عز جبروت حكم مبارك كتبنا عن أمور عسكرية فيما يتعلق بمشاركتنا مع القوات الأمريكية فى محاربة العراق، بل وكتبنا عدة مرات عن صفقات السلاح وعمولات السلاح وتعرض محررونا للمحاكم العسكرية. وفى إحداها حكم على الزميل «عبدالستار أبو حسين» بالحبس سنة. ورغم ذلك فلم نكن نكتب كثيرا عن القوات المسلحة لغياب المعلومات من ناحية، ولتصورات خاطئة منها أننا كنا لا نزال نحسن الظن فى القوات المسلحة ونظن أن بين القيادات العليا بعض الوطنيين حتى وإن لم نكن نعرفهم، ولكن بالحدس والتخمين والتحليل، ولأننا كنا نشعر بأن بعض الجهات فى القوات المسلحة تسرب لنا (بصورة غير رسمية) معلومات للنشر، تفيد الوطن، وتكشف جوانب من الاختراق الأمريكى الصهيونى، بل كانت الرموز السياسية المرتبطة بالجيش تؤكد أن مبارك هو العائق الوحيد بين مصر والاستقلال، وبالخلاص منه عن طريق الموت الطبيعى ستفتح صفحة جديدة. وقد ثبت كذب هذا الكلام عندما اندلعت ثورة 25يناير وانتهت إلى الإطاحة بمبارك؛ فقد ثبت أن أزمة الجيش مع مبارك هى فى مسألة التوريث ولا شىء آخر (نعنى بالجيش دائما كل القيادة العليا لأن الجيش لا يمثله إلا هذه القيادة)، وضع سطرا تحت كلمة (كل). ولكن هذا لم يتبين فورا بعد سقوط مبارك وعمر سليمان من بعده؛ لأن المجلس العسكرى لعب دور المنافق الأكبر للثورة، وزاوج فى ممارسته بين الضعف (وقد كان حقيقيا بحكم الحراك الشعبى) على طريقة (تمسكن حتى تتمكن).. زاوج بين لعب دور الضعيف الذى يتراجع أمام مطالب أية مليونية، وبين ادعاء أنه ثورى حقا ومقتنع بالثورة فعلا، وأنه يؤمن بالديموقراطية فعلا. وليس عيبا أن نعترف ببراعة هذا الخصم اللدود؛ فقد تلاعب بالإسلاميين والعلمانيين معا، وضرب بعضهم ببعض، بانحيازه تارة إلى هؤلاء وتارة إلى أولئك، مع ادعاء أنه على مسافة متساوية من الجميع (وهو شعار الكذابين المنافقين)، ولكنه كان يتآمر فعليا مع العلمانيين لأنهم الأقرب لبعضهم البعض وهم معا أقرب إلى الغرب والأمريكان. ونعترف بأن العسكريين لعبوا أكبر وأخطر مناورة فى التاريخ عندما خدعوا الإخوان بأنهم فعلا سيسلمون أو سلموا السلطة لهم. وهى خطة خداع استراتيجى تصلح مع الأعداء لا مع أبناء الوطن الواحد. فالعسكريون بالتعاون مع بعض السياسيين المرتزقة الأكثر خبرة منهم كانوا يضمرون منذ البداية السيطرة على السلطة والنظام الجديد.
الإصرار على رئيس عسكرى
وفى غياب مبارك كانوا لا بد أن يبحثوا عن رئيس يتسترون خلفه، وفضّلوا بحماقة شديدة (لم يكن كل ما فعلوه ذكيا) الرئيس العسكرى، فقاتلوا لإنجاح «شفيق» فلم يفلحوا، وقرروا منذ اليوم الأول الإطاحة بمرسى خلال أقرب فرصة، وغضبوا من الأمريكان لأنهم ضغطوا لإعلان النتيجة الرئاسية كما هى بفوز «مرسى». ولأن شفيق هرب من البلاد فأصبح موقفه ضعيفا، فاختار العسكر السيسى باعتباره هو المتصدر للمشهد كوزير للدفاع، وبدأ إعداده لتولى الرئاسة، ولا شك ظلت هناك خلافات بينهم حول: هل يجمع السيسى بين الرئاسة ووزارة الدفاع؟ وواضح أن هذا هو ما كان يريده، لأنه يعلم أن وزير الدفاع فى ظل أوضاع انقلابية وحكم عسكرى يكون أقوى من رئيس الجمهورية.
والقدر المتيقن منه أن السيسى تعرض لإصابة أخرجته من الخدمة لمدة شهرين، وكل المؤشرات تقول إن فرص ترشحه تضعف، بدليل حالة الشجاعة التى أصابت «حمدين» و«عمرو موسى» و«سامى عنان» الذين بدءوا يعلنون عن ترشحهم. المهم أن العسكر يعودون إلى الدائرة نفسها: البحث فى اختيار شخصية عسكرية للرئاسة: فإذا لم يفلح السيسى يكون البديل «صدقى صبحى» أو «سامى عنان» أو «أسامة عسكر» قائد الجيش الثالث، كما يسربون. وكل هذه الخيارات المدنية والعسكرية أسوأ من بعضها بالمعيار الوطنى. 
الانكشارية المصرية
ولكن ما يشغلنا فى هذا المقال هو إصرار العسكر على إحكام القبضة على البلاد لحماية مكتسباتهم كطائفة انكشارية لها امتيازات سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية. هذه الطائفة الانكشارية (مع الاعتذار للانكشارية فى عهد العثمانيين لأنه كان لهم دورهم فى حماية الدولة الإسلامية وقتال الأعداء، ولكن امتيازاتهم أفسدتهم فى نهاية المطاف.. وعسكريو «كامب ديفيد» لم يأخذوا من الانكشارية إلا الامتيازات والفساد وسوء معاملة الأهلين) تسترت هذه الطائفة الانكشارية المصرية خلف رئيس قوى كجمال عبد الناصر، فأصبحوا يتولون الشركات والمحافظات والحكم المحلى والوزارات والنوادى والحفلات الفنية مع استمرار مجلس قيادة الثورة وتنظيم الضباط الأحرار، ولكن باضمحلال مستمر، وبالتحول إلى مجموعة من أصدقاء عبد الناصر الموثوق بهم. والسادات كان وريثا شرعيا لعبد الناصر، أخذ شرعيته من ثورة 23 يوليو وأصبح رئيسا قويا بعد الخلاص من مجموعة 15 مايو، فظل الحزب العسكرى يحتمى به. ورغم هيافة مبارك، فقد تستروا خلفه باعتباره مشاركا فى حرب أكتوبر وصنعوا منه شخصية مزعومة، وكان ولاؤهم له حقيقيا باعتباره زعيم القبيلة العسكرية الظاهر. ولكن الخلاف بدأ ينشأ بسبب الولد الصغير «جمال» وبسبب أمه. لذلك رأى قادة الجيش أن ثورة 25 يناير رائعة فى حدود الخلاص من الأسرة التى بدأت تهدد الاحتكار العسكرى للسلطة، فسبب العداء المميت لثلة جمال مبارك كان لأنها مدنية وليس لأنها فاسدة؛ فجمال وأصحابه لم يفعلوا شيئا لم يفعله العسكريون فى كل مجالات الفساد والعمالة.. لم يكن طنطاوى مؤهلا بحكم خصائصه الشخصية وصحته والظروف المحيطة أن يترشح للرئاسة. فتم اللجوء كما رأينا إلى شفيق.
مادة تحصين وزير الدفاع من علامات الضعف
والسبب الجوهرى للجوء إلى هذه المادة الشاذة فى الدستور التى تحصن وزير الدفاع وتجعله هو والمجلس العسكرى فوق الرئيس المنتخب، هو إحساس المؤسسة العسكرية بالضعف، وعدم ثقتها بأى شخص مدنى، ولا حتى فى أى رئيس منهم. فجعلوا الأمر شورى بينهم (وليس بين عامة المؤمنين كما أمر الله). وزير الدفاع يعين المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبالعكس؛ يعين المجلس الوزير. ولكن من أين نبدأ؟
هذه علامة ضعف لأن سيطرة القوات المسلحة على السلطة كانت مخفية وغير ظاهرة للعيان كالعصب المختفى فى أعماق الجسم وبين العظام لا يراه أحد، الأطباء وحدهم يعلمون بمكانه، هو ليس سرا، ولكنه ليس تحت النظر والقيل والقال كل يوم. العسكريون الآن كشفوا هذا العصب للعامة وأصبحوا مضغة فى الأفواه وانفتح باب لن يسد أبدا عن نهب كبار العسكر لثروات البلاد وسيطرتهم ليس فقط على 40 %من الاقتصاد.. لا، بل على كل الاقتصاد، من خلال الهيمنة السياسية والتشريعية والتسلط البيروقراطى، وقدرتهم على البطش بأى منافس لهم فى أى سوق. والآن يتضح أن كبار المفسدين كساويرس من أكبر المتعاونين مع العسكر، ومن أكبر موردى المعدات للجيش. قلت من قبل: أنتم (زنّيتم) على خراب عشكم. كان الشعب ساكتا ولا يتكلم كثيرا عنكم لأنكم غير ظاهرين فى الصورة. أما الآن فتقتلون الناس، وتسيطرون على البلد بالحديد والنار، وتغلقون السلطة عليكم بالضبة والمفتاح، وتضعون ذلك فى الدستور. أهلا.. لقد وقعتم فى الفخ، القوة لن تحميكم مع شعب عرف طريق الحرية.
إن ما قاله يحيى حامد وزير الاستثمار السابق، يكفى وحده لاندلاع ثورة ضد هيمنة العسكر على الاقتصاد، فما بالكم والثورة مشتعلة بالفعل.
هذه الأوضاع ستنتهى
هذه الأوضاع ستنتهى يا سيسى.. يا صدقى.. يا أسامة.. يا عنان.. يا مرتزقة العسكر من المدنيين.
لقد كان للجيش أوضاع خاصة مقبولة فى ظل حالة الحرب مع «إسرائيل». أما وقد تحول قادة الجيش إلى أحباب «إسرائيل» وأمريكا ووقّعوا على مواثيق السلام الأبدى، فلماذا يستعرضون بخيلاء المناورات بالذخيرة الحية.
إن ضرب نساء وأطفال مصر لا يحتاج إلى أية مناورات؛ لقد أصبح قادة الجيش كالأراجوزات، يلعبون بالدبابات والطائرات كما تلعب الأطفال، وهم يعلمون أكثر منى أنها لا تصلح لمحاربة «إسرائيل». والقوات البحرية نشرنا عنها تقارير كفيلة بأن تطيح بكل هذه الأراجوزات ولكنهم صمتوا.. القوات البحرية تمتلك زوارق لا تصلح إلا لصيد الأسماك ومطاردة المهربين، وبعضها خرج من نطاق الخدمة فى العالم بأسره.
إسقاط هذه الأوضاع هو الثورة الحقيقية على نظام مبارك الذى عاد بكل قوة فى 30 يونيو الماضى.
هيمنة اقتصادية مروعة
لن نسمح باستمرار هذه الأوضاع المعوجة:
- الجيش يسيطر على كل الأراضى خارج الوادى والصحراء أى على 96% من مصر إلى أن يثبت العكس!!
- موافقة الجيش على كل أرض للاستثمار أو للبحث عن الآثار أو أى نوع من النشاط.. ولا بد أن تدفع إتاوات.
- السيطرة على الطرق.. وكتبنا تفاصيل سيطرة الجيش على مهام هيئة الطرق والكبارى بعقود إذعان، كما ورد فى تحقيق الزميل «على القماش» منذ عدة أسابيع:
.. تأميم وزارة الدفاع لهيئة الطرق والكبارى وتنفيذ المشروعات بدلا من شركات المقاولات والطرق، وتحصيل مئات الملايين من رسوم الطرق الصحراوية لصالحها على حساب تعرض آلاف العاملين بالهيئة للبطالة المقنعة والتشرد وضياع حوافزهم وتعرض الشركات لخسائر تقدر بمئات الملايين.
ففى عقد «إذعان» من نوع جديد تعاقد جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة مع وزارة النقل ممثلة فى الهيئة العامة للطرق والكبارى للقيام بدلا من شركات الطرق والمقاولات العاملة باستكمال العديد من الطرق الصحراوية الكبرى فى أرجاء مصر وذلك لمدة 99 عاما على طريقة دليسبس وقناة السويس.
أما الأكثر عجبا، فهو قفز تكاليف أعمال الطرق، ومنها طريق (القاهرة - الإسكندرية الصحراوى) على سبيل المثال، من نحو 760 مليون جنيه عند تقدير الأعمال فى بداية إنشائه، إلى 4 مليارات و200 مليون جنيه وفقا لما ورد بعقد وزارة الدفاع مع وزارة النقل، وتعطيل تنفيذ الخطط فى موعدها، وقفزت التكاليف بنحو 500 مليون جنيه بسبب إنشاء عدد من الكبارى والأنفاق وقت المخلوع لخدمة فيلات ومولات كبار المسئولين وخدم النظام، ومنها الكبارى التى توجد أمام فيلات أحمد نظيف وزهير جرانة وأحمد المغربى والممثل عادل إمام، وعندما تصدى رئيس الطرق والكبارى لهذا العبث حتى بعد ثورة يناير وقت المجلس العسكرى تمت الإطاحة به.«انتهى تقرير القماش».
وما ذكره يحيى حامد عن سيطرة الجيش على كل المحاجر والمناجم فى إطار السيطرة على الصحراء، وأن دخل هذه الأعمال 9 مليارات لا يدخل ميزانية الدولة إلا مليار واحد ويذهب الباقى إلى الجيش، وحتى هذا المليار يذهب إلى صناديق خاصة وليس الميزانية العامة الرسمية، أى أن كل دخل البلد من المعادن والمحاجر يسرقه الجيش بدون أى وجه حق. وهذا ما نشرناه من قبل نقلا عن أحد مواقع الضباط الأحرار:
(قطاع التعدين «وده الفرخة اللى بتبيض بيضة دهب كل لحظة لسيادة المشين (المشير)، لأن قطاع التعدين «مسئول عن كل حبة رمل وزلط فى جميع محاجر جمهورية مصر العربية» بقرار سيادى من الرئيس المخلوع. يعنى «حبة الرمل اللى داخلة فى بناء بيتك وصل للمشين تمنها، ده غير المناجم والتنقيب وجبال الطفلة فى شرم الشيخ اللى بتستخدم فى صناعة السراميك».
العمل على قدم وساق بمنجم السكرى،
ويرأس هذا القطاع العميد متقاعد «جمال عبدالمطلب»، وهو عميد مهندس تخصص أسلحة وذخيرة. خرج من الخدمة لمخالفات مالية، ولذلك تم اختياره للمكان المناسب.. إذ إن اللعب فى الأرقام فى قطاع التعدين بعد السبعة أصفار!! وهو أيضا مستشار مدير عام الجهاز الهندسى، ويعمل معه مجموعة بشركات وهمية من الباطن لرفع كفاءة المصانع الخاصة بالجهاز لصيانتها وتحديثها وسرقتها) (انتهى).
وأضاف وزير الاستثمار السابق أن 100 شركة يرأسها العسكر تدر 67 مليار جنيه لا يدخل منها الميزانية إلا مليار واحد. وأن الجيش يشترط الموافقة على الوزير المعين للمالية والبترول لزوم النهب.
السجن للجميع
إذا سيطرت حكومة مدنية منتخبة ذات صلاحيات حقيقية ستسجن كل هؤلاء المرتزقة وستوقف هذا العبث؛ فالجيش الذى تعودنا أن ننفق عليه من دم قلبنا ونقبل له بامتيازات ما، لأننا نعده لمواجهة «إسرائيل» وحماية البلاد، يتحول هو إلى سرطان يمتص دماء الشعب، ثم يوزع كراتين الزيت والسكر على الفقراء، ليشترى صمت شعب من المتسولين، وهو لم يعد كذلك بعد 25 يناير. وهو الجيش الذى يشرع الصداقة مع أعداء الأمة التاريخيين: «إسرائيل» وأمريكا، بل ويأخذ من أمريكا السلاح ليقوم به بعمل المناورات التى هى أشبه بالملاهى والألعاب النارية، بينما قوات المظلات تحاصر البنات فى الأزهر.
سنقاوم سيطرتكم الفاسدة، ومن مات دون ذلك فهو شهيد لأنكم أعدى أعداء الأمة، فأنتم الخيانة من الداخل وهى أخطر الأعداء.
ولكن تظل أخطر كلمة فى حديث يحيى حامد ما قاله عن نصيحة «باترسون» السفيرة الأمريكية للحداد مستشار الرئيس مرسى للشئون الدولية، فعندما كان «الحداد» يحدثها عن مطالب المعارضة (جبهة الإنقاذ) ورأى الرئاسة فيها، ردت عليه بالقول: لا تشغل بالك بالمعارضة، اجعل السيسى جمهورك الوحيد!! ولأن المذيع «أحمد منصور» يعلم خط «الجزيرة» التى يعمل بها، فلم يتوقف ويتفرع فى أخطر تصريح يمكن أن تقوله سفيرة الولايات المتحدة التى تزعم أنها زعيمة الديمقراطية.
هل تحتاج الكلمة إلى توضيح؟! إن باترسون تقول لا تشغل بالك بمطالب المعارضة المهم أن ترضى القوات المسلحة. وهى استخدمت تعبير
Your audience
وهو تعبير يعنى الأنصار والأتباع أو المستمعين، ويستخدم أكثر فى جمهور المسرح والغناء، والمعروف أن الفنان لا بد أن يرضى جمهوره ويستجيب لرغباته ويستهدف إشباع توقعاته.
إن القوات المسلحة هى حزب أمريكا الذى يحكمنا.. القوات المسلحة تسليحا وتدريبا وتعليما وقطع غيار وصيانة وعمولات، تعد قوات أمريكية، ولقد أعدوا قادة الجيش على أعينهم. وهذه العملية بدأت منذ عام 1974 أى منذ 39 عاما. وتحديد باترسون اسم السيسى بمعنى أنه رئيس هذا الحزب، وأن أمريكا تثق فيه، كما تثق فى مجمل قيادات الحزب. وقد قلت هذا المعنى مرارا فى مقالاتى: الوضع الأمثل لأمريكا: الوفاق بين العسكر والإخوان، مع تفضيل أن تكون اليد العليا للعسكر. وأن يكون الطرفان تحت إشرافها ورعايتها.
ندعو إلى الكفر بهذا الدين
ونحن ندعو الشعب المصرى إلى الكفر بهذا الدين الذى فرض علينا بكتاب «منزل» فى مزرعة كامب ديفيد. وعلمونا أن تأجيل تشريعات فى القرآن أهون من الكفر بأى بند من بنود كامب ديفيد. «كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ».
نحن فى حزب «الاستقلال» كفرنا بدين كامب ديفيد.. دين التبعية لأمريكا والركوع أمام «إسرائيل». ولا نرى خلاصا للبلاد إلا بالكف عن استقبال هذه الأشكال من النسوة والرجال الأمريكان الذين يتدخلون فى الشأن المصرى، والكف عن الاحتكام إليهم فى شأننا الخاص. والله الذى لا إله إلا هو، لن تحل أية مشكلة فى مصر ونحن عبيد لأمريكا وإسرائيل؛ فهما اللذان يسعيان إلى جعل مصر تحت أقدامهما، لأن مصر الجيدة بالنسبة إليهما هى مصر الراكعة الضعيفة المهيضة الجناح التى تنتظر منحة من هنا وقرضا من هناك. حتى وصلنا إلى يوم تعلن فيه الإمارات عن جمع الزكاة لإرسالها إلى فقراء مصر.
نحن جمهورنا الوحيد هو الشعب، ونحن ندعو الشعب إلى التحرر من هذه العبودية لأمريكا و«إسرائيل». وندعو كل المواطنين والإسلاميين والوطنيين للتوقيع على وثيقة الاستقلال، لأن هذه هى التى ستحفز عملنا على إسقاط الانقلاب إن شاء الله.

ليست هناك تعليقات: