الجمهور : ترجمة صالح النعامي
كشف موقع إخباري إسرائيلي أن قائد الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي أمر قادة الأجهزة الأمنية المصرية مؤخراً بتعزيز التعاون والتنسيق مع نظرائهم الإسرائيليين.
وفي تقرير نشره الجمعة، أوضح موقع "وللا" الإخباري الشهير أن السيسي "يحافظ شخصياً على إجراء اتصالات مع كبار قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وأنه يتحدث مع وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون".
وقال الموقع إن "السيسي يقلد سلوك مبارك تجاه إسرائيل، حيث كان هذا الأخير يرفض زيارة إسرائيل لكنه في المقابل حافظ على علاقات وثيقة وقوية معها في الخفاء، سيما على الصعيد الأمني".
وأضاف أن "حديث السيسي خلال مقابلته التلفزيونية الأخيرة عن رفضه القيام بزيارة لإسرائيل قبل قيام الدولة الفلسطينية يندرج في هذا التكتيك".
ونقل الموقع عن مصدر أمني إسرائيلي بارز إشادته "بالحرب التي يشنها الجيش المصري بناء على تعليمات السيسي ضد الجماعات الجهادية في سيناء"، منوهاً إلى أن جيش مصر "سيواصل حربه ضد الجهاديين حتى بعد إجراء الانتخابات الرئاسية".
وأشاد المصدر "بحقيقة نجاح السيسي في تدمير 95% من الأنفاق التي تربط قطاع غزة بمصر"، منوهاً ايضا إلى أن الحرب التي يشنها الجيش المصري ضد الجهاديين وحماس "تتم وسط تعاون وتنسيق وثيق مع إسرائيل".
ويؤكد المصدر أنه "سيتم الحفاظ على وتيرة التعاون والتنسيق حتى بعد الانتخابات".
وقال الموقع إن "السيسي أوضح بشكل خاص خلال مقابلته التلفزيونية أن حركة حماس تبقى عدواً، وإن الشعب المصري لن ينسى من وقف إلى جانبه ومن وقف ضده".
واستدرك التقرير أن "الحرب ضد الحركات الجهادية أبعد ما تكون عن الحسم"، مشيراً إلى تفجير الأنبوب الذي ينقل الغاز المصري للأردن وإسرائيل.
وأضاف أن "حرص السيسي على تعميق علاقاته مع إسرائيل وشنه الحرب على حركة حماس لن يضمنا له استقرار حكمه بعد تولي منصب الرئاسة".
ونقل التقرير عن المستشرق البرفسور يورام ميطال، رئيس مركز هيرتزوغ للدبلوماسية في جامعة بن غوريون، قوله إن "اللامبالاة التي يبديها المصريون تجاه الانتخابات الرئاسية ترجع لإحساس عارم لدى القوى الثورية التي شاركت في ثورة 25 يناير أنه تمت الإطاحة برأس النظام، في حين أن النظام حافظ على مؤسساته، علاوة على تأثير الأزمة الاقتصادية والنقص الحاد في المواد الأساسية الذي يقترب من الكارثة".
ونقل عن ميطال ايضا أن "أهم شعار يرفعه السيسي هو الالتزام بتصفية جماعة الإخوان المسلمين"، لكنه استدرك أن هذا الشعار "غير واقعي" لأن الجماعة "ستواصل العمل وستحظى بدعم قطاعات واسعة من الشعب المصري، رغم حرص الجيش والمؤسسة الأمنية على إبادتها".
وحذر من أن تهديد السيسي بتصفية جماعة الإخوان المسلمين يمثل "سيفاً ذو حدين، فمن ناحية قد يؤدي إلى إضعاف نشاط الجماعة، لكنه في الوقت ذاته سيفاقم من مظاهر عدم الاستقرار وسيزيد الأمور تعقيداً".
وشدد على أن أكبر مصدر للخطر يتهدد حكم السيسي، يتمثل "في إمكان تدهور الأوضاع الاقتصادية"، مشيراً إلى أن الدعم الذي تقدمه الدول الخليجية "لن يكفي لمواجهة المشاكل التي تعاني منها البلاد"، وأن السيسي "سيكون مطالبا بتوفير الظروف التي تسمح باستقدام الاستثمارات الأجنبية، وهو هدف لن يتمكن من تحقيقه في ظل تدهور الأوضاع الأمنية".
ونوه ميطال إلى أن انهيار السياحة مصدر العملات الصعبة "يفاقم الأوضاع مأساوية في مصر، ويقلص من هامش المناورة المتاح أمام السيسي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق