يديعوت احرنوت – مقال افتتاحي – 25/5/2014
وضعنا خير مع المستبدين بقلم: سمدار بيري
(المضمون: مصلحة اسرائيل بقاء المستبدين في الحكم في العالم العربي مثل بشار والسيسي وغيرهما - المصدر).
ستُفتح صناديق الاقتراع في صباح غد في أنحاء مصر كلها. وسيأتي عشرات آلاف المراقبين – القضاة، وممثلي منظمات مدنية، ودبلوماسيين اجانب، بل سيأتي ممثلو الجامعة العربية للتحقق من ألا أحد يحاول الاحتيال بأوراق الاقتراع. أحقا؟ لا يحتاج الامر الى ذلك لأنه اذا لم توجد مفاجآت حادة فسيكون "رجل مصر القوي" المشير السيسي هو الرئيس. فجميع استطلاعات الرأي تمنح المرشح الآخر حمدين صباحي نجاحا رمزيا. وهو نفسه قد عرض خدماته، ليأخذوه فقط، لمنصب رئيس الوزراء أو نائب الرئيس. وفي الاسبوع التالي ستحين نوبة الفوز الكاسح في سوريا.
فبعد أن نظم بشار الاسد لنفسه "منافسين" مجهولين وأخذ بالقوة حق التصويت من ستة ملايين لاجيء الذين هربوا منه، سيكون "الرئيس" للمرة الثالثة. وسيقول مسوغا ذلك بالطبع إن "ذلك ما يريده الشعب"، ولن يستطيع أحد أن يلزمه بالوفاء بالوعود أو إحداث اصلاحات. والسبب بسيط جدا وهو أنه لم يجد نفسه الى الآن في عرض برنامج سياسي أو خطة اقتصادية، فهو لا يحتاج الى ذلك.
فمن المؤكد أن بشار سيفوز وبعد الانتخابات كما يقولون، فان (إلهه) كبير. صرت أسمع أكثر في الايام الاخيرة شكاوى من محادثي في العالم العربي من أن اسرائيل – يقتصر النقد دائما على نتنياهو – لا تريد سوى الطغاة في حيينا. ما الذي يهمنا نحن الديمقراطيين من الربيع العربي والمظاهرات والازمة الاقتصادية الفظيعة واللاجئين والعمليات.
ويستل من يتحدثون إلي أدلة قاطعة في زعمهم تُبين كيف ينظم مبعوثون اسرائيليون حتى هذه اللحظة حقا جماعة ضغط قوية من اجل الرئيس المنتظر السيسي عند القيادة العليا في الادارة في واشنطن. ويقولون في اطلاق نار من الخاصرة إن نتنياهو يُصر على عدم التشويش على بشار فهو لا يريد سواه في القصر. وأقول ويدي على قلبي إنهم صادقون. لأن وجود الحكام المستبدين خيرا لنا.
وإن نظرة الى دول العالم العربي الـ 22 تمنحنا شعورا بأن وجود رئيس ذي قبضة حديدية يمسك بالاجهزة الامنية وبالجيش أجدى علينا. وكل مغامرة اخرى باسم حرية التعبير وحقوق الانسان ستفضي الى مشكلات. أصبح السيسي قد ألقى بملاحظة ساحقة الى كل من يطورون توقعات تُبين أن ليس هذا وقت الحلم بالديمقراطية.
فهو سيبني الدولة والاقتصاد والاستثمارات والسياحة ويصفي الحساب مع الاسلاميين قبل ذلك. فهنيئا مريئا. لأن الشيء الأساسي من وجهة نظرنا أنه وعد بألا تكون سيناء مركز ارهاب موجه على ايلات، أما ما بقي وهو مشكلة تسعين مليون في مصر فليس مشكلتنا.
إن ثلثي مواطني الدول المجاورة – مصر وسوريا ولبنان والاردن – وفي دول الغلاف الثاني ايضا – السعودية والمغرب وتونس والعراق – هم شباب حتى سن الثلاثين. وعدد منهم خريجو جامعات، والجزء الاكبر منهم عاطلون عن العمل وخائبو الآمال، ولا تحسب السلطة لهم حسابا إلا حينما يخرجون للتظاهر عليها.
ولا صلة لنا بهم. فليستمروا على التغريد في الشبكات الاجتماعية – فمدوناتهم جذابة جدا، صدقوني. لكننا نريد صلة، فوق الطاولة أو تحتها، بالمستبدين فقط.
وفي الختام أقول إن هذا ليس زمان حسني النفوس. فنحن باسم المصلحة الأنانية نصوت لبشار ونؤيد السيسي ونحن مستعدون لبذل جهد لتبقى الأسرة المالكة الاردنية، ولا يهم الآن أن يشوش نصر الله على انتخاب رئيس جديد في لبنان أو أن يتلقى رئيس وزراء العراق المراوغ نوري المالكي أوامر عمل من طهران فقط. لن نعوق المستبدين عن إطعام الجماهير وتجنيد المستثمرين وانشاء المصانع وأن يطرحوا في السجون كل من أرادوا.
وتحطم الادارة في واشنطن رأسها بالديمقراطية وحرية التعبير. أما نحن فلا نغامر. فبقاء المستبدين خير لنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق