((واتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ))]الانفال:25 [
((عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم:تكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يُصبح الرجل فيها مُؤمنًا ويمسي كافرًا،ويُمسي مُؤمنًا ويُصبح كافرًا،يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا)) رواه الترمذي
((تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن))
((يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرُ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمًا يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتن))
في زمن الفتن يعيش صاحب الحق غريباً ﻷنه ﻻ يوجد للحق نصير...
في زمن الفتن حيث النفوس لوثت والقلوب غزاها الران،يُصبح الحق باطلاً والباطل حقاً لأن القلب إنتكس من شدة التضليل...
في زمن الفتن ﻷن الحق إنقلب يُصبح العُهر فناً،والفنانين رموزاً،ولهم كل التقدير...
في زمن الفتن يحكم الناس أراذلهم،وتصبح العبودية ديمقراطية،والحرية ضعف في التفكير...
في زمن الفتن يُصبح التطاول في البنيان مجداً،والوصول الى الشهرة هدفاً كيفما كان السبيل...
في زمن الفتن رغم الهرج والمرج وكثرة القتل،فلا تفكير وﻻ تدبير...
في زمن الفتن يُصبح المظلوم ظالماً والظالم له مئة الف نصير...
في زمن الفتن إن جئت تقول للظالم يا ظالم،خرج أنصاره يتهمونك بأنك تريد التقطيع،وتسعى للإفساد بين الناس لكي تسكت،وﻻ يبقى للحق نصير...في زمن الفتن يخرج من يُؤيد كل ظالم وظالمة عندما يعرف أنك أنت المستهدف وأنك السبيل في زمن الفتن يؤمن الخائن ويخون الأمين،وتضيع الحقوق،دونما تأثير...
في زمن الفتن يُصبح الكذب لغة،والصدق تطاولاً،والصراحة وقاحة،والنفاق نجاة،والعفة والطهر رجعية وعقداً،والعري تحضراً واﻹيمان في القلب،وﻻ حاجة للنسك والتطهير...
في زمن الفتن الحرام ما لم تستطع الوصول إليه،فإن تمكنت من الوصول أصبح حلالاً ما دام لك فيه الجزاء الوفير،والربا حرام حرام للتنظير،لكن إن سهلت لك أبوابها أصبح هناك فرق في التأويل...
في زمن الفتن إن سكت اﻹنسان عن حقه مراعاة للصلة والمشاعر إتهم بأنه يسكت ﻷنه يأكل الحق وﻻ يريد لمن حوله أن ينتبهوا لما يصير...في زمن الفتن يخرج لك من يطعنك في ظهرك،ويكيل لك المكاييل،ثم يظهر لك المزاودون في اﻷخلاق ممن ﻻ يتنازلون عن أي حق لهم مهما صغر،ومن إعتادوا ظلم الناس، ليعطوك درساً في اﻷخلاق بأنهم يخافون الظلم والتشهير...
في زمن الفتن يخرج لك من يشوه كل خير تفعله،وإن دعت الحاجة يعمل اﻷحلاف ضدك لكي يبرهن للجميع انك صلتك قطع،وبرك أذى،ومعروفك سوء،وخيرك تزوير في تزوير...
في زمن الفتن ﻷن اﻷحلاف في أغلبها يقودوها الشيطان الرجيم،فليس هناك للتناصح والتعاون على البر والتقوى سبيل...
في زمن الفتن قلما ينظر لك أحد بعين الحقيقة إن كنت محترماً،لأن الحقد والحسد هما المبتغى والسبيل...
في زمن الفتن حياة كلها تنظير في تنظير...
في زمن الفتن تسير وسط فتن ﻻ تنتهي لأنه يُنصت فيها للظالم والفاجر،وتصم اﻷذان عن الحق وأصحابه رغبة في تحقيق المزيد من المآرب،أو رغبة في التحقير...
في زمن الفتن إما أن تسكت وﻻ تطالب بحقك،وإما أنك ﻻ تريد للحياة أن تسير...
في زمن الفتن ﻻ تعجب إن باع اﻹنسان دينه أو وطنه أو حتى أقرب الناس إليه بثمن بخس ﻷن الدين هو الدراهم والدنانير،والشرف هو المتاع،والخلق ﻻ يتجاوز التنظير...
في زمن الفتن إما أن تنصاع للاكثرية في ظلمها أو أن تتهم في سوء فهم الدين...
في زمن الفتن يُفهم التواضع ضعفاً،والود تلوناً،والفجر عدلاً،والدفع بالتي هي أحسن إدعاء من أجل النصب والتضليل...
في زمن الفتن تنطق الرويبضة،وتمشي بينها ويروج لها،ويُحاصر كل صاحب خير حتى تظن أن الخير إنتهى وليس هناك للشر بديل...
في زمن الفتن إما أن تبتعد لتنجو بدينك،وإما أن تساير فتفقد أخلاقك،وإما أن تدفع حياتك ثمناً للتغيير...
في زمن الفتن يخرج من يزاود عليك باﻷخلاق والدين،رغم أنه يعرف أنك تغلبه فيها وانه ليس له قدرة عليها،فقط من أجل التزوير...
في زمن الفتن ﻷن الرويبضة لها كل التأثير وﻻ إحترام لصغير أو كبيرفلا تندهش يوماً إن تفاجأت أن هناك من تربى أما م عينيك ورغم صغر سنه،أو من سايرته رغم كبر سنه عنك يكون سبباً في تكدير صفو حياتك رغم اﻹحسان والتمرير ﻷن حقده الذي تربى عليه مع من يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله سبب كل تدمير...
في زمن الفتن لا تعجب إن سمعت أن السحر دارج بين من يدعون التقوى واﻹيمان،في محاولة لتعطيل نعم الله على من يبغضون،ويحسدون وأنهم لا يتورعون عن فعل ذلك بأي وسيلة للتدمير...
في زمن الفتن ﻻ تعجب إن رأيت يوماً من شوه صورتك،وانقلب على كل خير تفعله،ولم يكن له هم إلا النيل منك يعطيك محاضرة في اﻷخلاق وفي الادب وفي حسن المعاملة،وفي الصبر بل حتى في كيف اﻷخلاق تصير...
في زمن الفتن ﻻ داعي أن تشتكي ﻷحد الظلم والتعدي والفجر في الخصومة ﻷنك حتماً ستتهم بأنك لا تعرف التسامح وأنك غير أصيل...
في زمن الفتن يمر المستضعف بأصحاب القبور يتمنى لو أنه مكانهم من شدة القهر والعذاب...
في زمن الفتن هناك رب يضاعف لمن يشاء,فكيف بمن عاش غريباً يمسك على دينه في وسط هكذا زمن،بين من يدعون،وبين من ينظرون، وبين من ﻻ يعرفون للحق سبيل,وبين من يحاربونك لا لشيئ إلا ﻷنك تمسك على أخلاقك ودينك وسط مرضهم خوفاً من الله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق