ح تشوفوا العجب… سترون الليلة الكبيرة، وترون النجوم في ذلّ الظهر. «مسافة السكة» وترونها!
قبل أن نرى العجب، يجب أن نعرف لماذا وصف «بالدكر»؟ هل مصر دولة تريد أن ترتقي من دولة نايمة إلى نامية، أم تحتاج إلى عملية إكثار بذور بشرية؟ ألم تكن رابعة أفضل «عملية» جراحية لتحديد النسل، وغرامات المتظاهرين أفضل طريقة لزيادة الدخل القومي؟ والكفتة صيدلية كاملة؟
العجب هو الاستعراض الكبير، السيرك العظيم، الفرجة.. سترون الفيل يمشي على الحبل، والقرد مذيعاً، والبقرة ترقص الباليه، والكلب مطرباً في الحفلات السواريه.. الفياغرا الزرقاء يتناولها الرجال لزيادة الشراهة الجنسية، أما الفياغرا الحمراء فهي تعمل مفعولا عكسياً، ولعل جزءاً من الشعب المصري تناولها حتى أصبح معجباً بالدكر.
هل سيكون العجب بأن يخرج السيسي صاحب المعجزات على الهواء- ليس ليمشي عليه كما مشى المسيح على الماء- وهو يحمل فروات رؤوس الإخوان المسلمين كما فعل الأمريكان مع الهنود الحمر، أو أن يضع الانقلابيون آذان الإخوان المقطوعة قلائد، ويصنعون منها لوحات للزينة في غرف الاستقبال، أو عقوداً للزينة تضعها الحسناوان رولا خرسا ولميس الحديدي ملكة جمال الانقلاب. لن يخرج: فهو لشدة بسالته لا يجرؤ إلا بالظهور على «السكايب» أو «الكونفرانس»، ربما هو بغنى عن «الاحتكاك» بالأمة.
المشير: يمتلك جسارة عبد الناصر( وتهوره في اليمنوغباءه في النكسة)، ودهاء السادات (كان مشهوراً بالخطابة غير الفصيحة) ووطنية أبو غزالة: وخفة ظل اسماعيل ياسين، وسبلة جفون عبد الحليم حافظ، وفحولة رشدي أباظة وضحكة نانسي عجرم، وجاذبية هيفا وهبي، وتسريحة وائل كفوري، وبطش عنترة بن فريد شوقي، وتقوى إمام الحرمين الشريفين، وعلم شيخ الأزهر والإمام الأكبر، وإمامة الشعراوي، وقوة موسى عليه السلام، لكن من غير أن يكون له حياؤه.
لم يسبق لمصر أن كانت هازلة ومضحكة كما هي الآن، لكنه ممثل جيد، السيسي يحب التمثيل ويموت في الفنانين، فقد ترك خطابه معلقا على حبل الغسيل وبادر إلى مصافحة فاتن حمامة، وكاد أن يطلب اوتوغرافا من سيدة الشاشة العربية، ومسح دمعة جافة، غير مرئية من على خده الأيمن وهو يبكي على الإسلام المسكين وصورته الكاميرا كلوز (بجد)، يا رب ربنا يوفقني أرضي ربنا، (!!!)، والرجل لا يذكر إلا كلمة ربنا فيوصف بالصوفي والمتدين من قبل محللين حصفاء مثل عادل لطيفي، ومختار كامل… فكيف لو تنازل ووصف ربنا بعزّ وجل، أو بتبارك وتعالى. لو فعل لأصبح من الغرّ الميامين المحجلين (بالزبط كده) وعبارة بالزبط كده هي عبارة استدراك ومحطة توقف لهزّ الفلتر حتى تمرّ الكلمات والأفكار الصعبة الجديدة عبر حصى العقل الاستراتيجي.
مسافة السكة
ضحك أصدقاؤنا التوانسة على السيسي وهو يعرض الجيش المصري للخدمة السريعة في المنازل والأقطار المجاورة: إذا حدث أي شيء فالجيش المصري «مسافة السكة ويكون جاهز»، وكأنّ الجيش صبي بيتزا ع العجلة لتوصيل الطلبات!! وقد رأينا بعض العجب أو كله، تكاد حسناء «سكاي نيوز» أن تضحك لبساطته، لكنها تتمالك نفسها، وتخون الأمانة: عندك واحد إرهاب في ليبياوصلحو، واتنين جماعات إسلامية في ليبيا في الخمسينة!
حفتر
بات الصحافي حسن انذار ضيفاً على كل الفضائيات الموالية للسيسي، «الميادين» و»سكاي نيوز» و»العربية» و»الغد العربي» (لم لا تتوحد «الميادين» مع «العربية») واللواء سمير فرج يحلل شخصية السيسي الرمز، ومراسلة «العربية» رندا ابو العزم تسأل سؤالاً في منتهى البراءة للواء: لمَ تزوجت بنات السيسي من عائلات عسكرية، وليس رجال أعمال؟ يعني يا كده يا كده، ألم يكن من الممكن أن تتزوج بنت من بناته فلاحاً مصرياً فصيحاً! «شات يور ماوس أبو العزم» !
منى البحيري
وكأنّ السباق الرئاسي هو بين مرسي والسيسي؟ حتى نجمة المنتدى العربي في الإمارات، التي ذكرتني بطرفة قديمة تلعب على الترجمة الحرفية من الانكليزية: «اوبن غاد روت هيز بوك اون إن إن».. وترجمتها بتصرف: «فتح الله كتب كتابه على فيفي».
«النجمة» منى البحيري، التي تحولت بطلة «يوتيوب» وفضائيات وأفلام كرتون تحكي بالأمريكي الصعيدي، «شات يور ماوس أوباما» وتجعل الخيار بين اثنين: «السيسي يس، ومرسي نو». نعم يعني «يس» كما قال مفتي الاوباش، وبما أننا بدأنا بموهوبة مصر، التي تصف نفسها بأنها بسيطة، بسيطة ازاي وانت عندك شهادة دبلوم تجارة!! يمكن أن يكون اللواء أو المشير بسيطاً، أما أنت، والعربية تناديك بالاستاذة فلا وألف لا؟ قبلت البحيري لقب الاستاذة، أما الناشطة فلا.. النشاط رجس من عمل أوباما؟
ملاحظات
يقول السيسي إنه يتعذب وهو يتكلم.. سيموت تحت التعذيب من كثرة المقابلات. مسافة السكة هي 25 سنة طبعاً! مسافة السكة وأكون في القصر الجمهوري! الاله كريشنا يبارك السيسي رئيساً لمصر. ملاحظة: كتب المقال قبل ثلاثة ايام انتخابية هزّت خصر مصر.
٭ كاتب من كوكب الأرض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق