03 أغسطس 2012

مزادات الحرب على إيران تغلق أبوابها .



علاء الريماوي
 يزدحم الفضاء الإسرائيلي منذ عام في حديث صاخب  وخلاف محتدم حول ضربة عسكرية لإيران .
 مناكفة الحرب ومعارضته شقت في الرأي مجموعة الثمانية في الحكومة الإسرائيلية  و فتحت موجة غير مسبوقة من التسريبات الإعلامية حول نوايا باراك – نتنياهو تجاه ايران  .
صخب الخلاف وصل  قادة أمن من العيار الثقيل فتحدثوا  في سابقة للجمهور عن تحديات الحرب مما إضطر مجموعة إعلامية على القناة الأولى الإسرائيلية الوقوف والصراخ لحالة الإرباك التي تصنع في المجتمع خاصة بعد التصريح الشهير لداجان الذي قال في الماضي  " إن الهجوم العسكري على إيران هو "أغبى" فكرة استمع إليها " مما جعل ديسكن يعتبر التصريحات هرطقة غير مسئوله .
الهرطقة هذه  وصلت عدواها الى إستراتيجيين في الكيان إعتبروا أن مسألة الهجوم على إيران ليست نزهة ليائس في بحر الوجود  يبحث عن مجد سياسي عبر نار لا يعرف حدودها في الاشارة الى باراك .
باراك في ذات السياق يقود حملة عالمية محمومة لحشد تأييد واسع لضرب إيران في أوروبا ولكن التركيز يؤتي أكله في الولايات المتحدة من خلال اللعب على ورقة الانتخابات واللوب الصهيوني وموازين القوى في ذلك .
هذا ما بفسر خمس زيارات في الشهر الماضي والحالي  لعسكريين وسياسيين ومستشارين من الولايات المتحدة كان منهم  مستشار الامن القومي للرئيس الامريكي باراك أوباما  والذي بحسب صحيفة هآرتس قام بإطلاع نتنياهو على خطة أمريكية طارئة لمهاجمة إيران اذا فشلت الدبلوماسية في كبح برنامجها النووي .
اللافت في الامر موجة التعبئة التي تقوم بها وزارة الحرب ومكتب نتنياهو والذي يعتمد على دعاية مهولة عبر الاعلام تتناول شكل إيران النووية والتي تحمل الفناء للكيان في مقارنة بين مئات القتلى الذين قد يسقطون في حال الحرب عليها  .
في حديث الحرب على إيران وجدنا أن هناك مجموعة من المتغيرات تحكم السلوك الصهيوني وتضبطه بعيدا عما يشاع في صخب الاعلام المستعر ونلخص حديثنا في الآتي .
1 . موقف الولايات المتحدة الامريكية من جديد حرب في المنطقة لا تضمن فيه سلامة النفط وإستقرار الخليج وبنيته السياسية أثناء الحرب وبعدها .
2. قناعة الاتحاد الأوروبي في خطر إيران النووية على مصالحه خاصة أن إنعكاس الحرب على الاقتصاد الاوروبي ستكون وخيمة إذا ما إستهدف النفط في موجة الحرب غير المتوقع حدودها .
3. اطمئنان دول الخليج للسلوك الإيراني في حال الحرب والذي يعد من الهواجس الرئيسية التي يخشى منها أوباما في حال نشوب حرب طويلة الأمد .
4. موقف الجبهة الشيعية من الضربة المحتملة لإيران خاصة في عراق الدولة النفطية المهمة ، وحراك الطائفة في الدول المحيطة .
5. خارطة جبهة النار المتوقع إندلاعها في حال ضرب إيران والتي تشير الى حتمية مشاركة جبهة لبنان ، سوريا ، وأماكن رخوة مثل غزة ، سيناء في حال وقوع ضحايا كثر .
6. الملف السوري و التطورات على الارض ، والذي يجعل القرار السوري معها سريع التفاعل في إتخاذ  وجهة المواجهة على حساب ملفات الداخل الملتهب .
7. توقعات الحراك المتفاعل في المحيط ، ووجهة الغضب التي تحرك بيئة قابلة للثورة ومدى إنعكاسها على حلفاء الغرب ومصالحهم .
8. الحساب الدقيق لكلفة الدم والنار التي يمكن للكيان دفع فاتورته والتي تحاول أوساط نتنياهو تقليلها لكن دون حقيقة دامغة وبينة تستند اليها .
9. تماسك جبهة موالاة داعمة في الكيان  للضربة ومقتنعة في قدرتها على تحمل كافة النتائج المتوقعة وأهمها سلوك الداخل وجبهته التي تحوي قرابة 2 مليون من غير اليهود .
10 . فهم واضح للسلوك الإيراني في حال ضرب إيران من إسرائيل أو الولايات المتحدة والذي يعزز بنسبة أو يمنع بنسبة معتبرة ووازنه .
هذه النقاط العشر تعد المتغيرات الأساس في التحليل لفهم السلوك الإسرائيلي والغربي في تعاطيه مع الملف الإيراني ويمكن إضافة موقف الروس والصين .
في المتابعة المنهجية فإن أيا مما ذكر سابقا لا يصب في مصلحة خيار الحرب على إيران ، لكن في حال إختلال أي من المعايير يصبح خيار الحرب أقرب اليه من حال الهدوء .
اليقين الذي نراه ملخصا للشهور القادمة ، لاضربة في ظل الإنتخابات الأمريكية ، وضبابية الوضع السوري ، وتوجسات الامن الذي تكتنف سلامة نفط المنطقة وخاصة الخليج .
في التحليل السياسي يغلب أحيانا منطق اللا منطق ، ويسبق الجنون حركة الفهم الواعي ، ويظل بحر التوقعات مفتوحا برغم تدني فرص خيار النار الى حد الاختفاء في السنة الحالية والقادمه .

ليست هناك تعليقات: