>> حماقة القوة لا تتغير وهذا مقتل كل الطغاة
>>السيسى لديه خطة عسكرية لضرب اعتصامى رابعة والنهضة ولكنه متردد>> مقومات نجاح الانقلاب لم تتحقق: سيطرة أمنية – إدارة للبلاد – اعتراف دولى>> من الحمار الذى قال لكم اعملوا نقلابا.. أمريكا نفسها بطلت هذه الحكاية
نواميس لاتتغير منذ فجر التاريخ حتى الآن وإلى أبد الدهر.. الطاغية يعرف قوته المادية جيدا ويرى أنها تكفى وزيادة لسحق الشعب، بعض المستشارين ينصحونه بتقدير ردود الفعل، فيأخذ بها حتى حين، ولكنه ينتهى مرة أخرى إلى قرار سحق الشعب، وهنا تكون نهايته.. الطاغية يرى الدبابات والطائرات والجنود المصفوفة والمدججة بالسلاح تابعة له، ويرى بعض العزل من النساء والأطفال والشيوخ والرجال والشباب بمليون أو اثنين أو أكثر، إن هؤلاء تفرقهمشوية طلقات فى الهواء ثم فى المليان.. والموضوع يخلص فى دقائق (ساعة أو ساعتين) وهذه الخطة موجودة على مكتب السيسى، ولايحتاج إلا الضغط على الزر حتى تنفذ.. والطغاة لايتعلمون فهم يقرءون درس مذبحة الحرس الجمهورى أنها كانت مذبحة ضعيفة ولم يتلها عمليات إبادة مستمرة لمن هم فى الشوارع، ولذلك لم تحقق غرضها. ومجزرة الجندى المجهول لم تحقق هدفها لأن النيران المستخدمة فيها لم تكن كافية!
وماذا يعنى 300 قتيل فى معركة إبادة الإسلام السياسى وتركيع شعب؟ هذا رقم تافه.. هذا الأحمق وأتباعه يظنون أن القضية فى اعتصامى رابعة والنهضة، ولكنهم لايفكرون فى العواقب.. ماديا خلال ساعات، تكون الضحايا بين 500 إلى عدة آلاف، و10 آلاف مصاب على الأقل، وبغض النظر عن رد الفعل العالمى فإن الثورة ستنتقل إلى كل مكان، وهى أكثر ضراوة وعنادا وصلابة، وهى أصلا موجودة فى كل مكان، اعتصامات فى عواصم المحافظات يعتمد الطاغية بخصوصها على التعتيم الإعلامى، وليعلم هؤلاء الحمقى أن التعتيم الإعلامى لايوقف الثورات، عندما قطعوا النت والمحمول كان هذا يوم انتصار ثورة 25 يناير على الشرطة، وهل قبل الفضائيات والنت لم تكن الثورات تنجح!! بالعكس الإعلام المعادى أكبر مخرب للثورة.
المنشورات التى تلقيها الطائرات على المعتصمين تثير السخرية، وتؤكد أن السيسى وأعوانه يعيشون فى عالم آخر، ولم يذكر له أحد أن هذه المنشورات لا تأثير لها فى الحد الأدنى، وإن كان لها تأثير فهى عليه، فهذا أسلوب الجيوش المحتلة، حين تطالب سكان البلاد المحتلة بالاستسلام ورفع الرايات البيضاء، وهذا ماتفعله طائرات إسرائيل على غزة من حين وآخر، مين الحمار اللى بينصحكم بيها؟!
ضرب اعتصامى رابعة والنهضة لاقيمة له، بالعكس سيؤدى إلى تأجيج الثورة ودخولها فى مرحلة أعلى فى اتجاه الحسم، وإذا بدأتم بعد ذلك فى فتح النيران على المظاهرات التى ستنفجر فى كل مكان.. فهذا ممكن لمدة يوم أو اثنين، ولكن ستبدأ عمليات التمرد الواسع فى الجيش والشرطة؛ لأنهم لن يقتلوا أهلهم فى النهاية.
هل تريدون أن تجربوا؟ لقد جربتم ورأيتم النتائج منذ دخول قوات الجيش ميدان التحرير فى الأيام الأولى لثورة 25 يناير، حيث تم حرق 3 عربات عسكرية بالمولوتوف، ثم فى موقعة الجمل وشتى المعارك والمواقع حتى موقعة الجندى المجهول.. هل رأيتم الشعب يجزع أو يخاف؟ لقد انفكت عقدة الخوف يوم 25 يناير ولن تعود بإذن الله.. الخوف الآن من نصيب الطغاة.
الحل الأمنى
كثرة التفكير فى الحل الأمنى من علامات فشل الانقلاب؛ لأن الانقلاب العسكرى فى التاريخ هو عملية جراحية خاطفة لنقل السلطة، وتستقر سريعا، إذا لم يستقر الانقلاب خلال أيام قليلة جدا (أول 24 أو 48 ساعة) يكون قد فشل، لأن الانقلاب العسكرى عملية غير شرعية، وأشبه بعملية النشل، فإذا لم ينجح النشال بخفة يده فى سرقة المحفظة خلال ثوان ويهرب فورا من موقع السرقة، تكون العملية قد فشلت، فإذا تعثرت أصابعه فى جيب أو فتحة عروة أو حزام المجنى عليه، فسيشعر به، ويهتف: حرامى..حرامى، وتكون فرصة الهرب معدومة، خاصة إذا كانت الواقعة فى أتوبيس.
السيسى محدود الأفق بالرؤية الأمنية.. كان لابد أن يفشل؛ لأن نجاح الانقلابات يرتبط بالظروف السياسية وليس بسبب الشطارة أو الحداقة، لقد نجحت المخابرات الأمريكية فى انقلاب شيلى ضد سلفادور الليندى، ولكنها فشلت فى انقلاب ضد شافيز لاختلاف الظروف السياسية أساسا، حتى أمريكا ياسيسى بطلت انقلابات عسكرية فى أمريكا اللاتينية، مرة أخرى من الحمار الذى ورطك؟!
الحل الوحيد لنجاتك أن تعتذر للشعب وتطلب المغفرة من الله ثم من الشعب، وأن تتقدم لرابعة العدوية بدباباتك للانضمام إلى الاعتصام، ولكن هذا المشهد لم يحدث فى التاريخ، لم نسمع عن قائد انقلاب فعل ذلك، فهو يخاف الإعدام والضرب بالبلغ على أقل تقدير، وتأخذه العزة بالإثم.
كثرة التفكير فى الحل الأمنى معناها أن الانقلاب قد فشل، فالانقلاب الناجح يسيطر على الموقف خلال ساعات، ثم يبدأ فورا فى إدارة البلاد، ثم يبدأ فى تلقى الاعترافات الدولية بالأمر الواقع، وهذا الانقلاب السيسى لم يتحقق له أى ركن من هذه الأركان الثلاثة،فبمجرد وقوع الانقلاب حدث انفلات أمنى مبالغ فيه، وصل إلى حد خروج سيناء من تحت السيطرة الأمنية والعسكرية بصورة كاملة،(والعجيب أن الانقلاب يشارك فى ذلك، حيث تقوم قوات جيش فى سيناء بضرب قوات شرطة لتأكيد أن الإرهاب انتشر!!)، بل خرجت مطروح وكل محافظات الصعيد فورا من تحت السيطرة السياسية للانقلاب، والصعايدة والبدو الكرام لم يخرجوا بعد كل مافى جعبتهم، أما فى وسط القاهرة والدلتا وخط القناة فالمظاهرات عارمة وبالملايين، ولكن طائرات الجيش لاتصورها والفضائيات ممنوعة من تصويرها، وتظهر فقط على اليوتيوب.
الركن الثانى: إدارة البلاد، لانجد على الأرض أى سيطرة حقيقية لحكومة البلاد على الأرض فى أى مجال من المجالات، الطرق والسكك الحديدية غير منتظمة، العمل غير منتظم، لامشروعات أو استثمار أو سياح منذ شهر، البورصة تتهاوى، أقصى شىء يستطيع أن يفعله مجلس وزراء الانقلاب هو مجرد أن يجتمع لتفويض السيسى ووزير الداخلية التعامل مع الشعب، خسائر الانقلاب حتى الآن 120 مليار جنيه، السحب والاستدانة من البنوك بلا ضابط، الاحتياطى النقدى يتلاشى، الرحلات الجوية فى انكماش مستمر.. إلخ.
الركن الثالث: الاعتراف الدولى: فى متابعاتى السياسية لم أجد عبر التاريخ انقلابا فاشلا بهذا الحجم (إلا انقلاب الحزب الشيوعى على يلتسين فى روسيا)، من المفترض فى دولة بحجم مصر أن يعترف العالم سريعا بالانقلاب حرصا على مصالحه فى مصر، ولكن العالم الخارجى لم يحتج لمجهود كبير ليكتشف أن هذا الانقلاب غير مستقر على الأرض،على الرغم من أن أمريكا اعترفت به عندما قالت إنه ليس انقلابا!! وهذا من ضمن تراجع وزن أمريكا فى العالم،فلم يعد موقفها مهما أو موجها فى حد ذاته، فكل طرف يبحث عن مصالحه، وعلى الرغم من أن أوروبا اتخذت موقفا مشابها لأمريكا إلا أنها كانت أكثر سرعة فى التراجع، أرجو أن يكون واضحا أن الانقلاب حصل على موافقة أمريكية صريحة، وأى مواقف أخرى تعكس الارتباك الأمريكى فى التعامل مع مستجدات الفشل، ومايهمنا أكثر هو الفضيحة الإفريقية لمصر، بتجميد عضوية مصر، وحضور وفد إفريقى للتحقيق فى وضع النظام السياسى فى مصر، وهذا الوفد يضم أعضاء من مالى وبتسوانا وجيبوتى لبحث مسألة الانقلاب العسكرى، ولرفع تقرير للاتحاد الإفريقى بخصوص استمرار تجميد عضوية مصر،وهذه لغة دبلوماسية لوصف وضع مصر تحت التحقيق الإفريقى!!
وأوضح كونارى -رئيس الوفد وهو من مالى-أن تبنى هذا القرار(تجميد عضوية مصر) ليس معناه أنه ضد مصر، والحقيقة أن الاتحاد الإفريقى اتخذ قرارًا فى عام 2000، الذى دعمته مصر؛ لأن إفريقيا كانت تعانى من وباء الانقلابات العسكرية فى القارة ما تطلب وضع نهاية لهذا الوباء، ويتم تنفيذه على الفور عند انتهاكه فى أى دولة، وقد طبق منذ أربعة أشهر على جمهورية إفريقيا الوسطى.
وأشار إلى أن الوفد جاء ليستمع لكل الأطراف والإسهام فى دعم توجه شامل؛ لأن إفريقيا لا ترى إلا مصر واحدة، وهى بلد التسامح والتعددية ومنفتحة، وأن المصريين ليسوا شعبًا عنيفًا وهذا لايعنى أن نكون حذرين حتى لاتنزلق مصر إلى العنف والانقسامات والتفكك.
وقال كونارى:إن الوفد سيأخذ وقته، وإنه سيأتى لمصر عدة مرات(!!). مؤكدًا أنه لمس فى مصر الاهتمام بالتعددية على الرغم من الاختلافات السياسية والدينية ورفض العنف والحاجة إلى احترام الحريات، والخوف من أنه إذا لم تحدث مصالحة فإن البلاد سوف تتجه نحو الحرب الأهلية ودعم المصالحة الشاملة دون إقصاء، وهذا مهم فى المرحلة المهمة من تاريخ البلاد.
من جانبه، قال فيستوس موجاي -رئيس بتسوانا السابق-: إن وفد لجنة حكماء إفريقيا التقى الليلة الماضية، الرئيس محمد مرسى الذى شرح له الغرض من الزيارة، وهو الانخراط مع كل الأطراف فى مصر، وتحدث مرسى معهم، وقال لهم: إنه تمت الإطاحة به من السلطة وأنه يشعر بالظلم.
وأضاف فيستوس موجاى:إن الوفد أكد لمرسى أنه كزعيم عليه أن يسهم فى تحقيق السلام ومنع العنف، وأنهم لايلقون اللوم على أى شخص لوقوع العنف، وأنهم يدعمون فتح حوار مع كافة الأطراف للتوصل إلى حل سلمى للوضع الراهن فى مصر، فرد عليهم مرسي، إنه لايمكن له فعل أى شىء فى الوضع الحالى لأنه لايتصل بكثير من أتباعه، وليس على تواصل مع الإعلام، ولكن الوفد ضغط عليه أن يفعل ما فى وسعه لإقناعهم لتحقيق السلام فى البلاد.
هل كنت أخى القارئ تتوقع أن يحدث هذا لمصر؟ هل كنت تتخيل ذلك حتى فى الكوابيس وأضغاث الأحلام؟!
******
المهم: علينا أن نتعامل مع الانقلابيين بمنتهى الحزم، ولابد أن يسلموا الحكم للرئيس الشرعى المنتخب بلا قيد أو شرط، وأن يحاسبوا على مافعلوه، وهم لايحتاجون منا لنصيحة الهرب، فهم بإمكانهم أن يهربوا مثل حسين سالم ويوسف بطرس غالى، ومبارك كان يمكن أن يهرب بسهولة ولكنه استمر فى مصر بضمان المجلس العسكرى وأمريكا، أما أنتم فلا ضمان لكم، وأيضا لابد من محاكمة مبارك وأعوانه الأساسيين من جديد.
اصبروا فى الميادين والشوارع.. لا تسألوا عن موعد للرجوع للبيوت، فهذه معركة حياة أو موت بالمعنى الدنيوى، ومعركة الأبدية: الخلود فى الجنة بالاستشهاد فى سبيل الله والتمسك بالأمانة التى عرضها علينا الله وقبلناها، أو الخلود فى النار بالسجود أمام بيادة العسكر لأن عندهم العذاب المباشر القصير المدى جدا، إن السجود أمام البيادة هو شرك صريح بالله فاحذروه.
(وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِى عَزِيزٌ)
******
لاتعارض بين الجهاد مع الإخوان والاستشهاد معهم وبين إعلان خلافاتنا معه نحن نجاهد مع الإخوان المسلمين فى الخندق نفسه، ومع كل الفصائل الإسلامية والوطنية لتحقيق الأهداف المشروعة التى تجمعنا، ويعذر بعضنا بعضا فى الخلافات بيننا (حسب القول الشهير للشهيد حسن البنا)، والخلافات لابد أن تكون معلنة؛ لأنه لاتوجد اجتماعات ثنائية بين حزب العمل والإخوان وحزبها الحرية والعدالة منذ اجتماعات التنسيق الانتخابى لمجلس الشعب الفاشلة، ولكن الأهم من ذلك أن الخلافات لابد أن تكون علنية؛ لأنها خلافات حول الاجتهاد فى العقيدة وانعكاس ذلك فى السياسة، ولابد لجموع الشعب أن تكون على بينة من الخلاف حتى تنحاز وتدفع إلى الأصوب من وجهة نظرها، أما القول بأن ذلك (مش وقته) كيف؟! بل هو وقته ونص!! لأن الخلاف حول ماذا سنفعل بعد عودة مرسى، ولانريد أن نكرر خطأ التركيز على إسقاط مبارك دون تحضير للبديل، ولتوضيح ذلك نقول: إن وثيقة العدالة والاستقلال توضح رؤيتنا، والجمهور يوافق عليها، فسألوا قيادة الإخوان لماذا لاتوقع عليها؟ لماذا لاتوقع على إلغاء كامب ديفيد وإلغاء التطبيع مع العدو الصهيونى الذى استمر فى عهد مرسى، وعلى إلغاء المعونة الامريكية والأوروبية المذلة، نحن غير متمسكين بصياغة محددة؟.. فليكتب الإخوان وثيقة أخرى بلغة أخرى ولكن بلمضمون نفسه.
نحن مع عودة الرئيس مرسى الرئيس الشرعى بلا قيد أو شرط، وأن يكمل مدته حتى النهاية: 4 سنوات.
نحن مع عودة مجلس الشورى والدستور، ولايعدل الدستور إلا بالطرق المنصوص عليها فيه.
ولكن يجب أن يعترف الإخوان بأخطائهم (وضمنا الرئيس مرسى)، ونحن لانعيب أن مرسى كان يتشاور مع الإخوان، فهذا حزبه الذى رشحه، والذى انتخب على أساس برنامجه، ولاعيب فى التشاور معه بل هو واجب؛ لأن الإخوان هكذا كانوا الحزب الحاكم، واصطلاح الأخونة شعار مخادع ولا معنى له بالمعايير الديمقراطية.
نحن مع عودة الرئيس مرسى بلا شروط، ولكن لسنا مع عودة المفاوضات مع صندوق النقد الدولى، ولكننا لانعارضه بطريقة تمرد، ولكن من خلال صناديق الاقتراع، وهذا ينطبق على كل النقاط التالية.
نحن مع عودة الرئيس مرسى بلا شروط، ولكننا سنعارضه وسننافس الإخوان انتخابيا، إذا ظلوا يقولون إن العلاقات مع أمريكا استراتيجية، ويحصلون على المعونات منها ومن أوروبا، ونحن لسنا شعبا من اللاجئين.
نحن مع عودة الرئيس بلا شروط، بل على استعداد أن نموت فى هذه القضية دفاعا عن الشرعية (وهى شرعا فى هذا المقام قرار الشورى)، ولكننا سنظل نعارضه فى استمرار العمل باتفاقية الكويز: التعاون التجارى والصناعى مع إسرائيل.
وحتى لانطيل..يمكن الرجوع لوثيقة العدالة والاستقلال.. هذه بيننا وبين الإخوان.. وبيننا وبين الشعب.. والله من قبل ومن بعد شهيد علينا (قُلْ كَفَى بِاللهِ بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ).
شباب وأعضاء حزب العمل كانوا فى الصف الأول
وقف شباب حزب العمل بضميرهم الحى ودون تعليمات من القيادة المركزية فى الصفوف الأولى فى أثناء الهجوم الإجرامى للجيش والشرطة على منطقة الجندى المجهول، وكان لهم دور كبير فى صد العدوان لمدة 7 ساعات بين منتصف الليل حتى السابعة صباحا، فى إلقاء الحجارة، ونقل المصابين، ونقل الشهداء الذين سقطوا بين أيديهم، وكان النقل يتم بالسيارات الخاصة لبعض أعضاء الحزب وأيضا بعض الموتوسيكلات، بينما كان البلتاجى وغيره على المنصة المركزية يطالبون الناس بعدم الذهاب للمواجهات، فى حين لو ذهب المعتصمون بأعداد أكبر لكان قذف الحجارة أكثر وطرد المجرمين أسهل لأنهم كانوا يخشون الحجارة ويفرون منها، ولاشك أن بعض أعضاء الإخوان لم يستجيبوا لنداء المنصة المركزية وذهبوا للمواجهة، وأخيرا قرر الإخوان الساعة 7 صباحا أى بعد 7 ساعات من المواجهة إرسال ألف عنصر للتصدى للهجوم!! ولدى شباب وأعضاء حزب العمل إصابات عديدة، ولدينا عضو فى حالة حرجة بأحد المستشفيات معرض لبتر أجزاء من الطحال والأمعاء لإصابته بطلق نارى فى البطن، شفاه الله وكل المصابين.
نحن مع اعتصامى رابعة والنهضة حتى النفس الأخير، والخلاف مع سياسات وتكتيكات الإخوان لايؤثر على هذا الموقف المبدئى.
وهذه هى طبيعة العمل فى الجبهات الشعبية، حيث يكون التنسيق بين قوى مختلفة فى الآراء على أهداف كبرى مشتركة.
نحن مع قواعد الإخوان التى تقول لا نترك للميادين قبل تطهير الجيش والشرطة والقضاء والإعلام، وإعادة حبس مجرمى نظام مبارك (زكريا عزمى وصفوت الشريف وفتحى سرور..إلخ) وإجراء محاكمات ثورية لهم مع قادة الانقلاب الأخير، والذين هم فى الحقيقة استمرار لنفس المجلس العسكرى لحسنى مبارك، بل علمت مؤخرا أن طنطاوى وعنان يتابعان عمليا كل التآمر على مرسى من خلال مكاتب لهما فى وزارة الدفاع، وأنهما كانا فى تنسيق وثيق ودائم مع السيسى.
فى العلم السياسى الثورى هناك مصطلح: السير معا والضرب فى نفس الاتجاه، وهناك السير منفردين والضرب فى نفس الاتجاه، فإذا رفض الإخوان السير معا (بمعنى التنسيق الحقيقى) فهناك الطريق الآخر: السير منفردين والضرب فى نفس الاتجاه، طبعا هذا فيما يتعلق بمعركة القضاء على الانقلاب، أما بعد عودة مرسى إن شاء الله، وإذا لم يحدث تغير جوهرى فى السياسات الرسمية للإخوان، فسيكون لكل حادث حديث، أما إبراز الخلافات الآن فهو يتعلق بهذه المعركة (إسقاط الانقلاب) حتى لاتنتهى بمساومة ما مع العسكر والأمريكان، تعود بنا إلى نفس الأوضاع القديمة البائسة، والحديث متصل.
***********
اللهم اهدنا فيمن هديت.. وعافنا فيمن عافيت.. وتولنا فيمن توليت.. وبارك لنا فيما أعطيت.. واصرف عنا شر ماقضيت..
اللهم إنك تعلم أنه ماكان منا منافسة فى سلطان أو ابتغاء شىء من فضول الحكام ولكن لنرد المظالم عن دينك وننصف المظلومين من عبادك ونقيم المعطلة من حدودك، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه.
magdyahmedhussein@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق